أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - الإلياذة: مقتل باتروكلوس (فطرقل)















المزيد.....

الإلياذة: مقتل باتروكلوس (فطرقل)


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 5204 - 2016 / 6 / 25 - 15:50
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



دامت الحرب بين أهل طروادة والإغريق مدة عشر سنوات. فشل الإغريق في أول الأمر في أخذ المدينة. بعد أن علموا بأن أخيل هو الذي سيحقق لهم النصر، حسب نبوءة أحد الكهنة، قاموا بالبحث عنه حتى وجدوه.

استطاع أوديسيوس أن يعثر على أخيل وعرض عليه أسلحة وخيولا فتحركت نفس أخيل لها، وانضم إلى جيش الإغريق.

استطاع أخيل أن يحقق انتصارات باهرة لجيش أجاممنون طوال مدة الحرب الحرب الضروس. بعد إحدى المعارك، وجد جنود أخيل بنت ملك طرواده برسيس فاعطوها إلى أخيل. أحبها أخيل وبادلته هي الحب.

لكن أجاممنون أخذها لنفسه، ورفض إعادتها إلى أبيها. لذلك، احتدم الخلاف بين أخيل وأجاممنون. فقام أخيل باعتزال الحرب وتوقف عن القتال. ثم بدأت الهزائم تتوالى على جيش الإغريق.

بينما كان القتال العنيف يدور بين الإغريق والطرواديين، كان البطل أخيل يراقب من بعيد. كان يصغي إلى صخب المعركة، وينظر بعينين فاحصتين إلى رجال الإغريق وهم يتساقطون قتلا، كأوراق الخريف على الأرض، التي غطت بالأشلاء وصبغت بالدماء .

جاء باتروكلوس باكيا إلى أخيل، فبادره بالسؤال: "لماذا تبكي يا باتروكلوس إنك تشبه، طفلة تجري إلى أمها، تلتصق بها وتمسك بردائها، وتتبعها أينما تسير. تنظر إلى أمها بعينيها المرغرغتين بالدموع، ولا تكف عن البكاء إلى أن تحملها الأم بين ذراعيها. هذا هو حالك يا باتروكلوس."

لكن باتروكلوس ظل يبكي وينتحب وهو يجيب بصوت متهدج: "هنا يسقط أشجع شجعان الإغريق بين قتيل وجريح. ألا تأخذك بهم شفقة يا أخيل؟ ألا يزعجك أننا على وشك الهزيمة؟

إذا ظللت واقفا هكذا، متخاذلا ومترددا، بعيدا عن حومة الوغى ولهيب المعركة، أرجوك وأتوسل إليك، أن تعطيني سلاحك، وترسلني للقتال نيابة عنك. لعل الطرواديين يحسبونني أنا أنت، فيصابون بالرعب ويتم لنا النصر."

أجابه أخيل، وقلبه يعتصر حزنا عليه: "لقد سلبني الإغريق جائزة النصر، يا باتروكلوس. حرموني من حبيبتي برسيس. لكن دع الماضي وشأنه. فما قد مضى قد فات. ولا يستطيع أحد أن يظل غاضبا أبد الدهر. ما لم يقم الطرواديون بحرق سفني، سأظل متجنبا القتال، وواقفا على الحياد.

لكن، خذ، يا باتروكلوس، سلاحي. وقم بقيادة جنودي لحماية سفني من الطرواديين. واترك مطاردتهم على الأرض، لجنود الإغريق الآخرين."

بينما كان أخيل يلقي بنصائحه لباتروكلوس ويسلمه سلاحه، كان الطرواديون يندفعون غاضبين، يتسلقون سفن الإغريق وهم يحملون شعلات اللهب لحرقها. حينئذ، صرخ أخيل بأعلا صوته: "أسرع يا باتروكلوس. إنهم يحرقون السفن. احمل عتادك، وسأقوم أنا بأمر جنودي بمواصلة القتال."

ارتدى باتروكلوس واقي الصدر ولبس خوذته وحمل درعه وسيفه، وأمسك رمحين طويلين بيديه. ثم ركب عربة أخيل الحربية، مع قائدها، أوتوميدون، أمهر وأشجع سائقي العربات الحربية. بسرعة الرياح الغربية، انطلق حصاني أخيل يجران العربة نحو المعركة.

لبى جنود أخيل نداء الحرب بسرور بالغ. فهم جنود بواسل يقاتلون مثل الذئاب الجائعة. صرخ فيهم أخيل قائلا: "تلومونني كثيرا بسبب حجبكم عن القتال. هذه هي فرصتكم للعودة للحرب التي تعشقونها".

ذهب جنود أخيل إلى المعركة يقودهم باتروكلوس، وذهب أخيل إلى خيمته ليقدم القرابين إلى كبير الآلهة زيوس. بينما نشط الإغريق وأخذوا يغادرون سفنهم ويذهبون في كل اتجاه، مثل ذنابير غاضبة، خرجت لكي تهاجم الصبية التي ترمي عشها بالأحجار.

قبل أن يستعمل باتروكلوس سيفه، وبعد أن شاهد رجال طروادة أسلحة أخيل تبرق في وهج الشمس، أصابهم الرعب وتملكهم الخوف ولاذوا بالفرار.

تم طرد الجنود الطرواديين من سفن الإغريق، وأخمدت النيران التي أشعلوها بالمراكب، وعادوا إلى خنادقهم لمواصلة القتال والدفاع عن مدينتهم. في كل مكان، تجد أحصنة تتلوى من الألم ورجال تعاني سكرات الموت. جنود أخيل بقيادة باتروكلوس، كانوا يعبرون بعرباتهم الحربية فوق الأشلاء، وهم يقتربون من أسوار طروادة لمطاردة هيكتور أمامهم.

كان قادة الطرواديين يسقطون الواحد بعد الآخر أمام باتروكلوس المدجج بأسلحة أخيل والمدعم بجنوده. قائد واحد طروادي فقط، هو الذي وقف في مواجهة باتروكلوس، هو ساربيدون.

وقف ساربيدون بثبات يصرخ في جنوده قائلا: "إلى أين تفرون أيها الجبناء؟ ياله من عار! سأقوم أنا بنفسي بقتال هذا الرجل الذي دمر عتادنا وقتل رجالنا وجعلهم يتساقطون كالذباب."

من عربته، قفز كلا من ساربيون وباتروكلوس. رمى باتروكلوس أولا رمحه صوب ساربيون. أخطأه ولكن الرمح قتل قائد عربته. حينئذ، رمى ساربيدون رمحه فأخطأ باتروكلوس ليقتل فرس أخيل بيداسوس. صرخ بيداسوس صرخة عظيمة وسقط على الأرض وهو يركل بأرجله حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

رمى ساربيدون الرمح مرة أخرى، فمر من فوق كتف باتروكلوس اليسرى ولم يصبه. لكن باتروكلوس لم يخطئ هذه المرة. رمى رمحه ليخترق قلب ساربيدون. فسقط جثة هامده كأنه جذع شجرة أسقطها الحطاب ببلطته. لفظ أنفاثه الأخيرة وهو يقبض بيديه على التراب المضرج بدماء القتلى.

مقاتل بعد مقاتل كانوا يسقطون أمام باتروكلوس. تسع رجال من أفضل المحاربين الطرواد، تم قتلهم بواسطة باتروكلوس. بعد ذلك، حاول باتروكلوس تسلق أسوار طروادة.

ثلاث مرات حاول باتروكلوس تسلق الأسوار، وفي كل مرة كان الإله أبوللو يدفعه للخلف. في المرة الرابعة، صرخ فيه أبوللو بغضب، وحذره من المحاولة. في هذه اللحظة، اندفع هيكتور صوب باتروكلوس بعربته الحربية.

قفز باتروكلوس من عربته واتجه صوب عربة هيكتور، وأخذ يقزفها بالحجارة. أصابت إحداها عين سائق عربة هيكتور فأردته قتيلا. قفز هيكتور هو أيضا من عربته لكي يواجه باتروكلوس راجلا. أسرع باتروكلوس وصعد إلى عربة هيكتور لكي ينزع أسلحة السائق القتيل. لكن هيكتور أمسك برأس القتيل وجذبه بعيدا عن باتروكلوس.

حدث هذا بينما كانت السماء تمطر بالحراب والرماح. لقد ثار غبار المعركة وعلا صوت صليل السيوف وارتفعت الضوضاء كأنها آتية من أشجار تسقطها العاصفة في الغابة. عندما مالت الشمس نحو المغيب، كان النصر قد تحقق للإغريق.

ثلاث هجمات قام بها باتروكلوس نحو تجمعات الطرواديين. في كل هجمة، كان يقتل تسعة مقاتلين. في الهجمة الرابعة، واجه الإله أبوللو بنفسه. لم يكن باتروكلوس يعرف أنه يواجه أبولو في المعركة.

من الخلف، جاءته ضرب مميته أصابت كتفيه، اسقطت خوذة أخيل من على رأسه. وقعت على الأرض وتدحرجت تحت حوافر الخيل. من الأمام، جاءه رمح هيكتور، يخترق صدره لكي يسقط صريعا في حومة الوغى.

هنا صرخ هيكتور بنشوة النصر قائلا: "أنت الذي تفتخر وتقول بأنك ستقوم بتدمير مدينتي، هنا تموت وستنهش النسور جثتك"

مع أنفاسه الأخيرة، جاءت نبوءة باتروكلوس إلى هيكتور:
"لست أنت الذي تسبب في موتي يا هيكتور. إنني استطيع التغلب على عشرين مثلك. لكن الآلهة هي التي قتلتني. ومع هذا، فأنا أخبرك بأنك لن تعش طويلا. الموت قريب منك يا هيكتور. ستذوقه على يد أخيل"

لقد قتل باتروكلوس بينما الأخبار المحزنة تصل على جناح السرعة إلى أخيل، لكي تخبره بأن أعز أصدقائه قد قتل في الحرب.

وللحديث عن رائعة هومير، الإلياذة بقية. فإلى اللقاء.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن نتجه إلى دولة دينية؟
- الإلياذة: القتال بين باريس ومينلاوس
- الإلياذة لهوميروس 1
- القرية المصرية في الزمن الجميل
- فاطمة ناعوت وازدراء الأديان
- ما هكذا يا سيسي تورد الإبل
- هل الديمقراطية شئ ضروري؟
- تطور الأخلاق
- تطور الفكر الديني في القرن التاسع عشر
- طيور لا تبني عشوشا
- طيور تبني حضانات للبيض
- نعم مصر دولة علمانية بالفطرة يا شيخ برهامي
- هيكوبا - ليوريبيديس
- ثلاث قطع نقود - بلاوتوس
- أساطير السماء – برج الدجاجة
- أساطير السماء – برج العذراء
- أساطير السماء – برج الدلو
- أساطير السماء – برج الدلفين
- أساطير السماء – برج الحمل
- أساطير السماء – برج الأسد


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - الإلياذة: مقتل باتروكلوس (فطرقل)