أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها















المزيد.....

ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5204 - 2016 / 6 / 25 - 09:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



تتحدث الباحثة ا. س . سفينسيسكايا في كتابها المعنون :
( المسيحيون الاوائل والامبراطورية الرومانية )- ترجمة :د . حسان ميخائيل اسحق – ط 3 – 2010- الناشر: دار علاء الدين – دمشق .
عن رسائل بولس وعن واقع المجتمعات في الامبراطورية الرومانية .من الوجهة النظرية كان على الجماعات المسيحية الاولى ان يكسبوا العبيد .لقد كان هؤلاء غرباء في المجتمع الروماني, او بتعبير ادق , كانوا الحلقة الاضعف والهشة في المجتمع الروماني .

مهما كانت مكانة العبد في المجتمع الروماني , سواء اكان عبدا يمتلك عبيدا آخرين , ام عبد ريفي يرزح تحت الاغلال , فانهم في كل الاحوال مجرد اشياء من جملة المقتنيات التي يملكها السيد المالك للعبد .انهم بضاعة تباع وتشترى .

لم يعالج بولس في رسائله مسالة العبودية معالجة جذرية ومستقلة , ولكن رسالته الاولى الى الكورنثيين تقول ( اذا دعيت عبدا فلا تبتئس , ولكن اذا استطعت ان تكون حرا فالافضل ان تفعل . لان العبد المدعو في الرب , هو سيد حر , تماما مثلما الحر المدعو عبدا للمسيح ).في وجهة نظري المتواضعة واستنادا الى نص بولس هذا لم تكن مسالة تحرر العبيد مطروحة من قبل بولس , كما ان العبودية للمسيح تصبح مسالة اعتيادية وليست امرا معيبا كما في ايامنا هذه .

لقد كان بولس والمسيحيون الاوائل في القرن الميلادي الاول في انتظار نهاية العالم ومجيء المسيح المخلص ( ابن الانسان )و وقيام مملكة الله ( ملكوت الله ). لذلك لم يلتفت بولس الى تفاصيل الحياة اليومية . وفضل بقاء الشابات والشباب على عزوبيتهم وعدم الزواج والانجاب .

في رسالته الى فيلمون يطلب بولس من فيلمون ان يستقبل العبد آنسيموس الذي ترك سيده وصار اخا لبولس في المسيح, وان يعامله كاخ حبيب . ويزعم بعض العلماء ان انسيموس نال بعد ذلك حريته . وبما انه كان شابا فقد شغل مكانة متميزة بين المسيحيين في افسس . اذ بات اسقفا ومات بعد ذلك بنحو نصف قرن .

ورد اسمه في رسائل اغناطيوس الانطاكي ( القرن 2 م ) الى اهالي افسس . ومن الواضح انه كان بمقدوره ان يحتفظ برسائل بولس المبعثرة , بما فيها تلك الرسالة التي حققت له حريته .
ولا شك في ان هذه الرواية الرومانية لقصة احد العبيد تستحق الاحترام على ضوء تبجيل المسيحية في القرن الميلادي الثاني لذكرى الرسول بولس .

الانجيل في رسائل بولس

ان الدعوة الى المسيح بقيت شفاهية الى مابعد صلب المسيح ربما بعشرات السنين .. ان كلمة ( انجيل ) لم تكن تعني النص الانجيلي المكتوب , مثلما لم تكن كلمة (اقرا) تعني قراءة نص مدون وصل محمد عن طريق جبريل .

لقد كانت كلمة ( انجيل ) تعني بكل بساطة البشارة بيسوع , باعتباره المسيح المخلص وفادي البشرية . وهذا هو معنى هذه الكلمة في رسائل بولس الذي لم يستند ولو مرة واحدة الى انجيل مكتوب .

في رسالته الثانية الى الكورنثيين , يقول بولس (اذا جاء احد واخذ يبشر بيسوع آخر , غير الذي نبشر نحن به .او ببشارة اخرى- انجيل اخر – لم نعتمدها لكنتم متسامحين معه كثيرا ).وبهذا المعنى استخدمت كلمة ( انجيل ) في رسالة بولس الى اهالي روما ( رومية ) . ولم تستخدم كلمة انجيل من الاصل الاغريقي ( ايفنجيلي = بشارة ) ,بمعنى النص الانجيلي المكتوب ,قبل القرن الميلادي الثاني .

بقيت الروايات الشفاهية متداولة حتى في الحقبة التي ظهرت فيها الكتب , مثلما اورد ذلك يوسفوس القيصري في كتابه ( التاريخ الكنسي )والذي نقل قول بابيوس الذي جمع في النصف الاول من القرن الثاني الميلادي القصص الشفاهيةعن يسوع وتلاميذه من الحواريين .لقد استخدم العلماء شتى المناهج لتحليل النصوص العائدة الى اناجيل العهد الجديد الاولى على وجه الخصوص . وابرزوا فيها مجموعات مختلفة من الروايات : اقوال يسوع , القصص التعليمية , قصص المعجزات التي صنعها يسوع , واعتبرت نصوص العهد القديم ( تنخ )جزء لايتجزا من الرواية الانجيلية.وهذا ينسحب على كتب الانبياء .

راى بعض الباحثين ان اولى المدونات المسيحية لم تكن سوى نصوص مقتبسة من كتب العهدالقديم . تلك النصوص تتحدث عن مجيء المسيح المخلص ( مسيا ) , والتي دعيت بشهادات الانبياء . ولم يكن من الصعب ان تحفظ هذه النصوص شفاهيا . وكان يجب ان يظهر التباين بين المواعظ الشفاهية التي كان يلقيها مختلف الدعاة لاسباب منها انتقائية الذاكرة , ومنها موقف كل جماعة مسيحية ونظرتهم اللاهوتية ( الثيولوجية ) الى المسيح .

لقد تحدث متى عن يسوع على طراز موسى الجديد , جاء ليكمل الشريعة لا لكي ينقضها .وتحدث لوقا عن يسوع على طراز ايليا الجديد . وتحدث يوحنا في روايته عن يسوع كعارف غنوصي جاء لكي يعطي الاستنارة والعرفان للمؤمنين به .
لقد كان لكل مجموعة مسيحية (قصة يسوع )الخاصة بها . في تلك الظروف ظهرت رسائل بولس كاقدم المدونات المسيحية .

يرى الباحثون المعاصرون استنادا الى اسلوب الرسائل ومحتواها انها ليست كلها من تاليف بولس . من الرسائل التي كتبها بولس فعلا رسالته الى روما ( رومية ), ورسالته الاولى الى تسالونيكي , ورسالته الى فيلبي . ويضيف بعضهم رسالته الى فيلمون . اما رسالتي بولس الى تلميذه تيموثاوس فليست من كتابة بولس . كما لم يكتب بولس رسالته الى افسس والتي يختلف اسلوبها اختلافا تاما عن الرسائل الاخرى .

اما الرسالة الى العبرانيين فكما سبق ان كتبت سابقا , ليست برسالة , ولم يكتبها بولس , وليست موجهة الى العبرانيين .هذه الرسالة لاتشبه من حيث اللغة والمحتوى ماكتبه بولس من رسائل .هنالك من ياخذ بسبعة رسائل باعتبارها رسائل تمثل بولس . وهنالك من ياخذ باربعة رسائل , وهنالك من ياخذ ب(14)رسالة وينسبها جميعها الى بولس .

واحب التاكيد هنا بان الرسالة الى جماعة غلاطية من تاليف بولس وتتطابق من حيث المضمون مع رسالته الى روما في التبرير بالايمان .لقد شكك اوريجينوس وترتوليانوس في ان يكون بولس هو مؤلف الرسالةالى العبرانيين .

لم يتم اضفاء سمة القداسة على رسائل بولس وقت كتابتها , مثلما ورد ذلك في رسالة بطرس الاولى والتي دونت في القرن الميلادي الثاني , اي ان بطرس لم يكتبها شخصيا , وبحسب تحليلي لرسالتي بطرس فهي تتناقض وموقفه المؤيد للشريعة اليهودية. فرسالتيه تقترب كثيرا في جانبها اللاهوتي من رسائل بولس .يقول بطرس في رسالته الاولى (ان الجهلاء وضعيفي الايمان يهلكون نفوسهم ) اذ يجعلون ماجاء في رسائل بولس (شيئا ما لايعقل ).نجد في رسائل بولس اقوال ليسوع ليس لها دائما مايماثلها في الاناجيل القانونية ,والتي اتفق على تسميتها ب (اغرافا ) اي غير مكتوبة .

بعد تشتت المسيحيين بعد القضاء على الثورة اليهودية المسلحة ( 66 – 70 م ) ظهرت اناجيل من جنس جديد , روايات كانت نواتها موت يسوع على الصليب وقيامته في اليوم الثالث . وحول هذه النواة احتشدت اقوال يسوع وامثاله والنبؤات التوراتية عن المسيا . وترافقت كتابة حياة يسوع الحقيقية والمركبة متوافقة مع هذه النبؤات .

لقد انشا المسيحيون تاريخهم المقدس الخاص ولم يلتفتوا الى تدوين السيرة التاريخية الحقيقية . لقد تم جمع المزيد من المواعظ التعليمية والقصص وهي عملية تميزت بها الاناجيل القانونية .
تميزت الاناجيل القانونية بتوجهها اللاهوتي واستخدامها للتقليد الشفاهي .قام المسيحيون الاوائل بقراءة الاناجيل في اجتماعات المؤمنين . ثم ظهر في الكنائس اناس كتبوا التقليد ودرسوه وهكذا ورد في رسائل بولس الى افسس ان المسيح جعل بعضهم رسلا واخرون انبياء وبعضهم رعاة ومعلمين .

يشتمل كتالوج العهدالجديد على (27) سفرا , اي كتابا : الاناجيل الاربعة واعمال الرسل ,واربعة عشرة رسالة تنسب الى بولس , وواحدة الى يعقوب , واثنتان الى بطرس , وثلاثة ليوحنا , وواحدة ليهوذا .وتنتهي اسفار العهدالجديد برؤية يوحنا اللاهوتي ( سفر الرؤيا ), وهو من اسفار الاعلان والكشف الالهي الابوكاليبسي .

لم يتم اقرار قانونية اسفار العهد الجديد الا بعد نزاعات مريرة , بعد عدة قرون في مجمع لاوديكيا 263م ثم في مجمع قرطاجة 419 م . اي بعد قرون من ولادة المسيحية. ومما له دلالة انه لم يصل الينا اي مخطوط كامل من الاسفار التي دخلت في كتالوج العهد الجديد يمكن ان يكون مرتبطا ارتباطا مباشرا بمؤلفيها , او باول نساخها . وهذه الاشكالية نجدها نفسها في الاسلام وفي القران وكتب السيرة , والسبب هو الثقافة الشفاهية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السرقة والقتل بديلا عن العمل
- الرثاثة ضد صناعة الحياة
- الفاشية المجتمعية وهرميتها
- المثلية الجنسية مرفوضة مجتمعيا
- الالوهة تحت مجهر النقد والمساءلة
- مراسيم الحج قبل الاسلام ورموزها الجنسية
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق - ج 2
- الجنس : ذلك الثقب الاسود العملاق
- الجنس في القران : انزياح المفاهيم وانقلاب معانيها
- بين الحداثة وقيم المجتمعات القديمة
- انتهاك حقوق المواطنة والانسان :جزء من سيرتي الذاتية
- مكة بين التاريخ الاسطوري وحقائق التاريخ
- الفتنة تجدد نفسها
- الموسيقى في بلاد الرافدين ومصر
- بيئة مكة والمدينة والمطر
- بدايات المسيحية في فلسطين وخارجها
- تصنيع اسطورة عبدالله بن العباس
- صراع الاجيال والطبقة الوسطى المدينية
- التوظيف الايديولوجي للحديث النبوي - ج 3 والاخير
- يسوع من الناموس الى درب الصليب


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - وليد يوسف عطو - ستوب : وقفة مع بولس والمسيحية في بداياتها