أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايهاب السنجاري - سياسة الحرق .. بين ضياع المعالم و إبقاء الأثر ..














المزيد.....

سياسة الحرق .. بين ضياع المعالم و إبقاء الأثر ..


ايهاب السنجاري

الحوار المتمدن-العدد: 5203 - 2016 / 6 / 24 - 01:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن سَدَفت علينا سحاب الشؤم (داعش ) و أمطرت علينا الدماء و انبتت منها الممارسات الخالية من بذرة الرحمة التي بثها الله في أنحاء السماوات و الأرض للعيش بسلام و نحن نشهد الصور البشعة في فَقْدِ الأبرياء و المظلومين على يد هؤلاء الشرذمة مستخدمين فن التعذيب قبل الموت و التمثيل بعده و الفظاعات التي تقشعر لها الأبدان من رجم و قطع أيدٍ و سمل جفون و فقء عيون و قطع ألسن و الزج من بنايات مرتفعة الى قاع صَلِب ، و لعل ماتعدى الشناعة من اساليب هو .. الحرق ..
إن عدنا بعض الشيء إلى زمن أبي الأنبياء إبراهيم (ع) حينما تكالب عليه قومه ليلقوه في كوم حطب مشتعل أعدوه انتقاماً لآلهتهم التي لا نفع لها و لا ضر ، و لولا رحمة الله لكان إبراهيم (ع) رمادا .
تواتر هذا الموروث - الحرق- للعقاب حتى القرون الوسطى التي لم تَخلُ هي الأخرى من حرق الأحياء المعارضين للكنيسة من ( المهرطقين ) و السحرة و كل من سار عكس تيارها ، و ايضاً عصور ظهور الإسلام و التداعيات بين التصديق
و التكذيب و التحريم و الكراهة لحرق المرتدين كما ورد من قصص مشكوك بصحتها .. ربما! ، بَيْدَ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا تعذبوا بعذاب الله"
و " لا يعذب بالنار إلا رب النار" ، و عذاب الله المقصود هو في الآخرة على وجه الخصوص ، فلم نشهد عذاباً أو عقاباً من الله في الدنيا على قوم ظالمين او عاصين بالحرق ، فهو إما بالغرق أو جعل القرى عاليها سافلها أو إمطار حجارة من سجيل
و غيره ..
لعل من يُعَذِب بالنار في الدنيا أراد أن يعتلي منصة الألوهية و يتحكم بمقدّرات البشر حساباً أو دفاعا .. ربما ! ..
هكذا نجد هتلر و ما قام به بمحرقته الكبرى لليهود ، حيث يقول بعض الباحثين : "وجد هتلر أن العقيدة اليهودية المعبر عنها بالتعاليم الماركسية تنكر قيمة الإنسان الفردية، كما تنكر أهمية الكيان القومي و العنصري، مما يؤدي إلى تجريد البشرية من العناصر اللازمة لإستمرارها و لبقاء حضارتها، وهكذا آمن هتلر بأنه بدفاعه عن نفسه ضد اليهود، إنما يناضل في سبيل الدفاع عن عمل الخالق في الدفاع عن الجنس البشري كله".
اشتد وطء الحرق في عصرنا و لا يخفى على القارئ النماذج التي شوهدت على مرآى و مسمع الرأي العام و الدولي راح ضحيتها العديد ممن لا ناقة لهم و لا جمل في صفقات تحت الطاولة الكبرى و الإتفاقيات التي تُبرم على حسابهم وحساب ابناء جلدتهم من قِبل أفعى متعددة الرؤوس ، لن ننسى الشهداء كل من معاذ الكساسبة الطيار الأردني الذي تلذذ داعش في تصويره و هو يحترق و الـ ( ٢١) جندي عراقي الذين حُرقوا على يد أبناء الغاوية ..
كل ذلك يصب في إضمار معالم البشرية و إيقاد الوحشية التي أكلت الأخضر
و اليابس و رفع راية (الفتنة) ..
لم يقتصر الحرق على الأحياء فقط فهناك مجالات اخرى له ، فحرق مؤسسات العِلم و المعرفة و التأريخ لا تخلو بشاعة و ارهابية هي الأخرى من سابقتها ، فإضرام النيران في آلاف الكتب في المتاحف والمكتبات والجامعات في مدينة الموصل بالعراق من كتب الفلسفة و القانون و الشعر هي خطوة اخرى للتطهير الثقافي و طمس هويه المدينة بالكامل كما التدمير الممنهج للتراث و اضطهاد الأقليات أمور اخرى تهدف إلى حرق التنوع الثقافي الذي هو روح الشعب العراقي ..
كذلك العبث بإقتصاد البلد و مستحقاته المتمثل بحرق المصارف كمصرف الرافدين
و البنك المركزي العراقي و البنوك الأخرى بـ ( تماس كهربائي ) مرة تلو مرة ..
( هو العراق شايف كهرباء حتى يصير تماس !!! ) .. ماعلينا ..
و ما شهدناه من التصرفات الشخصية الهمجية التي قامت بها مجاميع ضالة في قضاء سنجار بعد تحريره من حرق منازل المواطنين الذين اغلبهم نازحين في كورستان و محافظات العراق بعد نهبها ، و غيرها من المناطق الأخرى التي شهدت ذات العمل ..
كل ذلك حرق ، بفعل فاعل ، بنيّة دثر الأخطاء ، أو تفريغ شحنات كراهية ، انعكست كل الأسباب على واقع تشتت به الآراء لصالح من لهم مصالح و اصبحت الفتاوى يتشدق بها القاصي و الداني .. ضد أو مع .. هي فاتورة يدفعها الفقراء في البلدان فقراً و دماً و دمعاً و تشرداً و تهجيرا ، فمهما اضاع الرماد المعالم .. فسيبقى الأثر .. مادياً او معنوياً .. و كلٌ له حساب ..

----------------------------------------------------------------
[email protected]
Facebook : Ehab Anan Sinjary



#ايهاب_السنجاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعبثي ..
- و أتى آذار
- قديس تهيم
- شهقة صمت
- امرأة من قصيد
- عجعجة كأس
- تكوينتي انتِ
- تخبطات
- مبالاة راحل
- لقاء زيزفونة
- يا ليلتي
- ذاك الهوى
- تسو ... نامي بغداد !! 
- عَسفُ وَطَنْ
- (( وَسمْ ))
- ديكارتية الحوار


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ايهاب السنجاري - سياسة الحرق .. بين ضياع المعالم و إبقاء الأثر ..