أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل الخطيب - رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست















المزيد.....

رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 1398 - 2005 / 12 / 13 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يروى الكثير عن بعض "الموظفين" السوريين الذين خدموا في السفارة السورية في بودابست منذ أكثر من عشرين سنة وحتى الآن, وتلك الأحاديث قد تكون مسندة وموثوقة أكثر من أحاديث "بخاري وأبو هريرة", ويعرفها الكثير من السوريين المقيمين في هنغاريا, والبعض تحدث ويتحدث عنها همساً أو خجلاً أو خوفاً من عاقبة لا تحمد!
ويذكر أنه قبل أكثر من عشرين عاماً كان راعي "الموظفين" حينها رجل مناضل وأخٍ لرجلٍ مناضل أكثر منه, وأكبر منه مكانة حزبية وقيادية في البلاط الحزبي, هذا الرجل المشرق الوجه والأخلاق كان مشرقياً أكثر من كل المشرقيين وكان ملتزمٌ " بالأخلاق الشرقية" التزامه بحزبه وقائده.
وفي تلك الفترة- كموظف أول- أعطى منحة دراسية لفتاة يتيمة وقريبة له لإتمام دراستها, وجاءت الفتاة القريبة من دم الرجل وبدأت تحضير دراسة الدكتوراة في الجامعة التي كنت أدرس فيها, وبعد شهور قليلة جداً يبدأ "الرمز المشرقي" الإيقاع بالفتاة, وبعد أخذٍ وردٍ كان طلبه واضحاً " إمّا أن تكون عشيقته أو يقطع المنحة الدراسية" ورغم أن العجوز العربيد كان أكبر من والد الفتاة المتوفى لم تمنعه لا أخلاقه السياسية ولا الوظيفية ولا كبر سنه عن تلك المحاولات,
والنتيجة أنه عندما لم يستطع قطع" دكّة" الفتاة قطع المنحة الدراسية وعادت اليتيمة إلى سوريا الأسد بدون دراسة عليا, لكنها تعلمت درساً في النضال والأخلاق والعزة المشرقية! تاركة وراءها أسئلة معلقة في الهواء بلا ردود في الجامعة!
وللحقيقة أيضاً كان هذا العتيد قد تزوج من سكريتيرته الأجنبية كزوجة ثانية على أساس القانون والشرع ممارساً قول الرسول " تكاثروا و سأتباهى بكم في يوم القيامة" ونعم البهاء!
ويروى أنه بعد ذلك جاء "موظف" آخر, محظوظ آخر وله دعمة أخرى في البلاط, ويروى عنه أنه بمساعدة أحد الموظفين العاملين في السفارة التقدمية العربية السورية كانوا قد استلموا رواتب(منح) مجموعة من الطلاب الجامعيين والذين قطعوا دراستهم - أو فشلوا في الدراسة- وبقوا في هنغاريا لسنوات عدة, وتقاسم هذا المناضل النزيه الصالح مع موظفه الصغير الذي لا يضحك" للرغيف الساخن" وكان عابساً دائماً إلاّ للدولار, وربما كان إسمه على شكل بسمته أو "عبسته",
وتبين للطلاب ذلك بعد عودتهم لسوريا ومحاكمتهم من قبل الوزارة التي أرسلتهم للدراسة وطالبت استرجاع قيمة المنحة المقدمة لهم مع فوائدها,
وعلى الرغم من استنكارهم بأنهم لم يستلموا من المنحة سوى سنتين ولكنهم في سجلات السفارة كانوا كمداومين وكطلاب رسميين يتقاضون منحة شهرية خلال ست أو سبع سنوات,
وبعد ذلك عاد هذا الصالح ليصلح أماكن أخرى في وزارة الخارجية ويعود للإصلاح في دولة أوروبية أخرى كموظف لدولة الإصلاح!
وقد يكون الأكثر "شهماً وعزة" ذلك "الموظف" الذي احتل الكرسي الأول في السفارة ولفترة سنوات قليلة, وكما يقال وقيل كان هذا الرجل يعرف ويمارس نشاط السوق حتى صارت علاقاته سوقية, إلى درجة أنه كان يبشر كل رجال السوق السوداء بالخير حتى صار بشير وبشرى قبل وصول الرئيس بشار للسلطة وكان هذا البشير البشار يبيع أوراق فارغة( بيضاء) عليها ختم السفارة وتوقيعه بتسعيرة ألف دولار! وطبعاً كان لهذه الأوراق سوق يتم تداولها بين بعض " رجال الأعمال " السوريين حتى صارت هذه الأوراق شبيهة بأوراق البورصة والسندات!
وكان أصدقاءه ورفاق سمره من بعض " رجال الأعمال" ومنهم كما يقال من المتعاملين بتجارة الطحين الأبيض -العرب المقيمين في هنغاريا يعرفون هذا التعبير!-, وتجار الرقيق الأبيض! " كله أبيض بأبيض" حتى "بيّضوا إسم سورية".
وجاء وقت كان ينتظره السوريون بفارغ الصبر حين جاء موظف جديد- رئيس مشوّه في رأسه وجمجمته الثورية! لكنه كان رمز اللطف والأدب, ولطيف حتى في إسمه وكنيته, وكان الأكثر لطفاً ونفاقاً!
- وكان ديكتاتورياً رئيسياً يتقن سياسة العصا والجزرة التي حاول إطعامها للكثيرين,
وربما كان فخره وعزته أنه كان دائماً وحتى في مناسبات واحتفالات السفارات الأخرى كان دائماً برفقة رجال تعرف من الثقافة "الشهادة الإبتدائية أو شهادة محو الأمية", رجال كما قيل يتقنون تجارة تهريب الناس من بلد الأسد المؤمن إلى بلاد الكفر!, رجال يسأل بعضهم بكل جدية " كم يجب أن يملك الشخص من الأموال حتى يكون رئيساً للجمهورية", رجال كانوا خرافاً ذهبية ودجاجاً يبيض ذهباً,
هذا الموظف كان الأكثر نفاقاً والأكثر إيماناً بالله وبأسود الله, كان يتدخل في كل صغيرة وكبيرة لكل شخص, كان رجل الأمن الحقيقي المتمرس من رجال أمن سورية المؤمنة!

ثم جاء أحد أمجاد سورية المجيدة من فحول وعباقرة الدبلوماسية السورية, والذي استطاع تحطيم الرقم القياسي لكل الذين سبقوه في الأخلاق والسلوك والرجولة وعزة النفس!
مجونه لا حدود له, ما كان عربيدأً, ولم يكن فوق كل العرابدة, كان رمزاً ومثلاً وعلماً, رمزاً لسلوكية مرسليه وفخراً لهم حتى ضربه بعض أصدقائه القدامى في أحد شوارع بودابست حيث أعطى درساً ومثلاً وفخراً لسورية الأسد ومجدها وإشعاعها الحضاري في أوروبا!
كان الأكثر استخداماً ومعرفة بالتقنية والتكنولوجيا الحديثة من خلال ابتزازه وتهديده لمن استدرجهم بالحديث عن بعض الممنوعات, حيث كان يقوم بتسجيل تلك الأحاديث على جهاز تليفونه المحمول وبدون معرفة أحد, ليعود استخدامها كوسيلة ضغط وابتزاز, ولم يستثني من هذا العمل النضالي رئيسه- الموظف الكبير!
أما مجونه وعبثه الرخيص فكان يمتد- كما يقال- حتى سفارة سورية الأبية في الكويت ومروراً بوزارة الخارجية في دمشق العزة والكرامة! كان " كازانوفا" وزارة الخارجية السورية وفحل كما يقال لبعض رئيساته في الوزارة! والله أعلم.
وليس غريباً إن سمعنا أخباراً وإشاعات عن سبب وفاة القائم بالأعمال(السفير) السوري قبل أقل من شهرين بأن البعض قد ساعد الله - بدون قصد- في وفاة هذا الرجل.
ورغم قدوم أكثر من لجنة تحقيق للسفارة لتقصي هذه أو تلك المشكلة, لكنها كانت لجان للتنفيع والتضييع والترقيع, شبيهة بلجان الكسب غير المشروع التي تشكلت قديماً في سوريا ومع ظهور هذه الشموع!
هؤلاء الأمثال الصارخة "لدبلوماسيي" سوريا كانوا يمثلون سياستها في الخارج ويرعون مصالحها, ولم يكونوا استثناءات في دولة البعث العربي الإشتراكي, كانوا صورة مصغرة عن الرؤوس الكبيرة التي رعت وترعى وتقود هذه الأمة للنصر!
وشركاء ورفقاء وأصدقاء هؤلاء المناضلين في هنغاريا كانوا من الذين أسرف الله في إطعامهم, وكما يقولون
" كان الله يقول لهؤلاء المؤمنين الشرفاء خذوا من عطائي, وكانوا هم يقولون لله الكريم, الكثير العطاء اعطنا", وقد أعطى الله وقبل هؤلاء العطاء- حلف ديني ودنيوي نزيه-.
الله يقول لهؤلاء خذوا من الطحين الأبيض وتجارة الرقيق الأبيض والسوق"البيضاء"و خذوا من تجارة تهريب الناس, واسترزقوا مما أعطيناكم, وحتى للنصب والسرقة فتواها, فهي عند الكثير حلال إن كانت من كافر! خذوا من عطاءاتي التي لا تحصى وأجاب المؤمنون أخذنا وشكرنا!
رائحة سفارة الجمهورية العربية السورية في بودابست تتجدد دائماً وهي تزكم الأنوف, وروايات كثيرة يحكى عنها والتي لا يليق ذكرها لكنها تتردد على الألسن هنا,
لم تنفع كل المنعشات والمرطبات للجو لتقليل الرائحة في سفارة سورية في وسط أوروبا! ونتساءل بدهشة وسذاجة ثورية لماذا لا يحترموننا الأوروبيين, ولا يتضامنون معنا في نضالنا ضد الإمبريالية الملعونة!
لماذا سمعتنا في الحضيض!
لعنة على أمريكا التي تنغّص علينا العيش الهادئ في قيادتنا ونضالنا للأمة العربية,
لعنة على الأوروبيين الذين لا تتسع صدورهم لنا ولا يحبونا ويعطفون علينا مثل حكامنا الحكماء!
بالرغم من كل ما ذكر وللأمانة يجب الاعتراف أن هؤلاء السادة كانوا أمناء لرسالة العروبة الخالدة ولم ينسوا لحظة واحدة ذكر اسم فلسطين والتقدم والحرية, لم ينسوا الشوكة- الخنجر- في قلب الأمة العربية"إسرائيل",
لقد أقسم المناضلين في هنغاريا على متابعة النضال لتحرير الأرض عبر بودابست, وبناء الإشتراكية البعثية عبر بودابست, وللنضال وجوه وطرق وأشكال!
بودابست شاحبة بدون هذه أو تلك الشموع!
لكن إلى متى يا دمشق نذرف الدموع!
نظفوا هذه "السفارة" أو - غيّروا إسم الدعارة- لأن بعض سكانها يخجل النظر في المرآة...
رائحة هذه السفارة من عطر تلك الوزارة!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة رياض الترك- أساس حوار لوضع الأساس
- رفعت أسد – المهدي المنتظر
- بين وصال فرحة بكداش وحزبها وغازي كنعان...!
- غازي كنعان -وصوت الشعب-
- الشيو- بعثية السورية
- سلطان باشا الأطرش ينحني أمام هدى!


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فاضل الخطيب - رائحة تتجدد في السفارة السورية في بودابست