أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - خَطَّرَ البدرُ (1)














المزيد.....

خَطَّرَ البدرُ (1)


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5201 - 2016 / 6 / 22 - 21:26
المحور: الادب والفن
    


خَطَّرَ البدرُ (1)
محمود كعوش
عِندَما تخطرُ بقامتِها الفارعةِ تجحظ العيونُ وتشرئبُ الأعناقُ وتتهدجُ الصدور
وعِندَما تميسُ بحُسْنِها وقِوامِها تبدو كما البانُ وهو يُسَرِحُ ضفائرَه ويُقَلِمُ أظافرَه
عِندَها تنحني الصوالجُ وتَمِيدُ الأرضُ بأحضانِ اللِقاءِ وتذوبُ الأفئدة
وتَضِيعُ الألباب ويتوارى الألِباءُ والنُبَهاء
وتَخْفُتُ مَصابيحُ الضِياءِ في غياهبِ الروح
وتَنْطَفِئُ المناراتُ وإشاراتُ المرورِ وكلُ الأضواء
وتَذوبُ الشموع
وتَنْقُرُ الدُفوفُ وتَدُقُ الطُبول
وتَعْزِفُ الموسيقى سيمفونية لودفيج فان بيتهوفن"ضوء القمر" ومن ثم سيمفونية إيغور سترافينسكي "طائر النار"
وتَرْقُصُ شِغافُ القلب رقصةَ البطريق
وتَصْرَخُ حُجُراتُهُ بذهولٍ وهذيان
وتَتَشَرنقُ جَميعُ القَوافي وَالأَشعار
وتتداخلُ الخُيوطُ وتتشابكُ الطرقات ويختلطُ حابلِ الأمورِ بنابلِها
وَتُوصَدُ الأبوابُ والنوافذُ وكلُ المداخِل
وَتدُقُ النواقيس
ويَصْدَحُ صوتُ الأذانِ في المساجد
وتَقْرَعُ الأجراسُ في الكنائس
وتَتَراقَصُ رقاصاتُ الساعات
وتَتَعَطَرُ الوَجناتُ بأرقى وأفخرِ العطور الباريسية
وتتبللُ أالأنامِلُ بِنَدى البنفسجِ والياسمينِ والجوري
وَتَتَشَبَثُ العيونُ باللامتناهياتِ مِنَ المَسافاتْ
ويُزينُ الأفقُ صَدرَ السَّماءِ فتصبحُ أَنْقى وأبهى وأكثرَ إشراقاً وتوهجا
نعم، خَطَرَ البدرُ بقامتهِ الفارعةِ وماسَ بِحُسْنِهِ وقِوامِه لِي وحدي
فهنيئاً ليَ بِه وهنيئاً له بي !!
محمود كعوش
كوبنهاجن
[email protected]

ملاحظة بخصوص "طائر النار":
عندما أطلق إيغور سترافينسكي إسم "طائر النار" على سيمفونيته الشهيرة كان يقصد "طائر الفينيق" أو "العنقاء" أو "الرخ". وبحسب الأسطورة فإنه طائر عملاق طويل الرقبة ومتعدد الألوان وإن كان يغلب عليه لون التراب الأحمر، وهو فريد لا مثيل له ويعيش فترة تتراوح بين 500 و 1000 عام، وفي نهاية حياته يجثم على عشه في استكانة وغموض ويغرد لآخر مرة في حياته الراهنة بصوت خفيض وحزين إلى أن تنير الشمس الأفق فيعجز عن الحركة ويحترق ومن ثم يتحول إلى رماد وهو يصدر أصواتاً تبدو أقرب إلىالأصداء. وعندما يحترق جسده الضخم تخرج يرقة صغيرة من بين بقايا الحريق وتزحف نحو أقرب بقعة ظليلة وسرعان ما تتحول إلى طائر الفينيق التالي...وهكذا !!
لم ينل طائر شهرة كالتي نالها "طائر الفينيق"، على الرغم من استحالة رؤيته. إنه الطائر الأسطوري الذي احتضنته الإنسانية وخلدته، وأفسحت له مكانا حميما في وجدانها على مر العصور. فكيف دخل طائر الفينيق إلى حياتنا ونسج معنا هذه المودة النادرة؟
تتعدد الروايات حول ولادة هذه الأسطورة، ويرجعها البعض إلى الفينيقيين، فيما يخص البعض الآخر شعوبا أخرى بها مثل الإغريق أو الفراعنة أو الصينيين. ولطالما التصق إسم " طائر الفينيق" بالكنعانيين، وبات إسمه في ما بعد صفة ملاصقة للفلسطينيين في صراعهم ضد المحتل الصهيوني لأرض فلسطين، باعتبار أن "طائر الفينيق" الذي يخرج من رماد الحريق يجسد صورة تستمد منها البشرية دروسا في التحدي والتجدد والاندفاع، ورمزا تتعلق به، وتميمة ترد عنها السوء وتمنحها قوة أسطورية لا حدود لها.
منشأ الأسطورة الفرعوني يشير إلى أن طائر الفينيق المقدس ظهر في "مدينة الشمس" في مصر القديمة قرب القاهرة، رمزا للشمس التي تغرب في المساء وتبزغ مجددا في الصباح، وللروح الخالدة في رحلتها الأبدية بعد الموت.
ويرجح باحثون أن تكون المخيلة البشرية قد استلهمت هذه الأسطورة من سلوك طيور حقيقية مثل تلك التي تسمح للنمل باعتلاء ريشها لتخليصها من الطفيليات أو الأخرى التي تفقد ريشها تماما ثم ينمو لها ريش من جديد.
كان الشاعر الإغريقي هسيود أول من ذكر أن "طائر الفينيق" يمتاز بطول العمر، إلا أن هيرودوت تفرد بترك وصف متكامل له، أصبح لاحقا جزءا رئيسا من تفاصيل هذه الأسطورة، حيث ذكر أن المصريين رأوا في الفينيق طائرا مقدسا، معترفا بأنه لم يره بأم عينيه، لكنه شاهده في لوحة جدارية في معبد الشمس، مضيفا أن الفينيق يشبه النسر بريش أحمر وذهبي، وأنه يطير إلى مصر قادما من شبه الجزيرة العربية مرة كل 500 عام حاملا بين مخالبه جثة محنطة لسلفه لدفنها في معبد الشمس.
والحديث عن "طائر الفينيق" يطول ويطول ولا ينتهي !!



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتِ الارتواءُ وأنتِ الانتماء بقلم: محمود كعوش
- يا لِغيابِكَ ياه!!
- بين تل أبيب وواشنطن...تناغم إرهاب وشريعة غاب
- الشهر الكريم والمسلمون في الدنمارك مثالاً لا حصراً !!
- في ذكرى 5 حزيران...نُجدد الرهان على إرادة المقاومة
- سَلِمْتَ بعمقِ المدى!!
- وعودٌ وعهودٌ وأمالٌ مؤجلة !! بقلم: محمود كعوش
- لَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلَمّا !! بقلم: محمود كعوش
- لَكَمْ نَسَجْتُ لَكِ المشاعرَ سُلَمّا !!
- ثلاث وجهات نظر في ذكرى النكبة (3 من 3)
- ثلاث وجهات نظر في ذكرى النكبة (2 من 3)
- (1) ما ضاع حقٌ وراءه مُطالبٌ...فكيف إذا كان المطالب مقاوماً ...
- عمدة لندن السابق يثير أزمة عاصفة داخل حزب العمال
- قانا 1966...حلقة من حلقات الإرهاب الصهيوني المتواصل
- 13 نيسان...ذكرى جريمة لا تُغتفر
- دير ياسين...جريمة صهيونية لن تبرح الذاكرة
- في شهر العطاء نُبدي خيرَ الوفاء !!
- الثاني والعشرون من آذار 2004...تاريخ اغتيال شيخ جليل
- للمرأة في يومها العالمي...مع أطيب تحياتي
- نتذكر هوغو شافيز


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - خَطَّرَ البدرُ (1)