أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق















المزيد.....



الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 08:41
المحور: الادب والفن
    


الطرح السياسي في رواية
"فرسان الحرية"
هشام عبد الرازق
رواية تتحدث عن واقع النضالات الفلسطينية داخل السجون الاحتلال، فهي تكاد تكون توثيق للأحداث السياسية التي مرة بها حركة "فتح" تحديدا، وعندما نقول حركة "فتح" فيعني ذلك بالضرورة الثورة الفلسطينية المعاصرة والأحداث التي مر بها الشعب الفلسطيني، فالراوي "هايل" يحدثنا عن فكر وسلوك حركة فتح منذ احداث أيلول الأسود إلى مؤتمر مدريد الذي مهد لتشكيل اتفاق أوسلو.
يعمل الراوي على نقل كل ما جري من احداث مطلبية في السجون الاحتلال وكيف استطاع الأسير الفلسطيني أن يحقق العديد من الحقوق الإنسانية التي تفتقرها تلك السجون، مواكبا هذه النضالات مع سرد للأحداث التاريخية التي جرت في المنطقة، والمواقف السياسية التي اتخذتها حركة "فتح" من الأحداث في المنطقة العربية.
الرواية كتبت داخل السجون، بمعنى أن الكاتب كان منفعلا، غير حيادي في مواقفه، يطرح الرأي السياسي بشكل مباشر، يخوض في النضالات والتحالفات والخلافات التي نشأت بين "فتح" وبقية الفصائل خاصة "الجبهة الشعبية" منحازا لتنظيم "فتح" التي يدافع عنها بكل تفان وإخلاص.
وهذا ما جعل نص الرواية يأخذ شكل الحوارات بين الشخصيات أكثر منه من عملية سرد للراوي، فعمليا جاءت كافة المعلومات التاريخية والمواقف السياسية على لسان الشخصيات، فالراوي "هايل" لم يترك مساحة/هامش للسارد النص لكي يحدثنا عن الأحداث، فقد هيمن بشكل شبه كامل على مجريات سرد الرواية، وهذا ما أفقدها الحيادية وجعلها منحازة للطرف الذي يسرد أحداثها، "هايل".
تفتقد الراوية للعنصر النسائي، فالمرأة الوحيدة التي ذكرت كانت أم "هايل" فقط، وتم ذكرها مرتين أو ثلاث مرات ليس أكثر، وهذا انعكس بشكل سلبي على النص، مما جعله نص (ناشف أدبيا)، يفتقد لعنصر يلطف الأجواء ويحد من قسوة الأحداث، فلا نجد وصف للطبيعة/تصوير أدبي فني إلا بموقفين فقط، في الصفحة رقم 289، والتي جاء فيها هذا الوصف: "تألقت شمس الربيع في سماء نفحة وبدأت تخفف من برد النقب القارس محررة الأسرى من الانكماش فوق الربش ليستمتعوا بشمس الربيع في ساحة النزهة اليومية" فهذا المشهد يشير إلى قدرة الراوي على تلطيف أجواء الرواية، لكن كما قلنا سابقا، انحيازه للحركة والدعوة لها حرمنا من هذه المقاطع الناعمة والجميلة، ويقول في صفحة 376: "والسماء صافية والشمس ترسل خيوطا من النور تقتحم الأسلاك وتتسلل بحياء إلى ساحة السجن ونسيم البحر يداعب أغصان الأشجار هناك بعيدا عن السجن" تصوير رائع للطبيعة الفلسطينية خاصة عندما جعل البحر الفلسطيني يطفي لمسة من النعومة على الأجواء.
هذه الأسطر التي لا يتجاوز عددها العشرة، كان يمكن الراوي أن يستخدمها كعناصر داعمة للنواحي الأدبية والإبداعية في الرواية، لكن ظروف كتابتها داخل المعتقل حرمنا من هذه الصور وهذا الامتاع، من هنا أذا ما تجاوزنا هذين المشهدين نكون أمام نص غارق في الأحداث السياسية والنضالات والبطولات والهزائم والمؤامرات.
كنا نتمنى أن يتم مراجعة الراوية بعد خروج الكاتب من المعتقل، لكي يعيد تلطيف الأجواء فيها، ويقدمها لنا بشكل اقرب إلى الحيادية، لكن له الحق في كتابة ما يراه مناسبا، فيمكن أن تكون هذه الراوية ـ في وقت كتابتها ـ ضرورة لا بد منها، فهي توضح وتطلعنا على التفاصيل التي دفعت قيادة منظمة التحرير إلى اتفاق أوسلو، والتي كانت تتعرض لحصار وضغوطات من أكثر من طرف، وعلى أكثر من جبهة.
الأحداث التاريخية
هذا العمل الروائي ملتزم فكريا وتنظيما، من هنا وجدناه راويه يتناول العديد من الأحداث التاريخية التي مر بها الشعب الفلسطيني، من وجهة نظر حركة "فتح" فهو يقدمها لنا بصورة مثالية، وأحيانا نشعر بتضخيم وتكبير تلك الصورة، فالمتلقي للرواية يتأكد له انحياز الراوي للحركة وإيمانه المطلق بصواب كل ما تقوم به وما تصدره من بيانات وما تتخذه من خطوات. فالرواية تدعو وتطرح فكر وسلوك حركة "فتح" كحركة بدون أخطاء.
فمن الأحداث التي يتناولها الراوي هذا الحدث، "ـ أنا ياسر من سكان القدس وخليلي الأصل متهم بقتل يوسف نصر رئيس تحرير صحيفة الفجر المقدسية" ص45، بمثل هذا العمل يشير إلى أهميته لما له من تداعيات سياسية، حيث كان "يوسف نصر" من الشخصيات التي تعري ممارسات الاحتلال وما يقوم بعه ضد الشعب لفلسطيني.
" ونجد هناك مفصل مهم في تاريخ الثورة الفلسطينية، إلا وهو أحداث أيلول الأسود، فيخبرنا الراوي عن هذه الأحداث قائلا: "ـ لقد كانت لمعارك أيلول الأسود آثارا سلبية عن نفسية الأسرى حيث دب اليأس في النفوس، وقد حاولت إدارة السجن استغلال ذلك لتحطيم الأسير الفلسطيني وسلخه عن ثورته ومسيرته النضالية ماديا ومعنويا" ص58، لم يقتصر تناول احداث أيلول بهذا الطرح وحسب بل هناك جوانب سلبية رافقته، جوانب تتعلق بقناعة وإيمان الأسير بنضاله وضرورة هذا النضال ليكون لبنة في بنيان ضخم، لم يكتمل بعد، والنضال يحتاج إلى كل الجهود والطاقات لإكماله، "ـ نتيجة الإحباط الذي أصاب المعتقلين جراء معارك أيلول وظهور التيار الديني كتجمع كما أسلفت، ظهر أشباه المثقفين، وتبنوا الماركسية، واعتبروا أن الفصائل الوطنية قد سقطت، وهم يشكلون البديل عن الثورة بكافة فصائلها" ص63، تبعات أيلول وأثره على الثورة الفلسطينية كان هائلا، فنجد حالات الكفر بالثورة، وتبني أفكار نقيضة (متهورة) كرد فعل على الهزيمة التي تعرضت لها الثورة.
وكأن الراوي في هذا المشهد يريد لمناضلين أن لا يضلوا الطريق في حالة التراجع، ويدعوهم إلى الثبات والرسوخ والاستمرار في مواقفهم ونضالهم، فالخطوة إلى الوراء لا تعني النهاية، بل تعني التقدم من جديد.
ويذكرنا الراوي بانطلاقة الثورة الفلسطينية وكيف كان يتم الاحتفاء بها في المعتقل فيقول: "نقف اليوم لنحي ذكرى انطلاقة حركة فتح، انطلاقة العاصفة، انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة في ذكراها الحادية عشرة.
اصطف ثلة من المناضلين الذين يلبسون الزي العسكري لرفع العلم الفلسطيني، .. ودعا مندوبي الفصائل واحد تلو الآخر ليقرأ بيانه" ص78، الاحتفاء بذكرى الاطلاقة الثورة في السجن وبهذا الشكل وهذا الترتيب يؤكد حجم وقوة الإيمان الذي تمتع به رجال ذلك الزمن، فهم كانوا مؤمنين بأن النصر آت لا محال، إن لم يكن اليوم فغدا.
وإذا ما تمعنا فيما قاله الراوي نجده انحيازه الكامل لحركة "فتح" من خلال قوله: " حركة فتح، انطلاقة العاصفة، انطلاقة الثورة الفلسطينية المسلحة" وكأنه يلغي بقية الفصائل الأخرى أو يهمشها ويقلل من حضورها وفاعليتها، فهو كمنتمي "لفتح" يرفعها إلى أعلا القامات وسيمو بها، طبعا هذا يشير إلى الإيمان المطلق ب"فتح" وبدورها التحرري والثوري.
يعود بنا الراوي إلى الانكسارات والخذلان الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، فيحدثنا عن زيارة السادات للقدس فيقول: "ـ إنني لن أنسى اليوم الذي كان يغطي فيه راديو إسرائيل خبر وصول السادات إلى مطار اللد، لم نصدق بأن الأمر حقيقة وعندما خرج من الطائرة امتلأت العيون بالدموع وشعر كل مناضل بأن كرامته قد ديست، أي خلل أوقعه هذا الرجل في منطقتنا" ص107، هذا تأكيد على وجوب الحكم على الأحداث في وقتها، وليس بعض مضي عقود عليها، نسمع اليوم كلام: "لو وافق الفلسطينيون على كامب ديفيد لحصول على دولتهم، ولما استمروا في عذابهم إلى هذا اليوم" لكن الراوي يوكد لنا بأن الزمن/الوقت/الظرف كلها لم تكن مناسبة لزيارة السادات ولتوقيعه تلك الاتفاقيات المخجلة والمذلة للعرب، فالصورة التي رسمها لمناضلين الباكين تؤكد هذا الأمر، عدم موضوعية الزيارة، وعدم تناسبها مع الظرف، ولا مع طموح الشعب الفلسطيني وحتى الشعب المصري، فهل يعقل بعد أن تم كسر شوكة الجيش الذي لا يقهر في حرب أكتوبر 73، وتبيان قدرة الجندي العربي على تحقيق النصر وتحقيق المعجزات من خلال تجاوزه لتحصينات "لخط بارليف" وبعد أن أسقط العشرات من طائرات الاحتلال وتدمير المئات من الأليات له، يتراجع (القائد) العربي متجاهلا الحقوق الفلسطينية، ويجير كل الذي تحقق في حرب 73 لمصالحه الشخصية!.
ما يحسب لهذه الرواية، تناولها الأحداث التاريخية التي تطرحها، فرغم أنها تقدم لنا شكل موازي للأدب الموجه، المعروف أدبيا "بالواقعية" تبقى تذكرنا بأن هناك أحداث ووقائع لم تكن في حينها صائبة، وكانت تعتبر خيانة، وتشكل انتكاسة للشعب ولطلائعه المناضلة.
الراوي يركز على المفاصل المهمة في مسيرة حركة "فتح" فيحدثنا عن الانشقاق الذي قاده أبو موسى فيصفه لنا: "ـ لقد صدر بيان في البقاع يعلن عن انتفاضة إصلاحية داخل حركة فتح بقيادة عدد من الكوادر والضباط وعلى رأسهم أبو موسى.
ـ مؤامرة سورية جديدة بأدي فلسطينية." ص175، هذه المرحلة التي شهدت حرب أهلية فلسطينية فلسطينية، ودفع أبناء شعبنا ثمنها، ونعلم بأنها لم تكن في محلها، المقصود هنا ليس اعلان الانشقاق، بل تبعاته، الاقتتال الدامي، الدماء التي اريقت، الناس الذي ماتوا وتهجروا فيها، كلها كانت وصمة عار على جبين من قاموا بها.
وهنا من باب التذكير نقول ما قاله "أبو موسى" ل" خالد مشعل" في دمشق: "اياك أن تقعوا ما وقعنا فيه في حرب المخيمات، اياك والحرب الأهلية، اياك واللجوء إلى السلاح" وهذا يؤكد ندم واعترف "أبو موسى" بالخطاء الدامي الذي اقترفه في تلك الحرب، وعلى الأثر السلبي الذي تركته في النفوس.
ويحدثنا الراوي عن حرب الخليج وما تركته من أثر على القضية الفلسطينية والشعوب العربية، والدور الذي تلعبه امريكيا ودولة الاحتلال في ضرب أي قوة عربية يمكنها أن تشكل رادع لدولة الاحتلال وللهيمنة الغربية على المنطقة، "ـ يا أخي يجب أن نعي أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تسمح أن يشكل العراق وصدام حسين، قوة ثالثة في العالم يمكنها تهديد مصالح أمريكا وأوروبا بشكل مباشر، لن يسمحوا له بالتحكم في روح الصناعة الغربية المتمثلة بمنابع البترول.
ـ ولكن إسرائيل لا تريد حلا سياسيا، بل تريد تحطيم القدرة العسكرية للجيش العراقي." ص312،
ويضيف الراوي قائلا عن هذه الحرب "ـ الحرب إذا ما وقعت ستكون حربا عمادها التفوق التكنلوجي، ولن تكون بالشكل الكلاسيكي التقليدي، سيحرقون الأخضر واليابس عن بعد، كان الله في عون من سيكون تحت القصف" ص313، وكأن الراوي يعلم بأنها فعلا ستحرق الأخضر واليابس، ليس جغرافيا أو نباتيا وحسب، بل سكانيا، فها هو العراق يعاني التمزق والاقتتال، والتقسيم على الأبواب.
في ظل هذه الأجواء القاتمة عربيا، تقوم جماعة "أبو نضال" بعمل تخريبي، يزيد من الوجع والتيه الفلسطيني، ويضعف القيادة الفلسطينية من خلال، "عملية اغتيال ثلاثة من القيادة الفلسطينية في تونس.
ـ أمر لا يصدق، غير معقول ثلاثة من القادة مرة واحدة.. (رددتها وأنا أضرب رأسي بالمخدة) أبو إياد وأبو الهول. وأبو محمد" ص313 و314، طبعا هذا الحدث يود الدور التخريبي الذي قامت به هذه الجماعة، فهي عمليا لم تقم بأي عمل موجه ضد الاحتلال، ـ إذا ما استثنينا عمليه اغتيال السفير الإسرائيلي في روما، والذي اعطا مبرر لدولة الاحتلال بشن حرب على لبنان في عام82 والتي تم من خلالها إجلاء المقاتلين الفلسطينيين من بيروت ـ تكون هذه الجماعة كل ما قامت به موجه ضد الفلسطيني، ونذكر هنا بعملية اغتيال عصام السرطاوي. إذن ليس كل من يرفع شعار ثوري هو مناضل، وليس كل من يدعي النضال مناضل، بل هنا من يقول صوابا ويعمل كفرا، وهناك من يقول فلسطين ويعمل لموتها.
يعدنا الراوي إلى حرب الخليج والأثر الذي تركته في الشعب الفلسطيني، فيخبرنا عن هذا الحدث: "كانت مشاعر متغايرة تعصف بالأسرى، فهم فرحون لضرب إسرائيل بالصواريخ، وحزينون لقصف قوى التحالف لجماهير العراق، ونفس مشاعر شعبنا الذين يعتلون سطوح المنازل لمشاهدة الصواريخ التي تسقط على تل أبيب ويرفعون صورة صدام حسين، ويلصقونها بالجدران" ص315، بهذه الصورة نجد اللحمة التي تربط الشعب الفلسطيني بالشعب العراقي، فنحن لا نبحث عن تحقيق أهدافنا على حساب دماء الآخرين، فنجد الألم الذي يلازم عمليه القصف لدولة الاحتلال، لأن هناك شعب عربي يتعرض للقصف، ويسقط منه شهداء وجرحى، فهذا النبل يشير إلى التفكير الواعي للأسرى، وأيضا يحمل المشاعر الإنسانية والقومية التي تجتمع في تلك النفوس النبيلة.
ينقلنا الراوي إلى الحديث عن مؤتمر مدريد وما سيحمله من تحقيق آمال للشعب الفلسطيني، فيقول عنه: "...المرحلة الانتقالية، والتي سينتج عنها سلطة فلسطينية مرحلية في الضفة وغزة، ثم مرحلة الحل النهائي" ص328 و329، بهذا الشكل يكون الراوي قد تناول العديد من المحطات المهمة في مسار حركة فتح، وما تعرضت له المنطقة من أحدث قلبت الموازين رأسا على عقب، والمقصود هنا زيارة السادات للقدس، وحرب الخليج الثانية.
صورة الآخر
ما يحسب للرواية الفلسطينية أنها كانت موضوعية في تناولها للآخر، للمحتل، فهي تقدمه لنا كما هو، إن كان سلبي أم ايجابي، وهنا يطرح سؤال هل هناك أشخاص/عناصر ايجابية في دولة الاحتلال ومن السجانين؟، نقول نعم، هذا ما قدمه لنا العديد ممن كتبوا روايات عن الاعتقال، و"هشام عبد لرازق" واحد من الذي كتبوا بحيادة وموضوعية، فهو لم يكتب بطريقة التهيج وتشويه الآخر بقدر الكتابة بموضوعية، فنجد العديد من المشاهد في كلا الجانبين.
يحدثنا الراوي عن أحد مدراء السجون الذي خاطبه بهذا الحديث: "ـ من لهجتك أقدر أنك ابن لعائلة يهودية جاءت من العراق، وإذا استثنينا أنك قدمت إلى فلسطين وأقمت مكان عائلة فلسطينية فإنك بلا شك تؤمن بضرورة الحفاظ على دولتك التي أقامها من سبقوك، ولديك الاستعداد لأن تجلس ساعات وساعات للتحقيق مع هذا وذاك بعيدا عن أسرتك وأولادك في هذا المكان المظلم ووسط الصراخ والأنين، ببساطة لأنك تؤمن بأنك تقوم بواجب وظيفي أو حتى من أجل إخلاصك في مهنتك، فهل يجوز أن تكون مخلصا لمهنتك ودولتك وغيرك محرم عليه ذلك" ص19و20، مخاطبة الجلاد، السجان بهذا الخطاب يشير إلى سعة صدره، وعلى تفهمه لعدوه وعلى احترامه للإنسان المعتقل لديه، ولسنا هنا في مجال المقارنة بين محقق النظام الرسمي العربي والمحقق في لدولة الاحتلال، لكن بدون أدنى شك، كان هناك من يتعاطف مع المعتقل الفلسطيني، رغم ما تفرضه عليه وظيفة السجان من سلوك غير إنساني.
وعندما قام "هايل" بالتوقيع على استلام ملابسه، ورفض ضابط الأمن تسليمها له، قرر التوجه إلى مدير السجن واخباره بما اقترفه ضابط الأمن من تعدي على حقوق المعتقل، وجدنا هذا الصورة، "ـ لا أريد أن تحدثني ... اذهب الآن وأحضر الملابس.
حاول الضابط تأجيل الأمر، إلا أن مدير السجن أصر على أن ينتهي ذلك قبل خروجه من الغرفة، وشعر ضابط الأمن بالحرج والخزي أمام جموع الأسرى، وغاب قليلا ثم عاد يحمل حزمة من الملابس ووضعها بين يدي.
ـ هل تعرف أنه بإمكانه أن يرفع عليك قضية مدينة؟ كيف ترغمه على التوقيع ولا تسلمه أغراضه، هذا عمل خطير أيها الضابط" ص52، أعتقد بأن هذه الموضوعية والنزاهة في عند الآخر، المحتل، تبين قناعة الفلسطيني بإنسانية الإنسان، فهو لا يسعى إلى تشويه المحتل، لكي يبغضه ويحمل عليه المتلقي، بل يريد أن يطرح قضية إنسانية، قضية تحرر شعب من الاحتلال، ومثل هذه المشاهد واكبت العديد من الشعوب التي خضعت للاحتلال، فنجد بعض عناصر الاحتلال ينتمون وينحازون لإنسانيتهم، أكثر مما ينحازون لدورهم كمحتل، يسعى لإلحاق أكبر قدر من الأذى بالوطنين.
ومن الصور الايجابية نجد هذا المشهد، "دخل مدير مصلحة السجون القسم وحيا الأخوة عمال الممر وواصل سيره حتى نهاية الغرف، ...تقدمت منه مصافحا ودعوته للجلوس لشرب القهوة.
ـ بإمكانك إحضار زملائك الذين تريدون الحضور.
لم يصدق السامعون ما يقوله مدير مصلحة السجون حتى أن مدير السجن نفسه لم يصدق فأعرب عن استغرابه لحديثه معي كممثل للمعتقل ثم قال:
ـ بإمكانك الجلوس في مكتب يا سيدي" ص203.
الصورة السلبية أيضا كانت حاضرة وبكثرة، المشهد السابق يعطي أيضا صورة سلبية لذلك الضابط الذي عمل على عدم اعطاء "هايل" حقه، وحاول لنيل من كرامته، فيحدثنا بهذا المشهد عن العداء والسلبية التي يكنها عنصر المحتل لنا ، "وما زالت الغيبوبة تمنعهم من بدء التحقيق معي، ولم ينتظروا طويلا كي أفيق من إغماءاتي المتواصلة فلجأوا لإيقاظي عنوة، ليماسوا ضغطهم النفسي والجسدي علي." ص10، إذن من يريد أن يعرف طبيعة المحتل فليعود إلى اقبية التحقيق وما يمارسونه فيها من اشكال واساليب تعذيب، فهم في التحقيق ليسوا أكثر من آلة، ماكنة، لا تعرف شيئا عن الإنسان أو الإنسانية.


التحقيق
يتناول الراوي عمليات العذيب التي تعرض لها، فهي تؤكد وحشية المحتل، فهو لا يراعي أي قوانين أو مفاهيم، كل ما يهمه انتزاع الاعتراف، جعل الأسير مدان، متهم، مجرم، كما نجد اساليبه الملتوية في اخفاء جرائمه، كما هو الحال في عملية اغتيال "نصر يوسف" التي أجبر احد المعتقلين على تبنيها لكي يخفي دوره القذر، ويحدث انشقاق داخلي فلسطيني، ويزحزح الثقة بالنفس.
"يستخدمون مساطر خشبية للطرق على الجروح الحية التي ما زالت تنزف دما.
تكاد روحي تفر من صدري كلما هوت المسطرة لتنفر الجرح، فالألم رهيب.
الضربات تتوالى مع صراخ المحقق الهستيري واستجواباتهم المتتالية التي تفجر الدم من الجروح، شعرت بأني أموت بسبب الحرارة، فأهوي مغمى علي" ص11، جلب مصاب بجروح بليغة وبدأ التحقيق معه، بالضرب على مواضع الألم يعتبر خرقا للقوانين الإنسانية، لكن قسوة الجلاد تجعله شرسا لا يعرف أي قوانين إنسانية.
ومن اشكال التعذيب التي تمارس بحق الفلسطينيين هذا الشكل، " يغطي رأس كل منا كيس من القماش، يراقبنا بحذر جندي يرتدي بزته العسكرية" ص16.
يحدثنا "منصور" عما تعرض له من تعذيب بشكل مختصر لكنه يحمل خلفه وحشية المحتل فيقول: "ـ استخدموا معي كافة الأساليب المستحدثة والقديمة لدى المخابرات من تعذيب عنيف، جسدي إلى نفسي إلى حمامات باردة والوضع في الثلاجة، ذلك المكان الضيق الذي يحشر فيه الأسير، وفرك الخصيتين، الخنق، الإغراء، وكل الأساليب حتى عملاء الزنازين ولم يفحلوا" ص267، عندما يتكمل أسير لأسير مثله بهذا الكلام فكل كلمة يقولها تعني ساعات وأيام من التعذيب، وليس كلمة عابرة كما يضن البعض، فالتعذيب بالنسبة للأسرى حديث يحمل بين ثناياه التعذيب أيضا، من هنا نجد العديد من الأسرى يتحاشى الخوض فيه، ويحاول القفز عنه، لكي يبتعد عن الألم الذي ما زال حاضرا في النفس.
السجن/المعتقل
من أصعب الأوقات التي يمر بها الإنسان فترات التحقيق، خاصة في الأنظمة القمعية، وهل هناك أشد قمعا من احتلال يريد أن يهجر ويشرد ويقتل السكان ويستولي على الأرض؟، صف لنا "هايل" العديد من مشاهد التحقيق وما تحمله من صورة لوحشية الجلاد، وعدم اعترافه بأي قوانين إنسانية تحمي الأسير من هذا البطش، ومن يضن أن السجن مكان مناسب للإنسان يكون واهم، فهو كالحرب، لا أحد يردها، وهو يعني الألم والقهر والضيق والبعد عن الأحبة، مكان لا يصلح للحياة الإنسانية، يصف لنا "هايل" المعتقل بهذا الشكل، "لم يكن بمقدور أي سجين النوم في النهار أو الاسترخاء، وليس هذا وحسب، بل حتى خلع الحذاء نهارا ممنوع، والقلم والدفتر من المحرمات التي يعاقب عليها السجان، ناهيك عن الإهانات بسبب أو بدون سبب، الدخول إلى المرحاض في مدة معينة ولدقائق معدودة، وكذلك الحمام مرة واحدة في الأسبوع وبالماء البارد" ص29، أبسط متطلبات الحياة غير متوفرة في المعتقل، كما نجد مجموعة الممنوعات كبيرة وعديدة، تشمل سلوك للإنسان، من النوم إلى الاستحمام وقضاء الحاجة، فأي مكان هذا!.
يحدثنا "أبو علي" عن تجربته في سجن عسقلان فيقول: "فبمجرد أن تدخل السجن يتم استقبالك بمجموعة من السجانين يختصون بالقمع الجسدي، ينهالون عليك ضربا، ثم يتم وضعك في الزنازين الانفرادية، ويمارسون عملية الضرب الوحشية ثلاث مرات يوميا، لمدة اسبوع كامل يتم بعدها إدخالك إلى السجن محطم الجسد والروح" ص55، من يقارن هذا السلوك للسجان يتأكد له بأنه من العصور الوسطى، أو أيام عبيد روما الذي ثاروا عليها بقيادة "سباركوس" وليس في القرن العشرين، لكن وحشية المحتل، أي محتل تجله يفقد إنسانيته ويعامل الآخرين بوحشه مفرطة، بطرق لا يمكن أن يتقبلها أي الإنسان.
يختصر لنا الراوي أثر التعذيب على الأسرى بهذا القول: "الأسرى الذي قضوا فترات طويلة وراء القضبان يتأثرون بالإضراب أكثر من الأسرى حديثي الاعتقال" ص144و145، قد يبدوا هذا الكلام ليس من ضمن سياق التعذيب المباشر، لكنه يختزل فكرة السجن، فالسجن بحذ ذاته تعذيب للجسد الذي يضعفه ويجعله هش أمام أي تغير يطرأ عليه، كما أن نوعية الطعام وطبيعة المكان والنوعية السجانين كل هذا يؤثر سلبيا على جسد ونفسية المعتقل.


المكان
يأخذ شكل المكان في المعتقل صفة الضيق والحصار، فهو يزيد من حالة الألم التي يتعارض لها السجين، وقد انعكس هذا الأمر على وصف المكان الذي أخذ صفة السواد. " "والمسلخ" مردوان مستطيل يقارب طوله خمسة عشر مترا بعرض مترين تقريبا، يفتح على كل جانب منه خمسة أبواب تؤدي إلى غرف المحققين الذين فقدوا روابطهم بالأحاسيس الإنسانية، لا تدخله الشمس على الأطلاق، والضوء الساطع فيه على مدار الساعة، وفي طرفه غرفة الحمامات التي يتم استخدامها لتعليق الذين يتم التحقيق معهم، وكذلك شبحهم" ص16، بهذا الوصف يكون المكان قد ساهم في زيادة الألم والعذاب للمعتقل، فهو مكان يوحي بالإرهاب والقسوة، شكله، طريقة تصميمه، تجعله رهيب، موجع، مخيف، ولهذا لا يمكن أن يترك أي أثر ايجابي عن المعتقل.
وهناك مكان آخر يسمى (الزنزانة)، وهو أيضا من الأمكنة التي يرفضها الإنسان، يصفها لنا "هايل" : "كانت أيام الزنازين ثقيلة وبطيئة، يضفي عليها ثبات المكان ثقلا وكآبة على النفس،... مجرد الخشخشة كانت تثير الأعصاب، ... فالزنزانة يجب أن تكون خالية تماما من كل شيء ما عدا إبريق الماء ودلو من البلاستيك لقضاء الحاجة" ص23، لم يقتصر التأثير على المكان وحسب بل تعداه إلى الوقت، فالمكان يسهم في قتل الوقت وجعله كسولا، بليدا، جامدا، مما يجعله أكثر ألما على السجين.
وهذا التآمر/التحالف بين المكان والوقت يزيد معاناة السجين، ويؤكد حالة التباعد ولعداء التي يكنها السجين للمكان.

التنوع والتعدد
من سمات العمل الأدبي الجيد تناوله للآخر، مهما كان هذا الآخر، وأعتقد عندما تحدث الراوي عن المحتل في العديد من المواضع كان يعطي صورة موضوعية وإنسانية لهذا النص الروائي، وأيضا لم يهمل الراوي تناول المعارضة الفلسطينية التي تشد رافدا إضافيا لقوة العمل الوطني الفلسطيني، فنجده يتناول العديد من الفصائل الفلسطينية وإن كان هذا التناول/هذا التقديم يعطي مدلولا سلبيا عنها، فكما قلنا سابقا النص يدعو وينحاز إلى حركة "فتح" ويقدمها بصورة مثالية.
من المواضع التي ذكر فيها الراوي الفصائل الأخرى هذا الموضع، "ـ ...يوجد غرفتان للمدنيين الجنائيين اليهود، حيث يوجد غرفتين للرفاق في الجبهة الوطنية وغرفتين للأخوة الدروز من مقاتلي هضبة الجولان.
ـ نحن في هذه الغرفة ننتمي لفتح جميعا ما عدا اثنين من الرفاق في الجبهة الشعبية، وجميعنا من القدس" ص36، بهذا الشكل يقدم لنا الراوي الآخرين الذي لا يقلون عنه في النضال، لكن تحديد الأعداد أعطا صورة تصغر عددهم/فعاليتهم بين الجماهير وعلى الأرض، بينما كان يعطي عدد عناصر "فتح" التكبير والتأثير الأكبر عند الجماهير وعلى الأرض.
الفكر الديني
ما يحسب لهذا العمل الروائي طريقة تقديمة لحملة الفكر الديني، فالراوي يقدمهم لنا كما هم الآن في فلسطين، في غزة، وفي سورية وفي العراق اليمن وليبيا، رجال مشوهين التفكير يتخبطون بطروحاتهم، مرة هنا وأخرى هناك، متطرفين، انتهازيين، لا يعمل بمنهجية واضحة، فمن اشكال هذا التخبط،
"ـ إنهم يحرمون الإضراب في رمضان." ص144، فهنا كانوا يحرمون الخوض في الإضراب بدون أي مبرر عقلي منطقي، لمن هكذا هم، لا شيء يربطهم بالآخرين سوى ما يصدره (الشيخ) المفتي.
" استلام الشيخ مخصصات من "م.ت.ف" وكان يصرخ بأنه لا يعترف بها. وحين بادره أبو علي لماذا تقبض هذه الأموال، قال:
ـ لأنها تأخذ الأموال من الدول الإسلامية، وأنا آخذ حقي منها." ص153، قدرة رهيبة على التبرير والهروب من التفكير/التحليل العقلي، فهم بهذا المشهد يهربون إلى الأمام، معتمدين على الدين، وكأنه البساط الطائر الذي من خلاله يستطيعوا أن ينتقلوا من حالة إلى أخرى.
ويسرد لنا "هايل" هذا الحوار مع أحد حملة افكر الديني، موضحا تخلفهم وعقمهم.
"ـ قالوا لأبي عمار تبنى الإسلام وخذ جزيرتين من النفط لمواصلة النضال.
ـ ..
ـ من أجل هذا لن ينصرنا الله لأننا بعيدين عن الدين، وها هي إيران انتصرت لأنها متمسكة بالدين." 273، بهذا الكلام يتأكد لنا عقم وضحالة حملة الفكر الديني السياسي، فهم يعتمدون على فكرة عامة لا يستطيعوا الدخول إلى لبها، فنجد الطرح العام، البعيد عن التحليل والتفسير العقلي والمنطقي والمعتمد على الوقائع والموضوعية.
الرواية من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية، الهيئة العامة للكتاب، 2008



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب المرأة في رواية -يافا- نبال قندس
- تغير خرائط سايس بيكو
- بحث تاريخي في كتاب -توازن النقائض- سليمان بشير
- ثلاثة شخصيات ولغة واحد في رواية -عرافو السواد- داليا طه
- التناسق والانسجام في مسرحية -وجهة سفر-
- السخط في ديوان - الساعة الناقصة- فايز مقدسي
- المرأة والرجل في رواية -امرأة للفصول الخمسة- ليلى الأطرش
- الارهاب والفساد في رواية -ذاكرة الماء- واسيني الأعرج
- انتصار المرأة في رواية -الحضارة أمي- إدريس الشرايبي
- التجربة في رواية -المرآة مسيرة شمس- هديل الحساوي
- تعدد القراءات في ديوان -عشق- حمودة الشايجي
- السيرة المحفزة للمعرفة -رام الله التي هناك- محمود شقير
- الكويت تنقذ جمهور القراء
- -في اللغة والأدب وعلاقتهما بالقومية- ساطع الحصري
- المعرفة بالشعر في ديوان -وسائد حجرية- مازن دويكات
- البداية المتسرعة في مجموعة -خارج الصورة- محمد المقادمة
- العنوان مفتاح المضمون في ديوان -ضجر الذئب- يوسف أبو لوز
- تأثير النت
- التراث الديني والشعبي في رواية -ملاك القرصة الأخيرة- سعيد نو ...
- توضيح حول كتاب -الحرب الأهلية في صدر الإسلام- عمر أبو النصر


المزيد.....




- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الطرح السياسي في رواية -فرسان الحرية- هشام عبد الرازق