أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - رياض ناصرية وأم خطاب من قصص الحشد














المزيد.....

رياض ناصرية وأم خطاب من قصص الحشد


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 03:25
المحور: المجتمع المدني
    


إستنفذت أم خطاب الهاربة من بطش داعش في الفلوجة؛ رصيد هاتفها، وقاربت بطاريته من التوقف، ووصلت الى الإحباط ولم تجد من أقاربها وأقارب زوجها مَنْ يكفلها لعبور جسر بزيبز، وترى الوقت كالسيف وأبنها الصغير يكاد يموت من شدة المرض.
لم يبق أمامها سوى رقم مجهول خزنه زوجها بأسم رياض، ولعله الأمل الأخير لإنقاذها.
إتصلت بآخر رقم مستنجدة، وهي لا تعرف الطرف الثاني، وطلبت الكفالة للخروج من مأزقها ومعالجة طفل يعاني المرض لعامين وجواب الدواعش في وقتها: " ليس من مسؤوليتنا حياته"، وعند أول إتصال أجاب رياض وقال أنا أخوك وسوف أصل لك بمجرد مسافة الطريق من الناصرية، وهي تعتقد في أحياء بغداد، فأخبرها المسافة بحدود 400 كم، وسيصل وأن كان بعد منتصف الليل.
أرتبك رياض بين وسيلة الوصول وهو لا يملك في بيته سوى 30 ألف دينار عراقي؛ قسمها رصيد أتصال نصف له والآخر لها للتواصل لحين الوصول، وإلتهب قلبه وغيرته، فإستدان 200 ألف دينار أجور نقل، وأم خطاب في حيرة من أمرها ومصيرها، وأعوام وهي تسمع الكلام الطويل عن بشاعة المليشيات والطائفية، وربما سمعت أن بعض المذبوحين من الناصرية، لكنها شعرت كأنها في بيتها وبين أهلها في اول قدم على أرضها.
وجدت أم خطاب محافظات الجنوب آمنة، وشبابها قادرون على حماية مدنهم والعيش بسلام، وبإمكانهم ترك المناطق المغتصبة من داعش لأهلها للدفاع عنها، ولكنهم قدموا التضحيات وجادوا بالنفس؛ تاركين خلفهم الإنتماءات السياسية والدينية والمذهبية، وقدموا أعلى درجات التضحية فإختلط دم الشيعي بالسني في الفلوجة، وحولوا المحنة الى منحة من الوطن للتعرف على أهمية المواطنة والإنسانية، وكشفوا أن داعش ليس عدو العراقيين وحدهم، وهم يقاتلون نيابة عن العالم، ويفكّون أسر مدنهم المرتهنة بيد الإرهاب، فكانوا مطيعين لنداء مرجعيتهم ووطنهم، ومنضبطين في تصرفاتهم، التي أشاد بها أبناء تلك المناطق.
إن قصة أم خطاب واحدة من آلاف القصص، وتضحية رياض ابو مصطفى حلقة من سلسة إنتماء للوطن، وقد آثر على نفسه وعائلته تحمل المصاعب من أجل إنقاذ أمرأة إستنجدته، وطفل بين الموت والحياة ينتظر عطفه.
رياض واحد من حشد عراقي تقاسم الدفاع عن وطنه؛ بين من حمل السلاح وآخر أوصل المؤنة، أو ساعد بإنقاذ بريء؛ ليثبت عمق الإنتماء للوطن والإنسانية.
قصص مؤلمة عاشها العراقيون، وتحشد أغلب شعب لردع العدوان والأبواق التي تحاول تشويه صورة العراقيين الإنسانية، ولكنهم ساروا الى حيث العُلى بخطى ثابتة ومنهج مرجعية أوصاهم بأن إنقاذ بريء أفضل من ملاحقة عدو مجرم، وأنهم لا يزروا وازرة بوزر آخرى، وأم خطاب ولدت من جديد لتجد أهل لها وأخوة يعوضون زوجها الذي قلته داعش، وسيعود رياض الى عمله اليومي ليجمع أرغفة الخبز والدواء الى أخته، وسيكون سعيد بإنقاذ طفل يكون شاهداً على الأخوة العراقية، وأن تجارها سيرحلون ويلعنهم التاريخ في صفحاته السوداء، وتستمر الحياة مع قصص إنسانية؛ سطر أروعها العراقيون بدمائهم، وقد تكمل أم خطاب بقية حايتها في الناصرية.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة الفلوجة متعة عراقية
- عبور المكونات لمجابهة التقسيم
- خرق القانون يعجل بإراقة الدماء
- عزيز العراق تجربة ندمنا على رحيلها
- وتبقى المعركة أهم الفرص
- إعلام جبان وساسة أجبن
- من هنا مَرّ الفاتحون
- ستتحرر الفلوجة بشرط
- الكتلة العابرة للمكونات..خيار ام اختيار
- داعش تعيش بيننا
- قضايا لا تحتاج الى شكوى
- أسوء ما يفعله البرلماني
- رسالة من ملعب كربلاء
- ساسة مواشي في قطعان العدو
- تحدث بهدوء لنفهم ما تقول
- بين خطاب المرجعية والحكيم؛ تحالف عابر للمكونات
- إختطاف البرلمان
- تنتظرنا معركة في البرلمان
- مصل الإصلاح من سم الفساد
- الحلول عند علي


المزيد.....




- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...
- الأمم المتحدة: الطريق البري لإيصال المساعدات لغزة ضرورة
- الداخلية التركية تعلن اعتقال 23 مشتبها بانتمائهم لـ-داعش- بع ...
- تقرير كولونا... هل تستعيد الأونروا ثقة الجهات المانحة؟
- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - رياض ناصرية وأم خطاب من قصص الحشد