أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عدنان عباس علي - صندوق النقد الدولي يتنصل من مبادئ الليبرالية المحدثة ويعترف بإفراطه في تعزيز العولمة














المزيد.....

صندوق النقد الدولي يتنصل من مبادئ الليبرالية المحدثة ويعترف بإفراطه في تعزيز العولمة


عدنان عباس علي

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 19:33
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


على مدى ثلاثين عاماً تقريباً، أعرب صندوق النقد الدولي عن إيمانه التام بسياسات الليبرالية المحدثة ودعمه المطلق للعولمة.
وساير صندوق النقد العربي الصندوق الدولي، فتبنى هو الآخر هذه السياسات بلا تمحيص، وراح يوجه الدعوات لكبار الموظفين في المصارف المركزية ووزارات المالية العربية، لحضور ندوات يشارك فيها خبراء من صندوق النقد الدولي، لإرشاد المشاركين إلى ضرورة أن يعمل كل واحد من الحاضرين – كل حسب اختصاصه – على تنفيذ إرشادات الليبرالية الجديدة ودعن انخراط بلدانهم في مشروع العولمة، وذلك من خلال فتح الأسواق المحلية بما فيها الأسواق المالية، أمام المنافسة الأجنبية، وتقليص دور الدولة من خلال خصخصة المشروعات الحكومية.
ودأب صندوق النقد الدولي على إكراه كل دولة، تطلب منه العون، أن تفتح مصارفها وأسواقها المالية أمام الرأسمال الأجنبي، وأن تخصخص أكبر قدر من المصانع والشركات الحكومية، حتى إن لم تكن في الدولة المعنية الشروط الموضوعية لنجاح عملية الخصخصة، أي حتى إن كانت الدولة المعنية لا تمتلك مؤسسات الرقابة على المصارف وعلى أسواق المال ولا تتوفر على المؤسسات المعززة للمنافسة، والمانعة لتعاظم الاحتكار. كما يشترط على هذه الدول، خفض الإنفاق الحكومي المخصص للرعاية الصحية والتعليم ولدعم أسعار المواد الغذائية وسلع الوقود.

وأشاعت هذه الإرشادات والمناهج - المفروضة قسراً على العديد من الحكومات – الفقر وأسفرت عن اندلاع ثورات واضطرابات استهدفت برامج الصندوق والساسة الذين انصاعوا لما يسمى ببرامج الإصلاح الاقتصادي.

والآن، وبعد كل ما كان من تعاظم في مستويات الفقر، واضطرابات كادت أن تحرق الأخضر واليابس في العديد من الدول، والدول العربية بنحو مخصوص، يعلن صندوق النقد الدولي في المجلة التي يصدرها باسم "التمويل والتنمية" (عدد يونيو 2016) عن شكوك باتت تساوره. ففي الدراسة المقدمة من قبل خبرائه بعنوان "الليبرالية الجديدة – هل شابها الإفراط؟، يختبر الصندوق سياساته السابقة فيتساءل مشككاً: هل حققت العولمة، فعلاً، العائد، الذي بشر به خبراء الصندوق؟ وهل أفضت برامج الخصخصة والتقشف إلى النتائج، التي أكد عليها ممثلو الصندوق أينما حلوا وبتجاهل تام لخصائص الدول المختلفة؟. وهل كان الصندوق على حق، حينما دأب على الزعم أن تحرير أسواق رأس المال إجراء لا بد منه؟
ويطرح الصندوق هذه الأسئلة في سياق نقده للذات، من هنا نراه يعترف بخطل برامجه، فيقول بصريح العبارة: "أنه كان هناك نوع من المغالاة في تصور منافع بعض السياسات، التي تمثل جزءاً مهماً من جدول أعمال الليبرالية الجديدة.“
وعموماً لا مندوحة للمرء من أن يرحب باعتراف الصندوق بما ارتكب من أخطاء أساسية. فالاعتراف بالخطأ فضيلة.
ويركز الصندوق نقده الذاتي على الموضوعين الرئيسيين، اللذين كانا عماد برامجه: على تحرير أسواق رأس المال وعلى سياسة التقشف.
فعلى ضوء النتائج المستخلصة، ما عاد الصندوق واثقاً من أن إلغاء القيود على حركة رأس المال عبر الحدود الوطنية، أي تحرير الحساب الرأسمالي، قد كان، في المنظور العام، ذا نفع واضح بالنسبة للدول الفقيرة. فالتجارب تبين بجلاء أن تدفق رأس المال الأجنبي على دول العالم الثالث زاد من تعرض هذه الدول للأزمات. فبحسب وجهة نظر الصندوق الجديدة "يبدو أن بعض التدفقات الرأسمالية، وخاصة التدفقات الرأسمالية قصيرة الأجل" لا تحقق المنافع المتوقعة منها، ولا النمو الاقتصادي المراد تحقيقه من خلال هذه التدفقات الرأسمالية. فهذه التدفقات تسفر عن "تزايد احتمالات وقوع أزمة". كما يستنتج هؤلاء الخبر الآن، ما استنتجه الكثير من الاقتصاديين منذ عقود من السنين، فهم أيضاً صاروا يرددون أن: "هناك أدلة متزايدة على ارتفاع نسبة التكلفة إلى العائد في ظل انفتاح الحساب الرأسمالي...“. ومعنى هذا، هو أن فرض قيود على حركة رأس المال بين الدول إجراء يمكن أن يسفر عن نتائج إيجابية، بحسب تصورات الصندوق الجديدة. ففي بعض الحالات قد تكون هذه القيود نهجاً لا بد منه.
كما تغيرت رؤية الصندوق لسياسة التقشف. ففي الدراسة المذكورة، يقول خبراؤه صراحة: „ولا يقتصر تأثير السياسات التقشفية على توليد تكاليف كبيرة يتكبدها الرخاء بسبب القنوات على جانب العرض، وإنما هي أيضاً تضر بالطلب – وتؤدي بالتالي إلى تفاقم أوضاع توظيف العمالة والبطالة.“ وتشير الدراسة إلى أنه "نظراً لارتباط الانفتاح والتقشف على حد سواء بزيادة عدم المساواة في الدخل، يفضي هذا التأثير على التوزيع إلى توليد حلقة من الآثار السلبية المرتدة. وربما أدت زيادة عدم المساواة الناتجة عن الانفتاح المالي والتقشف في حد ذاتها إلى تخفيض النمو. بينما يهدف جدول أعمال الليبرالية الجديدة في صميمه إلى رفع معدلات النمو. وتوجد في الوقت الحاضر أدلة قوية على أن عدم المساواة يمكن أن يفضي إلى حدوث انخفاض كبير في مستوى النمو واستمراريته على حد سواء.“ وعلى ضوء هذه النتائج، صار خبراء الصندوق ينصحون بضرورة "تبني رؤية مختلفة … عند تصور النتائج التي يُرجح أن يحققها جدول أعمال الليبرالية الحديثة.“
د. عدنان عباس علي
أستاذ جامعي من العراق



#عدنان_عباس_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الفوضوية – فلسفتها وروادها
- الرهان الصيني الأمريكي: أوباما يتصدى للصين في الاتحاد الأورب ...
- عرض كتاب ثقافة تعدد القراءات - تاريخ الإسلام من منظور مختلف
- وأخيراً عادت أسواق المال إلى عادتها القديمة
- الأزمة المالية والاقتصادية العالمية وانعكاساتها على النظرية ...
- من تاريخ الفكر الاقتصادي - التحليل الاشتراكي للأزمات الاقتصا ...
- من ناريخ الفكر الاقتصادي - التحليل الاشتراكي للأزمات الاقتصا ...
- من تاريخ الفكر الاقتصادي - التحليل الاشتراكي للأزمات الاقتصا ...
- من تاريخ الفكر الاقتصادي - التحليل الاشتراكي للأزمات الاقتصا ...
- من تاريخ الفكر الاقتصادي - التحليل الاشتراكي للأزمات الاقتصا ...
- منطقة التجارة الحرة الأورو-أمريكية
- أسباب وأبعاد الأزمة الناشرة ظلالها على أسواق العملات في العد ...
- أساليب كبرى المصارف المركزية في التعامل مع الانهيار الكبير ف ...
- القرن القادم: هل هو قرن صيني أم أمريكي؟
- العملة الصينية تسير بخطوات مترددة ووئيدة صوب التحول إلى عملة ...
- الاتجاهات المثالية والمادية في الفلسفة الأوربية الحلقة الثان ...
- الاتجاهات المثالية والمادية في الفلسفة الأوربية (الحلقة الأو ...
- آفاق التعاون بين الاتحاد الأوربي ودول المغرب العربي في مجال ...
- الصناديق السيادية - وأهميتها في النظام المالي الدولي
- النشاط الاقتصادي الصيني في أفريقيا: أهو استعمار جديد أم منهج ...


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عدنان عباس علي - صندوق النقد الدولي يتنصل من مبادئ الليبرالية المحدثة ويعترف بإفراطه في تعزيز العولمة