أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سندس القيسي - الشرطة العربية: إضرب، فليس غيرك مستبد!














المزيد.....

الشرطة العربية: إضرب، فليس غيرك مستبد!


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 11:24
المحور: حقوق الانسان
    


الشرطة العربية: إضرب فليس غيرك مستبد!

الضرب في مجتمعاتنا سلوك متأصل، فالأب يضرب الإبن، والإبن يضرب الأخ، والأخ يضرب الأخت، والأخت تضرب أولادها. والأولاد يضربون أولاد الجيران، وأولاد الجيران يضربون المعلم، والمعلم يضرب التلاميذ، وابن العشيرة يضرب ابن المخيم والشرطة تضرب المواطن، والمواطن يضرب الزوجة والزوجة تضرب الخادمة. وكل المسائل من كبيرها لصغيرها تحل بالضرب والإهانة وإهدار الكرامة.

وكلما سمعت عن حالة ضرب خاصة ضد الأطفال البريئيين العزل، كلما انتفض جسدي وشعرت بالأسى. أما حين تضرب الشرطة المواطن بسبب وبلا سبب، فهل هذا يعني أن المجتمع خربان من راْسه وحتى أساسه؟ إذ أن حاميها حراميها. وعوضًا عن أن توجد قوانين لتحمينا من الضرب وبالتالي العنف ، فإننا نجد أن السلطة تكرسهما في ممارساتها القمعية. ورغم أن الضرب يجب أن يكون محظورًا وممنوعًا منعًا باتًا ليس فقط لأنه يجرح الكبرياء والكرامة، بل أيضًا لأنه يدمر خلايا الدماغ كما أثبتت الأبحاث العلمية وخاصة عند الأطفال. فإن الضرب هو ظلم ما بعده ظلم، فكيف تدافع عن نفسك ضد ظالم مستبد، يكون في العادة أقوى منك؟ هذا، ما يولد شعور الحزن والغضب والإحباط إضافة إلى الشعور بالعجز والرغبة الشديدة بالإنتقام ورد الإعتبار.

في البلاد الأوروبية، يتعلم الشرطي تكبيل المدنب وإن قاوم، دون اللجوء إلى الضرب والإيذاء، مهما كانت درجة الجريمة وبشاعتها. ولا يمارسون القمع والتعسف إلا فيما ندر. وإذا حصل أي انتهاك من قبل الشرطة، تكون هناك فضيحة إعلامية لها أول وليس لها آخر.

حتى انه في إحدى الدعايات البريطانية لاستقطاب الناس لمهنة الشرطي، تم الترويج إلى أن الشرطي مرشد اجتماعي ونفسي يقوم بحل مشاكل الناس والتخفيف من أعبائهم. ولذلك عندما يقوم الشرطي العربي بضرب من يسميهم مجرمين وهم ليسوا جميعًا مجرمين، لأن كثيرًا ما يتم تلفيق التهم للأبرياء أو يساء استخدام السلطة في كثير من الحالات، فإن هذا يولد حالة غضب ويقلل من الشعور بالوطنية والإنتماء ويعمق الرغبة بالهجرة، وكما يقال لا كرامة لنبي في وطنه.

قد نتفهم نحن كعامة الشعب، تعذيب مجرم خطر كمغتصب وقاتل أطفال، فإذا تجاوزت الشرطة حدودها معه، قد نشعر بالرضا بعض الشيء، خاصة إن تعرض مجرم من هذا النوع للتعذيب. وقد تكون ردة فعلنا مشابهة تجاه إرهابي يستهدفنا نحن كمدنيين أبرياء. ورغم أن المبادئ لا تتجزأ، بمعنى أنه لا يجوز تعذيب أي مجرم، مهما كانت درجة خطورته. إلا أن هذه مسائل تستدعي التداول العام والبحث والنقاش قبل اتخاذ موقف دون آخر.

ولكني هنا ضد تعنيف الشرطة العربية للمواطنيين العاديين، وضد ضربهم وإيذائهم وإشعارهم بالغضب الممزوج بالعجز. أنا لا أفهم لماذا علي كمواطن عربي أن أخاف وأرتعد من الشرطة؟
ولم عليها أن تهينني في أبسط المسائل؟ ولم علي أن أتلق صفعة من هنا، وركلة من هناك وأنفجر داخل نفسي من القهر؟ ولم علي أن أتجرع الظلم المر مرارة العلقم؟

فليعلم الشرطي العربي أنه يتلقى راتبه من الشعب، وأن وقته وجهده وإجراءاته هي ملك الشعب. وأن على الشعب أن يحاسب الشرطي على كل ما يفعل. فإن صرفت الشرطة وقتها في قمع الشعب وإجراءاتها التعسفية، فهذا إهدار للمال العام. إن مهمة الشرطي هي خلق أجواء الأمن والأمان بالتعاون مع المواطن وليس من خلال تخويفه وترهيبه وإهانته.
وكما يقولون، فإن الشرطة يجب أن تكون فعلًا في خدمة الشعب. فلولا الشعب، لا وجود لهذه الشرطة. وعلينا جميعًا أن نعمل لإلغاء سياسة الضرب في مجتمعاتنا، لأن الضرب لا يجلب نتيجة مع الحيوانات، فما بالك مع البني آدميين.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية 10: حرية المرأة بين مطرقة التحرر وسندان الذكو ...
- عزيز لعمارتي : الصالون الأدبي ببروكسل الواجهة الثقافية للمنت ...
- المرأة العربية 9: علياء المهدي، كابوس مصر
- مداخلتي عن الهجرة في الصالون الأدبي ببروكسل
- باريس وأضواؤها الساطعة وزقاقها المرعبة
- المرأة العربية 8: الواعظات يضعن أياديهن في عِش الدبابير
- المرأة العربية 7: يوم المرأة وأمومة الأم العربية
- المرأة العربية 6: أمينة ليست شرف أحد وجسدها ملكها
- المرأة العربية 5: الجسد والطالعات من قمقم الشهوة
- المرأة العربية 4: النضال بالجسد العاري
- المرأة العربية 3: من التعري الكلي إلى النقاب
- الملكة إليزابيث ملكتي وقدوتي
- المرأة العربية 2: الملكة إليزابيث الثانية ملكتي وقدوتي
- لا تلقي قذارتك الأقذر على الطاهرات
- المرأة العربية 1: الفضيلة والرذيلة والحريّة
- لا ترمي قذارتك الأقذر على الطاهرات يا منال
- يوم لندني غامر بالحرية
- التحرر الحقيقي 1: تجربة الرجل الأسود
- الفنان موسى حيّان: لا أشرب إلا من ماء الغيمة الصادقة
- يوم جميل في لندن


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سندس القيسي - الشرطة العربية: إضرب، فليس غيرك مستبد!