أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - مساحة الاختيار ,,, والانتخابات














المزيد.....

مساحة الاختيار ,,, والانتخابات


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 1397 - 2005 / 12 / 12 - 09:31
المحور: المجتمع المدني
    


الانتخابات العراقية على الابواب ,, وجميع القوائم تًسوًق لنفسها كيفما شاءت , ,البعض استخدم الدين رداء له واخذ ينشر دعايته الانتخابية من خلال الحاجة الى غطاء شيعى لمنطقة عانت طويلا من الاستبداد , والبعض الاخر استخدم القوية الكردية رداء له لقوية عانت طويلا من استبداد الاخر , والبعض اخذ بدعاوى انسحاب المحتل والدعوة الى العودة الى السلف ,

بغض النظر عن هذا او ذاك , الا اننا وبدعوتنا فى بداية سقوط النظام الى الدولة العلمانية وبناء دولة المؤسسات القانونية , ودولة القانون التي لاتفرقه فيها على اساس الدين او المذهب او اللون او العرق ,,
نتساءل بدورنا وفى ظل هذه الانتخابات وهى انتخابات جوهرية لانها تدعو الى حكومة دائمة لمدة معينة طويلة نسبيا وليست مدة قصيرة ,, نتساءل ماهى مساحة الحرية فى الانتخاب للمواطن العراقي ,

بداية المواطن العراقى فى الجنوب الذى يرى بعينه ان هناك حرب ابادة للشيعة فى المناطق السنية , وان القيادات السنية لا تتحرك لوقف المجازر للمواطن الشيعي , يجد نفسه يتراجع عن الافكار العلمانية وحرية الفردية , وحرية تقرير المصير , مقابل اولئك الذين يوفرون له الامن النسبي وليس الكلي , فيتراجع مضطرا وليس راغبا الى المجموع الذى يوفر له الامن , وهم ابناء طائفته , وبهذه الحالة نجد انتصار الجانب المتشدد والمحافظ فى المجتمع على الجانب الحر العلماني المتحرر. ونحن نرى كيف يستخدم المرشح الشيعي القوى فى الجنوب لورقة السيستاني ,,فى الانتخاب ,, وكذلك استخدم الورقة الدينية بقوة بحيث ظهرت اكثر من مرة ان الترشيح لهذه القائمة سيكون مبرء للذمة ,, ولا ابراء للذمة الا بهذا الاختيار ,

كذلك نجد ان ابناء الوسط وهم يجدون ان هناك حرب اغتيالات للنخب السنية بحجة اجتثاث البعث او غيرها من الحجج ,, وان جماعات الجنوب او الشمال فى مسيرة تاكيد الذات من خلال توافق شيعي وكردى على بناء مؤسسات الفدرالية لحماية النفس قبل حماية كيان دولة لم يبقى منها سوى اسم نحافظ عليه قدر الامكان ,, ويجدون انهم بصورة او اخرى مسئوليين عن مسميات المقاومة فى العراق وفى ظنهم انهم الوحيدون الذين يدعون الى خروج المحتل ,, وان هناك الكثير من الجماعات المسلحة التي باتت ترتكب المجازر باسمهم وهم منها براء , الا انهم لا يتحركون لوقف المجازر ,,
باتت كثير من النخب الوطنية والعلمانية تتراجع الى الصوت الخلفي وصوتها بات يخفت ,, ويعلوا مكانها صوت السني المتشدد الذى يرى بالكل خونة وروافض ومرتدين يجب قتلهم , اما المواطن العادى صاحب صوت الانتخاب يجد نفسه مجبرا لترشيح هذا الجانب المتشدد ,, والتوقف عن تأيد كل الاتجاهات العلمانية والتحريرية فى البلد ,, ويبقى جانب الامن مهما جدا ,, لانه اولا واخيرا مرتبط بباقى المجموع الذى بات يتجه جبرا الى التشدد ,, فتختفى مساحات حرية الانتخاب للشارع السني ,, مثلما اختفت حرية الاختار للشارع السني ,

وفى الشارع الكردي نجد ان كل الجموع الكردية توافقت حول القومية الكردية سواء سنة او شيعة حول زعاماتها الكردية فى سبيل بناء الدولة داخل الدولة ,, حتي ياتي دولة الاستقلال ,, ولا اختلاف بين اثنين ان 90% من الشعب الكردى ان لم يكن باكمله سيكون خلف زعامته الكردية ,, نجد هنا ان الزعامات الكردية هي اصلا علمانية ,, ولكن عملية الانتخاب محسومة مسبقا ,

باقى الاحزاب ,, علاوى وان كان حزبا علمانيا يجمع بين اطياف المجتمع العراقي , لكن ماذا يفعل مع القوة الكبيرة للشيعة فى الجنوب والسنة فى الوسط والاكراد فى الشمال , وهو صاحب سابقة فى الحكم العراقي بعد سقوط النظام لم تكن ابدا حميدة , وسلبياتها اكثر من فؤائدها , ويكفى الفضائح التي واكبت هذه التجربة ,, والذاكرة العراقية لا تنسي ابدا ,,

اما الحزب الشيوعي فهو حزب اشبه بالنائم ,, لا يتحرك سوى لجترار الالام الماضى وتمجيد الشهداء الذين سقطوا خلال الستينات والسبعينات , وهو عمليا حزب اختفى من الساحة من منتصف الثمانيات والتسعينات من القرن الماضي , فلا مستقبل له فهو فى لحظة الاحتظار , وكل الذى يفعله هو صحوة الموت الاخيرة , ولا يستطيع سوى الانضواء تحت رداء هذه القائمة او تلك , وبعدما كان قائدا اصبح منقادا ,

اما باقى الاحزاب العراقية ,, فلا امل لها امام الاتجاهات القوية الثلاثة فى العراق ,, فكان النتيجة والتنافس محصول بين الثلاثة الاقوياء ,, ونتيجة الانتخابات هو حصول تسوية بين هؤلاء الثلاثة على شكل الحكم القادم ,, وكل الذى يحدث هو اظهار القوة بين هذا او ذاك حتي يستطيع هذا الحصول على اكبر غنائم او يحصل ذاك على اكبر تنازلات ,, وبالتالى يحدث التوافق على شكل الحكم ,,

اما المواطن العراقي ,, فهو مجبور على التصويت هنا او هناك ,, ولا مساحة حرية له فى الاختيار ,, وان حريته فى الاختيار هي اجبار فى حقيقة الامر , انما مغلف برداء الاختيار , وما هذا الذى كنا الذى نريده فى بناء مؤسسات القانون وحرية العراق الفردية , والتحرر من كل هذا الارث والمحاولة للتقدم للامام ,,



#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال مخرج ,,, ام اغتيال رسالة
- نساء بسيطات ,,,, لكن عظيمات
- قراءة ,, حول المراه العراقية
- الدجيل ,,,, والمحاكمة
- بغداد ,,والاربعون حرامي ,, وبيوت الصفيح
- الموت ,, على جسر الائمة
- اطفال لايدخلون الجنة
- فدرالية السنة
- الدستور ,,, الذى تاخر تسعين سنة
- الدستور العراقي ,,, والعقد الاجتماعي
- الحكيم ,,, وفدرالية الفقراء والمضطهدين
- الارهاب ,,, ماذا يريد ؟
- امراه ,,, يخشاها كل الرجال
- السيدة الدكتورة ,, معصومة المبارك ,, وزيرة كويتية .
- الدولة الدينية ,, ام الدولة المدنية
- اسطورة الالم ,,,, العراقي


المزيد.....




- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...
- جامعات أميركية تواصل التظاهرات دعماً لفلسطين: اعتقالات وتحري ...
- العفو الدولية تدين قمع احتجاجات داعمة لفلسطين في جامعات أمري ...
- اعتقالات بالجامعات الأميركية ونعمت شفيق تعترف بتأجيجها المشك ...
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سلمان محمد شناوة - مساحة الاختيار ,,, والانتخابات