أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟














المزيد.....

لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا تجاهـُـل جذر الغش المجتمعى؟
طلعت رضوان
ماذا عن غش المسئولين؟
كيف انحدر المدرس لدرجة نط سور المدرسة؟
عوّدتُ نفسى - منذ سنوات - على توقع الكوارث الاجتماعية ، ولذلك لم يعد أى شىء يـُـدهشنى ، وتكوّنتْ داخلى (مناعة) ضد أى خبر سىء. وعندما سمعتُ وقرأتُ عن (تسريب أسئلة الامتحانات) لم أفاجأ حتى بعد أنْ علمتُ أنّ الأسئلة كانت مصحوبة بالإجابة. فكيف اكتسبتُ تلك (المناعة) ضد أى شر (مُـجتمعى) ؟ أعتقد أنّ السبب يكمن فى إيمانى بربط الظواهر بعضها ببعض، وأنّ كل ظاهرة (طبيعية أو اجتماعية) يتولــّـد من داخلها إما تناقضاتها، أو المزيد من إفرازاتها مثل الخلية الحية الواحدة التى تتكاثر، أو كما يقول شعبنا فى أهازيجه البديعة (الدود منه فيه)
فهل يمكن عزل ظاهرة الغش فى الامتحانات ، عن الغش الذى مارسه المسئولون طوال السنوات الماضية، وتوارثه المسئولون الحاليون، وهذا الغش أخذ عدة أشكال مثل تزوير الموازنة العامة للدولة بأرقام لا علاقة لها بحجم الموارد والمصروفات (وفق الواقع وليس على الورق) ونفس الشىء حجم وارداتنا ومقارنتها بالصادر (وفق الواقع) والغش فى (ميزان المدفوعات) و(الميزان التجارى) إلخ وهذا مجرد مثال من بين عشرات الأمثلة عن (غش المسئولين) فى مواجهة الحقائق فينتج عنها المزيد من الكوارث الاجتماعية، هذا غير الغش فى تصريحات المسئولين التى تجعل الحياة (وردى وبمبمى) بينما هى عكس ذلك.
وهل انتشار ظاهرة غش الطلاب ينعزل عن غش واضعى مناهج التعليم لتلاميذ المرحلة الأولية والجامعية؟ خاصة فيما يتعلــّـق بالمواد الاجتماعية وبالأخص التاريخ، مثل أنْ يتعلــّـم التلاميذ أنّ تحوتمس الثالث ((كان أول من نادى بالقومية العربية)) أليس هذا (غش أخلاقى)؟ قبل أنّ يكون (معلوماتى أو تاريخى)؟ وأليس إجبار التلاميذ على تدريس (ماهى عقوبة الكافر)؟ غش يُـكرّس للكراهية؟ وأليستْ مناهج التعليم التى تـُـفرّق بين شعبنا على أساس دينى ، بين مسلمين وغير مسلمين (غش ثقافى/ إنسانى)؟ وأليس إجبار التلاميذ المسيحيين على حفظ آيات من القرآن (فى حصة المطالعة وليس فى حصة الدين، وفى التعليم العام وليس فى معاهد الأزهرية) غش أخلاقى، بمعنى هل يجوز إجبار التلاميذ المسلمين على حفظ آيات من الأناجيل؟
وهل غش التلاميذ، ينعزل عن المناخ الذى كرّس لمنظومة (العبودية) عندما أجبرَ واضعو مـُـختارات من الشعر العربى التلاميذ على حفظ ((لا تشتر العبد إلاّ والعصا معه/ إنّ العبيد لأنجاس مناكيد)) وهو البيت الذى هجا فيه المتنبى (كافور) بعد أنْ مدحه كثيرًا، ولكن بمجرد أنْ منع عنه (العطاء) انقلب عليه؟ وإذا كان المتنبى اعتمد على تاريخ كافور الذى كان عبدًا، فلماذا ذمّ كل العبيد؟ ولماذا اشترط على المشترى أنْ تكون عصاه معه؟ أليس هذا تكريس لاحتقار البشر الذين فـُـرضتْ عليهم العبودية؟ ولماذا اصرار التعليم (المصرى) على فرض أمثال المتنبى على أولادنا رغم كل عيوبه الأخلاقية بل أشعاره التى هاجم فيها الشعوب مقابل مدحه للملوك مثل قوله ((وإنما الناس بالملوك ولا / يفلح عربٌ ملوكهم عجم/ لا أدب عندهم ولاحسب/ ولا عهود لهم ولا ذمم)) مع مراعاة أنّ كلمة (عجم) فى قواميس اللغة العربية تعنى (بهائم) للتفرقة بين العرب وكافة شعوب العالم. ولماذا الاصرار على تدريس الشعر الذى يرى أنّ ((السيف أفضل من القلم) وفى المقابل لماذا لا يتم تدريس شعر ابن عروس الذى أخذ الأمثال المصرية وصاغ عليها شعره الذى كرّس لقيم النُـبل الإنسانى مثل ((من قـدّم السبت لقا الحد قدامه.. ومن خدم الناس صارت الناس خدامه))؟ ولماذا لا يتم تدريس شعر صلاح جاهين أو صلاح عبدالصبور..إلخ؟ أليس كل هذا (غش أخلاقى) مارسه المسئولون عن التعليم طوال سنوات، فأدى (غشهم) إلى غش التلاميذ وإلى (غش الأستاذ) الذى يسعى إلى (جمع المال) وليس تعظيم الأخلاق.
ولو عقدنا مقارنة بين التعليم فى مصر قبل يوليو1952وما حدث بعد هذا التاريخ، ربما تتضح حقيقة (جذر الفساد) فى شجرة التعليم ، ومن بين عشرات الشهادات فى مكتبتى سأختار من بينها شهادة محمد لطفى جمعة الذى عاصر الفترتيْن وذكر أنه أتقن اللغة الإنجليزية منذ أنْ كان فى السنة الرابعة الابتدائية. وأنّ التدريس باللغة الإنجليزية شمل الرياضيات والكيميا والطبيعة والجغرافيا والتاريخ. وذكر ((لقد خدمتنى اللغة الإنجليزية أجل خدمة لأننى اطلعتُ بواسطتها على الكتب والمجلات والجرائد التى تــُـطبع فى أوروبا.. وأقول وأشهد أنّ مجموعة الأساتذة فى مدرسة ابتدائية ريفية فى أواخر القرن التاسع عشر، كانت أرقى من مجموعة أساتذة مدرسة عليا أو جامعة فى أواسط القرن العشرين)) (هيئة الكتاب المصرية- سلسلة تاريخ المصريين رقم183- أكثر من صفحة)
وبسبب هذا المناخ الذى ارتقى بالتعليم ، وسادتْ فيه قيم احترام التلميذ لأستاذه وعطف الأستاذ على التلاميذ ، أنه فى سنة1934فى امتحان اللغة العربية للسنة الرابعة الثانوية ، فى مدرسة دمنهور الثانوية ، كان السؤال : فى هذا العام أرسلتْ صحيفة الأهرام بعثة تجوب صحراء مصر الغربية ، فما فائدة الصحيفة من ذلك؟ ومافائدة أعضاء البعثة؟ ومافائدة الأمة؟ هذا السؤال كان فى امتحان (التعبير) فلما علمتْ الصحيفة بالخبر تابعتْ نتيجة الامتحان، ومنحتْ التلميذ الذى حصل على13درجة من15جائزة مالية.
وبينما الشائع أنّ التلاميذ هم الذين (يـُـزوّغون) من المدرسة ، صار (المدرسون) يـُـقلــّـدونهم ، بل ويقفزون سور المدرسة ، وهو المشهد الذى عرضه التليفزيون ، وكان فى نفس أسبوع تسريب امتحان الثانوية العامة. وقبل منه (مع امتحان الاعدادية) نقلتْ بعض الفضائيات مشهد اقتحام أولياء الأمور للمدرسة ليـُـساعدوا أولادهم فى الاجابة. أى أنّ الغش (غش مجتمعى) ولابد من قطع الجذر الفاسد وإلاّ ستستمر مُـتوالية الفساد على كل المستويات.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يخالف المسلمون النص القرآنى ؟
- هل سنفاجأ بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- مصر وكنعان وإسرائيل فى العصور القديمة (1)
- لماذا يكون مدير آثار (مصرى) عبرانى الهوى؟
- دولة بنى أيوب وما فعله صلاح الدين
- رمضان (المصرى) ورمضان (العربى)
- هل يجرؤ النظام على الغاء قانون (تطوير الأزهر) ؟
- متوالية لصق اسم (الله) بالحاكم
- ما جذر العداء لغير المسلمين ؟
- مغزى لصق اسم (الله) كصفة للحاكم
- هل النظام الحالى اختلف عن الأنظمة السابقة ؟
- أليستْ المعاهد الأزهرية معامل لتخريج الإرهابيين ؟
- قتل الحرية الفردية فى مسرحية الزومبى
- مصر دائما مغلقة لاستقبال (الغزاة) الفاتحين
- شكسبير والغوص فى النفس البشرية
- 2- مصر المنكوبة بخيراتها
- مصر المنكوبة بخيراتها
- الأديبة هدى يونس والغموض الفنى
- لماذا كرّستْ الأحاديث لعبودية ؟
- فؤاد حسنين على: مثقف من طراز نادر


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا تجاهل جذر الغش المجتمعى ؟