أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [29]















المزيد.....



الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [29]


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 5196 - 2016 / 6 / 17 - 03:40
المحور: الادب والفن
    


تأييد الإمام لثورات وحركات الشعوب الإسلامية
لم يقف دور الإمام أبي العزائم ضد الاستعمار عند وطنه ومسقط رأسه، بل أنه قد حول إيمانه ورسوخ عقيدته في أن الإسلام نسب يوصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام وطن والمسلمون جميعا أهله، وأن الإسلام دين الله وفطرته التي فطر الناس عليها، إلى عمل حقيقي أثر في إثراء العزيمة والتيار الجارف في مناهضة قوى الاستعمار عند شعوب وزعماء الدول الإسلامية، ونستعرض هنا تلك الثورات التي أثر فيها رأي الإمام المجدد وما استطاع أن يقدمه من فكر وعمل.

ثورة الهند
في عام 1908 م قامت ثورة عارمة في الهند واتحدت نحو هدف واحد هو التخلص من سيطرة بريطانيا وحكم الهند نفسه بنفسه، وكان حزب المؤتمر الذي تأسس عام 1887م الذي ضم عناصر المثقفين والقادة السياسيين يضم كثيرا من رجالات الإسلام الهنود أمثال محمد على جناح ومحمد إقبال وشوكت على والشيخ قرشي وغيرهم ، ولما كان المسلمون أقلية بالنسبة للملايين من الهندوسيين، فقد رؤى تكوين حزب لهم فكان "حزب الرابطة الإسلامية" عام 1906م والذي يعتبر مولد الباكستان التي قامت باسم تسعين مليونا من المسلمين على أساس العقيدة والحضارة الإسلامية والمثل الأخلاقية العليا ولم تقم على أساس من العنصر، وقد نص دستور الباكستان على أنها جمهورية إسلامية تعيش بحسب تعاليم الدين الإسلامي، ولقد كان دور الإمام أبي العزائم في إنشاء دولة الباكستان من أوضح الأدوار فيها، فقد شهدت داره منذ بداية الحرب العالمية الأولى اجتماع زعماء الحركة الباكستانية إلى آخر أيام حياته، وكان من بينهم من تولى الحكم بعد الاستقلال في الهند عام 1366هـ (1947م) وعلى رأسهم ظفر الله خان وزير خارجية باكستان، وعبد الستار سيت سفير باكستان في مصر، وقد ظلا على وفائهما بعد وفاته كما كانا لـه حال حياته.. يزورون ضريحه ويجتمعون بأبنائه ويتدارسون تراثه.

الثورة التركية:
في عام 1908م حدثت هوجة الاتحاديين في تركيا وتكونت "جميع الاتحاد والترقي" إلى جانب "جمعية تركيا الفتاة" ووحدتا جهودهما ضد السلطان عبد الحميد، فأعاد الدستور بعد أن ظل معطلا ربع قرن، ولكنه كحركة مضادة كون جمعية باسم "الجمعية المحمدية" وأجبر علماء الدين في مختلف الولايات على عضويتها وتزعم الجمعية الشيخ "أبو الهدى الصيادي" داهية السلطنة.
وظن أبو الهدى أنه يستطيع أن يضم إليه الإمام أبا العزائم فأرسل إليه أحد أتباعه متخفيا في زي الدراويش، ولما اطمأن بخلوته بالإمام سلمه رسالة أبي الهدى طالبا منه الرد كتابة، ولكن الإمام استطاع أن يرده بكلمات شفوية لأنه لم يكن يرتاح لسياسة أبي الهدى القائمة على التفرقة وإثارة العناصر والتجسس، وكلها أمور على نقيض سياسة الإمام أبي العزائم التي تقوم أساسا على قول الحق تبارك وتعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(آل عمران: من الآية103).
وقد قام الإمام بإرسال الرسالة تلو الأخرى إلى كل من زعماء الاتحاديين وزعماء حزب تركيا الفتاة والى السلطان ورجال الحاشية بالأستانة محذرا من التفرقة ومن تشتت الكلمة في الوقت الذي تتربص فيه أوربا بدولة الخلافة وبالعالم الإسلامي والعربي وتنتظر الساعة التي تنقض فيها على الشرق انقضاض الوحوش، ويستثير حماسة السلطان عبد الحميد مذكرا إياه بموقفه الصلب في وجه الصهيونية العالمية ممثلة في زعيمها هرتزل عندما أراد أن ينتزع من السلطان أمرا بإيجاده وطن قومي لليهود في فلسطين، وينبهه في الوقت نفسه إلى الصهيونية لن تسكت على هذه الإهانة وأنها لابد مدبرة أمرا والله عز وجل يقول (خُذُوا حِذْرَكُمْ) (النساء: من الآية71)، غير أن السلطان عبد الحميد لم يلبث إلا قليلا حتى أقصى عن الخلافة عام 1909م وكانت تلك بداية لنهاية الخلافة الإسلامية وما أعقبها من أحداث.

الثورة التونسية:
وفي عام 1908 ثار الزعيم التونسي على باش حمية وزميله عبد العزيز الثعالبي، وكانوا ممن حضروا على الشيخ محمد عبده في مصر مجاورين بالأزهر مع الإمام أبي العزائم، وكانت ثورتهم تتلخص في تكوين حزب لتنوير الشعب وتعريفه بحقوقه وواجباته، فتألف حزب تونس الفتاة، وكان لهذا الحزب دوره مع الإمام حيث توحدت جهوده في تكوين جماعة الخلافة الإسلامية في تونس عام 1924م، وكان الثعالبي يؤمن باتجاهات الإمام أبي العزائم، تلك الاتجاهات التي تعارض الاحتلال الأوربي وترى فيه عدوانا صليبيا ومظهرا من مظاهر الاضطهادات الدينية التي شهدتها أوربا في القرون الوسطى، وقد أزعجت حركة الحزب المستعمرين الفرنسيين وسببت لهم الكثير من الخسائر والمتاعب، فلجأت إلى حل الحزب قبيل الحرب العالمية الأولى وشتت شمل القائمين عليه بين معتقل ومنفي فلجئوا إلى مصر، واستضاف الإمام أبو العزائم الثعالبي وباش حمية إلى ما بعد الحرب حيث كونوا الحزب الدستوري عام 1920م وآزره الملك محمد الناصر إلى أن حله الفرنسيون عام 1933م.

الثورة المغربية:
وفي مراكش حاولت فرنسا إخماد ثورة محمد بن الريسون ضد السلطان عبد العزيز بن مولاي الحسن عام 1908م، فثار الشعب، وتولى مكانه مولاي عبد الحفيظ ففقد ولاية شعبه، وهاجم الثوار العاصة فاس في مارس 1911م فاستنجد بالفرنسيين الذين احتلوا فاس بينما احتلت أسبانيا العرائس، وقبل السلطان الحماية في 30مارس1912، وقامت الثورة فأخبرت فرنسا السلطان على التنازل على عرشه لابنه يوسف الذي استسلم للفرنسيين، وفي نفس العام في 27 نوفمبر 1912 اتفقت فرنسا وأسبانيا على تقسيم البلاد إلى مناطق ثلاث:
1- منطقة النفوذ الفرنسي وعاصمتها الرباط.
2- منطقة النفوذ الإسباني "الريف" وعاصمتها تطوان.
3- منطقة طنجا وتبقى دولية.
ولم يستسلم الشعب رغم الكوارث التي حلت به، وكان الإمام يوالي ثورة عبد الكريم الخطابي ويوليها كل اهتمامه لمعرفته بما عليه قلب ذلك الزعيم الإسلامي من إخلاص وصدق وشجاعة وفضائل إسلامية قل أن توجد في عصره، وقد جعل الإمام من بيته مثابة للاجئين من الريف، كما جعل من مجلاته والصحافة الموالية لـه ميدانا ينشر فيه انتصارات الثورة ويدعو لتأييدها وتشجيعها، وقد لاقت دعوته رواجا وتأييدا منقطعي النظير فسارت الثورة من نصر إلى نصر، انتصر عبد الكريم في الريف عام 1920م "1339هـ" انتصارا أذهل العالم كله، وألف حكومة إسلامية وطنية، وعاودت أسبانيا مهاجمته عام 1923م "1341هـ" فكانت هزيمتها حديث العالم كله إلى أن تدخلت فرنسا إلى جوارها فصمد الأمير حتى عام 1926م، وتولى القيادة بعده أخوه الأمير محمد فقاتل قتال الأبطال ولفت إليه أنظار العالم بما أبداه من شجاعة وحسن بلاء ودماثة خلق تجلى في معاملته للأسرى من الأعداء، ثم اضطر بفعل الخيانة إلى الاستسلام، ووفقته فرنسا إلى جزيرة "ري يونيون" مع أسرته.
وأثناء الحرب الفرنسية الأسبانية المغربية، أرسل الإمام عشرين احتجاجا إلى كبريات الدول تنافح فيها عن المجاهد الكير عبد الكريم، هذا لإنجلترا لفرنسا، وذاك لألمانيا وأيطاليا، يحذرهم من سوء المغبة وينذرهم عاقبة هذه الغضبة، وما كان ينام في تلك الأيام إلا كنائم على خرط القتاد يناجي ربه ويسأل لأوليائه النصرة على أعدائه.. والله في ذلك شئون.

الثورة الليبية:
وفي عام 1911 م كانت الثورة في طرابلس تقضي مضاجع العالم الغربي، فقد أمكن لمائة وخمسين من جنود طرابلس بقيادة الشريف السنوسي من إبادة ثلاثة آلاف جندي إيطالي قبل أن تحصدهم مدافع الإيطاليين، وانهال التأييد بالمال والسلاح والمتطوعين على ليبيا، وأكدت صحافة الإمام الناشئة أن دور المسلم مهما تضاءل فهو مؤيد بالحق، وتوالت الهزائم على إيطاليا والكوارث على الثوار، وبرزت حركة شعوبية بمصر مؤداها أن مصر للمصريين وأنه لا داعي لإرسال الأموال والأنفس إلى ليبيا لأن تركيا تخلت عنها وإيطاليا تؤازرها الدول الأوربية القوية، ومن ثم فلابد لإيطاليا من احتلال ليبيا ومن واجب العرب والمسلمين أن يوفروا أموالهم وأرواحهم، وكان يتزعم هذه الحركة "..." وحزب أبناء الأسر في مصر وبعض المثقفين، وقد تصدى لهم الإمام بمقالات كثيرة واستمرت حملته إلى ما بعد الحرب حيث استؤنف القتال بني الثوار وإيطاليا، ولجأ السيد أحمد الشريف السنوسي الىتركيا ثم إلى مصر وكان ملازما ومن معه من الثوار لدار الإمام، حيث كانت تنشر مجلاته أبناء الثورة وترد على مزاعم المستعمرين وترسل الاحتياجات إلى ملك إيطاليا والبابا وكبار الساسة الأجانب وقناصل الدول.

يقظة شباب إندونسيا
وفي عام 1911م تنبه الشباب الوطني في أندونسيا إلى حقوقه ورغب في رفع مستوى المعيشة ثقافيا واجتماعيا ودينيا، فتأسست جمعية "نودي أوتومو" أي النزعة إلى الفضيلة، ثم خطوا خطوة اقتصادية هامة في محاربة المستعمر فتأسست شركة "دامانج إسلام" أي الشركة التجارية الإسلامية التي تحولت فيها بعد إلى حزب إسلامي يستهدف غايات إسلامية في إطار تعاليم الإسلام، وفي عام 1912 تأسست الجمعية المحمدية بمدينة "جوجاكرتا" واتصل الزعماء وعلى رأسهم محمد حتى وشهرير عام 1912م في موسم الحج بالإمام، وكان لهذا اللقاء أثره، فما كادوا يعودون إلى بلادهم حتى كونوا جمعية دينية إسلامية باسم "جمعية نهضة العلماء" وقد قامت هذه الجمعية على الأسس التي وضعها الإمام أبو العزائم ليقظة الشعوب الإسلامية ووسائل استعادة مجدها، ورأت الجمعية أن توسع نشاطها فأنشأت فروعا في جميع أنحاء البلاد وكادت تنجح في أعقاب الحرب العالمية الأولى في القيام بحركة الاستقلال، غير أن الدول الاستعمارية هبت لنجدة هولندا، وقد اشتركت الجمعية وزعماؤها مع الإمام أبي العزائم في العمل على إحياء الخلافة الإسلامية، وكان لوفودها في المؤتمر الإسلامي بمكة شأن عظيم معه، كما كان زعماء أندونيسا .. أحمد سوكارنو وزملاؤه من أعضاء الحزب الوطني على صلة شخصية دائمة معه.

الجزائر:
سافر الأمير خالد حفيد الأمير عبد القادر الجزائري إلى مؤتمر الصلح بباريس عام 1918م ليعلن وجوب الإصلاح في الجزائر والمساواة بالفرنسيين وإلغاء القوانين الاستثنائية، فنفته الحكومة الفرنسية، وفي باريس كون "مصالي الحاج) جمعية "نجم شمال أفريقيا" عام 1924م، وتكونت في الجزائر جمعية باسم "نادي الترقي" وكان السيد أحمد توفيق المدني زميل الإمام أبي العزائم في الأزهر الشريف، من أبرز العلماء فيها وعلى اتصال وثيق به في مصر، فتكونت جمعية المسلمين الجزائريين التي قاومت البدع والضلالات وألاعيب المبشرين والمستعمرين، وعملت على إحياء الثقافة الدينية الصحيحة، وكان أثر هذه القوة الدينية واضحا في الأراضي الجزائرية، ثم تقدمت الجمعية ببرنامج حافل مؤداه أن الجزائر بلادنا والعربية لغتنا والإسلام ديننا، وطالبت بإعادة الأراضي المغتصبة وبانسحاب الجيوش المحتلة، ولم تخمد هذه الصيحة حتى انتقال الإمام ابي العزائم عام 1937م وكان يغذيها دائما بعلومه ومؤلفاته، واتحدت "جماعة الخلافة الإسلامية" بمصر بجمعية "علماء الجزائر" فتوحدت جهودهما كهيئة واحدة حال انعقاد المؤتمر الإسلامي للخلافة في يونيو 1926م بمكة المكرمة.

الثورة السورية:
ولم يكن الشام ليسكت على الاحتلال، فمنذ عام 1918م بعد انضمام العرب إلى الإنجليز بقيادة الشريف حسين الذي دخل القدس بجيشه المهلهل في ذبول خيل الجنرال اللنبي قائد جيوش الحلفاء، ثار الشعب في الشام، فرفض "يوسف العظمة" الإنذار الذي وجهه إليه الجنرال الفرنسي غوردوا عام 1920م، وقاد يوسف العظمة وزير الحربية المعركة فاستشهد، وانتهت المعركة بتثبيت أقدام الاحتلال وتمزيق سوريا إلى أقاليم، وكانت بعض ثورات تنبعث لتنتهي، إلى أن كانت ثورة 1925م بقيادة سلطان باشا الأطرش، فدوخ فيها جيوش فرنسا ونالت دمشق تخريبا لا مثيل لـه هز دويه العالم الإسلامي كله، وخمدت الثورة إلى أن اندلعت من جديد عندما أعلن ثوار فلسطين ثورتهم الكبرى على الصهيونية عام 1936م، وكان الإمام أبو العزائم يبعث لثوار الشام ويقابلهم في داره وفي مواسم الحج، وينبههم إلى موطن الضعف بينهم، والى من يتجسسون عليهم ويتظاهرون بتأييدهم، فكان كأنما هو معهم في أرض المعركة.

نص خطاب احتجاج أرسله الإمام لمسيو بريان في 31 مايو 1925 مايو والى سفارات الغرب عامة حول نفسي سمو الأمير محمد بن عبد الكريم
الشرق حي ينتهز – يا غرب أقصر
"حكمت أوروبا على دولها بالانحطاط عن أدنى مراتب الإنسانية، وإن كان من يجهل الحقيقة الإنسانية وما ترقى إليه من الكمالات يتغنى ببراعتهم في اختراع آلات الإبادة وأدوات التدمير، وأن أمثال هؤلاء لا نقيم لهم وزنا، حكم الغربيون على أنفسهم بأنهم شر على الإنسان من الوحوش الكاسرة بألف دليل ودليل، لأنهم في القرون الوسطى كانوا يعبدون أشياء مخلوقة، فلما انتشر نور العلم على أوربا بالإسلام من الأندلس خصوصا على فرنسا بواسطة الإمام ابن رشيد الحفيد، أبت نفوسهم أن تقبل الحق وعقولهم أن تتضح لها الحجة، فتركوا دينهم لبيان ابن رشد وحرموا القابل فجحدوا وألحدوا وقابلوا نعمة الله كفرا، فنشروا الإلحاد في الشرق على ألسنة من علموهم من الشرقيين في مدارس أوربا، وكل من قبل منهم هذا الإلحاد حكم على نفسه بالانحطاط، وتلك حجة على أن نفوسهم وعقولهم غير قابلة للحق، سلبت الرحمة من قلوبهم، فهم أضر على بني الإنسان من السيل الجارف بل ومن النار المسعرة في يوم الزوابع، حصلوا الصناعات فاخترعوا ما يفسد الأخلاق ويهتك الأعراض من مسكرات ومخدرات ومن مجهزات البنج القاتلة، وأزياء تجعل الإنسان كالنمر الجميل الملبس قبيح الخلق والعمل، ثم اخترعوا من الحديد والنار ما أبادوا به المجتمعات ودمروا به المدن العامرة، انتشروا في الشرق لتفرقة أهله وخروج بعضهم على بعض، فهم شر من يأجوج ومأجوج، وكأن قناة السويس هي سد يأجوج ومأجوج خرقها المصريون بكيد فرنسا، فكانت خرقا في الشرق فتح على أهله باب الاستعباد والاستبداد وتمكن القوم من الشرق كما يتمكن الوحش الكاسر من غنم راع نام عنها، قال العربي:
ومن رعي غنما في أرض ماسدة
ونام عنها.. تولى رعيها الأسد

أيقظ الغرب رحمة المسلمين فشكر للمسلمين صنيعهم كما شكر الذئب لمن رباه، عدو دول الاستعباد رجال الشرق الناهضون بالأمم، ولكن جهلت أوربا أن الشرق كله رجال .. وإنما تعز الأمم بأعمالها متحدة وتذل بتفرقها.
نفت فرنسا الأمير عبد القادر الجزائري بعد أن قتلت عشرات الألوف من قادة القوم، ولكن أمة الجزائر لم تطفأ نار حميتها وإن توارت عن أعين المغرورين، ثم أعادت صفحة من تاريخه الأسود في الحروب الصليبية فاتحدت مع أسبانيا لتطفئ نور الغيرة ونور الفضيلة فنفت خير رجل في هذا العصر لا صبر لكل مسلم على تحمل نفيه إلى جنوب أفريقيا، ,هنا نتنبأ بما يأتي:
ستندم فرنسا على نفي هذا الأمير المحبوب أكثر من ندم الإنجليز على نفي زعيم الأمة المصرية في سيشل، فإن أعمال زعيم الريف التي هزم بها دولتي فرنسا وأسبانيا وأعز بها قومه نقشت على القلوب كالنقش في الحجر، وإن سمو الأمير المحبوب محمد بن عبد الكريم أبقى وراءه في الريف نظراء، وفي المجتمع الشرقي ألسنة وقلوبا وأقلاما، وأبقى لـه صحيفة بيضاء ناصعة يحفظها لـه التاريخ، كما أبقى لفرنسا وأسبانيا صفحة سوداء تنفر العامل الشرقي منها وإن ذلك لقريب.
تنفي فرنسا زعيم الريف وتقف صفا واحدا مع أسبانيا أمام فئة قليلة فترمي القوم بالنار من فوق رؤوسهم ومن كل جهة، ولكن الحق وعد بنصر المظلومين وإن قلوا، ثم تقوم فرنسا فتبيد رجالا أبوا الضيم، وتدمر مدنا حفظ لها التاريخ شرفا ومجدا في سوريا وتدعي أنها أم الرحمة.
يا أمم الشرق! متى رضيتم بالحياة في هذا الذل؟ أنتم في زمن عمسيس الذي كان أول جيشه في مصر وآخره في وسط أوربا، أم في زمن كسرى؟ وقد أذل الروم وطهر الشرق منهم، أم في زمن عصر الإسلام أيام أمير المؤمنين عمر ومن بعده من الخلفاء؟ أم في زمان الترك أيام الفتح والقانوني؟ أم في عصرنا هذا حيث مصطفى باشا كمال والأمير محمد بن عبد الكريم وسلطان الأطرش.
كفى يا شرق !! فأن القوم تمكنوا من الشرق لا بحديدهم ونارهم وإنما تمكنوا من الشرق بتفرقة الشرقيين وبخروج بعضهم على بعض، وقد آن أن نعيد لنا مجد سلفنا، وإنما نسعد يا قوم بما سعد به سلفنا الصالح بالرجوع إلى أصول ديننا والعمل بفروعه، والله ولي المؤمنين.

ولما انحرفت تركيا عن جادة الصواب ومالت إلى تقليد أوربا في مباذلها وهجرت الدين وعادت التقاليد الإسلامية واللغة العربية، كتب هذا النداء ونشرته مجلاته والصحف المصرية.
الدين نصيحة
إلى الأمة التركية الكريمة(قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ)(البقرة: من الآية256)
إن المجتمع الشرقي عامة والمسلمين خاصة يعتقدون أنكم البقية الباقية للشرق، يقتدون بأعمالكم وينتظرون الوقت الذي يعيد الله فيه المجد لهم على أيديكم ويجدد بكم ما كان للشرق من مجد وقوة في الدين.
وقد جمع الله لنا في ديننا ما به نيل الخيرين والفوز بالحسنيين، قامت على ذلك الحجة ووضحت المحجة، وليس الأمر بمجهول على من نظر نظرة في التاريخ فعلم ما كانت عليه أوروبا قبل الإسلام، وما آلت إليه عصور رفعة الإسلام وعزته، وما بلغته من الرقي بسبب الأخذ بمبادئ الإسلام الاجتماعية التي من أهمها إعداد العدة ونشر الصناعات والفنون وتعميم التعليم وتقدم الزراعة والتجارة والتحفظ من الأعداء باليقظة.
أخذت أوروبا هذا القسط من الدين الإسلامي، وأهملنا نحن ما أوجبه علينا ربنا من تلك الفضائل، فكانت لهم الدولة علينا، ولكنهم تركوا العقيدة الحقة التي تجعل المسلم ليس فوقه إلا الله تعالى، تركوا العبادات التي تزكو بها النفوس فتكون نفوسا فاضلة مجملة بالرحمة والفضيلة والعدالة وحب الخير لكل ذي كبد رطبة.
يا رجال الترك :الحلال بين والحرام بين، فنحن إذا أيقظنا ظلم أوربا وطغيانها فتسلطت علينا بما أخذته من ديننا من إعداد العدة ودوام الجهاد وقمنا لرد الظلم عن أنفسنا، فإننا نجدد بعملنا هذا ما أمرنا به ديننا، ولكن الواجب علينا أن لا نتخذ أوربا قدرة لنا فنحبذ عاداتها من الرذائل التي يحرمها الدين وتستقبحها العقول الكاملة.
نعم: يجب علينا أن ننهض بالأمة بما لابد لـها منه من إعداد العدة وانتشار الصناعات التي بها لا تمكن العدو منا، والمنافسة في التجارات وتعميم التعليم مما هو فضيلة ومكرمة، ونترك المفاسد والرذائل محافظة على أعراضنا وحرصا على أموالنا وأنفاسنا الغالية ووقاية للأمة المستقبلة.
يا رجال الترك! كيف ترضى تلك النفوس العالية والرؤوس الكبيرة والقلوب القوية والعقول السليمة أن تلقي بالشبيبة في هاوية الخزي بإباحة ما يحرمه الدين وينكره العقل والذوق السليم؟ إن الرقص في المجتمعات عادة همجية جاهلية أعتادها زنوج أواسط أفريقيا وسكان الغابات في الحبشة، وقد أخذها عنهم الإفرنج، وهؤلاء قوم أسفل من الديكة وأدنى من الحمام، لأن الديك يغار على الدجاج من الديكة الأخرى، وأن الذكر من الحمام ليقتل الآخر إذا وجده قريبا من أنثاه، بل وإن كل أنواع الحيوانات تبلع بها الغيرة إلى التقاتل، فكيف تفتح بيوت العهارة عاصمة الأمة التي هي كعبة المسلمين الآن وينشر عنها أنها مكتب لتعليم الرقص ويؤيدها مدير البوليس؟ لم يحرم الإسلام على المرأة أن تزاول ما لابد لها منه عند الضرورة من تضميد جروح المجاهدين وعمل اللازم لهم، وفي مساعدة الزوج في مزرعته ومصنعه، ومزاولة البيع والشراء عند الضرورة، ومن صحبة الزوج في السفر والحضر، ومشاركته في أعماله، ومن مشاورة الرجل لزوجته في كل مهامه، ومن قيام المرأة وصية على أولادها وغيرهم، ولكنه يحرم على المرأة أن تغشى أماكن اللهو والخلاعة، أو تجلس في مجتمعات يمثل فيها ما لا يليق بالشرف وصون العرض، والأولى بالمرأة أن تلازم عقر دارها عند الاستغناء عنها لتزاول ما به نيل الخير لها وللأمة من تربية الأبناء وتعليمهم وعمل ما لابد منه للحياة الأسرية والمنزلية.
يا رجال الترك! أنا لا أنكر أننا في حاجة شديدة إلى تقليد أوربا لاستعادة ما فقدناه وما سلبوه منا من علوم وصناعات وفنون، ولكنا في غنى عما هم فيه من الإباحة التي تجعلهم أحط من البهائم السائمة.
والإسلام وسع لنا في أن نقوم بواجب الوقت عند المقتضى، لأن العقيدة الإسلامية والعبادة والأخلاق بها نيل السعادة والسيادة في الدنيا وبها الفوز بخيرات الحياة الباقية في الآخرة، وما عدا ذلك مما لا يغير عقيدة ولا عبادة ولا أخلاقا فأمر مباح.
يا رجال الترك! إن أخبار الإباحة عندكم يجعلها الأعداء سلما لنيل مطامعهم من الشرق وأهله، ولا يرضيكم أن تمكنوا الأعداء من إخوانكم المسلمين، والله جل جلاله غيور لدينه وعباده، فتداركوا الأمر بالضرب على أيدي الإباحيين فإنهم قليل، وأعمالهم وصمة عار عامة عليكم وعلى إخوانكم المسلمين.
والله اسأل أن يجمع لكم الكلمة، ويؤيدكم ويعيد بكم مجد سلفنا الصالح أنه مجيب الدعاء.

الإمام والقضية الفلسطينية
كان الإمام على يقين بما يحاك للعالم الإسلامي من مؤامرات وسوء نية لا تلبت أن تظهر في أي وقت من الأوقات، ,كان يعلم أن أعداء الإسلام والمسلمين لن ينسوا حروبهم مع المسلمين والدرس الشديد الذي تحملوه من جراء ذلك.
وإضافة إلى ذلك فإن الإمام كان يرى أن الصليبين إذا كانوا قد أخفقوا منذ العصور الأولى للإسلام في الاستيلاء على فلسطين محتجين ببيت المقدس كعلة، إلا أنهم قد أفادوا من الدروس ما يجعلهم يتفادون الهزيمة، إن واقع العالم الإسلامي عامة والعربي خاصة، وتحالف الصهيونية العالمية بأموالها الوفيرة إلى جانب القوى الصهيونية الحديثة، تهيئ لها الفوز والنجاح في إخماد ما بقى من أنفاس المسلمين.
ولذلك فقد وجه الإمام كل ما أوتي من قوة في الدعوة إلى الاتحاد في مواجهة الفرقة والعزلة التي تردت فيها الأمة الإسلامية ، وقد نبه الإمام منذ أواخر القرن الماضي وحتى انتقاله إلى جوار ربه، إلى أن خطر الاستعمار يكمن في تحالفه مع الصهيونية العالمية، ولكن لم تكن هناك وحدة عربية وإسلامية تقف في وجه هذا التحالف.

ومنذ فجر هذا القرن، وقبل أن تأخذ مشكلة فلسطين الشكل الذي اتخذته بعد وعد بلفور، بل قبل ذلك بكثير ومنذ بدايات استعمار الشعوب الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر والإمام يحذر من هذه المشكلة.
يقول مستغيثا برسول الله صلى الله عليه وسلم
يا رسول الله ودا
عممن كل الوجود

جاس أهل الكفر دارا
بل طغى أهل الجحود

أنت يا مولاي أولى
بالجميع من الجدود

قد طغى الكفار حتى
عززوا كل اليهود

أدرك الأمة أسرع
حققن كل الوعود

ولاشك أن الإمام كان يعلم بما يجري في أرض فلسطين، وإلا لما أشار إلى أن موسى شاربت اليهودي، يعمل ضابطا بالجيش العثماني في فلسطين ليمهد لدخول الجيوش الإنجليزية ومعها الكثير من مهاجري اليهود، كما يشير إلى فيلق البغالة بحملة الجنرال اللنبي في فلسطين والى أن قائدة هو دافيد بن جوريون الصهيوني الخطير، هذان إنما كانا يعملان على إثارة الفتن والقلاقل وتدبير المؤامرات حتى يسهل دخول الجيش منتصر انتصارا رخيصا.
وكان يبعث بالبرقيات والرسائل إلى كبير روما والى قناصل الدول والى الصحافة المصرية، ويبعث برسائل إلى الملوك والرؤساء العرب والمسلمين يحثهم فيها على الجهاد ويذكرهم بأعمال الاستعمار الاستيطاني في أمريكا واستراليا وجنوب أفريقيا، ويكشف لهم عن نوايا الصهيونية في إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من الفرات إلى النيل، وكان يقول لهم: إن ما تتعرض لـه فلسطين اليوم ما هو إلا بداية لما يتعرض لـه الوطن الإسلامي والعربي كله، ويقول :
في فلسطين فتنة من رآها
قال صغرى لكنها نار واصب

ويقول :
وي فلسطين هي البركان
بل فتنة عميا تدك الأخضران

ولما قامت ثورتان في فلسطين عامي 1920 ، 1921م ، خاطب الإمام زعماء العرب وزعماء الدول الإسلامية أن يقفوا بجوار الشعب الفلسطيني ويساندوا قادته.

وعندما أعلن وعد بلفور عام 1917م واستولى الإنجليز على فلسطين ليعطوها لليهود لقمة سائغة، يقول الإمام موجها الخطاب إلى الشريف حسين بن علي:
"لعل الشريف حسين بن علي لم يسمع بوعد بلفور بعد، ولعل لـه العذر، فقد لا يكون قد علم به‍‍‍!! لأن وزير خارجية بريطانيا صرح به على بعد آلاف الأميال!! ولكن ألم يسمع الشريف بأذنيه ما قاله للنبي عام 1918م مخاطبا صلاح الدين؟ لا أظن ذلك ، فقد كان يقف بجانبه إن لم يكن خلفه، أفبعد هذا ما زلت يا حسين تثق بوعود وعهود هؤلاء؟ وهل وفوا بعهودهم ووعودهم لأمثالهم من أمم وشعوب ودول أوربا المسيحية التي تدين بينهم وتشاكل معهم في اللغة والآداب؟ (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)(لأعراف: من الآية185)؟!!".

وفي أعقاب عام 1918م نشرت الحركة الصهيونية صورا لمشروع هيكل جديد يقام مقام الصخرة المباركة ومطالبين بشراء المنطقة المحيطة بحائط المبكى، وعندئذ بادر المسلمون بإنشاء جمعية "حراس المسجد الأقصى".
ولم تهدأ ثورة الإمام، فرغم الحصار الذي ضرب عليه في القاهرة إلا أنه ألهب الشعوب العربية والإسلامية، فكان يبعث بالرسائل إلى الملوك والرؤساء العرب والمسلمين يحثم فيها على الجهاد ومنع اليهود من تنفيذ مخططهم لأنه سيكون بداية لسلسلة من المخططات الأخرى.

وعندما علم أن بعض أبناء الشعب الفلسطيني ، أغرتهم الأسعار الخيالية التي يقدمها اليهود ثمنا للأراضي الفلسطينية، أصدر فتواه الشهيرة ونشرها على صفحات الجرائد القومية والوطنية بالإضافة إلى مجلاته التي كان يصدرها، كما بعث بها إلى قادة الفكر والزعماء السياسيين، ومؤداها:
إن من باع شبرا يملكه من أرض فلسطين فقد خرج بذلك عن دين الإسلام ودخل في دين الكفار، مع ما يترتب على ذلك من آثار سرية واجتماعية وقانونية.
وكان لهذه الفتوى دوي شديد الأوساط الشعبية والرسمية.

وقد نشرت جريدة الوطنية بعددها رقم 261 الصادر في يوم الاثنين 2ذي القعدة 1343هـ الموافق 25 مايو 1925م مقالا تحت عنوان:
"فتوى شرعية بتكفير بائع الأرض والمتوسط ببيعها لليهود" :
على أثر زيارة وزيرة المستعمرات البريطاني لفلسطين بعد زيارة لورد بلفور، رأينا الصحف التي تصدر في فلسطين مجمعة على وصف هول الخطر الذي يتهدد الفلسطينيين ، من بيع أرضهم لليهود، وحملت ولا تزال تحمل على البائعين والوسطاء حملات شديدة، وأن لم تذكر الأسماء لسوء الحظ حتى أن جريدة مرآة الشرق دعت في عددها الأخير إلى مقاطعة التجارة اليهودية والتجار في فلسطين.
وبما أن كتابات الصحف والكتاب وقصائد الشعراء وخطب الخطباء وأقوال الجمعيات والأحزاب والزعماء يعتقدها الجمهور بأنها سياسة وهي تتسلح بسلاح الوطنية، وبما أن الوطنية والسياسية حديثتا عهد في الشرق وليس لهما ما للدين من الحرمة والتأثير على القلوب والنفوس، رأينا الاستعانة بسيف الدين الحنيف فخابرنا بعض أحبار المسلمين في فلسطين كما خابرنا بعضهم في مصر وسألناهم إذا كان الدين الإسلامي يحكم بكفر المسلمين البائعين لأرضهم أو المتوسطين في بيع أرض غيرهم لليهود؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب فليتفضلوا بإصدار فتوى شرعية في هذا الموضوع.

والحق يقال إننا لم نجد بين العلماء الذين سألناهم الفتوى من يملك الجرأة والغيرة على الإسلام والمسلمين غير إمام المسلمين وحجته في هذا الزمان الحبر الفهامة والبحر العلامة مولانا حضرة صاحب الفضيلة الشيخ محمد ماضي أبو العزائم من كبار علماء الإسلام، ورئيس مؤتمر الخلافة الإسلامية الكبرى العامة في مصر، الذي يخضع لسلطانه الروحي سبعون مليونا من المسلمين في سائر بقاع الأرض على اختلاف اللغات والأجناس والبلاد، والذي وهب ماله ونفسه وأولاده في سبيل الله وسبيل الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها شمالها وجنوبها، وجاهد ولا يزال يجاهد في هذا السبيل القويم، ومقالاته في أمهات صحف مصر والبلاد الإسلامية خير دليل على صدق ما نقوله عن إفناء ذاته الشريعة في مصلحة الإسلام والمسلمين.
ولذلك لما قدمنا لـه الاستفتاء بوضع الفتوى الشرعية، فجئنا بها إلى القراء الكرام وسنطبعها على حدة ونوزعها على من يطلبها مجانا من مسلمي الأرض قاطبة.

والى القراء نص الاستفتاء والفتوى:
الاستفتاء الشرعي:
حضرة صاحب الفضيلة مولانا الشيخ محمد ماضي أبو العزائم.. نفع الله الإسلام والمسلمين بعلمه وفضله: ما حكم الله ورسوله في اليهود الصهيونيين الذين احتلوا أرض فلسطين بالقوة القاهرة وخدعوا أهلها فابتاعوا عقارهم منهم ليجلوهم عنها ويجعلوها وطنا قوميا لهم؟ وما حكم من والاهم ووادهم ببيع عقاره لهم؟ وحكم من أعانهم على شراء هذا العقار بواسطة أو ترغيب أو ترهيب؟ وحكم من يتودد إليهم معاملة أو مجالسة أو مؤانسة؟ وما الواجب على أهل فلسطين حيال هذا؟ أفيدونا الجواب ولكم من الله الأجر والثواب.
أيوب صبري

الفتوى الشرعية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لم يفرط في الكتاب من شيء، سبحانه وتعالى أكمل لنا ديننا الذي ارتضاه لنا، والصلاة والسلام على من أرسله الله تعالى بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا.. وآله وورثته وبعد.
فهذا جواب سؤالك أيها الأخ الغيور لدينه وإخوانه، أيدني الله وإياك بروح منه، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.. اسأله أن يلهمنا الصواب في القول والعمل وأن يهدينا الصراط المستقيم.
إن حكم الله ورسوله على اليهود الذين وفدوا ويفدون على فلسطين لأجل إنشاء وطن قومي يهودي فيها، هو ما بينه العلماء من الحكم على قوم احتلوا محلة قوم مسلمين عنوة، والمتعين على المسلمين وأهل ذمتهم من نصارى العرب أن يعاملوهم معاملة المغتصبين، وقد بين العلماء تلك المعاملة بالتفصيل ، وفلسطين وطن لنصارى العرب قبل الفتح الإسلامي، وكانت محتلة بالروم، فأجلاهم المسلمون عنها، وعاهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب نصارى فلسطين عهدا يحتم على النصارى أن لا يسكن معهم يهودي، وهذا نص العهد:
روي الإمام ابن جرير الطبري بسنده فقال: حاصر أبو عبيدة بيت المقدس، فطلب من أهله أن يصالحهم على صلح أهل مدن الشام، وأن يكون المتولي للعهد عمر بن الخطاب، فكتب إليه بذلك فقدم، وهذا ما عاهدهم عليه بنصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله: "عمر" أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان، أعطاهم أمانا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيهما وبريئهما وسائر ملتها، أن لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من غيرها ولا من صليبهم ولا شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم ولا يضار أحد منهم ولا يسكن بإيليا معهم أحد من اليهود، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما تعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا مأمنهم، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه مثل الذي على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم، ومن شاء رجع مع أهله فإنهم لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.. وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذين عليهم الجزية.
شهد على ذلك خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان وكتب وحضر سنة خمسة عشرة.

وبصريح هذا العهد يكون كل نصراني من عرب فلسطين بتودده لليهود أو موالاته لهم أو بيعه أرضا لهم خائنا للعهد خارجا عن الذمة يجب على المسلمين عند التمكين أن يجلوه عن فلسطين لخيانته، ويكون كل مسلم والى الصهيونيين أو تودد إليهم مرتدا عن الإسلام، وبذلك تحرم عليه زوجته لكفره ووجب علينا أن لا ندفنه في قبور المسلمين ولا نصلي عليه، وكل من يتوسط في بيع العقار من المسلمين أو نصارى العرب لليهود يكومن حكمه كحكم البائع.

الأدلة من القرآن
قال الله تعالى(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المجادلة14 - 17) . بين الله لنا في هذه الآية الكريمة الحكم على المسلمين الذين تولوا اليهود وناصحوهم في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا مسلمين ظاهرا فأخرجهم الله من الإسلام بقوله (وما هم منكم) وبين لنا سبحانه وتعالى أنهم ليسوا من جنس اليهود بقوله (ولا منهم) فلم يشدد القرآن الكريم على قوم كما شدد على من يوالي اليهود في كل أرض.
فكيف يكون التشديد على من يواليهم ويبيع لهم عقاره في أرض المقدس حيث قبلة الإسلام الأولى التي حرم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب على النصارى أن يسكن معهم فيها يهودي بنص العهد المتقدم، فبائع العقار لهم أو المتوسط في بيعه أو الذي يجدد في قلبه ميلا إلى رجل أو امرأة منهم بعد أن احتلوا فلسطين عنوة رضي بما يغضب الله تعالى، وخرج من الدين كما يخرج السهم من الرمية، خصوصا بعد علمه حكم الله في هذا الحادث.
ومن حكم عليه طمعه أو شهوته فأباح ما حرمه الله عليه باء بما تعهد الله به الوالدين لمن حاد الله ورسوله.
ومسلم يزوج أبنته للموالي من المسلمين لمن حاد الله ورسوله وهم اليهود بنص الآية الشريفة أو يصلي عليه إذا مات أو يدفنه في مقابر المسلمين فهو مفارق لما عليه الإجماع ، قال تعالى (أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (المجادلة:15) إلى قوله سبحانه) أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(المجادلة: من الآية17). ووجب علينا أن نعامله بما قررنا، والأمر دقيق جدا بدليل قوله تعالى (وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ)(آل عمران: من الآية28)، وقوله سبحانه (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)(المجادلة: من الآية22) الآية. فنفى الله الإيمان عن كل متودد لمن حاد الله ورسوله مطلقا وخصوصا اليهود، فإن الآية الشريفة نزلت فيهم.

الأدلة من الفقه
معلوم أن العدو المناوئ للمسلمين المعلن الحرب عليهم إذا قارب الدروب وجب أن تطلب غرته، فكيف بمن احتل محتلهم طامعا في أموالهم؟ فإذا لم يقدروا فالواجب مقاطعة العدو، فإن الموالي لـه والمتودد إليه بنوع من أنواع البيع لـه أو الشراء منه أو مساعدته يبوء بما أعده الله من الخلود في النار الذي لا يكون إلا لمن مات كافرا أو من قتل مؤمنا متعمدا.
وفي الأثر عن ابن عمر ما قال : قال صلى الله عليه وسلم (لتقاتلن اليهود فلتقتلنهم حتى يقول الحجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي تعالى فاقتله) أخرجه الشيخان والترمذي.
فحكم الله فيمن أتوا قوما وسعوا في إجلائهم من أرضهم ولا قوة لهم على دفعهم أن يحفظوا أنفسهم من الفتن التي تسلب الإيمان بموالاتهم أو التودد إليهم، فقد ورد في حديث الفتنة أن الرجل يصبح مؤمنا ويسمى كافرا، ولا فتنة أعظم من تلك الفتنة، وقد بين العلماء أحكام من احتل العدو بلدهم بالتفصيل، وهذا مأخوذ مما بينه إمام الأئمة مالك بن أنس في مدونته الكبرى، والله سبحانه وتعالى أعلم
محمد ماضي أبو العزائم


صدى الفتوتين الشرعيتين في فلسطين
(تلقينا من حضرة صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله أفندي القلقيلي من كبار علماء المسلمين في فلسطين وصاحب جريدة "الصراط المستقيم" كتابا كريما ضمنه شكر فضيلته وإخوانه العلماء الأجلاء والزعماء وأهل فلسطين قاطبة لحضرة مولانا صاحب الفضيلة العلامة الجليل السيد محمد ماضي أبي العزائم لتفضله بالخدمة الدينية والوطنية التي أسداها للإسلام والعرب في فلسطين بفتواه التي نشرناها، فجئنا بنص الكتاب حرفيا، قال فضيلة الأستاذ القلقيلي:
إلى صاحب الفضيلة أبي العزائم..
"لقد كان السلف الصالح من العلماء يصدعون بالحق ويبينون للناس شرع الله لا يخشون في الله لومة لائم، فإذا سألهم سائل عن علم أجابوه، وإذا استهداهم مستهد هدوه، أولئك نجوم الأنام ومصابيح الظلام وحاملوا لواء العلم والقائمون بالحق، أولئك هم عماد الإسلام والعروة الوثقى التي ليس لها انفصام.
ثم خلف من بعدهم خلف وهنوا واستكانوا وجبنوا وهانوا اغترارا بالدنيا واستماتة في سبيلها وانقيادا لشهواتها، فلم يستطيعوا أن يوضحوا للناس حكم الله في النوازل ووجه الصواب في المشاكل، فاختل نظام الدين واضطرب حبل اليقين، وغدت العامة كالمواشي السائمة هملا بلا راع وضلالا بغير داع.
لولا أن الله تكفل بألا يخلي الأرض من قائم بحجته ومبين لشريعته وهاد لخليقته ومقيم لدنيه وموضح لسنته، فمن عليهم في كل أمة وكل زمن وكل شعب برجل أو رجلين يكونان منارا كمنار الطريق، وأن من هؤلاء الأفذاذ الشيخ العالم الورع أبو العزائم، استفتاه صاحب الوطنية فيمن يبيعون أرضهم من أهل فلسطين من اليهود أو يكونون وسطاء في ذلك، فبادر الشيخ إلى إفتائه وبيان الحكم الشرعي في ذلك مفصلا مبينا، مدعوما بالحجة والبرهان من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية والآثار التاريخية بفصاحة وبيان وجرأة، حتى ظهر الحق وتبين الحكم جليا لا مرية فيه، فجزاه الله عن أهل فلسطين وعن المسلمين والإسلام بأفضل ما جازى عالما جليلا يصدع بالحق لا يخاف فيه لومة لائم ولا عتو ظالم,
وإني لأرفع إليه شكري وشكر إخواني العلماء خاصة وأهل فلسطين عامة، واسأل الله ألا يحرم الإسلام من أمثاله، وألا يخلي الأرض من القائمين بحجة".
عبد الله القلقيلي
ويسرنا أن نقول أن صحف فلسطين وسوريا والعراق نقلت الفتويين في أوجه مكان من صفحاتها، كما أن أئمة المساجد والخطاء والعلماء والمدرسين تكلفوا بتعميمها، فإن الأولين كانوا يخطبون المصلين بعد أداء فريضة الجمعة بهما شارحين معانيهما، والآخرين ضمنوها دروسهم الدينية التي يلقونها على الجماهير في المساجد كما جعلوها محورا لأحاديثهم في الأندية العامرة الخاصة والبيوت يحرضون العامة والخاصة على اتباعها ويحذرونهم من مخالفتهما، والأحزاب السياسية والجمعيات على اختلاف أغراضها وأديانها ومذاهبها علمت ولا تزال تعمل على ترسيخها في الأذهان وتعميمها في كل مكان.
وقد تعلق الجميع بحب السيد محمد ماضي أبي العزائم صاحب الفتوى الأولى الكبرى وتمنوا ولا يزالون يرجون أن يشرفهم عن شكرهم العميق، وحبهم لمولانا صاحب السماحة الحسيب النسيب بحر الشريعة الفياض السيد الشريف الحاج محمد سعيد أفندي الحسيني مفتى لواء غزة وصاحب الفتوى الثانية وقد عظم مكبرين شجاعته وإقدامه وتضحيته لما يعرفونه عن حرج موقف علمائهم ولا سيما الموظفين منهم أمام حكومة اليهود بفلسطين إذا ساروا في هذا السبيل.
ومع أن الكتب التي وردتنا لغاية هذه الساعة التي نكتب فيها هذه السطور كلها طافحة شكراً‌ للإمامين الجليلين الذين أفتيا، فإنها تصف كذلك عمق تأثير الفتوتين في النفوس، حتى أن الذين في قلوبهم مرض عاهدوا الله على كتابه وأقسموا إيمان الطلاق بخشوع أن لا يبيعوا أرضهم ولا يتوسطوا في بيع أر ض غيرهم لليهود، ناهيك بالمترددين ، فكيف بمن كانوا قبل الفتوتين محجمين عن البيع والسمسرة لليهود.
وقد شرحنا هذا إلى مولانا السيد محمد ماضي أبي العزائم عند تشرفنا بزيارته مع حضرة العالم الفاضل الشيخ عبد الله أفندي القلقيلي فتأثر فرحا وخر ساجدا لله، فسجد معه جميع الذين كانوا حاضرين مجلسه الوقور، وارتفعت الدعوات بكل ورع من قلوب الأتقياء الصالحين إلى الله القدير أن ينفع المسلمين بالفتوتين وأن يديم مولانا السيد محمد ماضي أبا العزائم إماما هاديا وقمرا مضيئا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا وهاجا منيرا، وننتهز هذه الفرصة لنقول: إن مولانا السيد محمد ماضي أبا العزائم أقام مأدبة كبرى لفضيلة الشيخ عبد الله أفندي القلقيلي تكريما لشخصه الكريم ولقومه الكرام)..

وكان الإمام على اتصال مستمر بزعماء وقادة الشعب الفلسطيني، فقد بارك المجاهد الوطني الكبير "عز الدين القسام" الذي قاد أعظم ثورة في تاريخ فلسطين والتي دوخت بريطانيا، فحشدت لها ثمانين ألف جندي بالإضافة إلى جيش الصهاينة وجيش عرب شرق الأردن بقيادة لورانس، ومع ذلك استطاعت هذه الثورة أن تصمد أو تنتصر وظلت 173 يوما تحاصر القدس، وينادي الإمام الزعماء والملوك والرؤساء العرب الذين كانوا يثقون في وعود الحليفة بريطانيا وأنها سائرة في حل القضية بالعدل- مبينا لهم وجهة نظره:
"إن مصلحة بريطانيا تقتضيها أن يكون لها جسم غريب في الوطن الإسلامي، ومصلحة اليهود أن يكون لهم وطنا قومي في فلسطين.. فألفت المصلحتان، فلا يجوز منكم أبدا أن تحاولوا إخماد الثورة بما توجهوه لأبنائكم من نصائح هي ليست بنصائح وإنما هي إضرار بهم وإضرار بمصلحة المسلمين جميعا، والأولى أن تمدوهم بالمال والسلاح والرجال حتى يخلصوا هذا الوطن ويطهروا بيت المقدس من أرجاس الاستعمار والصهيونية على السواء).

ويا ليتهم سمعوا النداء أو أخذوا بالنصيحة، فإن النتائج – مهما عظمت فيها الخسائر- ستكون أشرف وأحق مما حدث مؤخرا في اتفاقية غزة- أريحا.. وما حدث بعد ذلك مما يراه المسلمون رأي العين.




#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [28]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [10] متى سيغلق باب التوبة
- روح الإسلام وخلاصة الدين [3] الحرب العالمية الثالثة
- روح الإسلام وخلاصة الدين [2]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [27]
- روح الإسلام وخلاصة الدين [1]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [9] الوسيلة
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [26]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [8] ويزكيهم
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [7] ذو القرنين
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [25]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [24]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [6] المسيح الدجال
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [5] الدابة
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [23]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [22]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [21]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [4] كما بدأنا أول خلق نعيده
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [20]
- رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [3] سر إظهار المجددين


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [29]