الاجانيد الاجنبية في العراق والتقسيم الناعم

صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 5195 - 2016 / 6 / 16 - 14:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الاجانيد الاجنبية في العراق والتقسيم الناعم
** ايران والاقليم السني
صافي الياسري
الاجانيد الاجنبية وعلى راسها الاميركية والايرانية ثم التركية والسعودية ،تحمل خططا للتقسيم الناعم للعراق الى ثلاثة اقاليم معروفة الهوية ،بل ان الاميركان اشترطوا تقسيم العراق الى هذه الاقاليم لانهاء داعش وتطهير العراق من الارهاب ،الاميركان والاتراك يريدون اقامة اقليم سني ، كراس من رؤوس المثلث التقسيمي العرقي والطائفي ،لكنهم لم يتمكنوا بعد من تحديد جغرافيا وقيادات هذا الاقليم وان كانت الصورة مرسومة سلفا ،وهي تتبلور مع الزمن ،وبحسب قرائتي لوقائع التاسيس او التقسيم العام الناعم او المتأني للعراق ،فان الشيعة والاكراد يرغبون في التقسيم ولا يمانع الشيعة اقامة اقليم سني بل يجدون فيه حلا للاحتراب الطائفي ،اما الاكراد فيجدون فيه تقتيتا للقوة العراقية وانهاءا للتهديد العربي ،اما ايران فهي من الساعين اليه بقوة لانه يكرس تفتيت العراق القوة والثقل العربي الكبير الذي وقف في وجهها وجرع طاووسها الخميني كاس السم ،لكنها لها اشتراطت خاصة لاقامة هذا الاقليم ،بعضها يتعلق بجغرافيته ،فالايرانيون يرفضون ادخال ديالى وكركوك في حدود الاقليم ،لاسباب تتعلق ببحيرة نفوذهم وحراكهم العسكري شرقي العراق ،وهذه البحيرة تمتد من الحدود الايرانية وتحتوي كل جغرافيا ديالى وصولا الى بغداد ، وقد شهدت ديالى تغييرا ديموغرافيا طائفيا مرعبا مخططا من قبل القيادات الايرانية،واطلقت فيها يد الميليشيات الموالية لها بعد ان حجمت وجود الجيش العراقي فيها ،وباتت تمارس بشكل يومي مراقبة التحركات في هذه المنطقة بطائرات الاستطلاع والتصوير التابعة لقواتها الجوية ،كذلك استخدمت مرارا حق التوغل الى مسافة 30 كيلومترا داخل الاراضي العراقية بذريعة ملاحقة الارهابيين ومحاربة داعش وحواضنه ،هذا الحق الذي منحه لها رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي ضمن اتفاقية امنية بين الطرفين ،اما كركوك فهي لا تريد ضمها الى الاقليم السني كسبا للتركمان ،وتوافقا مع الرغبة الكردية التي تعد كركوك بمثابة قدس الاكراد ،وفي ما يخص محافظة الانبار فايران تبعد عن خارطتها النخيب وتسلمها لميليشياتها المعروفة ،بل ويمكننا القول انها ستتسلمها بنفسها عبر قوى الحرس الثوري الايراني والحرس الثوري العراقي الذي تخطط لتشكيله ، وتحت هوية محلية مزيفة ،لتؤمن طريقا سالكا من الغربية الى سوريا ،ولتربض على تخوم السعودية ،كما ان لايران اطماعها التاريخية المعروفة في البصرة وشط العرب وميسان وعموم امتدادات الحدود وبخاصة في ما يتعلق بابار وحقول النفط المشتركة ،وتشكيل الاقليم الشيعي كما ترى يسهل عليها التغلغل في الاقليم وفرض هيمنتها عليه وربما حتى الحاقه به تحت اطار الوحدة الاسلامية كم سبق لنا ان قرأنا وسمعنا دعوات المسؤولين الايرانيين لهذه الوحدة .
ويبدو لي ان السنة الناشطين في مشروع الاقليم السني ،وعلى الضد من عامة سنة العراق سيوافقون الاكراد والاتراك والايرانيين على طلباتهم ، ظنا منهم انهم بذلك سيضمنون حقوق واستحقاقات السنة ومطامحهم الشخصية ،وبحسب ما ارى فان ساسة سنة العراق سينقسمون فرقا عديدة ربما وصل بها الامر للتقاتل فيما بينها ،مع اطلالة الخطوة الاولى لتاسيس هذا الاقليم ، وبخاصة في ما يخص حكامه .وقبل ايام قليلة كشف مصدر مقرب من القيادات السياسية السنية إن "طارق الهاشمي ورافع العيساوي واسامة النجيفي حضروا اجتماعا لقيادات تركية في اسطنبول كان من ضمنها نائب وزير الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو لمناقشة سير العمليات العسكرية في الفلوجة وتحرير الموصل، والاقليم السني".
ويشار الى اان طارق الهاشمي ورافع العيساوي واسامة النجيفي، هم قادة "السنة" الابرز واصحاب مشروع الاقليم السني ،وقد اسس النجيفي له مكتبا في واشنطن للترويج لهذا المشروع .
واضاف المصدر ان "مثنى حارث الضاري وخميس الخنجر سيحضرون الاجتماعات المقبلة , مشيرا الى انه "خلال هذه الاجتماع رافق المسؤولين الترك جنرالات عسكرية لدراسة العمليات الميدانية في الفلوجة وخطط تحرير الموصل".
فيما كشفت مصادر مطلعة ان جانبًا من المداولات الدقيقة الدائرة في واشنطن، أن مسؤولين اميركيين من المخابرات المركزية والخارجية ولجنة الأمن في الكونغرس، التقوا سياسيين عراقيين من مختلف الأطياف في أوقات وأماكن عدة منها لندن وأربيل وبغداد وانقرة وعّمان، وجرى ابلاغهم ان "قيام ثلاثة أقاليم رئيسية تخضع لحكم فيدرالي في بغداد، هو الشرط الأساس لحسم ملف تنظيم داعش وتطهير العراق".
واشار المصدر ان "هناك اجتماعات متواصلة في تركيا لشيوخ ووجهاء المحافظات الغربية تمهيدًا لاتفاق بشأن اعلان الاقليم السني"، فيما اكد ان "انقرة ترعى هذه الاجتماعات التي يحضرها سياسيون وشيوخ بعضهم مطلوب للحكومة العراقية واخرون معارضون للعملية السياسية".
واكدت ان "شخصيات سنية وصلت قبل ايام إلى واشنطن وعلى راسها رافع العيساوي واثيل النجيفي، عقب اجاماعات تركيا، لإعلان الاقليم السني وفق ما تم التخطيط له مع شخصيات عشائرية تدعم المشروع .

#صافي_الياسري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات