أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1














المزيد.....

ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 23:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1


يوم نزل آدم في الرواية الدينية للأرض سأل ربه بعد أن غفر له الذنب ماذا تريد منا في هذه الدار الأبدية، كان الجواب واسعا وعريضا ولكنه مختصر بكلمة أن أصلحوا أمركم بينكم وكونوا عبادا صالحين، لم يكن يتصور الرجل أن أولى الإشكاليات التي ستواجهه ووجوده هي قضية الإستجابة لما أراد الله وأبتلاه ربه بما ظن أنها الرحمة، قد يكون آدم محقا في ظنونه حين لم يتدخل في النزاع بين ولديه من جهة حينما أرادا أن يتقربا من ملك السماء ليعرف تفسيرا لتلك التوصية أن أصلحوا، لو أنحاز الأب لأحد منهم ونصره على نفسه لا أظن ستبقى قيمة لملكة الأختيار بل لم ولن تبقى قيمة للحرية وتحول العباد الصالحون إلى عبيد مستغفلون، إنها الحرية عندما يريد أحدنا أن يصعد للسماء أو يهبط إلى قعر واد.
قد لا تكون هذه الفرضية هي الحقيقة كما جرت وكما نفهمها نحن السذج الذين نتابع الرواية كأنها مشهد تمثيلي يعاد علينا يوميا، ولكن ليس في الأفق ما ينكرها وليس في المنطق ما يمكن أن نعتقد فيه أن هناك أسبابا أخرى لم تجعل من الأب أن يتدخل ليفض الإشتباك، ويعلمهم أن الله قبل أن يكون معبود فهو محبوب، هذا ما يقوله عقل الفرد الذي أختمرت ديانته على نحو ما قالوا إلى أشد حدود الاختمار في ذهنه، أقول أن آدم كان محقا جدا وهو يرى المشهد الكوني يتجلى في أولى خطوات البشرية على الأرض ظالما ومظلوما، عرف أن لكل من الطرفين عذر وحجة ودليل وبرهان فترك ما يترك لمن لا يدرك، وكلاهما متدين وكلاهما يحب الله بطريقته الخاصة، وأيضا كلاهما فهم الدين بصورة ما وفقا لما حوله من آيات.
القضية الأكبر التي نتساءل فيها هي هل فهم آدم حقيقة ما أراد الله منه؟، هذا سؤال تأسيسي أما السؤال الأخر هل نجح بنقل الفكرة إلى أبنائه والمحيط الذي يعيش به كما يجب؟، سؤال أخر وأهم ما هو دوره الوظيفي في تعديل الفكرة بما تناسب مع الأختلاف التكويني بينه كبشر مصنوع بطريقة خاصة وبين لبنيه الذين ولدوا بالطريقة الحالية، هذا ما يفرض نوعا من التمايز في التعاطي وعمق التجربة، حيث الرواية الدينية تشرح لنا أن آدم عاش حياة مزدوجة بتجربتين مختلفتين لهما خصوصيات فريدة تجعل منه شخصية أستثنائية، وهذا ما يعطيه قدرة واعية على التمثل لإرادة الله أكبر من قدرة من جاء خلفه.
من المؤكد ومن قراءة ما وصل لنا من روايات الدين أن آدم كان مدركا وواعيا ومتألما من التجربة، خاصة وأنه يعرف بما تلقى من علم خاص أو من خلال ما تمخضت تجربته مع العدو الأبدي، أن قضية الوجود ستكون شائكة ومتعبة وفيها صراعات تتلو صراعات لا تنتهي حسب ما لديه من معطيات، هذا الوعي الناضج جعله ينتظر فقط من بنيه أن يتعلموا وأن لا يسارعوا للإندفاع في كل مرة لأجل الخوض بكل تنازع أستجابة فقط للعوامل والمحفزات الذاتية التي يركز عليها الخصم، بل لا بد أن يستمع لصوت العقل الذي سيكون مكلفا طبيعيا بفهم ما يريد الله منا.
قد يقول البعض أن البحث في هذه الإشكالية التي هي خارج نطاق التاريخ وتبنى على أفتراضات وأوهام تخيليه يصنعها الكاتب من صور ذهنية غير مؤكدة ولا تتعدى قراءة ذاتية لما كان قد حدث، الحقيقة القضية أبعد من تناول الحادثة بحدودها الزمانية وراهنية القضية الأولى، لأن إشكالية الإنسان التي لا تنتهي ولا يمكن تجاوزها ألا وهي كيف نلبي أمر الله دون أن نفقد كونيتنا الإنسانية، بمختصر أخر أن أكثر القضايا الإشكالية التي شغلت العقل الإنساني ولليوم متفوقة حتى على التفكير بحاجاته الخاصة الضرورية ومنها الوجودية، هي علاقته مع الله وما تعني له من أمتدادات في الضمير الجمعي والفردي وهذا ما لا ينكره عاقل، حتى لو تجاوزها البعض وأفترض إنقطاع العلاقة فهو يدور من حولها ولا يبتعد إلا بالصورة الوهمية.
الملحد واللا ديني والذي يوصمه الفهم الديني بالكافر أو المشرك كل هذه المسميات وما تمثل من توجهات تتفرع من أصل الإشكالية الأولى، التي ترتبط بالأسئلة التي طرحت على آدم قبل قليل، في زمنه كان العالم محدود في علاقاته وأحتياجاته وأكبر من أن يستغرق في إشكاليات الأسئلة، لأنه مجتمع خام بوعي خام وبحضور مباشر بين صاحب الأمر أي الله وبين المجتمع الذي تكون حديثا، هذا حسب الرواية الدينية أو حتى حسب المنطق الأفتراضي، مع كل ذلك حصل هناك خرق كبير وأنتهاك أكبر حين نشب التناقض بين ما نريد وما يريد، ولم ينتصر احد فيها، قتل هابيل لأنه أراد أن يستمر طبيعيا عقلانيا وعاش قابيل مهزوما ولكنه نجح في فرض وجوده.
من الطبيعي أن هذا الصراع لم ينتهي بهذه النتيجة الأولى ولن ينتهي طالما أننا لا ندرك بصورة واضحة الربط الحقيقي بين ما يريد الله وما نريد نحن، أو بمعنى أخر أن الفشل التاريخي الذي لم يستطيع أن يحدد نوع العلاقة بينهما وهو السبب في تصادم الرؤى وأختلاف المدارات التي يدور حولها الإنسان، لا الرسل كانوا قادرين أن يبسطوا أمر الله بالمنهج الذي يعتمد على القضايا العملية المقوننة، ولا الأفكار الوضعية نجحت في إبعاد أفكار الدين عن الناس، العلة فيما يبدو أن العقل الإنساني يقود البشر دوما للأنحياز إلى بشرية التكوين، في حين أن الدين يمثل بأعلى درجات المثالية الطبيعة بما فيها من توافق وألية تحافظ على التوازن الضروري للديمومة.
هذا التناقض لا يمثل نتيجة نهائية حتى لو حاول العقل الإنساني الإرتقاء بنظامه العملي، يبقى هناك ميل غير مباشر وعقل باطن يحاول أن يبعد عن الخط المستقيم، هذا الأمر لا ينكره الله بل شرع له هامش مصالحة وأعترف بقدرته على التأثير، لكن المشرع الديني الذي أستورث الدين حاول ويحاول أن يتجاوز هذا الهامش التصالحي ليعيد ربط الإنسان بقوة مع أعلى درجات المثالية تزمتا، وبالتالي يجعله مجبرا ومنقادا من حيث لا يستطيع سلوكيا وعقليا لأن يكون خارج دائرة الأستجابة الواعية لأمر الله.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترانيم الصباح ...أمنيات لا ترفع للسماء
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح4
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح5
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح3
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح2
- من سلسلة _ جدلية الزمن والمكان في النص الديني ح1
- لست ملحدا ... ولكنني رجل به جنون _ تمهيد لكتابي لست ملحدا 20 ...
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل ح2
- الدين وقضية المرأة والفهم المؤجل
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا. ح2
- الواجب والحكم الديني الأمر وقضية الإنسان أولا.
- صورة الإنسان المزدوجة.... في الفهم الديني
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح2
- وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين ح1
- قضية رأي في التفكر والجنون ح2
- قضية رأي في التفكر والجنون
- فكرة الدين والوجود تناقض أو صورة ناقصة؟.
- تنبؤات مجنونة من طفولة عاقلة
- الفكرة المهدوية وغياب رؤية النهاية
- الإرهاب بطريق الوهم


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - ماذا نريد من الله ... الكلمة الأخيرة.ح1