أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -القلب- الملائكة- الشيطان















المزيد.....

قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -القلب- الملائكة- الشيطان


انطلاق الرحبي

الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يؤسس القران للوجود المعرفي عند الانسان بطرحه لمفهوم جديد وهو:القلب

فاذا تتبعنا الوظيفة المعرفية التي يعطيها القرآن للقلب نرى إن القلب(يؤمن ويعقل ويفقه ويعلم ويهدي ويصغي ويذكر ويتدبر ويخشع ويظن ويسمع ويتقي ويطمئن ويطهرويخبت ويلين ويكسب) هذه من جهة ومن جهة اخرى ( يقسو ويمرض ويرتاب وينافق وينكر ويأبى ويتردد ويعمى ويغفل ويزوغ) فنلاحظ أن بين أفعال المجموعتين وحدة تضاد في بنية الوجود المعرفي للإنسان.المسألة الخطيرة أن القرآن يجعل فعل (يعقل) من وظائف (القلب) وليس (العقل) فلا وجود لمفهوم (العقل)الفلسفي عند اليونان أو غيرهم في القرآن وهوخطأ حاصل نتيجة لمدرسة الترادف في اللغة العربية الذي يعتمدها التراث ومن يقرأ بأدواته المعرفية من المعاصرين حيث أعتبر مفهوم القلب هو هو مفهوم العقل الفلسفي نفسه مما أدى إلى قلب الحقيقة نقيضها فيما أراده القرآن من مفهوم القلب في نحته المعرفي الجديد. فالقلب هو الوجود المعرفي للإنسان (نفخة الروح=حمل المعرفة) فبات الإنسان كائنا(عارفا وعالما). فمفهوم القلب أعمق وأوسع بكثير من مفهوم (العقل)و به تُنتج المعرفة الإنسانية. فلنقرأ كيف حلل القران علاقة وحدة التضاد في بنيةالوجود المعرفي للإنسان بطرحه لمفهومي الملائكة والشيطان والذي يمثلان وحدة الضدين وبحركة التناقض بينهما داخل القلب يتم إنتاج المعرفة الإنسانية. ألأول (الملائكة) والتي تمثل الأدوات المعرفية والتي ترتبط مع (الرحمن) بعلاقة تلازم معرفي (إنجذاب) مما يؤدي إلى كشف القوانين المادية في الكون وتميزها في واقع المجتمع الإنساني. أي الحقيقة الموضوعية:( ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده, أن أنذروا أنه لاإله إلا أناْ فاتقون. خلق السموات والارض بالحق, تعالى عما يشركون). النحل2,3 .(هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور, وكان بالمؤمنين رحيما). الاحزاب 43. فماذا نقرأ هنا في الايتين 2و3 من سورة النحل: تؤكد الدور المعرفي للملائكة في معرفة القانون الكوني للخلق فالوظيفة هنا معرفية بحته من خلال ماتحمله من معرفة وهي هي الروح الدالة عليه سبحانه من أمره = من الأمارة = العلامة = الدالة. فقراءتنا التفكيكية تبين لنا أن (تنزل الملائكة بالروح من أمره): التنزيل هو القانون الكوني للخلق في وجوده العام والملائكة هي الأدوات المعرفية الكاشفة عنه والروح هي المعرفة الإنسانية للقانون ومن أمره الدالة عليه . وهنا نفهم معنى جواب القرآن على معنى الروح: ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا. وهو جواب بليغ وليس هروباً كما ظن البعض .لأن الروح تعني المعرفة الدالة على القانون العام من خلال الأدوات المعرفية( الملائكة) وهي هي القراءة المتجددة والمنتجة دوماً(القول الثقيل) كما يقول القرآن. وهنا يشير القرآن إلى المستوى المعرفي المتدني للسائل الذي لايمتلك الشروط المعرفية للقراءة المنتجة فقال وبأدب تربوي رائع ( وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلا) فلم يقل لهم إنكم لاتعلمون بل ماعندكم قليل لايفي بالشروط المعرفية للقراءة المنتجة. وفي الاية 43 من سورة الاحزاب إشارة بليغة حيث الإخر اج والرحمة منه سبحانه ، يصلي من أصليت أي أوليته وصليت فلانا بفلان أصلى : إذا خالطته ووليته.1 . إذن الصلاة هنا من الصلة والتولي فكانت بين طرفين (هو) مقابل (عليكم وملائكته) وهنا الملائكة تساوي الأدوات المعرفية التي وهبها الله للإنسان حين تأنسن أي بعد ( نفخة الروح = حمل المعرفة) فالعلاقة بين الإنسان والملائكة هي علاقة وجودية بنيوية داخلية في قلبه وليس خارجية والتي بها ينتج المعرفة نفسها في حركة القراءة والنظر في قانون الخلق العام وتميزه. أما الوجود الموضوعي الخارجي فلا أثر له في القرآن بل يناقضه حيث أكد القرآن على حقيقة كل وجود موضوعي حي بقانون( الزوجية) وقد أنكر ذلك على الملائكة وسخر من القائلين بأن الملائكة من الإناث في الكثير من الآيات: الاسراء40,الصافات150,الزخرف19,النجم27 وغيرها.التأكيد كان انهم:الذين هم عباد الرحمن، تأمل معي هذا القول الدقيق ( عباد الرحمن) والذي تعني (الحرية في مسألة المعرفة على المستوى الإنجذابي في علاقة التلازم بالوجود المعرفي العام ) لما تحمله مفردة(العباد) من تضاد(الطاعة أو المعصية)2 وهذا لايكون إلاّ للإنسان. والثاني( الشيطان) والذي يمثل الضد المقابل للملائكة في بنية الوجود المعرفي للإنسان والذي يرتبط مع (الرحمن) بعلاقة تفارق معرفي (إنتباذ) مما يؤدي إلى قلب الحقيقة نقيضها وهو هو (الوهم) أو الكفر باصطلاح القرآن لان الكفر يعني ( نكران الموجود الموضوعي) والتغطية والستر3, والشيطان من ( شاط ـ شيط) النون ليست من أصل الفعل (فعلان) شاط = ذهاب الشيء وبطلانه 4, للدلالة على الباطل (الوهم) في إنتاج المعرفة الإنسانية. لاحظ الدقة المعرفية في نحت المصطلحات والمفاهيم في القرآن. ولهذا كان شرط قراءة القرآن الإلتجاء لله تعالى من سيطرة الوهم(الشيطان) على القراءة مما يؤدي الى إنتباذها عن (الرحمن) فتنتج نقيض المعرفة(الجهل) أو (الباطل). الاية98 النحل , وهو العدو الظاهر والباطن (المبين)5 الاية5 يوسف والاية53 الاسراء و6 فاطر. وهو الضد من الملائكة في وحدة الوجود المعرفي للإنسان, الاية16 الحشر,27 الاسراء, 44 مريم, لما تحمله كلمة(اكفر, كفورا) من معنى لاحظ أعلاه. فالمعادلة التي أطرحها تتكون من الرحمن الوجود المعرفي العام للقانون الكوني للخلق والذي تميز معرفياً في قلب الإنسان( نفخة الروح) والذي بدوره يتكون في بنيته الداخلية من الضدين المتناقضين الملائكة والشيطان. ومن خلال حركة النقيضين في المستويين الإنجذابي والإنتباذي تتم عملية إنتاج المعرفة أو قلبها إلى نقيضها ( الحق أو الباطل).

وأعيد القول مرة بعد أخرى بأنني لاأفسر القرآن ولاأعتمد أقوال المفسرين إنّه عندي من التراث ولا ينتج معرفة لحاضرنا ومستقبلنا . إنه كلامهم وفهمهم على ضوء معارفهم التي أصبحت في متحف التأريخ. أما قراءتي فتعتمد على معارف الحاضر,لأنّي إبن الحاضرالحي وليس الماضي الميت( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ماكسبتم, ولاتسألون عما كانوا يعملون). ولأن القرآن أتى للناس جميعاً أي لكل الأقوام من بني الإنسان، لقوم يتفكرون, لقوم يعقلون, لقوم يؤمنون ،هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، وهذه الآيات لاتخص جيل الصحابة والتابعين وأتباع التابعين أي القرنين الأول والثاني الهجريين فقط, بل هي لكل القرون حتى قيام الساعة. وكما قلت سابقا بأن القرآن هو علوم ومعارف وهو هونبوة محمد (ص), وأن العرب قد هجروه باعترافه الصريح: وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا. الفرقان 30. وهوهو سبب إصراري الدائم على رفض التفسير التراثي كمصدر معرفي بل أدعو إلى القطع المعرفي مع أدواته المعرفية لإنها باتت عاجزة عن إنتاج معرفة للحاضر الحي فينبغي إنتاج أدوات معرفية جديدة تناسب التطور المعرفي الهائل للإنسان ، بها نستطيع إنتاج معرفة جديدة للواقع الحي وإشكالياته!.

1: المحيط في اللغة: الصاحب ابن عباد

2،3،4،5،: المقاييس في اللغة ، ابن فارس.



#انطلاق_الرحبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم النفس- والروح في القرآن
- مفهوم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية في القرآن-دولة النبي-3
- مفهوم الدولة الدينية في القرآن 2
- دولة دينية أم دولة الحرية والعدالة الإجتماعية 1


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انطلاق الرحبي - قراءة في المفاهيم المعرفية للقرآن -القلب- الملائكة- الشيطان