أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - تصحيح المفاهيم الملتبسة لدى الأستاذة فاطمة ناعوت















المزيد.....

تصحيح المفاهيم الملتبسة لدى الأستاذة فاطمة ناعوت


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5194 - 2016 / 6 / 15 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حضرت الأستاذة فاطمة ناعوت كأحد المتحدثين أمام المؤتمر السابع لمنظمة «التضامن القبطي» الذى انعقد فى واشنطن فى الفترة (9 ـ-10) يونيه 2016، وألقت كلمتها في جلسة بعنوان (مستقبل الأقليات فى مصر) تحدث فيها، بالإضافة إلى السيدة ناعوت، الدكتورة سارة يركس من معهد بروكنجز بواشنطن، ومايكل سوريال من نيوجيرسى، وأدار الجلسة الدكتور داويت بشير نائب رئيس اللجنة المستقلة للحريات الدينية المشكلة بقرار من الكونجرس.
أول الملاحظات أن الأستاذة فاطمة ناعوت تحدثت بالعربية مبررة ذلك أنها تريد أن توجه كلامها إلى «الدول العربية» وليس «الحكومات الغربية» (؟؟)، رغم أن المؤتمر بالإنجليزية، التي تتكلمها، ورغم أن جزءا كبيرا من الحضور لا يعرف العربية..
ثانى الملاحظات أن السيدة فاطمة ناعوت تحدثت عن مشاكل الأقباط وكأنها جزء من مشاكل مصر عامة، مثل التعليم والأقتصاد وغياب القانون. طبعا هذه المقولة صحيحة جزئيا، لكنها تتجاهل أن الأقباط لهم قضيتهم الخاصة التى تختلف عن القضية المصرية العامة؛ فهم يعانون مثل كل المصريين ويعانون فوق ذلك، إذ يُضطهدون من الحكومة والشعب معا لكونهم مسيحيين.
الملاحظة الثالثة أن السيدة ناعوت أشارت إلى ما يحدث للأقباط على أنه تمييز من المتشددين المتطرفين، وهذا تبسيط مخل وخاطئ، لأن ما يقع على الأقباط هو تمييز رسمى ممنهج من الدولة المصرية ومؤسساتها، علاوة على تستر وتواطؤ الدولة ومؤسساتها على ما يقوم به "المتطرفون” .
أما أخطر ما قالته السيدة ناعوت والذى لا يمكن تمريره فهو التحدث بثقة العارف عن أن الأقباط «ليسوا أقلية لأنهم مواطنون»، وهو خلط غريب، بل مريب، بين مصطلح المواطنة ومصطلح الأقلية، فلا تعارض اطلاقا بين كون الشخص مواطنا وبين كونه ينتمى لأقلية، كما لا يوجد تعارض بين تصنيف مجموعة على أنهم أقلية وفى نفس الوقت مواطنون وشعوب أصيلة.
وأتذكر أننى القيت كلمة نيابة عن أستاذى الراحل دكتور بطرس بطرس غالى أمام البرلمان الأوروبي في 6 نوفمبر 2013 وصف فيه الدكتور غالي الأقباط بمصطلح «أقلية أصيلة» (Indigenous Minority).
مصطلح الأقلية لا يهين أحد ولا ينتقص من شأن الأقباط بل هو مصطلح قانونى وفقا لتعريفات القانون الدولي. ووضع الأقلية لا ينفى كون الأقباط جزءا من النسيج أو مكونا من مكونات السبيكة أو كونهم من أصحاب البلد أو كونهم مواطنون أصلاء ومن أحفاد الفراعنة أو كون جذورهم تمتد إلى اعماق التاريخ المصري. فالواقع أنهم أقلية دينية بنفس الصورة التي يكون بها النوبيون في مصر أو السود في أمريكا أقلية عرقية، ومواطنين في نفس الوقت، أو يكون المسلمون أو اليهود أقلية دينية في أمريكا ومواطنين في نفس الوقت..
والجدير بالذكر أن كل المتخصصين فى دراسات الأقليات يعرفون أن مفهوم الأقلية ينطبق بلا جدال على الأقباط فى مصر. (راجع هذا المقال الذي يشرح مفهوم الأقلية ومفهوم الإضطهاد عبر الرابط-(*).
يمكن أن نفهم إصرار الحكومة المصرية على رفض اعتبار الأقباط أقلية،لأن هذا يترتب عليه التزامات قانونية وسياسية دولية ولهذا فهى تسعى دائما إلى انكاره حتى تتملص من هذه الالتزامات فى مخالفة صريحة للقانون الدولي. لكن لا نفهم تمسك الأستاذة ناعوت ـ التي تقول أنها تدافع عن حقوق الأقباط من منطلق إنساني ـ برفض التعريفات الدولية المعتمدة.
طبعا لم يكن ممكنا تمرير هذه المغالطات فقمت، إضافة لآخرين، بالرد عليها خلال فترة الحوار مع المتحدثين، ووضحت أن كافة التعريفات الدولية تصنف الأقباط على أنهم أقلية دينية، بل إن كافة التعريفات الدولية أيضا تصنف الأقباط كأقلية مضطهدة منذ عام 1972 وحتى الآن. وقلت أننا نلتزم بالقانون الدولى وبالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان فى تناولنا للقضية القبطية..
ولكن الغريب فإن السيدة فاطمة ناعوت، وكأنها تريد أن ترسل رسالة لجهة ما فى مصر، قامت فى نفس اليوم، وهى فى واشنطن، بكتابة مقال عن الموضوع وأرسلته إلى أحد المواقع الإلكترونية فى مصر والذى قام بنشره فى اليوم التالى مباشرة، وفى هذا المقال كررت نفس المغالطات وزادت عليها. (راجع هذا الرابط:
http://www.mobtada.com/details_news.php?ID=479086
كررت الأستاذة ناعوت نفس الكلام عن أن الأقباط ليسوا أقلية بنفس الثقة الزائفة التى تحدثت بها فى المؤتمر، إذ تقول أنها "أكتشفت فجأة أننى أمام معضلة لغوية كنت أظن أنها باتت واضحة منذ سنوات ولم تعد محل لبس أو أستغلاق"....
المشكلة أننا نتكلم فى القانون الدولى ومواثيق حقوق الإنسان الدولية بينما هي تتكلم فى فذلكات اللغة العربية، رغم أن هذه المصطلحات القانونية الدولية قد ترجمت للعربية وتستخدمها آليات دولية مثل مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. نحن إذن نتكلم من عالمين مختلفين لا توجد بينهما أرضية مشتركة.
وكررت أيضا الأستاذة ناعوت في مقالها أن ما يقع على الأقباط مجرد تمييز من المتشددين والمتطرفين، مبرئة الحكومة والدولة من أى مسئولية. وزادت فى مغالطاتها فى هذا المقال بأن كلامها "أزعج البعض فى المؤتمر وهتفوا فى وجهها”، وهذا لم يحدث جملة وتفصيلا، فالحضور ليسوا مجموعة هتيفة ولكن نخبة حقوقية وأكاديمية ومهنية متميزة تعرف جيدا ما تتحدث عنه وتعرف كيف تدير حوارا محترما.
وكررت الأستاذة ناعوت في مقالها أن جذور المحنة الطائفية التي تضرب مصر تعود إلى الفقر والجهل وغياب تنفيذ القانون. كل هذا صحيح جزئيا لكن الغريب أنها تناست الأيديولوجية الدينية التي تقف وراء تلك المحنة ووراء العديد من المخاطر التي تهدد مصر بالهلاك.
عزيزتى فاطمة ناعوت نحن نقدرك، والكلام الذى تكتبينه يسعد بسطاء الأقباط الطيبين، لكن هذا لا يعنى تمرير مثل هذا الكلام الخطير الذي يحاول هدم القضية القبطية كلها، فالقضية القبطية شبعت بحثا على مدى أربعين عاما، ونحن لن نخترع العجلة من جديد، ولا نحتاج لأن نعيد ونزيد فى بديهيات أصبحت معروفة عند المتخصصين.
ولعل هذا المقال يجعك تعيدين النظر فى قناعاتك، ويجعلك تدعمين القضية القبطية بمفهومها الحقيقي، هذا طبعا إن كنت تريدين ذلك، أما إذا كان لكى توجه آخر فهذا شأنك.
ــــــــــــــ
(*) http://elaph.com/Web/ElaphWriter/2009/6/455518.htm%22,%20%22%D8%A8%D8%BA%D8%AF%D8%A7%D8%AF%20%D9%87%D8%A7%D8%AF%D8%A6%D8%A9%20%D9%886%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%20%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%20%D8%A8%D8%B9%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B3%D8%A7%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A1%22



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدعة عدم الصلاة على المتوفى:من نظمى لوقا إلى رفيق سامى
- مسيحيوا الشرق الأوسط: اصالة ووطنية رغم الآلم
- إزدراء الإسلام وتهديد حياة البشر
- شيخ الأزهر يفتتح مؤتمر دولى للنساء والولادة!!!!
- أمريكا تخطط وتأمر والعرب ينفذون
- كيف تصنع الدكتوروهات فى مصر المعاصرة
- أقتصاد مصر فى عهد السيسى
- القول الفصل فى قائمة فى حب مصر
- أبعاد التدخل الروسى فى سوريا
- دولة آل سعود: الخلافة الوهابية
- الدولة الإسلامية العميقة بمصر
- المسلمون يستحقون ما هو أفضل من الإسلام الحالى
- عظماء الأقباط والمتاجرة بالوزنات
- زواج المثليين بين الحقوق الطبيعية والحقوق الشاذة
- الحكم بإعدام مرسى بين الشريعة ومواثيق حقوق الإنسان
- الكنيسة القبطية فى المهجر ومشاكل الجيل الثانى
- نبى الإسلام سنى أم شيعى؟
- بروباجندا عاصفة الحزم
- القضية الأرمنية بعد مائة عام من الإبادة
- الصراع السنى الشيعى عبر العصور


المزيد.....




- لافروف يتحدث عن المقترحات الدولية حول المساعدة في التحقيق به ...
- لتجنب الخرف.. احذر 3 عوامل تؤثر على -نقطة ضعف- الدماغ
- ماذا نعرف عن المشتبه بهم في هجوم موسكو؟
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام 12 سجينة في طقس -خميس العهد- ...
- لجنة التحقيق الروسية: تلقينا أدلة على وجود صلات بين إرهابيي ...
- لجنة التحقيق الروسية.. ثبوت التورط الأوكراني بهجوم كروكوس
- الجزائر تعين قنصلين جديدين في وجدة والدار البيضاء المغربيتين ...
- استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع الشفاء لليوم ا ...
- حماس تطالب بآلية تنفيذية دولية لضمان إدخال المساعدات لغزة
- لم يتمالك دموعه.. غزي مصاب يناشد لإخراج والده المحاصر قرب -ا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - تصحيح المفاهيم الملتبسة لدى الأستاذة فاطمة ناعوت