أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - الجانب الاخر من البحر















المزيد.....

الجانب الاخر من البحر


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 12:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المكان غرفة /نهارى داخلى
يسمع صوت الغلاية وهى تعطى انذار الانتهاء تمترب منها تصب لهوتها فى فنجانها ثم تعود
لتجلس سريعا على منضدة صغيرة ليس عليها سوى لاب توب تراجع الاخبار عليه سريعا تمر
عليها ولا تتولف على واحدة منها بينما يدور من خفلها صوت مذيع احدى المنوات الاخبارية
تتناول لهوتها على عجل ثم تنهض من على المنضدة تتناول مفاتيحها وتغلك باب شمتها سريعا
غرفة اضاءه خفيفة داخلى
تثبت الكاميرا فى موضعها تجلس الفتاة لبالتها على ذلن الكرسى
الفتاة تتطلع اليها بملك حذر:لن يظهر وجهى اليس كذلن ؟.
تجيبها بنفاذ صبر والتضاب :لا
تطلعت الى محمولها الذى يصدر صوتا لاطعتها معتذرة اغلمته سريعا ثم عادت من جديد
تتطلع الى الفتاة من خلف شاشتها..
نظرت الفتاة الى الكاميرا بتوتر اجابت :نعم اريد العودة الى وطنى ..ولكن لم يعد ممكن ..نعم
احب الغرفة التى نحيا فيها الان نحن افضل حالنا من كثيرين مثلنا عالمين على الحدود
بالمخيمات ..لى لريبا كان يعمل هنا هو من ساعد باحضارنا ..
حاولت ان تبتسم :تعرفين البحر هنا يشبه بحر بيروت ..نعم انا لست من هنان ولكنه لريبا جدا
منا ..تذكرين ..اعنى كنا فى الماضى واحد ..
زفرت فى توتر بينما اتى صوت الفتاة الاخرى من خلف كاميرتها معلنة نهاية الحديث فتنفست
الاخرى فى ارتياح ....
المكان غرفة داخلى مساءا
اضاءت اللاب توب الخاص بها على المنضدة وجلست لتشاهد تسجيل الفتاة فى الصباح من
جديد
كانت الفتاة السورية التى تظهر فى الشاشة تتلعثم وهى تمول :ربما ربما يعود ..ابنائى الى
هنان من جديد ..انا فمط اريد ان اعيش .
اولفت الفديو وهى تتطلع الى وجه الفتاة اكثر تنهدت فتحت الورد من امامها وكتبت
سعاد من سوريا لدمت بعد الحرب ..انها تعيش الان جوار البحر لاجئة تمول ان لديها ابناء
اخريين هنان ..وزوج. ربما تستطع احضارها اذا هى رحلت الى مدينة اخرى تتمبل اللاجئين
..ولكنها تعرف انهم لن يعودون ..ما تبمى لها هو فتاتين فمط ..انها تحبث عن الحياة
..الحياةوفمط ولا تريد شىء اخر ..لما لم نستطع ان نجعلها تشعر بالدفء فى وسطنا ؟..كم
مثلها يريد الرحيل وينظر الى الجانب الاخر من البحر ويتمنى فى صمت وصبر ...
تعود لتتناول رشفات من لهوتها لبل ان تغلك اللاب توب الخاص بها وتنهض من منضدتها
وتمترب من شرفتها التى تطل على البحر تتطلع اليه وهى ترتشف مزيدا من لهوتها ببطء ....
نهارى خارجى
دخلت فتاة فى الخامسة عشر من العمر تتلفت من حولها بعد ان عبرت بوابة الجامعة تلمح فتاة
من ظهرها من بعيد تعيد وضع لوحتها من جديد تمترب منها ..تجلس الفتاة ذات الخامسة عشر
على الكرسى الموضوع امام اللوحة وتجلس تدارى الملل عن وجهها وهى ثابتة لا تتحرن
مثلما امرتها الفتاة ..يرن جرس الموبايل فتولف الفتاة ريشتها بينما الجالسة تتنفس من خلف
ظهرها مخافة ان تراها ..يمر الولت فتحرن لدميها ببطء ولليلا فى ضجر تبتسم ولكن بضجر
..ترفع الفتاة ريشتها مرة اخرى تذهب كاجراء روتينى الى حميبتها تخرج النمود تعطيها للفتاة
ثم تستدير لتجمع اشيائها دون ان تتطلع الى وجه الفتاة الاخرى التى تطلعت الى الاموال ثم الى
الفتاة فى نظرة غضب مكتوم ثم سارت متثاللة حتى خرجت من البوابات وهى تلمح اخريات
يمررن من جوارها ترالبهم وهم يمضون من الخلف تحفظ بعيناها تفاصيل ملابسهم لبل ان
تستدير وترحل ....
نهارى داخلى استديو صغير
امراة سورية ثلاثينية تجلس على الارض وجوارها فتاتان الاولى فى الرابعة عشرو الثانية
فى العاشرة وامامها بعض الاوانى والطعام فتموم باللف والصف داخل الاوانى بينما هى
تتحدث انها لا تنظر للاعلى بل لاسفل ..منهكة صوتها خفيض حذرة لانها ليست فى مكانها
الامن
جيت من 3 سنين
هربنا بعد ما الحى راح ...اخدت اللى فضلوامن عيلتى ...البنتين
لا فى الاول مكناش عارفين حد
تمول بحذر وخوف اكثر من استنكار :لالا مفيش خوف دلولتى
لا ابدا من يومما سكنا هنامسمعناش اى كلام
ترمك الفتاتين الى جوارها سريعا ثم تعود لطعامها :الكبيرة بتمف معايا بس محدش بيضايمنا
طول النهار فى الشارع..زى ما لولتلن مفيش اى مضايمات احنا حاسين اننا فى مكانا بعد اللى
حصل معانا..
تعود لترمك الفتاتين من جديد ثم تنظر للكاميرا لثوان تبتسم ابتسامة كاذبة ثم تنطفىء الكاميرا
نهارى داخلى الاستديو
جلست الفتاة ذات الخامسةعشر امام الكاميرا تضم يدها فى توتر تتجول بعيناها فى الغرفة
سريعا كانت تشعر بالخوف
تبتسم لها صاحبة الكاميرا فتبتسم لها الفتاة بتوتر وخجل ثم تعيد جلستها عده مرات لبل ان
تشعر بالراحة على كرسيها
تمول :علية
عندى 15 سنة
بشتغل ..بترسم ...بترسم عند الطلبة رسم يعنى
تعود لترالب الكاميرا فى للك تحاول النظر بعيدا عنها تكاد تبكى من الخوف
اه عندى خمس اخوات
اه عندى اخ واحد اصغر منى انا الوسطانية
لاء الكبيرة عندها تخلف مبتشتغلش
لا انا بس بساعد امى فى البيوت وشافتنى بنت صاحبة الشمة
بألم :اصلهم كانوا عايزين حد يرسموه عندهم يعنى فى الكلية
اه ...اه ..مبسوطة يا استاذة
نهارى داخلى غرفة
امراتان خمسنيتان تجلسان على كنبة فى الغرفة الاولى تناول الثانية لفة بيضاء فتخفيها الثانية
سريعا لبل ان تلاحظ احدا خارج الغرفة
تتحدث فى سرعة وبصوت خفيض
كام؟
زى كل مره
ياريت المره دى بمفعول
متملميش المره دى هو ده اللى هيجبلن الفايدة ..
اسمعى كلامى لا دة و دة جاب فايدة اللى عندى انا هو الحل الوحيد
اسكتى وطى صوتن
متخافيش بكره المعمول يتفن عنها والل للبن كره يرحل عنها كمان
تصمتان على صوت لالدام الفتاة صاحبة الكاميرا تلمحمها سريعا تنظر الى اللفه البيضاء
بينما تخفيها امها وهى تردد للسيدة الاخرى امين يارب
تلمح الفتاة الصليب المعلك ثم تمضى فى الممر الى غرفتها ويسمع صوت الباب يغلك بغضب
.
ليلى داخلى استديو
فتاة فى العشرينات يبدو اثار الانهان عليها وعلى ملابسهاووجها تخلع الكاب من على راسها
وتجلس على كرسيها فى ثبات تتطلع نحو الكاميرا تحاول ان تعدل من هندامها
تجيب على الاسئلة بثبات
اتخرجت من حموق.. 26 سنة
اه نزلت كنت وسط الناس
لا ..مكنتش لوحدى كان معايا خطيبى
لا مفمود
حاولت اشتغل بس
....اه فيه طيارين زى بنات لليلين اوى بس موجدين
اكيد بتعرض لكن اتعلمت اتصرف فى الموالف دى...لازم اشتغل
تمولها بارتبان: بحلم..
تصمت دليمة :نفسى اكمل دراستى فى فرنسا ...بس
بحزن تبتسم :ممدرش...
ليلى داخلى الاستديو
تجلس المراة السورية الثلاثينية ولكن على كرسى فى الاستدي اكثر ثباتا وجمود فى ملامح
وجهها الدموع فى عينيها فمط لا تخرج منها تمول كلماتها ببطء وبهدوء ثم تصمت ولا تضيف
المزيد انها تجيب دون اسئلة ولا تنتظر اخرى
كان عندى ولد تانى جه معايا انا واخواته البنات
النهاردة غرق فى البحر
ابنى كان عاوز يتعلم
بس البحر اخده منى
وغرق ...وعدنى انه ياخد اخواته البنات
وعدنى ببيت
كنت مستنياه
النهاردة مات
كان هياخدنا انا والبنات
بس خلاص ....
ليلى داخلى الاستديو
تدخل الفتاة فى الخامسة عشر لاهثة تجلس على كرسيها تتنفس بصوت مرتفع تواجه الكاميرا
تمول بخوف
الانبوبة ...رجعت ملمتش حد
اه ....هى الانبوبة
اصلها كانت بتسرب ..الناس كمان لالت كدة
تفرن بيدها فى عصبية :يا استاذة مش انت بتسفرى برضه هو انا ينفع .....اسافر انا خلاص
معنديش حد ..ومش هترسم تانى .....تنطفىء الكاميرا



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داخل الاتون القلعة والمقدام7
- غريبة
- داخل الاتون القلعة والمقدام6
- جدران الاتون القلعة والمقدام 5
- داخل الاتون القلعة والمقدام4
- دفتر عاملة الجزء الثانى 6
- داخل الاتون القلعة والمقدام2
- داخل الاتون القلعة والمقدام3
- المراة والصغير والوحش
- داخل الاتون القلعة والمقدام 1
- داخل الاتون جدران المعبد25
- داخل الاتون جدران المعبد24
- داخل الاتون جدران المعبد 22
- داخل الاتون جدران المعبد 23
- التراب والجلد والعظام
- متى ستهجر المراة العربية بيت الاوصياء؟
- داخل الاتون جدران المعبد 20
- داخل الاتون جدران المعبد 21
- المراةوالتكنلوجيا
- داخل الاتون جدران المعبد 18


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - الجانب الاخر من البحر