أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - -حُرمة-














المزيد.....

-حُرمة-


وجيهة الحويدر

الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 10:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"حُرمة"!
عندما يعد النهار نفسه للرحيل عن شرقنا، تلم الشمس خيوطها بتلكؤ وكأنها نادمة على ضوءها الذي اهدرته سُدا ولم يستنير به ذهن احد..في المساء تدخل ظلمة كئيبة متسللة في النفوس وبين الأزقة...في ديارنا لا تعني تحركات الساعة للأنثى شيئا...سوى هزائم يومية، وتجاعيد تعبث في تقاسيم الوجه، وترهلات تغزو معالم الجسد..فهي "حُرمة"...بكل ما تحمل تلك الكلمة من معنى..محور حياتها ذكر..لا تأتمر الا بأمره ولا تنتهي الا بنهيه..لذلك الأيام لم تحتفظ لها قط بأحلام وردية... وأمنياتها دائما معلقة على حائط من وَهم، شيـّده لها شيوخ الأمة...



في ليلة ما...أغمضت "حرمة" عربية عينيها البائستين بعد أن سئمت من انكساراتها وسئمتها الحياة...فلفظت انفاسها ورحلت روحها في سفن غياب أبدي متجهة ناحية مرافئ بعيدة... فجأة لقيت نفسها بين سفوح حميمة وتحت سماء صافية... لم تكن روحها بنفس الجسد، لكنها كانت تشعر بعزة ونفس عالية...تلفتت يمنة ويسرى... نظرت في عيون البشر من حولها...وجدت أن الجميع يٌكن لها قدسية خاصة... تجولت في دروب ريف ساحر..لم يجرؤ احد أن يسألها عن أي شيء خاص بها... شعرت بكبرياء الآلهة وشموخ النجوم يسريان في شرايينها..كانت مفعمة كأنهار الجنة... أحسّت لأول مرة أنها مخلوقة ذات كرامة وأَنـَفة...فليس ثمة "سي السيد" في حياتها...ولن يقدر احد أيا كان أن يمس شعرة فيها...ولن يُسلط على عنقها سيف الشرف المبتذل...لن تتجرع بعد اليوم ذل ذكر ذو طباع غريبة ...حيث يتوقع من جسدها أن يكون طوال النهار ساحة للضرب، وفي الليل مسرحا للعبث والعربدة...لن تعود لفراش النحر ذاك..فهي الآن مخلوقة حرة...ولن تخاف من خطف صغارها منها وهضم حقوقها في محكمة معدة لتحقيق مصالح الذكور..لن تخشى من تهديد قرينها لها بالزواج من أنثى ثانية وثالثة ورابعة... فليذهب للجحيم هو وحريمه ورغباته الرثة...فقد تخلصت من وصاية ذكرها المهووس بنرجسية الفحولة...لن تتنفس بعد اليوم برئتيه..ولن تتحدث لغته...ولن تصغّر ذهنها من اجله...ولن تكن طَوع إشارته..فهي ليست أنثى عربية ..لن تقبل ان تكون قاصرا وعورة وناقصة عقل وعقيدة..صار لها كيان ووجدان ومكانة في عالم لم ترَه من قبل لكنه يحترمها...صار الكل يعرف أنها منبع آمان وسكينة ومحبة...وان أجيال تحتمي بظلالها وتحيى بنورها...



وهي تسير بخفة ونشوة بين أعشاب خضراء..رفعت رأسها للسماء باعتزاز وفخر، وأقسمت بقسم لا رجعة فيه، أنها لن تعود أبدا لأرض العرب مرة أخرى..ولن تسمح لروحها أن تندس في جسد "حُرمة" عربية...فمن الآن وصاعدا لن تقبل أن تكون في احط مستوى عرفه البشر على وجه البسيطة.. أَمَة مسلوبة النفس والإرادة...



هاهي اليوم تعيش حياة يحسدها عليها جميع الإناث العربيات وحتى رجالهن..لأنها تمتلك اكثر من حقوقهم.. فهي معززة مكرمة ...تتبوء اعلى منزلة ..بقرة مقدسة تقطن في ارض هندوسية...




#وجيهة_الحويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكور برخص القمامة والتراب
- آنذاك لم يعد ثمة شيء يستحق سوى الموت!
- حين يتحول الوَهم الى حقيقة مطلقة
- شــــــوق
- ربما تعود زهرة!
- أين الخمسة في المائة في مجتمعاتنا العربية؟
- الحياة لغز مؤلم جدا
- لماذا نحن شعوب لا تقرأ؟
- فضّوها سيرة!
- يا علي...
- استمطار السماء بدون صلاة استسقاء
- ماتت ليلى العراق...فهنيئا لكم ياعرب بإنسانيتكم
- لقاء بين سؤال واجابة
- سيدتان ثائرتان وبراكين تنتظر!
- خصوصية أم إرهاب مرضي عنه؟؟؟
- كفوا عن هذا الردح المبتذل..فقضايا النساء العربيات حقوقية
- متى بدأت الدائرة؟
- من أين تبدأ الدائرة؟
- ليلى في العراق مريضة ..فأين المداوي؟
- ما مدى بشاعة قهر الذكور للذكور!؟


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وجيهة الحويدر - -حُرمة-