أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - على مذبح اهالي الفلوجة














المزيد.....

على مذبح اهالي الفلوجة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 23:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


السباق الى الفلوجة العراقية، لا يختلف من حيث معطياته السياسية عن السباق الى الرقة السورية. وفي كلا السباقين، تريد الاطراف السياسية، وخاصة الاقليمية، من تسجيل انتصارات تجير ليها، لتحتل موقع في رسم المعادلة السياسية في العراق وسورية والمنطقة.
ثلاثة اتجاهات داخل التحالف الشيعي، تتصارع فيما بينها لرسم المعادلة السياسية ما بعد مرحلة القضاء على عصابات داعش. اتجاه العبادي - الجبوري المدعوم من قبل الادارة الامريكية رافعة راية الحرب على الارهاب في العراق وسورية. واتجاه التيار الصدري، المرعوب من فصائل الحشد الشعبي وتمدده العسكري والسياسي. والاتجاه الثالث هو الحشد الشعبي المدعوم عسكريا وسياسيا ولوجستيا واعلاميا من قبل الجمهورية الاسلامية في ايران.
حرب الفلوجة، هي العنوان الذي يخبئ ورائه صراع الاتجاهات المذكورة. الا ان الواضح في هذه الحرب، ان اكثر المتخوفين من انتصار اي طرف فيها، هو التيار الصدري. فبعد ان كانت "سرايا السلام" الجناح العسكري الذي حل محل جيش المهدي، تهتف وتصول وتجول في ساحات الوغى، في بداية المعارك مع داعش وخاصة في مناطق صلاح الدين عام ٢٠١٥، انسحبت اليوم من تلك الساحات او على الاقل خفت صوتها، بعد أن تبوء فصائل الحشد الشعبي بقياده العامري - المهندس المشهد العسكري. وعلى إثر ذلك غير التيار الصدري تكتيكه بدل من الظهور العسكري في المعارك، العمل على تغيير بوصلة الحركة الاحتجاجية ضد الفساد والمحاصصة وغياب الخدمات وتفريغها من محتواها، ليتصدر المشهد السياسي للحيلولة دون حذفه من المعادلة السياسية، حيث اقتحم المنطقة الخضراء مرتين، الاولى للبرلمان، والثانية لمكتب رئيس الوزراء، دون تحقيق اهدافه السياسية، ليغير تكتيكه مرة اخرى بالهجوم على مقرات احزاب ومليشيات التحالف الشيعي، الى حد وصف هادي العامري، جماعة الصدر المهاجمة لمقراته، بالدواعش، على غرار وصف العبادي لنفس الجماعة عندما اقتحمت مكتبه قبل اقل من شهر.
بيد ان المشهد لا تكتمل صورته، الا بظهور قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وهو يتجول في احد جبهات حرب الفلوجة، بعيد اعلان منظمة العفو الدولية عن الجرائم التي اقترفتها فصائل الحشد الشعبي ضد اهالي الفلوجة، واعتراف حيدر العبادي بتلك الجرائم واستنكاره لها، كي يبعث اي سليماني، برسالة سياسية مفادها بأن الجمهورية الاسلامية حاضرة في هذه الحرب، وتتقاسم انتصاراتها، لو طرد داعش من الفلوجة، وداعمة في نفس الوقت لفصائل الحشد الشعبي، بالرغم من كل ما يقال عن الانتهاكات الفاضحة التي تنتهكها بحق المدنيين، وخاصة الاعدامات الجماعية، التي اظهرتها افلام الفيديو المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعي. اي بعبارة اخرى يعني ظهور سليماني وبهذا الشكل العلني، هو من اجل تفويت الفرصة على العبادي المدعوم امريكيا بالاحتفال لوحده لو رحل داعش عن الفلوجة.
ان الانتهاكات التي ترتكب بحق المدنيين في الفلوجة، ليست حالات فردية، كما يحاول الذين يريدون ان يبرؤوا ساحة فصائل الحشد الشعبي. فهي سياسة مدروسة ومخطط لها، تكررت في مدن ديالى وبيجي وتكريت وجرف الصخر، واليوم تتكرر بأعلى مدياتها في مدينة الفلوجة. ان عمليات القتل والحرق والاعدامات الجماعية والتعذيب والحصار التي تنظمها فصائل الحشد الشعبي ضد اهالي الفلوجة، هي من اجل كسر شوكة المخالفين والمعارضين لسلطة بغداد التي تريد تلك الفصائل حسمها لصالحها في المستقبل المنظور. وهي ضمن خطة مدروسة لترويع سكان المدن، وترويضها للسيطرة عليها في ما بعد مرحلة داعش. ان سياسة فصائل الحشد الشعبي، ضد سكان المدن المصنفة السنية، لا تختلف كليا، عن سياسة داعش او عن سياسة البعث اتجاه المعارضين السياسيين. فالعقاب الجماعي بكل الاشكال وبشتى الصنوف هو حلقة من الحلقات الرئيسية في تأديب معارضيهم او مخالفيهم.
ان العراق لن ينتقل الى بر الامان بعد داعش، بل ستتفاقم ازمة الاوضاع السياسية، وتتصاعد حدة الصراعات بين جميع اجنحة "العملية السياسية". والكل يحاول الفوز او تجيير الانتصارات على داعش لصالحه. وليس اشتداد حدة الصراع بين اطراف التحالف الشيعي، الا مقدمة لصراع اكبر تفتح ابوابه لمرحلة ما بعد داعش. ان تيار الاسلام السياسي وكي يحسم فوزه بالسلطة السياسية، مستعد لارتكاب المزيد من المجازر الدموية في العراق.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حريق الفلوجة، حصان طروادة للعبادي - الجبوري
- مشهدان هزليان لزعيمين فاشلين
- منطق اللامنطق في برلمان حميد الكفائي
- لا مشيئة فوق مشيئة الادارة الامريكية وملالي قم على سماسرة ال ...
- الصدر يورط مؤيديه في قلب الفوضى
- السلطة الثورية المباشرة للجماهير هي الحل
- رائحة نتنة تفوح من اعتصام مجلس النواب
- في ذكرى سقوط بغداد
- موسم قطف ثمار الاوهام
- التجنيد الاجباري والفاشية السياسية
- ما وراء اعتصامات الصدر
- الاستقرار والاسلام السياسي والماكينة الطائفية
- تظاهرة الصدر واستعراض ميلشياته العسكرية في شوارع بغداد
- استحضار شبح روح (الوطن) بين مجلس محافظة الموصل والعبادي
- ألاعيب الاسلام السياسي الشيعي
- العاصفة وسط تحالف الاسلام السياسي الشيعي
- التغيير الوزاري وصمت المرجعية
- في العراق، ماذا وراء ازمة اسعار النفط
- اللاجئون، سياسة الغرب والاخلاق الحميدة
- غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي- المثيولوجيا ...


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - على مذبح اهالي الفلوجة