أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - لعقد مقارنة بين مواقف الشيوعيين الماويين الثوريين – أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و مواقف الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين بصدد تشافيز و 8 مارس ، مثلا .















المزيد.....



لعقد مقارنة بين مواقف الشيوعيين الماويين الثوريين – أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و مواقف الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين بصدد تشافيز و 8 مارس ، مثلا .


ناظم الماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 22:17
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لعقد مقارنة بين مواقف الشيوعيين الماويين الثوريين – أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و مواقف الوطنيين الديمقراطيين
الماركسيين – اللينينيين بصدد تشافيز و 8 مارس ، مثلا .
الملحق 1 لكتاب ناظم الماوي :
" الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون " يحرّفون الماركسيّة – اللّينينيّة
ملاحظة : قريبا تجدون بمكتبة الحوار المتمدّن النسخة الكاملة من الكتاب ( بى دى أف) للتنزيل .
هذه الإشتراكية إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتورية الطبقية للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه .
( كارل ماركس ، " الصراع الطبقي فى فرنسا 1848-1850" )
-----------------------------------
يستعاض عن الديالكتيك بالمذهب الإختياري [ الإنتقائية ]، و هذا التصرّف حيال الماركسية هو الظاهرة المألوفة للغاية و الأوسع إنتشارا فى الأدب الإشتراكي – الديمقراطي [ الشيوعي ] الرسمي فى أيّامنا . و هذه الإستعاضة طبعا ليست ببدعة مستحدثة ... إنّ إظهار الإختيارية بمظهر الديالكتيك فى حالة تحوير الماركسية تبعا للإنتهازية ، يخدع الجماهير بأسهل شكل ، يرضيها فى الظاهر ، إذ يبدو و كأنّه يأخذ بعين الإعتبار جميع نواحى العملية ، جميع إتجاهات التطوّر ، جميع المؤثّرات المتضادة إلخ ، و لكنّه فى الواقع لا يعطى أي فكرة منسجمة و ثوريّة عن عمليّة تطوّر المجتمع .
( لينين ، " الدولة و الثورة " ص 22-23 ، دار التقدّم ، موسكو )
------------------------
على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة، أيّة حقيقة، تتفق مع مصلحة الشعب . و على الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم ، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب .
( ماو تسى تونغ ، " الحكومة الإئتلافية " ، 24 أبريل - نيسان 1945 ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث ).
---------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية.

( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره "، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005).

ليس بوسعكم كسر جميع السلاسل مستثنين واحدة. ليس بوسعكم التحرّر من الإستغلال و الإضطهاد و أنتم تريدون الحفاظ على إستغلال الرجال للنساء . ليس بوسعكم قول إنّكم ترغبون فى تحرير الإنسانية و مع ذلك تحافظون على نصف البشر عبيدا للنصف الآخر . إنّ إضطهاد النساء مرتبط تمام الإرتباط بتقسيم المجتمع إلى سادة و عبيد ، إلى مستغِلِّين و مستغَلّين و من غير الممكن القضاء على كافة الظروف المماثلة دون التحرير التام للنساء . لهذا كلّه للنساء دور عظيم الأهمّية تنهضن به ليس فى القيام بالثورة و حسب بل كذلك فى ضمان أن توجد ثورة شاملة . يمكن و يجب إطلاق العنان لغضب النساء إطلاقا تامّا كقوّة جبّارة من أجل الثورة البروليتارية .
( بوب أفاكيان ، جريدة " الثورة " عدد 84 ، 8 أفريل 2007 )

مقدّمة الكتاب :
منذ 2011 و تحديدا منذ العدد الثاني من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماوية ! " ، إنكببنا على دراسة الخطّ الإيديولوجي و السياسي للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين ( الوطد م- ل من هنا فصاعدا ) و أعملنا سلاح النقد الماركسي فى وثيقتين محوريّتين هما " مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين " و " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " و هما وثيقتان أساسيّتان فى أرضيّة وحدة المجموعة التى إنقسمت لاحقا ليكوّن شقّ منها ما يعرف الآن بالحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد( من هنا فصاعدا الوطد الثوري ) - و الذى إنشقّ بدوره منذ ما يناهز السنة الآن - و ليستمرّ الشقّ الآخر فى إطلاق تسمية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على نفسه . وبالتالى يشمل النقد الذى وجّهناه للوثيقتين ( الوثيقة الثانية لم نكمل بعدُ الإشتغال عليها لظروف لا مجال للخوض فيها هنا و نتعهّد بإتمام العمل حالما تسمح الظروف ) كلا المجموعتين و ما تفرّع عنهما أو ما فرّخت رغم سعي هذه العناصر أو تلك إلى التنصّل بشكل أو آخر من هذه الوثيقة أو تلك أو تغيير عنوانها أو تحوير جزء منها .
و نفرد جهدنا هنا بوجه خاص إلى قراءة فى وثائق الوطد م - ل بعدما صغنا كتبا و مقالات عدّة عُنيت بكشف أنّ الوطد الثوري حزب ماركسي مزيّف ، خوجي متستّر و إصلاحي . و بطبيعة الحال ، جلّ إن لم يكن كلّ ما وضّحناه بصدد الوطد الثوري بشأن الخوجيّة و الإصلاحيّة ينسحب على الوطد م - ل بما أنّه يخصّ فى معظمه الجذع المشترك بينهما ، على أنّه و الحقّ يقال فى منعرجات كثيرة فى السنوات الأخيرة ، لاحظنا تمايزا فى بعض المواقف و التكتيكات دون أن يمسّ ذلك ما هو إستراتيجي بالنسبة إليهم و دون أن يعني أيضا إختلافا نوعيّا حاسما فى الخطّ الإيديولوجي و السياسي ؛ و من ذلك خاصة تعارض فى المواقف تجاه المشاركة فى الإنتخات التشريعية والرئاسيّة و فى التحالفات المنسوجة .
و إصطفينا للجزء الأوّل من الكتاب مقالين هما : " بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة " و " قراءة نقدية فى مشروع برنامج الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين اللينينيّين " و محتوياتهما هي :
1- بعض النقد لبعض نقّاد الماويّة :

( ملاحظات نقدية ماوية لوثيقة " الثورة الوطنية الديمقراطية و المرتدون مؤسّسو "العود" )
أ / براغماتيّون و ذوو نظرة مثالية إحادية الجانب فى قراءة الوضع العالمي
ب / مثاليّون ميتافيزيقيون
ت / مرتدّون عن منهجيّة تناول الردّة
ث / إنتهازيون : " يأكلون الغلّة و يسبون الملّة " :
ج / دغمائيون
------------------------
2- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين
أ- الهوية
ب- جوانب من المنهج
ت- حول العصر
ث- المسألة الوطنية فى عصر الامبريالية
ج- تحالفات الجبهة الوطنية
ح- الدولة البديلة
خ- الطريق الى السلطة السياسية :
د- الحزب الشيوعي
ذ- الأمميّة
ر- التحريفية و انهيار الاتحاد السوفياتي
ز- التهجّم على الماويّة

و آثرنا فى الجزء الثاني من الكتاب القيام بجولة فى موقع إتحاد الشباب الماركسي – اللينيني الفصيل الشبابي للوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين على الأنترنت أين تنشر وثائق المجموعة فاطلعنا على البيانات والأيقونات الشيوعية و الطريق الثوري و أنشطة أشمل و أخبار أممية و بالحبر الأحمر ...
http://ujml.over-blog.com
وقرأناها المقالات بإمعان ، و بدقّة و صبر دوّننا الملاحظات لنكوّن فى النهاية جملة من الأفكار بوّبناها تحت عنوان " لا يمكن إعتبار الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين ماركسيّين – لينينيّين ! " و وفق التخطيط الآتي ذكره لمزيد تناول الخطّ الإيديولوجي و السياسي لتلك المجموعة إنطلاقا من الوثائق المنشورة فى ذلك الموقع على الأنترنت .
1- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين :
أ- الماويّة و إنتصار الثورة الفيتنامية على الإمبريالية الأمريكية
ب- الثورة الماويّة فى النيبال
ت- مسألة ستالين و رؤية الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين الخوجيّة
ث- التهرّب من تقييم التجربة النقابيّة للوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين
2- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون الخوجيون المتستّرون إلى ستالين :
أ- إيقاف تاريخ الحركة الشيوعية عند ستالين و طمس طريق الثورة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات
ب- إساءات الخوجيين لستالين
3- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّة البرجوازية و الأممية البروليتارية :
أ- تسمية خاطئة و ضارّة
ب- إنعزاليّون رغم محاولة ذرّ الرماد فى العيون
ت- دفاع دغمائي عن أخطاء ستالين و ديمتروف فى ما يتعلّق بالجبهة المتّحدة العالميّة ضد الفاشيّة
ث- الفهم اللينينيّ للأممية و العالم أوّلا راهنا !
4- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون و اللخبطة فى فهم المادية الجدلية و تطبيقها :
أ- الحتميّة
ب- الكمّى والنوعي تناقض / وحدة أضداد و ليس قانونا جدليّا
ت- نفي النفي ليس قانونا جدليّا
5- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصراع ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها :
أ- غياب التحليل الملموس للواقع الملموس
ب- تـأجيل النضال ضد إضطهاد المرأة و إستغلالها جندريّا
ت- الخلاصة الجديدة للشيوعية وتحرير المرأة
6- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيّين – اللينينيّين :
أ- ماو تسى تونغ تحريفي و أبوعلي مصطفى ماركسي – لينيني أم قلب الحقائق رأسا على عقب ؟
ب- الكفاح المسلّح ليس معيارا فى حدّ ذاته للثوريّة
ت - الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و المشاريع الإستسلامية
ث - كيف نفسّر أوهام الوطنيّين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين هذه ؟

بدلا من خاتمة الكتاب :
تحرير البروليتاريا و الإنسانيّة جمعاء : إن لم تناضلوا للقضاء على " الكلّ الأربعة " لستُم بصدد النضال من أجل الشيوعية .
مراجع الكتاب :
الملاحق ( 5 ) :
1- لعقد مقارنة بين مقالنا و مقالهم عن تشافيز
2- لعقد مقارنة بين بيانهم بمناسبة 8 مارس 2015 و بيان منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان )
3- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية
4- ما هي الخلاصة الجديدة للشيوعية ؟
5- محتويات نشريّة " لا حركة شيوعيّة ثورية دون ماويّة ! "
( الأعداد 1 إلى 27 - بقلم ناظم الماوي )
و معا سنكتشف مقولات جماعة على شفير الهاوية يدفعها إليها فى المصاف الأوّل المنطق الداخلي لفهمها غير الشيوعي للعالم بينما تصارع بعض عناصرها و تكابر و تسعى إلى إيقاف النزيف و السقوط التام المدوّى دون أن تملك حلّ المشكل فالأطروحات التى طوّرتها هي فى حدّ ذاتها جزء من المشكل و منبعه و ليست جزءا من الحلّ.
===============================================================

1 - لعقد مقارنة بين مقالنا ومقالهم عن تشافيز
أ- الحلقات الأربع من مقال الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين :
هوقو شافيز كيف نفهمه ونحكم على نظامه ؟ /1
24 Avril 2008
مدخل عام :
خلال السنوات الأولى من الألفية الجديدة ، شهد العالم أحداثا هامة وأخرى رهيبة . وسطعت نجوم شخصيات عديدة منها من ارتبط اسمه بالعدوان والاستعمار والجرائم ضد الانسانية التي لم يعرف لها التاريخ مثيلا من أمثال : " جورج بوش" و"شارون" الذين سطع نجميهما في سماء الإمبريالية والصهيونية . ومنها من التصق بالشعب ومثله " الرئيس البوليفي الهندي الحافي القدمين والمدافع عن شعبه في كل خطاباته "إيفو موراليس" . وكذلك وبشكل ملفت للانتباه " هوغو شافيز" رئيس فنزويلا المنتخب لدورتين رئاسيتين والذي ضاقت به "أمريكا" ذرعا وهو الذي لم يتوفر له منبر إلا ويصب جام غضبه ونقده للامبريالية الأمريكية والرئيس الأمريكي "جورج بوش" . وقد بلغ به التحدي إلى حد الظهور كل أسبوع في التلفيزيون الفنزويلي مباشرة في حصة مخصصة لفضح الاستعمار الأمريكي والقيادة السياسية الأمريكية .
فمن هو "هوغو تشافيز" الذي تضعه الشركات الاحتكارية الأمريكية وخاصة النفطية منها على رأس قائمة أعدائها في أمريكا اللاتينية . وتسعى " البورجوازية " العميلة وحلفائها في بلاده وفي بقية البلدان الأمريكية الجنوبية للاطاحة به ، فيما يدافع عنه الشعب الفنزويلي الذي خرج في مسيرات ساخنة مساندة له عام 2003 حين انقلب عليه الجيش بدعم من أمريكا. ذلك الشعب الذي حطم أبواب السجن الذي اعتقل فيه تشافيز وأخرجه منه وأرجعه للحكم غصبا عن أعدائه ، كما تدافع عنه شعوب أمركيا اللاتينية وخاصة الطبقة العاملة وصغار الفلاحين والنقابات والأحزاب " اليسارية" وتكن له شعوب العالم المضطهد الاخترام وهو من ساند حركات تحررها الوطني وأعلن عدائه الصريح للامبريالية والصهيونية ؟
وأين يمكن تصنيف نظامه السياسي الحالي ؟ وما هو حكمنا كشيوعيين على برنامجه الاقتصادي والسياسي ؟
إن الجواب على تلك الأسئلة وغيرها يشكل هذه المحاولة التي نضعها بين يد القارئ رفيقا وصديقا ، ولا نزعم أنها كافية لاعطاء الأجوبة المطلوبة ولكنها بداية طريق التعرف على دور بعض الأنظمة البورجوازية الصغيرة في امريكا الجنوبية في أيامنا هذه التي تشهد اختلالا واضحا في موازين القوى عالميا يخدم مصالح الرأسمالية الاحتكارية العالمية مرحليا ، ويدعو الحركات والاحزاب الشيوعية باعتبارهم المتبني الوحيد لبرنامج طبقي عمالي ، إلى مراجعة حساباتها وتكتيكاتها وصياغتها من جديد انطلاقا من افرازات الواقع الموضوعي الجديد وخدمة لاسترتيجيتها الثابتة في عصر الامبريالية والثورة البرولتيارية .
ومن المفضل منهجيا للدخول في جوهر البحث أن نمر عبر تقديم بعض الملامح العامة عن مجتمعات بلدان أمريكا اللاتينية وأنظمة حكمها والتغلغل الإمبريالي فيها . كالتعرض لشخصية " هوغو تشافيز" وجزء من سيرته الذاتية في بلاده فينزويلا .
لمحة عامة عن بلدان أمريكا الجنوبيّة :
تمسح بلدان أمريكا الجنوبية ملايين الهكتارات من الأراضي الصالحة للزراعة والجبال والمستنقعات والسباخ والأنهر والبحيرات إلى جانب المناطق العمرانية. ويعيش فيها ما يزيد عن مائتي مليون ساكن ، يعمل أكثر من نصفهم في الفلاحة ، إذ تعتبر الأرض أهم مصدر للثروة . ويسيطر بضعة مئات من كبار الملاكين العقاريين على أكبر المساحات الزراعية والغابية وأفضلها إنتاجية ويشغلون مئات الآلاف من الفلاحين والمزارعين الفقراء لقاء أجور عينية أو نقدية زهيدة .
كما تهيمن عائلات قليلة على الصناعات الخفيفة والاستخراجية المنجمية ومشاريع البناء الكبرى وعلى قطاع الخدمات ، وعمليات الاستيرادوالتصدير ... وهي التي تفتح أبواب الأسواق الأمريكية اللاتينية وبنوكها ومؤسساتها أمام السلع والمنتوجات الأجنبية المصنعة وخاصة السيارات ووسائل النقل والاتصال وغيرها وتسهّل تصدير المواد الأولية كالبترول والفضة والنحاس والحديد والرصاص والزنك والإيتان والمنغنيز والنيكال والكروم والكوبالت ... والخشب والموز والقهوة والقطن وقصب السكر والتبغ والملح والكاكاو ولحوم الأبقار .. الخ .
وتعتبر أغلب بلدان أمريكا اللاتينية تابعة ومرتبطة بدوائر الإمبريالية العالمية وخاصة الامبرايلية الامريكية الشمالية . وتوصف مجتمعاتها باستثناء بعضها ككوبا والبرازيل والأرجنتين مثلا) بكونها شبه مستعمرة شبه اقطاعية .
التغغل الامبريالي في أمريكا اللاتينية :
احتلت الولايات المتحدة الأمريكية مركز الصدارة في الهيمنة على شعوب أمريكا اللاتينية ونهب خيرات بلدانها منذ أكثر من قرن بعد أن كانت بريطانيا هي المهيمنة .
... ومنذ بدايات القرن الماضي أدى اندماج رأس المال الصناعي براس المال المصرفي في أمريكا ( كما في البلدان الامبريالية الأخرى ) إلى تكوين رأس المال المالي ، وتركيز معظم الثروة في يد مجموعة قليلة من الرأسماليين الاحتكاريين الذين يسيطرون على دواليب الاقتصاد ومراكز السياسية في الدولة .
وهكذا نشأت "أوليغارشية مالية" ( مجموعة كبار المصرفيين والمضاربين في البورصة والصناعيين ) ، استحوذت وسيطرت على كبار المصارف ومؤسسات التمويل والصناعة المدنية والعسكرية ، وشركات النقل البري والبحري والجوي ، ووسائل وشبكات الاتصال ومصادر الثروة والربح في كل مكان داخل الحدود وخارجها .
إنها اخطبوط طويل الأذرع تمتد أطرافه حيث يشاء.
وفي الولايات المتحدة على سبيل المثال كانت هناك قبل الحرب العالمية الأولى مجموعة قليلة من الرأسماليين الاحتكاريين يمثلون نسبة قليلة جدا من السكان ولكنهم يستحوذون على أكثر من نصف الثروة في البلاد ، كمجموعة "مورغان" ومجموعة "روكفيلر"..الخ

وبعد الحرب العالمية الثانية ( التي خرجت منها الولايات المتحدة منتصرة على اليابان وألمانيا بأقل أضرار من البلدان الرأسمالية الأوروبية والاتحاد السوفياتي ) . اشتد نفوذ الأوليغارشية المالية الاحتكارية الأمريكية ( ظهرت مجموعات عديدة وتوطد نفوذها في المجال المصرفي والصناعي والخدماتي ..) وأصبح وجودها قويا خارج أمريكا الشمالية وبشكل خاص في امريكا الوسطى والجنوبية أين فتحت أسواقا جديدة لصناعاتها ، ولرأس المال المالي ، واستولت على منابع المواد الطبيعية الأولية الهامة في الصناعة والزراعة وتحكمت كليا في أسعارها من خلال عملية شرائها من مصادرها بأبخس الأثمان وتخزينها ثم إعادة بيعها خاما أو مصنعة . ومن أهم تلك المواد البترول والنحاس والبن والرصاص والفضة وغيرها من المواد التي تشكل أهمية قصوى في اقتصاد عدد كبير من بلدان أمريكا اللاتينية.
فعلى سبيل المثال نجد النحاس يشكل 72% من صادرات " الشيلي" و"البن" 74% مما تصدره البرازيل ، و80% من المواد المصدرة من كولومبيا و90% من صادرات السلفادور ، والفضة تمثل أهم صادرات المكسيك والبيرو . والولايات المتحدة الأمريكية كانت ولا تزال ومنذ أكثر من قرن سوق التصريف الرئيسية للبن والموز والبترول وغير ذلك .[1]
وكما ذكرنا فالامبريالية الأمريكية هي التي تحدد الكميات الصالحة للاستيراد لاسواقها من المواد الأولية المنجمية والغذائية والغابية ، وهي التي تتحكم كليا في أسعار شرائها وبيعها .
وبفضل الأرباح المتحصلة من المضاربة بأسعار تلك المواد ، ومن فوائض استثمار رأس المال المالي ، ومن تجارة السلع المصنعة وخاصة السيارات وعربات النقل والطائرات والآلات والأسلحة المختلفة " تمول حكومة الولايات المتحدة نفقاتها العسكرية والفساد المالي في هذه البلدان نفسها وتزيد توظيفات الاحتكارات الأمريكية الشمالية" [2] وتمتد وتتوسع بعدوانها على شعوب أخرى.
... وتتولى الولايات المتحدة الأمريكية تصدير رأس المال المالي نحو المستعمرات وأشباه المستعمرات إما في شكل قروض ذات فوائد عالية توفر أرباحا طائلة للشركات الاحتكارية وتزيد من تبعية الأنظمة المدينة المقترضة لها اقتصاديا وسياسيا . أو في شكل تمويل استثمارات في تلك البلدان في مشاريع لتطوير شبكات الطرقات والموانئ البحرية والجوية والمؤسسات الضرورية لتسريع عملية نهب ونقل المواد الأولية ، أو لتوزيع السلع والصادرات الرأسمالية الاحتكارية وتصريفها في الأسواق المحلية .
كما يقع تصدير رأس المال المالي في شكل مساعدات وهيبات مشروطة للضغط على الأنظمة العميلة الفاسدة أو لانقاضها من أزماتها في الأوقات الحرجة أو لاستمالة أحزاب المعارضة الشكلية والمنظمات والجمعيات واغراق نشاطها بالمال الامبريالي وتدجينها كما هو الحال بالنسبة لما يسمى بمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية والجمعيات الحقوقية وبعض النقابات والاتحادات المهنية .. الخ .
وغالبا ما تكون المشاريع الاقتصادية الصناعية الممولة من قبل الامبريالية مشاريع تختص بصناعات النسيج وغيرها من الصناعات الخفيفة المصنعة محليا والمعدة كليا للتصدير بحيث تحقق الربح الوفير للشركات الاحتكارية من خلال استغلال يد عاملة رخيصة وبأقل أداءات قمرقية وغيرها وبالتالي أقل تكلفة للانتاج مع تلويث البيئة لتلك المستعمرات وأشباهها بمخلفات الصناعة عوضا عن تلويث محيط البلدان الامبرايلية ( يحدث ذلك ليس في أمريكا اللاتينية وحدها وإنما في أغلب البلدان ذات أنماط الانتاج" المتخلفة والتابعة) كما يقع تصدير رأس المال المالي في شكل مساهمات في رأس مال المصارف والشركات التجارية الكبرى في تلك البلدان.
وتعتمد الولايات المتحدة على أنظمة عميلة فاسدة تتألف من السماسرة وكبار الملاكين العقاريين والبيروقراطيين ويلعب جهازي الجيش والبوليس بالنسبة لتلك الأنظمة دور الأداة الرئيسية في قمع تحركات الجماهير الشعبية والاحزاب السياسية المعارضة وخاصة الأحزاب والمنظمات الشيوعية . وقد نفذ الجيش عديد الانقلابات في بلدان أمريكا اللاتينية ونصب عملاء في الحكم ، وأسقط حكومات وطنيين شرفاء مثل حكومة المناصل " سلفادور ألندي" في الشيلي عام 1973[3].
كما أرهب الجيش تحت اشراف الضباط الأمريكيين المباشر الحركات المسلحة في بلدان تلك المنطقة ودعم حركات الثورة المضادة فيها ( كدعمه مثلا لعصابات الكونترا في نيكاراغوا) ضد الجبهة السند ببنيه.
وكان النظام الكوبي هو النظام الوحيد المعادي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية ، بعد نجاح الثورة المسلحة في كوبا واسقاط حكومة الجنرال باتيسطا العسكرية العميلة عام 1958.
وقد شهدت أمريكا اللاتينية خلال العقود الخمسة الأخيرة من القرن الماضي تحولات هامة سياسية في اتجاه معادات الامبريالية الامريكية وسيطرتها وتمظهرت تلك التحولات في المظاهر الرئيسية الهامة التالية :
1 – ظهور حركات ومنظمات وأحزاب سياسية جديدة إلى جانب الأحزاب الشيوعية التقليدية الموالية في أغلبها " للاتحاد السوفياتي السابق منذ بداية الستينات من القرن العشرين وكثير من تلك الحركات والاحزاب والتنظيمات اعتمد الكفاح المسلح طريقا رئيسيا لتحرير بلدان أمريكا اللاتينية .
2 – تصلب عود الحركة النقابية والطلابية وتطور العمل السياسي الجماهيري المباشر تحت قيادة النقابات والاحزاب السياسية ( شيوعية وديمقراطية بورجوازية صغيرة ) .
3 ) ظهور محاولات جدية اصلاحية بورجوازية صغيرة ذات تعبيرة وطنية للوصول إلى السلطة السياسية في البلدان الأمريكية اللاتينية عبر الانتخابات ( كما حصل في شيلي بزعامة سلفادور آلاندي وفي نيكاراغوا بزعامة دانيال أورتيغا أمين عام الجبهة السندينية وفي بوليفيا بقيادة " موراليس" .. الخ .
وقد أدت تلك التحولات السياسية المعبرة أحيانا عن ردة فعل الطبقة العاملة وأحيانا اخرى على سخط البورجوازية الصغيرة المفقرة والفلاحين الفقراء من السكان الأصليين ( الهنود الحمر ) إلى تعميق أزمة الانظمة العميلة الفاسدة الحاكمة وتأجيج الصراع الطبقي ، في تلك البلدان وضرب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية كدولة إمبريالية تحتفظ بنصيب الأسد في اضطهاد شعوب المنطقة واستغلال قوة عملهم وسرقة ثرواتهم الطبيعية وتوظيف رؤوس أموالها وتحقيق الربح الأقصى منها .
وبرغم الوسائل الارهابية ، القمعية والعدوانية الوحشية التي اعتمدتها الامبريالية الأمريكية تحت ذرائع مختلفة من نوع الدفاع عن "حرية" التجارة" وعن " الديمقراطية" والتصدي للزحف الشيوعي .. فقد استطاعت عديد النقابات والاحزاب والمنظمات أن تحقق مكاسب سياسية وميدانية عسكرية في الصراع ضد الاحتكارات العالمية والأمريكية على وجه الخصوص وعملائها .[4]
وفي هذا الاطار التقديمي العام يتنزل بحثنا حول شخصية ونظام " هوغو شافيز" الحاكم في فينزويلا .
( يتبع)
[1] أنظر في هذا الخصوص : مقال ، امريكا اللاتينية واحتكارات الولايات المتحدة تعلم ، باولينو غونزاليس ألبيردي بمجلة الوقت العدد : 16 – 265 ص 43
[2] أنظر مثال : أمريكا اللاتينية واحتكارات الولايات المتحدة – مصدر سابق ذكره ص 44
[3] قتل سلفادور الندي وهو يحمل السّلاح دفاعا عن القصر الجمهوريّ بعد أن رفض مغادرته إثر محاصرته بالدبّابات وإندلاع قتال عنيف بين الرّئيس ووزرائه والجيش.
[4] ومن أشهرها : " التوباماروس" في قواتيمالا – والدرب المضيئ في البيرو وجبهة فارابوندوا مارتي للتحرير الوطني في السلفادور ....
De-script-ion: هيقو شافيز: كيف نفهمه ونحكم على نظامه؟ /1
Tag(s) : #الطريق الثوري
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
هوقو شافيز كيف نفهمه ونحكم على نظامه /2
18 Août 2008
هيقو شافيز
كيف نفهمه ونحكم على نظامه (2)
من هو هوغو شافيز ؟
لا تتضمن السيرة الذاتية لهوقو شافيز أحداثا كثيرة تذكر . ولكن حياته ضمن محيطه لا تخلو من المغامرة والتمرد ، وتفاصيل تساعد على فهم شخصيته ومواقفه ..
ولد هوغو شافيز في 28 جويلية 1945 في عائلة من صغار الموظفين المفقرين، بقرية "سابيناتا" في ولاية باريناس في الجنوب الغربي لفنزويلا . وتنحدر أسرته المتواضعة من أصول "هندية" )نسبة إلى الهنود الحمر وهم سكان القارة الأمريكية الأصليين.(
كان والده هوغو دي لوس ريباس شافيز، ووالدته هيلينا فرياس دي شافيز مدرسين متوسطي الدخل .
التحق شافيز سنة 1972 بالأكاديمية العسكرية لفنزويلا وتخرج منها برتبة ضابط طيران عام 1975 محرزا على ديبلوم في الفنون والعلوم العسكرية وانضم لقوات المظليين وتدرج في الرتب حتى بلغ رتبة عقيد .كما التحق شافيز في عام 1989 بجامعة سيمون بوليفار بكاركاس وحصل منها على شهادة الليسنس في العلوم السياسية. وفي 4 فيفري 1992 نفذ هوغو شافيز مع مجموعة من الضباط الموالين له انقلابا عسكريا فاشلا ضد الرئيس الفنزويلي "كارلوس أندريه بيريز" الموالي لأمريكا. وقبض عليه فسجن حتى عام 1994 حين أطلق الرئيس الجديد للبلاد رافائيل كارديلا" سراحه من سجنه .
أسس شافيز عام 1983 تنظيما سريا سماه "الحركة الثورية البوليفارية" . وذلك بمناسبة الذكرى المائوية لوفاة سيمون بوليفار (24 جويلية) .[1]
وخرجت تلك الحركة للعلن وعرفت بمحاولتها الانقلابية الفاشلة عام 1992 .
.. وفي عام 1997 أسس شافيز حزبا يحمل إسم " حركة الجمهورية الخامسة" التي تعرف اختصارا بـ : MVR وهي حركة تعلن انتماءها إلى اليسار والدفاع عن الفقراء في فنزويلا ..
.. وفي عام 1998 أطلق شافيز برنامجا "اصلاحيا" يهتم بمطالب الفقراء الملحة ، وتقدم للانتخابات الرئاسية ، وتلقى التأييد من شخصيات وأحزاب " ديمقراطية" وأخرى " يسارية" ومن الشعب وحاز على 56% من أصوات الناخبين ، منهيا بذلك هيمنة الحزبين الرئيسين اليمينيين المعروفين : الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب الديمقراطيين المسيحيين التي استمرّت بدعم من أمريكا منذ عام 1958 .
وتسلم شافيز رئاسة الجمهورية عام 2000 لمدة 6 سنوات إلا أن " الأوليغارشية المالية والعسكرية" العميلة لأمريكا والمسنودة من "الكنيسة" نفذت انقلابا ضده وحكومته في 11 أفريل 2002 ولكن الانقلاب فشل في النهاية برغم اعتقال شافيز وأعضاء حكومته ووضعهم في السجن إذ أعلن المدعي العام الفينزويلي أن عملية تغيير الرئيس غي دستورية حتى لو كان تقدم باستقالته ، لأن البرلمان لم يقبل تلك الاستقالة المنسوبة إليه حتى تصبح سارية المفعول .. والأهم من ذلك أن الجماهير الشعبية العريضة نزلت إلى الشوارع في مظاهرات ضخمة تأييدا للرّئيس شافيز مطالبة بعودته وانتهت حركتها باقتحام السجن الذي يقبع فيه وأخرجته منه بالقوة . مع التأكيد على أن رؤساء الدول الأمريكية اللاتنية المجاورة (19 رئيسا) رفضوا الانقلاب العسكري ودعوا لعودة شافيز كرئيس منتخب .. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت تأييدها للانقلاب وللعسكري وللعميل الذي أراد الانقلابيون تنصيبه رئيسا للبلاد وهو : " بيدروكا رامونا" .
أما في الممارسة السياسية فقد عرف عن شافيز اطلاقه لخطب رنانة ودفاعه المعلن عان الفقراء في بلاده وفي باقي بلدان أمريكا اللاتينية واعتباره لأمريكا دولة إمبريالية مسؤولية عن واقع التخلف والفقر المدقع الذي تعيش في ظله شعوب أمريكا الجنوبية ، وهو خطاب يشترك فيه في عمومه مع رؤساء آخرين في جنوب القارة مثل رئيس بوليفيا الحالي "أرديلاس" .
ويلخص بعض المراقبين المهتمين بما يحدث في فنزويلا أهم أفكار هوغو شافيز بما يلي :
إشتهر باهتمامه بواقع فقراء بلاده وباقتراح اصلاحات لابعادهم عن حافة الفقر .
• أعلنت حركته أنّها حركة " يسارية" ناطقة باسم الفقراء الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في البلاد .
• أطلق شافيز حملات عدة واتخذ اجراءات في بلاده وفي بعض بلدان أميكا اللاتينية الأخرى ضد الفقر والأمية والمرض وسوء التغذية. ونادى بتكافل وتكامل البلدان الأمريكية اللاتينية .
• أعلن عدائه الصريح "للعولمة" والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص. وهو يعتبرها دولة امبريالية، بل رأس الإمبريالية المعادي للشعوب وخاصة الشعوب الأمريكية الجنوبية .
• اتخذ شافيز مواقف مميزة ضد العدوان العسكري على العراق قبل وبعد سقوط النظام العراقي السابق (نظام البعث وصدام حسين) وكذلك ضد الاعتداء والاحتلال المفروض على الشعب الأفغاني . وناهض الصهيونية وطرد سفيرها وقطع العلاقات مع كيانها من بلاده وساند نضال الشعبين الفلسطيني واللبناني.
• ساند إيران في خلافها مع الولايات المتحدة الأمريكية حول السلاح الننوي ..
• دعى شافيز إلى عدم التعامل مع صندوق النقد الدولي وانشاء صندوق خاص بامريكا الجنوبية تموله حكوماتها ، كما وجه دعوة لتكوين حلف افريقي كاريبي جنوب أمريكي وخلق علاقات وطيدة بين الدول الأكثر فقرا في العالم .
• أعيد انتخاب شافيز رئيسا لفنزويلا عام 2006 بنسبة 65% من أصوات الناخبين وعلى اثر فوزه بالانتخابات أدى القسم " بأن يحول فنزويلا إلى دولة اشتراكية على أسس الماركسية وغير اسم الدولة من الجمهورية الفنزويلية البوليفارية ( نسبة للمناضل الوطني سيمون بوليفار) إلى الجمهورية الفنزويلية الإشتراكية.)
• وهوغو شافيز مسيحي مؤمن يؤم الكنيسة كلما استطاع ويرى في "المسيح" أول اشتراكي ووعد بالسير على خطاه .
• وقد أعلن تأميم النفط والكهرباء وخطوط الاتصالات ..
• كما أعلن شافيز تبنيه خيارا "اشتراكيا" وأسس عام 2007 " حزب فنزويلا الاشتراكي الموحد" .
ولكن هل يمكن لهذه المعلومات العامة المختصرة أن تعطينا فكرة قريبة من الواقع عن هوغو شافيز وأفكاره وسياسته وعن موقف الشعب الفنزويلي وكذلك أعدائه منه ، أو عن آفاق نظامه وطبيعته ؟
إن الجواب بالنفي هو ا لأقرب ، ذلك أن الحكم على نظام سياسي ما في فترة تاريخية محددة يتطلب دراسة أعمق للطبقة أو الطبقات الرئيسية او الفئات الاجتماعية الأساسية المحددة فيه. كما يستوجب منا قراءة أوضاع فنزويلا قبل وبعد تولي شافيز للسلطة من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، في إطار الوضع الدولي العام وموازين القوى فيه مع التركيز على واقع الصراع الطبقي ودرجة حدة التناقض بين الطبقة العاملة والبورجوازية العالمية وبين الشعوب المضطهدة والامبريالية. وغير ذلك من العناصر الأخرى المكملة والضرورية لفهم المسألة المطروحة .
وهذا ما يدعونا لطرح السؤال التالي :
كيف نفهم هوغو شافيز من خلال قراءة بعض ملامح شخصيته ، وخصوصيات واقع بلاده ، والصراع الطبقي الدائرة رحاه فيها ، والأطراف السياسية المتصارعة أو المتآلفة ومواقفها من العلاقة مع الامبريالية العالمية والأمريكية بشكل خاص ومن غير ذلك من الأمور الهامة ؟
وجوابا على السؤال نتطرق في البداية إلى الواقع لننطلق منه ، إلى فنزويلا وطبيعة المجتمع وعلاقات الانتاج السائدة فيها
تذكيرا :
لا يروق لكثير من "اليساريين" استعمال مصطلح أشباه المستعمرات او وصف احدى المستعمرات السابقة التي أعلنت شكليا وصوريا "استقلالها" بكونها شبه المستعمرة والحال أن الاستعمار لا يزال يهيمن عليها ولكن بشكل غير مباشر، ( تبعية اقتصادية وسياسية وثقافية..)
.. ولكن هذا الوصف درج استخدامه من عديد الكتاب ، والمؤلفين المهتمين بالسياسة والاقتصاد السياسي . كما استعمل في كتابات لينين وستالين وأدب الأممية الشيوعية الثالثة وحتى بعد حلها . ويبدو أنه يستعمل أيضا في أمريكا اللاتينية لوصف البلدان التي عقدت صفقة استقلال ظاهري مع بقاء هيمنة الاستعمار جوهريا واستمرار تبعيتها الكاملة لرأس المال الأجنبي والشركات الرأسمالية الاحتكارية .
ونكتشف من قراءة تاريخ فنزويلا أنها مثل أغلبية بلدان أمريكا اللاتينية قد مرّت بمرحلة الاستعمار المباشر .
[1] بوليفار سيمون : (19783 – 1830) ، هو أحد قيادات الثورة التحريرية ضد الحكم الاستعماري الإسباني البارزين في أمريكا الجنوبية ، ويلقب بالمحرر ، وهو من قاد عملية تحرير كولومبيا، وفنزويلا ، وإكوادور وبنما ، وبوليفيا ، والبيرو ، ودول أخرى أمريكية لاتينية بين عام 1823 وعام 1826 وأخيرا أختير رئيسا لجمهوية فنزويلا بعد تحريرها ثم صار رئيسا لجمهورية كولومبيا العظمى " التي ضمت وقتها كولومبيا والاكوادو وبنما وفينزويلا ( لم تعمر تلك الجمهورية) استقال من منصبه عام 1830 ومات من مرض عضال ..
Tag(s) : #الطريق الثوري
هيقو شافيز كيف نفهمه ونحكم على نظامه؟ ج3
11 Juin 2009
تحتل فنزويلا أو "فنينيسيا الصغرى" كما سماها الإسبان، موقعا إستراتيجيا هامّا في القارة الأمريكية. فهي تقع في شمال أمريكا الجنوبيّة، يلامس البحر الكاريبي ساحلها الطويل الذي يبلغ طوله 3000 كلم. وتحدّها من الشرق "غويانا" ومن الغرب "كولومبيا" ومن الجنوب البرازيل.
تتكون فنزويلا من 23 ولاية ومجموعة من الجزر. ومن أبرز مدنها، ماراكابو وفالينسيا، والعاصمة الشهيرة كاراكاس، ومدن أخرى مهمّة في حياة سكانها، البالغ عـددهم 24.287.670 ساكن (إحصاء عام 2000). وهم يكونون خليطا متنوع الأصول (إسبان، إيطاليون، برتغاليون، ألمان، عرب، أفارقة، بالإضافة إلى السكان الأصليين – قبائل الهنود الحمر).
ويتمركز معظم السكان في المرتفعات، وبخاصّة مرتفعات الشمال الشاهقة، وكذلك على جانبي نهر أورنكو الكبير وسهوله. وهي أماكن خصبة تمسح جزءا هاما من أرض البلاد البالغة: 916445 كلم مربع.
وتستقبل فنزويلا سنويا كميات هائلة من الأمطار الغزيرة، حتى في فضل الصيف، نظرا لمناخها المداري.
وتحتل الفلاحة أكثر من 70% من نشاط السكان العاملين الإنتاجي، ولو أن ثلث الأرض تقريبا يستغل كمرعى وجزء كبير منها غير مستغل، وأفضل الأراضي يملكها كبار الملاكين العقاريين.
تنتج فنزويلا الحنطة، والأرز والكاكاو والقهوة والسكر والدخان، ومواد فلاحية أخرى، وتربى فيها الأبقار والماعز والخنزير والأحمرة والبغال ودواب أخرى... ولكن إنتاجها الفلاحي كان ولا يزال غير كاف لتحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي للشعب. ويبقى ما يزيد عن 60% من المواد الغذائية الضرورية يستورد من الخارج.
.. وتتمتع فنزويلا بثروة طبيعية هامّة، إذ يوجد فيها الحديد والأليمينيوم والغاز الطبيعي وخاصّة البترول. وهي مواد تصدر في أغلبها إلى البلدان الرأسمالية المصنّعة، ومنها بالخصوص الولايات المتحدة الأمريكية بآلاف الأطنان سنويا. ويعتبر البترول ومشتقاته والغاز الطبيعي مصدر الدخل الرئيسي من العملة الصعبة لخزينة الدولة، إذ تعتبر فنزويلا ثاني دولة مصدرة للبترول وتتمتع بإحتياطي هائل منه[1].
وتشير أرقام منظمة الدول المصدّرة للنفط "الأوبيك" بأن احتياطي النفط الفنزويلي هو 77 بليون برميل. فيما تقدر فنزويلا احتياطها النفطي بـ312 بليون برميل. وإذا صحّ هذا الرقم الأخير يكون لفنزويلا أعظم احتياطي من النفط في العالم. وذلك ما تؤكده على أية حال وكالة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأمريكيّة (EIA) التي تعتبر منطقة "اورينوكو" في فنزويلا مخزونا كبيرا من النفط الثقيل[2].
غذّّت طبيعة فنزويلا وثرواتها الطبيعية وموقعها الإستراتيجي أطماع المستعمر الإسباني منذ بداية القرن السادس عشر (إستمر الإستعمار الإسباني فيها أكثر من ثلاث قرون) ومن بعد الإمبريالية البريطانية والأمريكية، خاصّة بعد اكتشاف البترول أواخر القرن التاسع عشر، والذي تزامن مع تطور علاقات الإنتاج الرأسمالية في أمريكا الشمالية في الإتجاه الإحتكاري الإمبريالي. وبالأخصّ بعد عام 1922 تاريخ الإستغلال الواسع للبترول.
وكانت الأممية الشيوعية الثالثة عالجت في مؤترمها السادس منذ عام 1928 أوضاع الحركة الثورية في المستعمرات وأشباه المستعمرات وتعرضت أطروحاتها في الفقرة – 6 – إلى "... التوسع الإقتصادي والعسكري المتنامي للأمبريالية الأمريكيّة الشمالية في بلدان أمريكا اللاتينية..." وبيّنت أن "... نفوذ انجلتزا في هذه البلدان الذي كان حاسما قبل الحرب، والذي إنحدر بالكثير منها إلى وضعيّة شبه مستعمرة، قد حلت محلّه بعد الحرب تبعيّة أقوى تجاه الولايات المتحدة الأمريكيّة، واختلفت الإمبريالية الشمال الأمريكيّة، بفضل التصدير المتزايد لرؤوس الأموال مواقع التحكم في إقتصاد هذه البلدان، وأخضعت حكوماتها لرقابتها المالية، محرضة في ذات الوقت البعض على البعض الآخر. لقد أخذت هذه السياسة العدوانية للأمبريالية الأمريكية بصفة متزايدة طابع العنف غير المقنع الذي يصل إلى حد التدخل المسلح..." كما أشارت الأطروحات إلى الثورات والإنتفاضات والتحركات الجماهيرية المعادية للإمبريالية في أمريكا اللاتينية (ومنها فنزويلا)، وما تبشر به من تطور وتوسع للمسار الثوري...
.. وحتى نهاية السبعينات من القرن الماضي، لا توجد صناعات ثقيلة أو متوسطة تذكر في معظم بلدان أمريكا اللاتينية .. وتحتل الصناعات التقليدية والمعملية الصغرى، مكانة هامة في اقتصاد تلك البلدان إلى جانب منتوج الأرض كمصدر رئيسي للثروة.. وهي صناعات لا تحتاج إلى رأس مال كبير ولا إلى يد عاملة مدربة أو لتخطيط تقني وسياسة داعمة.. وإنتاجها غير قابل للتصدير في معظمه ولا يغطي حاجيات الأسواق الخارجيّة إن تحقق رواجه.
ولم تهتم الحكومات العميلة والتي فتحت أسواق البلدان الأمريكيّة الجنوبية للسلع الأجنبيّة المصنعة رأسماليا، ولرأس المال المالي الأجنبي بتطوير تلك الصناعات.
يحتكر كبار الملاكين العقاريين ملكية الأراضي الخصبة الواسعة في فنزويلا التي يستغل بعضها زراعيا بطريقة عصرية باستخدام أدوات الزراعة والفلاحة المتطورة والمستوردة مع استغلال يد عاملة مأجورة، فيما تستغل المساحات الأكبر بطريقة المحاصصة الإقطاعية. (كما سيقع شرح ذلك لاحقا). أما الصناعات في فنزويلا فهي صناعات استخراجية وتحويلية ومعمليّة حفيفة (صناعات صغرى). وبعضها مخصّص للتصدير منذ السبعينات) ويخضع لقوانين إستثمار رأس المال الأجنبي المملاة من الخارج. كما يحتكر البرجوازيون السماسرة التجارة الخارجية وعمليات الإستيراد والتصدير وتوزيع البضائع الموردة. وبرغم كل النضالات السياسية السابقة الرامية إلى تأميم النفط والمواد الطبيعية العامّة وإنجاز إصلاح زراعي فإنّ ذلك لم يتحقق بصورة جذرية وكانت الحكومات المتعاقبة، العسكرية والمدنية تمني الطبقات الكادحة باتخاذ قرارات في هذا الإتجاه ولكنها سرعان ما تتراجع وتثبت فشلها بحكم طبيعتها كحكومات مرتبطة بالأجنبي تعمل على تحقيق الربح الوفير للشركات الرأسمالية الإحتكارية الناشطة في البلاد وتحصيل جزء من تلك الأرباح لمصلحتها إلى جانب ما تحققه لها مشاريعها الداخلية ومؤسساتها المرتبطة في النهاية بألف خيط بالرأسمالية العالميّة.(يتبع)
[1] أنظر بخصوص تطور إنتاج البترول والغاز الطبيعي والحديد ومواد أولية أخرى في فنزويلا: Image économique du monde – Bulletin annuel – SEDES – Paris.
[2] أنظر: مجلّة الجيل العـدد: 10 أكتوبر 2006 ص: 38

Tag(s) : #الطريق الثوري
هوقو شافيز كيف نفهمه ونحكم على نظامه -ج4
19 Septembre 2009
بعـد خروجه من السجن لم يكن هوغوشافيز يمتلك رؤية سياسية واضحة لواقع البلاد الإجتماعي والإقتصادي والسياسي عـدا أفكار ضبابية عامّة عبر عنها فيما بعد في خطاباته حول المساواة والديمقراطية والتصدّي للفقر والجهل الموروثين عن العهود السابقة وإدانة أمريكا...
كما لم يكن "شافيز" يدافع عن أي فكر أو إيديولوجيا ولعلّ إنتماءه الوحيد المعلن هو لفنزويلا والديانة المسيحيّة والشعب وإن أعلن أيضا تعاطفه مع الإشتراكية...
... وما قاده للنجاح في الإنتخابات الرئاسية هو تواضعه وجرأته في التعبير عن رأيه والهجوم على خصومه، وعاطفته "الثورجيّة" البرجوازية الصغيرة والتصاق خطابه السياسي بهموم الشعب الحياتية اليومية. إلى جانب الدعم الذي تلقاه من الأحزاب والمنظمات "اليسارية" والنقابات..
تلك الصفات التي جلبت له إحترام الجماهير وقوى المعارضة السياسية الرافضة لتوجهات النظام السياسي السابق المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والشركات الإحتكاريّة المتواجدة بالبلاد.
ولكن الخطب السياسية الحماسية التي كان يلقيها وما ذكرته وسائل لإعلام الصديقة والعدوة عن "شافيز" لا تكفي للحكم عليه وعلى النظام السياسي الذي يتزعمه. ولا بدّ لنا من فتح نوافذ أخرى على واقع البلاد وتاريخها والصراع الدائر فيها، والأحزاب السياسية التي كان لها دور فيه منذ عشرات السنين. إذ بدون نظرة موجزة على التاريخ الماضي لفنزويلا لا يمكن فهم حاضرها، ولا تقييم سياسة وخيارات حكومة الرئيس شافيز، لأن وجود هذا الأخير وفريق عمله على رأس هرم "سلطة الحكم" لا يمكن تفسيره خارج حركة التاريخ والصراع الطبقي والنضال الوطني التحرري..
... تحدّثنا فيما سبق عن "سياسة غرس الدكتاتوريات الرجعيّة.." التابعة لأمريكا والدول الإمبريالية الأخرى في بلدان أمريكا الجنوبية والتي تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية... حين سعت أمريكا بشكل خاصّ لتقوية جبروتها في القارّة إلى تنصيب أنظمة عسكرية رجعية عميلة عن طريق إنقلابات منظمة من المخابرات الأمريكية وضباط الجيوش المحلية الرجعيون. واكتسب نشاطها الإستعماري هذا أوسع نطاق له وأكثر خطورة على مرّ السنين. وتمكّنت الولايات المتحدة من زرع عملاء دمويّون منضبطون لقرارات دوائر رأس المال من أمثال: باتيسطا في كوبا (أسقط بالكفاح المسلح عام: 1958) أو سوموزا بنيكاراغوا وبينوشي في الشيلي (نصب الجنرال بينوشي على رأس نظام عسكري عميل بعد الإحاطة بحكومة سلفا دور آلندي الوطنية عام 1973 وقتل هذا الأخير) أو "بيرير خيمناز" في فينيزويلا الذي أزيح عام 1958...
... أمّا الأحزاب اليمينيّة التي صنعها الإستعمار والطبقات الرجعيّة في فنزويلا واستمرّ رموزها على رأس نظام الحكم فهي الحركة الديمقراطية الإجتماعيّة[1] وقد تعاقب أربعة من أعضاءها على رئاسة فنزويلا. والحزب الديمقراطي المسيحي[2] الذي تولّى مؤسسة و"رافئيل كولدرا" رئاسة فنزويلا خلال فترتين آخرها قبل نجاح "شافيز" في انتخابات الرئاسة عام 1998. كما وجدت أحزاب أخرى أقلّ شأنا. مع الإشارة إلى أن تلك الأحزاب اليمينيّة والمنظمات التي عبرت عنها تخدم مصالح كبار الملاكين العقارييين والبرجوازية الكمبرادورية والبيروقراطية المدنية والعسكرية وشرائح برجوازية صغيرة مرتبطة بها من التكنوكراط وأصحاب المهن الحرّة[3]... إلخ. واتسمت فترة حكمها بالفساد المالي والإداري والقمع البوليسي وإغراق البلاد في أزمات إقتصادية متتالية نتيجة التبعيّة لأمريكا والإمبريالية العالميّة والقهر والإستغلال الطبقي المسلّط على الفلاحين الفقراء والمزارعين والعمّال وإهمال مطالب وقضايا الشعب الفنزويلي...
وفيما كان عمال الصناعات المعملية والإستخراجية والبناء والزراعة يعانون الإستغلال الفاحش لقاء دخل قليل يكاد يسدّ رمق الجوع لهم ولأسرهم التي تأويها الأحياء الفقيرة والملاجأ القصديرية. نجد فقراء الفلاحين في وضع إستغلال مماثل لا يحسدون عليه مثلهم مثل المزارعين العاملين بأجر في بعض المزارع الكبرى التي تسخدم فيها المكنة وتستثمر بأسلوب راسمالي ويتقاضون فيها أجرا نقديا زهيدا على جهدهم الإنتاجي المضني.
ذلك ما يبيّنه الباحثون في طبيعة علاقات الإنتاج القائمة في بلدان أمريكا اللاتينية ومن بينها فنزويلا مبرزين حجم الإستغلال والمعانات التي تتعرض لها الطبقات المسحوقة وأهمّ المعضلات التي كان يعاني منها الشعب الفنزويلي الكادح خلال الفترة ما بين تنحية الدكتاتور "خيمناز" وحتى وصول هوغوشافيز إلى رئاسة "جمهورية فنزويلا البوليفارية" والدور الذي لعبه المستعمر الأمريكي لإعاقة تطوّر القوى المنتجة ومنع حركة التحرر الوطني في البلاد والأحزاب والمنظمات المدافعة عن الطبقات المسحوقة من تحقيق الثورة.
في دراسة له حول المسألة الزراعية في فينزويلا يقدّم عضو الحزب الشيوعي الفنزويلي – الونزوا أوجيدا – بعض ملامح علاقات الإنتاج المتعايشة في ريف فنزويلا والإستغلال الذي يتعرّض له الفلاّحون. فيشير إلى أن عـدد الفلاحين في أواخر الخمسينيات وبداية الستينات من القرن الماضي قد بلغ: 2,5 مليون فلاح (من أصل 6 ملايين و320 ألف ساكن) يشتغل معظمهم في أراضي مالكي اللاتيفونديات[4]، فيما يعمل زهاء 100 ألف عامل زراعي في مزارع كبرى ويعيشون في قرى صغيرة محيطة بتلك الإقطاعات. ويذكر أن "... أشكالا مختلفة لعلاقات الإنتاج تتعايش في الأرياف، ففي اللاتيفونديات، نجد أن للعلاقات طابعا شبه اقطاعي: ويدفع الفلاحون في أكثر الأحيان أتاوات عينية: ثلث أو نصف المحصول. لكننا نجد أيضا الأتاوة نقودا. وفي بعض الأحيان تتخذ المحاصصة شكل أتاواة تدفع بالعمل، لا سيما في سنوات المحصول السّيء.
والطراز الثاني، هو العلاقات الرأسمالية – فالملاك الكبير، أو المتوسط أو الصغير – يستخدم عمالا يدفع أجرهم بالقطعة، أو باليوم.
وأخيرا فهناك إستثمارات فرادية صغيرة، تملك طابع الإستثمارات شبه البضاعية، شبه الطبيعيّة، تقوم بإنتاج البن (لعل الكاتب يقصد بذلك الإنتاج الفلاحي في قطع أرض مملوكة لفلاحين صغار أو مستأجرة والتي يتحوّل جزء من منتوجها إلى بضاعة تباع في السوق كالبن بعد تحميصه وتعليبه أو تعرّض على حالتها الطبيعيّة...))[5].
وهكذا فإنّ أرض فينيزولا هي مصدر الثروة الرئيسي للبلاد. وفيما تمتلك الشركات الإحتكاريّة العالمية حقوق استثمار قسم كبير منها حيث تمكن الثروات الطبيعية الهائلة من المواد الأوليّة كالبترول والغاز
ويمتلك عملاؤها جزء يستثمرونه بطريقة رأسمالية. فإن الجزء الأعظم من تلك الأرض وخاصّة في المناطق الأكثر خصوبة يمتلكه كبار الملاكين العقاريين من الإقطاعيين وأشباه الإقطاعيين، يستغلون فيه قرابة نصف سكّان البلاد من الفلاحين الفقراء ويستولون على الريع العقاري بأشكال مختلفة...
إن هذ الوضع الذي يعاني منه الفلاحون ليس فقط في فنزويلا وإنّما أيضا في أغلب بلدان أمريكا الجنوبية جعل منهم طبقة ذات مصلحة في التغيير الجذري لواقع المجتمع إلى جانب العمال الذين يعانون بدورهم من أبشع ظروف الإستلال ومطالب هاتين الطبقتين الرئيستين (رغم ضعف تشكل الطبقة العاملة وتشتّتها وانخفاض مستوى وعيها الطبقي...).
كانت دائما محاور الصراع في البلاد وحولها بنت الأحزاب والحركات المختلفة مواقفها ومن تلك المطالب الإصلاح الزراعي، والتأميم وغير ذلك...
[1] وهو أقدم حزب سياسي في فنزويلا، تأسس عام 1941 – حكم البلاد إلى جانب الحزب الديمقراطي المسيحي لأكثر من 40 عاما بعد تنحيه الدكتاتور "بيريز" حتى تاريخ وصول شافيز للرئاسة....
[2] حليف الحركة الديمقراطية الإجتماعية ومنافسها الظاهري. تأسس عام 1946 وهيمن بدوره في فترات عديدة على سلطة الحكم.
[3] في عام 1971 انشق وزير سابق عضو في الحزب الشيوعي الفنزويلي عن هذا الحزب وأسس مع منشقين آخرين حزب الحركة نحو الإشتراكية البرجوازي الصغير الإصلاحي، والذي يتمتع ببعض الحضور إلى جانب الأحزاب اليمينية الكبرى التي تعرّضنا لها.
[4] اللاتيفونديا: وتسمى أيضا "الهاسنيدا" في أمريكا اللاتينية (Latufundia – ou – Latufundium) كلمة من أصل لاتيني، وهي متكوّنة من جزئين: Latus وتعني: واسع شاسع وFundus ومعناها: ضيعة والمقصود بها إقطاعة أو ضيعة كبيرة...
واستعمل الرومان المصطلح للدلالة على المساحات الفلاحية الكبرى المستغلّة في المستعمرات الرومانية وانتقل استعماله أيضا إلى اليونان لأداء نفس المعنى وذلك في عهد العبودية. حين كان العبيد يستغلون في العمل الفلاحي مقابل الطعام، ويسمح لهم بالتكاثر وإنجاب الأطفال ليكونوا عبيدا جددا ويد عاملة جديدة...
الفتنة وقد استخدم طه حسين نفس المصطلح في كتابة: الفئة الكبرى – الجزء الأول في معرض حديثه عن عثمان بن عفان وزمانه.
ويقع استغلال الفلاحين في معظم بلدان أمريكا الجنوبيّة بطريقة اقطاعية أو شبه إقطاعية...
[5] - راجع مجلّة "الوقت" اللبنانية – العـدد: 2 فيفري 1961 – ص: 139-140.
Tag(s) : #الطريق الثوري
=================================================================================
ب- مقال ناظم الماوي :

هوغو تشفيز و بؤس " اليسار " الإصلاحي .
( مارس 2013 )
" إذا أردنا أن ندرس قضية ما فعلينا أن ننفذ إلى جوهرها ، و لا نعتبر مظاهرها إلاّ دليلا يقودنا إلى عتبة الجوهر ، و إذا ما إجتزنا العتبة فعلينا أن نمسك الجوهر ، و هذه هي وحدها الطريقة العلمية المعتمد عليها فى تحليل الأشياء " .
( ماو تسى تونغ " ربّ شرارة أحرقت سهلا " 5 يناير – كانون الثاني 1930، المؤلفات النختارة ، المجلّد الأوّل ؛ الصفحة 224 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسي تونغ ).
مقدّمة :
أرسل لى مشكورا أحدهم مجموعة من وثائق صادرة عن بعض فرق " اليسار " التونسي متصلة بهوغو تشافيز و سألنى رأيى فيها . و نظرا لمدى أهمّية الموضوع من ناحية و إنكبابي على الإشتغال على موضوع آخر فى الوقت الحاضر ، أستجيب للطلب الملحّ و القضية الحارقة راهنا غير أنّه لن يسعنى هنا الآن إلاّ أن أصوغ جملة من الفقرات المقتضبة . و من يريد التعمّق أكثر عليه بما خطّه الماويوّن حول العالم متناولين تجربة هوغو تشافيز بالتحليل و النقد و لو أنّ معظم ما كتب من منظور بروليتاري غير متوفّر للأسف باللغة العربية .
1- من مواقف " اليسار " الإصلاحي :
ما من شكّ فى أنّ تجربة هوغو تشافيز إسترعت إنتباه عدد لا بأس به من التقدميين و الديمقراطيين و حتى الثوريين عبر العالم و يعزى ذلك إلى أنّ الرجل تمتّع بشعبية كبيرة نتيجة وعوده و بعض سياساته و إلى أنّه قد صدح بآراء غير معهودة من رئيس فينيزويلي تجاه الكيان الصهيوني و الإمبريالية الأمريكية و كذلك إلى أنّه تعرّض إلى محاولة إنقلاب فاشلة دعمتها الولايات المتحدة الأمريكية ضدّه سنة 2002 . وقد تأثّر مناضلون و مناضلات " يساريون " بما روّج عن هذه التجربة إلى حدّ تحوّلهم أحيانا إلى أبواق دعاية هم ذاتهم لمشروع هوغو تشافيز . و قد تجلي هذا بكثير من الوضوح فى بيانات منظّمات و أحزاب " يسارية " فى المدّة الأخيرة عقب وفاة تشافيز فى 5 مارس 2013 ، ناعتينه بالزعيم الأممي و القائد الوطني و الثائر و الثوري و ما إلى ذلك .
و على سبيل المثال لا الحصر ، إليكم مقتطفات من بيان الجماعة الخوجية المتستّرة ، جماعة الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد ، التى عملنا جاهدين و لا نزال نعمل على فضح تحريفيتها – هي و غيرها من المجموعات – المعادية للشيوعية الثورية فى القطر .
ففى بيان بتاريخ 7 مارس 2013 يحمل عنوان " مات تشافيز لكنه حي فينا لن يموت " ( هكذا يبدون ملكيين أكثر من الملك ! بوليفاريين أكثر من البوليفاريين أنفسهم هؤلاء مدّعي الماركسية – اللينينية ! ) ، نعثر على :
- " رحل ... مخلفا اللوعة والحسرة والحزن في قلوب الفنزويليين و شعوب امريكا اللاتينية وكل الاحرار في العالم ." ( لاحظوا التعميم المثالي " كلّ الأحرار فى العالم " ! ).
- " كان تشافيز قائدا وطنيا وثوريا فذا ومقاوما عنيدا وشرسا للامبريالية والصهيونية و نصيرا للشعوب والامم المضطهدة و للقضايا العادلة " ( أيّها الخوجيون المتستّرون حلّلوا سياساته الإقتصادية و الإجتماعية و إثبتوا لنا ثوريته و مقاومته الشرسة للإمبريالية و ليس فقط للإمبريالية الأمريكية ، إن إستطعتم ! و لن تستطيعوا لأنّ الواقع سيسفّه أباطيلكم هذه وسيسخر منها ! ).
- " لقد مكن مسار الثورة البوليفارية التي قادها تشافيز الشعب الفنزويلي من التحكم في مصيره عبر ضمان سيادته الوطنية و السيطرة على مقدراته و موارده الطبيعية الحيوية وخاصة النفط والغاز والتي وجهت لخدمة الفقراء و البائسين من ابناء الشعب المضطهد الذين تمتعوا خلال 14 سنة من حكم تشافيز بالصحة والتعليم المجانيين كافضل ما يكون وتخفيض نسبة الفقر و البطالة الى ادنى درجاتها ليتمتع الفنزوليون بخيرات بلدهم وتحقق فنزويلا طفرة اقتصادية وتنمية غير مسبوقة بعد ان كان هذا البلد يرزح تحت الفقر و البؤس في ظل الحكومات العميلة السابقة "! ( عن أي ثورة تتحدّثون ؟ أين و متى وقعت ؟ لعلّكم على كوكب آخر ! " كأفضل ما يكون " ! هل نتحدّث عن فنزيولا تشافيز أم عن الإتحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين ؟ لعلّكم أخطأتم البلد المقصود ! ).
- " لكنّ تشافيز لم يكتف بذلك بل اكسى الثورة البوليفارية بعدا أمميا وخطى اشواطا كبيرة على درب وحدة امريكا اللاتينية كطريق للتحرر النهائي من رقبة الاستعمار و الامبريالية " ( مرحى مرحى ، تشافيز أممي ! توحيد أمريكا اللاتينية حلم بوليفار القديم " طريق للتحرّر النهائي" [ هكذا النهائي ! ] يكسي ال" ثورة " [ قالوا ] البوليفارية بعد " أمميّا " ! هذه ليست مفاهيما ماركسية – لينينية ، هذا ليس موقفا شيوعيّا. إنّنا نشهد أن لينين و ماركس من هذه التفاهات براء ، براء !).
إلى هذه الخزعبلات يؤدّى فقدان بوصلة النظرية الثورية. حقّا لا " حركة شيوعية ثورية دون ماوية ! ".
و ما تقدّم يثير بل يفرض علينا فرضا أسئلة جمّة على رأسها سؤالين إثنين فى منتهى الأهمية :
- هل درس الجماعة الذين يدعون الماركسية - اللينينية ، وهي منهم براء ، بالعمق اللازم هذه التجربة " البوليفارية " ليطلعوا علينا بهكذا مواقف تجافي الواقع الموضوعي ؟
- هل يدرك هؤلاء الدغمائيين التحريفيين الخوجيين كنه " البوليفارية " والفروق بينها و بين الماركسية ؟
2- لماذا تهلّل فرق " اليسار " الإصلاحي لهوغو تشافيز ؟
ببساطة تكمن الإجابة على هذا السؤال فى كون مواقف هذه الفرق و برامجها تتقاطع إلى هذا الحدّ أو ذاك مع مواقف تشافيز و برامجه . و إن كانت هذه المجموعات تدعي تبنّى الشيوعية و إن كان تشافيز صريحا فى تبنّيه البوليفارية التى لا علاقة لها لا من قريب و لا من بعيد بالشيوعية و إنّما هي فكر برجوازي وطني ، نعثر على عدّة أوجه تقاطع بين المواقف و البرامج و مردّ ذلك أنّ الفنيزولي و الإصلاحيين التونسيين من الإصلاحيّين ، لا من الثوريّين .
أ- التحوّل السلمي :
كيف بلغ تشافيز السلطة فى 1998 ؟ بلغها عبر الإنتخابات إثر إستفحال أزمة دولة الإستعمار الجديد هناك و إفتضاح فساد الحكّام و تصاعد الغضب الشعبي . و هذا الطريق " السلمي " "الديمقراطي البرجوازي " لل" تداول على السلطة " على حدّ تعبير الإصلاحيين ، هو ذات الطريق الذى تدعو إليه الآن مباشرة أو بصورة غير مباشرة تقريبا جميع الفرق الإصلاحية .
ب- عدم تحطيم الدولة الرجعية :
لم يستهدف تشافيز أصلا و أبدا الإطاحة بالدولة الرجعية ، دولة الإستعمار الجديد بجيشها و شرطتها و محاكمها و بيروقراطيتها إلخ و تعويضها بدولة جديدة ثورية . قبل بلوغ سدّة الحكم و الرئاسة لم يسعى إلى ذلك و عند بلوغه إياها كلّ ما قام به هو إدخال بعض الإصلاحات و ترميم الدولة التى فقدت الثقة الشعبية و الشرعية . وفى هذا أيضا يلتقى تشافيز مع الإصلاحيين الذين لا يرغبون فى أكثر من العمل على ترميم الدولة الرجعية القائمة مستبعدين تماما مثله الإطاحة بها و بناء دولة جديدة عوضا عنها ، دولة تخدم مصلحة تحالف العمّال و الفلاحين و الطبقات و الفئات الشعبية الأخرى وتمارس الديمقراطية فى صفوف الشعب و الدكتاتورية ضد أعداء الشعب.
ت- إنكار الطابع الطبقي للدولة :
لا تشافيز و لا إصلاحيينا يعترفان بالطابع الطبقي لدولة الإستعمار الجديد ؛ كلاهما يطبلان لحياد الدولة و كأنّها جهاز فوق الطبقات أو جهاز خارج المجتمع الطبقي و ليست جهاز قمع طبقة أو طبقات لطبقة أو طبقات أخرى . لذلك لم و لن يسعيا إلى الإطاحة بها و إنّما يقبلان بالعمل فى إطارها بغاية إستعمالها و ترميمها و إصلاحها لا غير .

ث- وطنية برجوازية لا تقطع مع الإمبريالية :
وطنية الإصلاحيين تشبه وطنية تشافيز بمعنى أنّها وطنية برجوازية لا تقطع كلّيا– و ليس من الوارد لديها أن تقطع تماما – مع النظام الإمبريالي العالمي حيث تكتفي بالقطع الجزئي و أحيانا المؤقت مع دولة إمبريالية أو أخرى و تقبل بالعمل فى إطار هذا النظام العالمي مع البحث عن شروط أفضل للتعامل معه و التموقع بحيث تحقّق شيئا من المكاسب فى هذا القطاع أو ذاك أو لهذه الفئة أو تلك .
ج – إشتراكية برجوازية :
و بطبيعة الحال إشتراكية تشافيز " إشتراكية القرن 21 " شأنها شأن إشتراكية إصلاحيينا لا تعدو أن تكون إشتراكية برجوازية فغايتها و أساليبها محدّدة بالنظام الإمبريالي العالمي التى ترغب فى التواجد ضمنه ، لا القطع معه . إنّ إشتراكية الإصلاحيين البرجوازية مهما وضعت عليها من مساحيق و مهما غيّروا تسميتها أو ألصقوها بهتانا بالماركسية نقيض للإشتراكية الماركسية الحقيقية بما هي مرحلة إنتقالية بين الرأسمالية و الشيوعية تتميّز 1- إقتصاديا بكونها نمط / أسلوب إنتاج يهدف بإستمرار إلى تقليص " الحقّ البرجوازي " و معالجة التناقضات الكبرى بين العمل اليدوي و العمل الفكري ؛ و بين المدن و الأرياف ، و بين العمّال و الفلاحين ...قصد تجاوزها جميعا و تجاوز المجتمع الطبقي بأحزابه و دوله مع بلوغ الشيوعية عالميّا ، و 2- سياسيّا بسلطة البروليتاريا و ممارسة دكتاتورية / ديمقراطية البروليتاريا و ما تعنيه من ديمقراطية فى صفوف الشعب من جهة و دكتاتورية تجاه البرجوازية القديمة و الجديدة التى تنشأ فى ظلّ الإشتراكية بفعل تناقضات المجتمع الإشتراكي ذاته.
3- تجربة تشافيز " البوليفاري " إصلاحية و ليست ثورية :
أ- " اليسار " الإصلاحي و منهج التحليل المنافي للمادية الجدلية و المادية التاريخية :
بإختصار شديد لأنّ لا الوقت و لا المجال يسمحان بالتوسّع فى المسألة ، نلفت النظر إلى أنّ الخطّ التحريفي " لليسار " الإصلاحي يدفع متبنّيه ، إضافة إلى التنكّر للتحليل المادي للطبيعة الطبقية للدولة و الديمقراطية وما إلى ذلك، أوّلا ، إلى الإستخفاف بالمنهج الشيوعي فتصير تحليلاهم تعتمد المظاهر الخارجية لا الروابط الداخلية للأشياء لبلوغ الحقائق الأعمق و ثانيا، إلى إطلاق الأحكام دون دراسة الأشياء و الظواهر و السيرورات دراسة علمية مادية جدلية و ثالثا ، إلى إدارة الظهر إلى المصالح الطبقية وراء السياسات و الدعاية و التحريض .
فى قضية الحال مثلما فى الكثير من القضايا الأخرى ، يضرب تحريفيو " اليسار" الإصلاحي عرض الحائط بما علمنا إيّاه أبرز قادة البروليتاريا العالمية من ضرورة البحث و التقصّى و تحديد المصالح الطبقية ليس وراء السياسات فحسب بل وراء العبارات و المصطلحات أيضا :
- " إن المثالية و الميتافيزيقا هي الشيء الوحيد فى العالم ، الذى لا يكلف الإنسان أي جهد ، لأنها تتيح له أن يتشدّق كما يشاء دون أن يستند إلى الواقع الموضوعي و دون أن يعرض أقواله لإختبارات الواقع . أمّا المادية و الديالكتيك فهي تكلف الإنسان جهدا ، إذ أنّها تحتّم عليه أن يستند إلى اواقع الموضوعي و أن يختبر أمامه ، فإذا لم يبذل جهدا إنزلق إلى طريق المثالية و الميتافيزيقا ."
( ماو تسى تونغ ، مايو – أيار 1955 " ولاحظة على " المعلومات الخاصة بطغمة خوفنغ المعادية للثورة " ، الصفحة 223-224 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ).

- " لقد كان الناس و سيظلون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذجا يخدعهم الآخرون ويخدعون أنفسهم ، ما لم يتعلموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير والبيانات والوعود الأخلاقية والدينية والسياسية والإجتماعية . فإن أنصار الإصلاحات والتحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كل مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء."
( لينين ،" مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " )

ب- هل قطعت فنزيولا تشافيز مع النظام الإمبريالي العالمي ؟ هل أنشأت إقتصادا مستقلاّ ؟
من ينكبّ على دراسة الإقتصاد الفنيزولي عن كثب يكتشف دون عناء أنّه لا يزال يعتمد على الإنتاج الواحد أي على النفط مثلما تعتمد كوبا على الإنتاج الواحد أي القصب السكّري . و هذا فى حدّ ذاته يشوّه البنية الإقتصادية و يجعل تطوّر قطاعات الإقتصاد تطوّرا غير متكافئ و غير متجانس و غير متكامل. أضف إلى ذلك أنّ فنيزيولا ظلّت تقوم بذات الدور الموكل لها فى التقسيم العالمي للعمل أي توفير المواد الأوّلية لا سيما النفط للسوق الإمبريالية العالمية .
و من هنا نستشفّ أنّه رغم جهود تشافيز للتقليص من تأثير الولايات المتحدة الأمريكية التى ، إلى حدود 2007 أي بعد زهاء العقد من مسكه للسلطة ، كان يبيعها أكثر من 60 بالمائة من نفط فنيزويلا ، و رغم سعيه لتنويع الشركاء بأمريكا اللاتينية و أوروبا و حتى بآسيا – و إن كانت تكلفة النقل باهضة – فإنّه لم يخرج عن بوتقة الدور الذى رسمته الإمبريالية لفنيزويلا فى النظام الإمبريالي العالمي شأنه فى ذلك شأن إيران التى تتشدّق بمعادات الإمبريالية عامة و الحال أنّها تبيع نفطها للقوى الإمبريالية الأوروبية و فى نهاية التحليل يربطان مصير البلدين بالسوق الإمبريالية العالمية ، و لا يقطعان معها . إذن حصلت تغيّرات كمية فى التعاطي مع تسويق النفط لكن لا وجود لقطيعة مع الإمبريالية و لا لإقتصاد مستقلّ .
ت- ما موقع الصناعة و الفلاحة فى مشروع تشافيز ؟
يستند مشروع " البوليفاري" أساسا و تقريبا كلّيا على القطاع النفطي (مع الغاز- والفحم الحجري ثانويّا ) و قد عوّل عليه فى مداخيل الدولة و ضخّ فيه و إستثمر الكثير من البترودولار من أجل أن يبقيه قطاعا منافسا عالميّا . إنّ هذا القطاع الذى يعمل وفق قوانين الرأسمالية للربح و المراكمة و المنافسة و الذى إستأثر بعناية كبيرة جدّا قطاع متطوّر نسبيّا إلاّ أنّه يشكو من المشاكل الآتي ذكرها :
1- يوجد قسط لا بأس به منه بين أيدي شركات أجنبية عالمية تابعة للبلدان الغربية .
2- يرتهن بتقلّبات أسعار سوق النفط العالمي .
3- يعتمد فى تطويره على إستثمارات محلّية لا سيما للدولة وأيضا على إستثمارات أجنبية و هو فى حاجة مستمرّة إلى التقنية التى توفّرها الإمبريالية الأمريكية على وجه الخصوص لأنّها هي المتقدّمة أكثر فى معالجة النفط الخام الفنيزويلي الثقيل و المنطوي على قدر من الكبريت.
وهو علاوة على ذلك ، ليس فى خدمة النهوض بالإقتصاد ككلّ بقدر ما هو يخلق فوارقا هائلة فى المجتمع من حيث الأجور التى يتقاضاها العاملون فيه نسبة لبقية الأجور فى القطاعات الأخرى و من حيث خلقه لبون شاسع بينه و بين تقريبا جميع القطاعات الأخرى التى عانت و لا تزال من التخلّف البيّن للعيان. و إلى هذا يضاف أنّ قطاع النفط القائم بالأساس على التقنية الحديثة المستوردة من البلدان الإمبريالية لا يشغّل عددا كبيرا من الفنزويليين .
أمّا الفلاحة فلم تنل من السياسات " البوليفارية " إلاّ النزر القليل وهي لم تشهد تغييرا نوعيّا . فبالرغم من الدعاية المضخّمة للإجراءات المتخذة فى هذا القطاع ، لم يتمتّع بإصلاح زراعي جزئي جدّا سوى 150 ألف فلاح و ظلّت اليد الطولي فى القطاع للملاكين العقاريين الكبار الذين يتحكّمون فى الأرض و وسائل الإنتاج الأخرى و فى الإنتاج و التخزين و الترويج . و من أهمّ المؤشرات أنّ فنزويلا تستورد نسبة عالية جدّا من غذاء مواطنيها إذ هي تقتنى من السوق العالمية حوالي 70 بالمائة من حاجياتها الغذائية !
فعن أي تطوّر إقتصادي مستقلّ يتحدّثون ؟!!!
3- هل عالج تشافيز مشاكل إضطهاد الجماهير و إستغلالها ؟
لا ينبغى لأحد أن ينكر الخطوات التى خطاها " البوليفاري " سعيا لتقديم بعض الخدمات الصحّية و الغذائية للفقراء لكن هذا لم يطل جذور الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي حيث مثلا ظلتّ النساء تعاني من دوس حقّهنّ فى الإجهاض فى فنيزويلا و ظلّت أقلّيات من السكّان تعاني التهميش و الإقتلاع من أراضيها و ظلّ العمّال و الفلاحون ضحيّة إستغلال رأسمالي إمبريالي و كمبرادوري و إقطاعي فاحشين .
و بفعل الخيارات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية لتشافيز ساطع بقي التفاوت الجهوي مثلما ظلّ لافتا للنظر تكدّس السكّان فى المدن الكبرى لا سيما العاصمة ، فى مدن الصفيح و الأحياء القصديرية و ظلّ قطاع التجارة غير الرسمية أو الموازية ، من باعة متجوّلين و باعة على قارعة الطرقات يشغّل ما يناهز الأربعين بالمائة من اليد العاملة فى المدن .
لم يعمل تشافيز ذو المشروع " الوسطي " على مهاجمة أصحاب رؤوس الأموال و الضغوطات التى مارسها على الشركات الأجنبية عوّضها لها بطرق ملتوية كرفع نسبة الأرباح فى الشركات المشتركة مع الدولة إلخ و بالتالي حتى و إن أوجد أشكالا تنظيمية من مثل نوع من " مجالس المناطق " و " مجالس المواطنين " ...، فإنّ السلطة الإقتصادية الفعلية ظلّت بأيدي مالكي وسائل الإنتاج و المتحكّمين فى الترويج و التسويق و التشغيل و ظلّت الجماهير غريبة عن ممارسة السلطة السياسية و مسكها لمصيرها بيدها و حتى عندما أراد " البوليفاري " إدخال تعديلات دستورية عبر إستفتاء لم ينجح سنة 2007 ، فقد كانت غايته الحصول على مزيد السلطات كرئيس و الضغط على " الموالين للأمريكان " فى أجهزة الدولة ، لا أكثر .
إنّ " إشتراكية القرن 21 " البوليفارية الهلامية المضمون ليست سوى بعض التأميمات و الخدمات و الإعانات الوقتية لقسم من المعدمين تكبر و تصغر حسب ما تسمح به السوق العالمية و حاجيات الإنفاق على القطاع النفطي و تطويره لكي لا يتأخّر و يخسر المنافسة الرأسمالية عالميّا .
و هذا ليس بالأمر الغريب من أنظمة البترودولار التى تسير وفق القوانين الرأسمالية فلا إيران و نفطها و لا نيجيريا و ثرواتها النفطية و لا فنيزويلا و نفطها و غازها و فحمها الحجري يناهضون الرأسمالية و قوانينها . إنّها دول نفطية لها دور فى التقسيم الإمبريالي العالمي للعمل تقبل به ولا تبحث عن خدمة مصالح الجماهير الشعبية الآنية و البعيدة المدى و لا تسيّر الإقتصاد بإتجاه تلبية الحاجيات الأساسية للشعب ماديّا و فكريّا إلخ و لا تضع مخطّطات لذلك . و ليس بوسعها القيام بذلك إذ هي دول إستعمار جديد مرتبطة بألف خيط و خيط و هيكليّا بالنظام الإمبريالي العالمي و الرجعيات المحلّية .
4- لا بديل لتحرير المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات تحريرا وطنيّا ديمقراطيّا عن الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة شيوعية و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية :
أ- عصر الإمبريالية و الثورة الإشتراكية و مقتضياته :
فى هذا العصر بالذات ، فى المستعمرات و المستعمرات الجديدة و أشباه المستعمرات ، تبخّرت إمكانية قيام ثورة ديمقراطية على نمط الثورة الديمقراطية التى شهدتها أوروبا فى القرن 18و لا إمكانية بالتالي لتطوّر رأسمالي مستقلّ و قد شرحنا مطوّلا فى مقالات أخرى و مناسبات مضت الأسباب و التطوّر الرأسمالي الذى لا يزال ممكنا هو التطوّر الرأسمالي البيروقراطي / الكمبرادوري المرتبط عضويّا بالإمبريالية العالمية و المتحالف معها . إنّ الثورة الديمقراطية القديمة غدت مستحيلة و الحلّ الوحيد للتحرّر الوطني الديمقراطي هو الثورة الديمقراطية الجديدة بقيادة شيوعية و كجزء من الثورة البروليتارية العالمية تمهّد الطريق للثورة الإشتراكية فالشيوعية . و نأكّد مجدّدا أنّه لا إمكانية للفصل بين مسألتي الثورة الديمقراطية الجديدة المتداخلتين . فالثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية ثورة تحرّر وطني و ثورة إجتماعية فى آن معا . و واهم من يتصوّر إمكانية حصول الواحدة دون الأخرى فى عصرنا هذا .
مشروع تشافيز " الوسطي " تصوّر تحقيق التحرّر الوطني دون الثورة الإجتماعية ففشل . و مشاريع إصلاحيينا تصوّرت هي الأخرى تحقيق " المجتمع الديمقراطي " دون ثورة التحرّر الوطني وهي تمرّ من فشل لآخر و الوقائع تفنّد المرّة تلو المرّة تنظيراتهم و لكنهم لا يدركون الحقائق الموضوعية إذ أعماهم خطّهم الإصلاحي .
و واهم من يتصور نجاح ثورة التحرّر الوطني الديمقراطي / الديمقراطية الجديدة دون قيادة الطبقة العاملة و حزبها و نظريتها الثورية و منذ عقود سجّل ماو تسى تونغ هذه الحقيقة قائلا :
- " يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة "
( الصفحة 1 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ) .
- " إنّ الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تتطلّب قيادة الطبقة العاملة ، لأنّها هي الطبقة الوحيدة النافذة البصيرة، و أكثر الطبقات إنكارا للذات، كما أنّها أكثر الطبقات حزما فى الثورة . و يبرهن تاريخ الثورات بأكمله على أنّ الثورة تفشل إذا كانت بدون قيادة الطبقة العاملة و أنّها تنتصر إذا قادتها هذه الطبقة . و فى عصر الإمبريالية ، لا يمكن لأية طبقة أخرى ، فى أي بلد كان أن تقود أية ثورة إلى النصر ."
( ماو تسى تونغ ، " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " ،1949 ، صفحة 532-533 من المجلّد الرابع من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ، الطبعة العربية ، دار النشر باللغات الأجنبية بيكين 1973 ) .
ب- المنارات الشيوعية تاريخيا و راهنا و مستقبلا :
يتغاضى التحريفيون بما هم ماركسيّون مزيفون لا يفرّقون بين الماركسية و الديمقراطية البرجوازية و بين الإشتراكية و الرأسمالية عن الدعاية للمنارات الشيوعية التاريخية – تجارب البروليتاريا العالمية فى الإتحاد السوفياتي زمن لينين و ستالين و فى الصين زمن ماو تسى تونغ – و يتجاهلونها كإرث ثوري بروليتاري كما يتجاهلون راهنا المنارات الشيوعية فى الهند و الفليبين و قبلهما فى النيبال و البيرو فى فترات معينة و الحروب الشعبية التى تخاض و السلطة الحمراء التى ترسى على كلّ شبر من الأرض المحرّرة و يتهافتون على إعلاء راية " البوليفارية " فى الوقت الذى يدعون فيه زورا و بهتانا لتضليل الجماهير و المناضلين و المناضلات أنّهم ماركسيون – لينينيون .
عالم آخر ممكن ، عالم آخر شيوعي ممكن ، عالم آخر يشهد مخاضا و قد يضع جنينه فى الهند أو فى الفليبين أو غيرها من البلدان التى تشهد فيها النضالات الثورية تقدّما بقيادة شيوعية ثورية ؛ بذور المستقبل ، المنارات الشيوعية المستقبلية ، يزرعها فى كوكبنا الشيوعيون الثوريون ، يسقيها و يرعاها و يفديها بتضحياتهم و دمائهم الماويون الحقيقيون عبر العالم و قريبا تنبت. وعوض أن يضع " اليساريون" هذه التجارب الثورية نصب أعينهم و يجعلوها محطّ أنظارهم يدرسونها و يستلهمون منها الدروس و يستخلصون منها العبر و يدعمونها بما أوتوا من جهد ، نلفي " اليساريين " الإصلاحيين يركّزون أنظارهم و أنظار الجماهير على التجارب الإصلاحية للبرجوازية الوطنية و البرجوازية الصغيرة الراديكالية . و لا غرابة فى ذلك فالطيور على أشكالها تقع و الإصلاحيون لأشكالهم يروّجون !
خاتمة :
واجب على الشيوعيين الثوريين الحقيقيين ، على الشيوعيين الماويين الحقيقيين بل من أوكد واجباتهم أن يفضحوا التحريفية بتلوناتها جميعها و أن يفضحوا الإصلاحية و التجارب البرجوازية . على الشيوعيين أن ينشروا الأفكار و المبادئ الشيوعية ، لا الأفكار و الأوهام البرجوازية .
لا جدال فى أنّه من واجب الشيوعيين النضال ضد أي تدخّل إمبريالي فى فنزويلا و غيرها من البلدان مدافعين بإستماتة عن مبدأ حقّ الشعوب فى تقرير مصيرها . إلاّ أنّه يترتّب عليهم نشر الحقائق الموضوعية و فى موضوع الحال نشر حقيقة المشروع " البوليفاري " لتشافيز و حدوده بما هو مشروع برجوازي رأسمالي وطني ، " وسطي " يلقى مساندة من البرجوازية الصغيرة الراديكالية و لا يقطع مع الإمبريالية و لا يعالج بالعمق المطلوب قضايا الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة و لا يمهّد للإشتراكية البروليتارية . مشروع تشافيز لا يرتقى حتى إلى شعار " أرض حرّية كرامة وطنية " فلا " أرض لمن يفلحها " و لا حرّية سياسية – كل معارضة يمينية أو يسارية تنعت بالعمالة لأمريكا - و لا تحرّر من الإمبريالية و قطع معها و لا كرامة وطنية حيث يرتهن الإقتصاد بتقلبات السوق الإمبريالية العالمية و الشعب يتغذي من وراء البحار . و مشروع " إشتراكية القرن 21 " أقرب ما تكون إلى إشتراكية برجوازية ، إلى إشتراكية الإشتراكيين الديمقراطيين فى أوروبا و إشتراكية القذافى و عبد الناصر !
وحدها الشيوعية الثورية ، وحدها الماركسية – اللينينية – الماوية ( علم الثورة البروليتارية العالمية ) قادرة على معالجة مشاكل كوكبنا و تحرير لا فقط العماّل و النساء بل تحرير الإنسانية جمعاء !
====================================================

الملحق 2

2 - لعقد مقارنة بين بيانهم بمناسبة 8 مارس 2015 و بيان منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان )
أ - بيان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة / الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون
8 Mars 2015
تعود المناسبة إلى عام 1910 و مؤتمر النساء الاشتراكيات الذي انعقد في كوبنهاغن فبمناسبته تقدمت المناضلة الاشتراكية الأمميّة "كلارا زيتكن" بمقترح يدعو إلى اعتبار يوم 8 مارس من كل عام يوما عالميا للمرأة و ذلك تخليدا لذكرى كل النساء العاملات اللاتي استشهدن دفاعا عن الحرية و الكرامة و هن يناضلن ضد استغلال واضطهاد و عبودية رأس المال.
و بعد مضي مائة و خمسة أعوام على تلك المناسبة لا يزال عمال العالم و شعوبه يناضلون من اجل حرية وكرامة الإنسان و لأجل تحرر المرأة و مساواتها فعليا مع الرجل. كما لا تزال قوى الاستعمار و أنظمة العمالة والأحزاب الرجعية تكرس باسم الدين و باسم القانون و العادات و التقاليد سلوكا رجعيا و سياسة عنصرية ضد المرأة بشكل عام و النساء العاملات بشكل خاص.
و هم يريدون للمرأة أن تستسلم إلى وضع الاستغلال و الاضطهاد و التبعية و أن تقبل بدونية "مقدّرة" باسم القانون و المقدس و تفعل ما يشاء الرجل.
و في بلادنا شبه المستعمرة شبه الإقطاعية تظهر حالة اللامساواة بين المرأة و الرجل بشكل صارخ ليس من منظور ديني و قانوني فحسب و إنما في الحياة العملية أيضا إذ تعمل التونسيات اللاتي أسعفهن الحظ في الحصول على عمل في ظروف استغلال مريعة لقاء أجر زهيد أقل حتى من أجر الرجل العامل المحدود كذلك.
فهي تعمل في ميدان الزراعة و الفلاحة (يقدر عدد المزارعات و الفلاحات الفقيرات بنحو مليون امرأة) وفي المعامل و المصانع و في مجالات أخرى لقاء أجر شهري يتراوح بين 250 و 500 دينارشهريا، في مواقع استغلال متعبة و مضرّة بأجسادهن و مؤثرة سلبا على روابطهن الأسرية دون حماية أو رعاية صحية و حين تعود الى البيت تعطي أيضا من جهدها و وقتها لأسرتها و في الاعتناء بشؤون المنزل.
و لابدّ من أن نذكّر هنا بما تتعرض له المرأة العاملة من استغلال جنسي من جانب أرباب العمل بشكل خاص وما يسلط عليها من عنف مادي و لفظي من جانب قوى القمع و الميليشيات الرجعية في حال تمردها على عبوديتها أو حتى لمجرد المطالبة بتحسين شروط و ظروف استغلالها.
و لا شكّ أن معاناة المرأة العاملة في تونس هي جزء من وضع أشمل تعيشه الأسر التونسية الفقيرة وعموم العمال و الكادحين نساء و رجالا فيظل نظام حكم الائتلاف الطبقي الرجعي العميل الذي اشتركت جميع حكوماته الرجعية العميلة المتعاقبة في إذلال و اضطهاد و استغلال النساء العاملات و كافة بنات الشعب الكادح.
و قد ساعدت البيروقراطية النقابية و القوى الانتهازية في الإبقاء على الوضع القائم و ساعدتها في ذلك الحركات الرجعية الدينية و منها تلك المشاركة حاليا في الحكم. كل ذلك في ظل غياب حزب الطبقة العاملة حزب كل العمال و الفلاحين الفقراء و سائر الكادحين والمحرومين في بلادنا و أداتهم الرئيسية في سبيل إسقاط سلطة أعدائهم الطبقيين و إقامة سلطتهم.
يا جماهير شعبنا:
إن تحرر النساء الكادحات التونسيات مرتبط أساسا بإسقاط نظام العمالة و دولة الائتلاف الطبقي الرجعي الحاكم و فك الارتباط و قطع خيوط التبعية الاقتصادية و السياسية و الثقافية مع الامبريالية و هذا ما يتطلب بالضرورة وحدة كافة عمال بلادنا رجالا و نساء في مواجهة مستغليهم و مضطهديهم و خوض نضال وطني واجتماعي مستمر حتى إسقاط نظام حكم العملاء و بناء سلطة حكم الشعب الديمقراطية الشعبية.
- عاش نضال شعبنا من أجل التحرر الوطني الديمقراطي
- عاشت نضالات نسائنا العاملات من أجل تحررهن و حرية وطنهن
- لنرفع عاليا راية المنجل و المطرقة.
الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون
8 مارس 2015

ب- " يا نساء العالم إتّحدن من أجل تحطيم النظام الإمبريالي و الأصولية الدينية البطريكيين ! "
جريدة " الثورة " ، 5 مارس 2015
www.revcom.us
أخبار " عالم نربحه " ، 2 مارس 2015
( ترجم شادي الشماوي المقال و نشره على الأنترنت بموقع الحوار المتمدّن ، فى مارس 2015 )
فيما يلى بيان أصدرته منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان ) .
يقترب 8 مارس آخر ، اليوم العالمي للمرأة . و يحيى هذا اليوم ذكرى النضال البطولي لعاملات النسيج بنيويورك ، الذى ألهم النضال المنظّم للنساء عبر العالم . و يذكّرنا كذلك 8 مارس بالنضال الذى لا ينسى و بمقاومة النساء الإيرانيّات ف8 مارس 1979 للباس الإجباري للحجاب إثر إفتكاك الإسلاميين للسلطة و تركيز جمهورية إسلامية معادية للنساء . و يذكّرنا أيضا 8 مارس بكلّ النساء اللاتى ناضلن ضد النظام القمعي و واصلن نضالهنّ فى المنازل و فى الشوارع و فى الجامعات و المعاهد و السجون و غيرها من الأماكن ضد النظام البطرياركي / الأبوي وإخضاعه للنساء و كافة السياسات المناهضة للنساء .
لقد كان نضال النساء على النطاق العالمي مصدر إلهام لنا و لكلّ المصمّمين و المصمّمات على إجتثاث إضطهاد النساء و إخضاعهنّ . و لا شكّ فى أنّ الطريق أمامنا شائك و متعرّج . بيد أنّ وضع ملايين النساء و ظروفهنّ فى إيران و فى منطقة الشرق الأوسط و فى العالم على نحو يجعل أنه لم يعد بالوسع بعدُ تحمّل هذه المعالمة الشتيمة و هذا الإزدراء .
إنّنا نقترب من 8 مارس فى زمن تواجه فيه نساء أفغانستان و العراق و ليبيا و سوريا ضغطا لا يتصوّر جرّاء الغزوات الإمبريالية و الإحتلال من ناحية ، و جرّاء صعود الأصولية الإسلامية من الناحية الثانية. تبحث القوى الإمبريالية عن طريق الإحتلال محرّك الحرب و العنف عن السيطرة على المنطقة بتعلاّت شتّى ، و تتنافس القوى الإسلامية الصاعدة مع بعضها البعض حول التخلّف ، ما فرض وضعا أقسى حتّى على النساء فى المنطقة .
و الوجه الشديد الغضب للنساء فى المنطقة بيان بصوت عالى على أنّه لم يعد من الممكن للنساء أن تتحمّل هذا الوضع و لم يعد من المقبول أن نظلّ غير آبهين بما يجرى . لقد بات النضال الثوري و المنظّم لوضع نهاية للأصولية الدينية و الإمبريالية البطريكيين ضرورة أكيدة إلى أقصى حدّ .
لم يتحسّن وضع النساء فى أفغانستان فى ظلّ إحتلال القوى الإمبريالية للبلاد . وبالفعل ، تضطهدها الآن و بقسوة القوتين الأصوليتين ، النظام الذى أرسته الإمبريالية وطالبان المعارضة له .
مع إحتلال العراق و الحرب فى سوريا التى أدّت إلى إفتكاك داعش للسلطة فى مناطق معيّنة ، أُجبِرت النساء فى المنطقة وخاصّة النساء اليزيديّات على أن تصبحن عبيدا للجنس و سلعة يتاجر بها . و تُحرم ملايين النساء فى العراق وسوريا من كافة حقوقهن الأساسية و الإنسانية و تقع معاملتهن بإستمرار بالإغتصاب و العنف ، سواء ظّللن فى قراهنّ أو مدنهنّ أو أجبرن على الهجرة إلى الجبال فى ظلّ ظروف فظيعة .
إنّنا نقترب من 8 مارس هذه السنة فى وضع حيث النساء فى ما يسمّى بالبلدان الرأسمالية المتقدّمة تعانى من الإضطهاد . أجسادهنّ و حياتهنّ يُسيطر عليهما التفوّق الذكوري بأشكال متباينة . و حتىّ و إن إعتبرت النساء فى البلدان الغربيّة مساوية للرجال فى القانون ، فإنّ التمييز ضد النساء بأشكال مختلفة و على نطاق واسع موجود تتمّ بإستمرار إعادة إنتاج نظام الشوفينية الذكوريّة . و العنف ضد النساء بواسطة الإغتصاب و العنف الأسري مستشريين . و يقع التضييق على حقّ الإجهاض فى عديد البلدان . و قد نجمت عن الوضع فى هذه البلدان عدّة أشكال من الإحتجاج ضد إهانة النساء .
فى هذه البلدان ، أجساد النساء عبارة عن نوع من أنواع السلع ، و من ثمّة يقع إمتلاكها و التحكّم فيها و المتاجرة بها . و سنويّا ، آلاف الشابات و المراعقات من الطبقات الدنيا و المحرومة فى هذه البلدان و كذلك من بلدان ما يسمّى بالعالم الثالث أو أوروبا الشرقيّة يجرى التغرير بهنّ و يورّدهنّ إلى سوق الجنس متاجرون بالبشر ، كي تعملن كعبيد للجنس فى الدعارة فى البلدان الغربية المعاصرة أو فى " صناعة " البرنوغارافيا . وهكذا يتمّضمان إهانة النساء و إضطهادهنّ العنيف ، بالطبع ب " طريقة معاصرة " ، تدرّ على قياصرة رأس المال ملايين الدولارات .
و يُبيّن وضع النساء عبر العالم قاطبة بأنّهن إمّا تغطّى بالبرقع كملكية للرجل ، أو تصبح إجسادهنّ سلعة يجرى التحكّم فيها أو المتاجرة بها فى السوق . فى كلا الحالتين ، تهان النساء و تخضعن ، و هنّ عرضة لعنف البطرياركيّة و النظام الشوفيني الذكوري . إنّه بلا لفّ و لا دوران النظام نفه و إضطهاد النساء نفسه . يضطهَد الأصوليّون الإسلاميّون مثل جمهوريّة إيران الإسلامية و طالبان و داعش النساء بالشكل الأعنف إلاّ أنّ تحرير النساء لا يمكن التوصّل إليه فى إطار النظام الرأسمالي القائم على التفوّق الذكوري لأنّ هذا النظام عينه هو السبب الأساسي وراء تصاعد إهانة النساء على الصعيد العالمي .
هذه السنة ، مع إقتراب 8 مارس ، شنّت جمهوريّة إيران الإسلاميّة حملة مناهضة للنساء على نطاق واسع . اكثر من مجد سلسلة من السياسات الإضطهاديّة بأجزء و مكزّنات متباينة ، تمثّل هذه الحملة هجوما منظّما لمزيد تنزيل مكانة النساء فى المجتمع ، و إنتاج مثال رجعي للتعاطى مع النساء فى المنطقة ، و السماح للنظام بالتنافس مع قوى أمتخلّفة أخرى و معادية للنساء فى المنطقة مثل داعش .
و يشمل مشروع النظام للأسرة و زيادة عدد السكّان ، المسمّى ب " السياسات السكّانية الشاملة" لتشجيع " إمتياز الأسرة " و " الأسرة الإسلاميّة " ، يشمل تحديد توفير وسائل منع الحمل . و هذا من شأنه أن يقلّص أكثر مشاركة النساء فى المجتمع . و حتّى النساء اللاتى قد تدبّرن أمر دخول المجال الإجتماعي رغم جبال من التحديدات و الحواجز و التمييز الجندري ستضطرّ إلى العودة إلى المطبخ و بيت النوم . و قد أفرز هذا المخطّط العام قوانينا مختلفة تقطع كلّ التسهيلات ولإعتمادات المستخدمة لمنع الحمل غير المرغوب فيه . و علاوة على ذلك ، سيعدّ كلّ تحرّك للنساء للتحكّم فى أجسادهنّ و حياتهنّ غير قانونيّة ، و ستتعرّض للعقاب بالسجن و الجلد .
ويبدو أنّ خطابات القادة العسكريين تشير إلى أنّ النظام يهدف إلى إعداد نفسه لنزاع عسكري فى المنطقة و لضمان قوّة عسكريّة كثيفة العدد أي كبش فداء ، من أجل تطوّرات مستقبليّة محتملة ، يعوّل على الزيادة فى عدد السكّان . و هكذا يسعى النظام إلى تعزيز قدرته على التأثير على ميزان القوى فى المنطقة . إنّه يبحث عن فرصة التحوّل إلى مشارك فى الألعاب التى تديرها القوى الإمبريالية بتشكيلها كتلا قصد السيطرة على المنطقة و العالم .
و بديهي أيضا الهجوم على النساء فى مشاريع وقوانين أخرى ، مثل " قانون الحفاظ على الخصوصيّة و التواضع و الحجاب " و إجراءات مثل تقليص عدد النساء الموظّفات و تشجيع الموظّفات على التقاعد المبكّر ، و تحديد تعليم النساء و تقليص حقوقهنّ فى البحث عن الطلاق و فتح حساب بنكي لأطفالهنّ و السفر .
وهذا القانون المقترح و قانون آخر يناديان ب " تشجيع الفضيلة منع الرذيلة " لا يمكّنان الرجال من السلطة داخل الأسرة و حسب بل يسمحان أيضا لأيّة قوى تابعة للنظام و بالفعل لأيّ عنصر متخلّف و معادى للنساء بأن يتحكّم فى سلوك أيّة إمرأة و ثيابها و غطائها – شرطة نساء .
و سلسلة الأحداث التى وقع خلالها قذف الحامض الكيميائي [ أسيد ] على وجوه النساء فى الأشهر القليلة الماضية ، فى مدن كأصفهان وطهران و شهرزاد و تبريز ، جزء من ذلك الهجوم. و بالرغم من إنكار النظام ، هذا إستمرار لسياساته معادية للمرأة و شكل من أشكال تكريسه ل " تشجيع الفضيلة و منع الرذيلة " . وتجدر الإشارة إلى أنّ إحتجاج النساء و الرجال فى أصفهان على وجه الخصوص ، و كذلك ردّ الفعل الغاضب للشعب معارضاهذه الهجمات بالحامض الكيميائي [ أسيد ] قد عرّت إلى درجة معيّنة دور النظام و أهدافه .
وكان إعدام ريحانة جبّاري فى نوفمب الفارط جزء كذلك من هجمات النظام الراهن ضد النساء .لقد أعدمت الشابة لأنّها تجرّأتعلى الدفاع عن نفسها ضد مغتصبها الذى كان موظّف مخابرات . و زوّر النظام الملفّ ضد ريحانة و شنقها كتحذير للشابات الأخريات بأن من تتجرّأ على الدفاع عن أنفسهنّ ضد مغتصب أو مجرمى النظام ستعاقب أشدّ العقاب .
و خلف هذا الهجوم الوحشي الحديث ضد النساء بديهيّة هي نقاط ضعفالنظام . فقد حالت الروح التمرّديّة و المحدّية لدى الشباب مع مرور السنين دون النظام الإسلامي و تكريسه التام لسياساته ضد النساء . إزدراء النساء لسياسات النظام علامة عن هزيمة بالنسبة له . و قد لعب يأس الجمهوريّة الإسلامية دورا هاما فى الحملة الحديثة . يأس النظام ميزة هامة للشعب وخاصةللنساء كي تنظّم أنفسهنّ و تقف ضد هذا الهجوم الرجعي .
و الواقع هو أنّ الحرب ضد النساء التى تخوضها الجمهوريّة الإسلامية بعد إستيلائها على السلطة سنة 1979 ، لم تنته بعدُ . و يعدّ الهجوم الشامل الراهن للتشديد من قبضة الإهانة للنساء حملة فى تلك الحرب . و على الرغم من كلّ قوّتها العسكريّة و السياسيّة ، للجمهوريّة الإسلاميّة نقاط ضعف حقيقيّة .نظرتها و تفكريها ينتميان إلى قرون مضت . و وجودها مرتبط بالإضطهاد و الإستغلال . و نظرا لطبيعتها الرجعيّة ، عليها أن تعوّل على القوّة و القسوة .
و بالعكس ، لا تملك النساء لا قوّة سياسيّة و لا قوّة عسكريّة لكنّهنّ ديناميكيّات و متحمّسات و مصمّمات على بلوغ تحريرهنّ . نضال النساء ضد الإضطهاد جريئ و ملهم . و وحده توسيع النضال الثوري المنظّم للنساء و الجماهير الشعبيّة الواسعة يمكن أن يحقّق الإنتصار و يضع نهاية للهجمات الوحشيّة لهذا النظام المعادي للشعب . فقط عبر النضال المنظّم و المثابر وأفقُه الجلي مجتمع خالى من الإضطهاد و الإستغلال ، يمكن التقدّم بإتجاه الإطاحة بالجمهوريّة الإسلامية و التفوّق الذكوري الإمبريالي . دون هذا النضال و دون هذا الأفق ، ستتواصل إعادة إنتاج النظام البطرياركي .
======================================================



#ناظم_الماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير فلسطين و أوهام الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللي ...
- الوطنيوّن الديمقراطيّون الماركسيّون-اللينينيّون و تأجيل الصر ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون و اللخبطة ف ...
- الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون بين الوطنيّ ...
- كيف يسيئ الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون – اللينينيّون ال ...
- من مضحكات مبكيات الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللين ...
- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - الل ...
- بعض النقد لبعض نقاد الماوية - من الجزء الأوّل من كتاب - الو ...
- مقدّمة كتاب - الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّ ...
- لنكن واقعيين : الدول العربيّة رجعية متحالفة مع الإمبريالية ...
- مقدّمة العدد 27 من- لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة !- – قر ...
- تلخيص نقاط جدال حول الخلاصة الجديدة للشيوعية : طليعة المستقب ...
- تعليقا على بعض النقاط فى - عاشت اللينينيّة ! - و - إقتراح حو ...
- تحرير الجماهير الشعبيّة الفلسطينيّة و تحرير الإنسانيّة و ضرو ...
- خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/2- شارو مازومدار فى مواجهة ...
- خوض الصراع ضد التحريفية يوميّا 2/1 - ملاحظات حول فصلين من كت ...
- مقدّمة كتاب - لا لتشويه الماوية و روحها الشيوعية الثوريّة : ...
- تفاعلا مع تعليقات على مقالنا - هنيئا للسيّد فؤاد النمري و أم ...
- هنيئا للسيد فؤاد النمرى و أمثاله ببلشفيّتهم التى أوصلتهم إلى ...
- تأبيد الإضطهاد و الإستغلال أم الثورة عليهما ؟ - عبد الله خلي ...


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ناظم الماوي - لعقد مقارنة بين مواقف الشيوعيين الماويين الثوريين – أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و مواقف الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين – اللينينيين بصدد تشافيز و 8 مارس ، مثلا .