أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهدي محمود - عندما يصبح فساد الشبيحة رحمة من الله














المزيد.....

عندما يصبح فساد الشبيحة رحمة من الله


مهدي محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5191 - 2016 / 6 / 12 - 10:51
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عندما يصبح فساد الشبيحة رحمة من الله!!؟؟
يدخل حصار ريف دمشق عامهُ الثالث مُخلفاً بؤساً وحرماناً قل نظيره، حصار فرضه ولاة الأمر وحكام البلاد، من أجل الخضوع والإذعان "الجوع أو الركوع" أنا شخصياً لا أود التحدث عن قلة ذات اليد وعن الآثار السلبية التي خلفها هذا الحصار الخانق، ولقد مُلئت الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية بالتقارير والتحليلات عن آثار هذا الحصار الظالم، رغم أنها كانت كلمة حق صدعت بوجه سلطان جائر، وألقت الأضواء على تلك الإبادة الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية، لكني أود التحدث عن الانفراج الذي حدث بعد مؤتمر جنيف3 وكيف بدأت تتسرب بعض المواد الغذائية الشحيحة، إلى تلك المناطق التي كان محرم عليها دخول مقومات الحياة، بأمرٍ من السلطان.
هذا الانفراج لم يكن باعثه إنسانياً أبداً، ولم يكن للضمير مكان في قلوب هؤلاء الوحوش القتلى إطلاقاً، بل كان دافعه الإثراء والتكسب على حساب آلام الناس ومعاناتهم، وفقرهم وعوزهم، بدأنا اليوم نلاحظ تتدفق المواد الغذائية إلى أسواقنا ببطء وخجل، تم تهريبها من قبل المناطق التي يقطنها الموالون للنظام، فتلمع أسماء تجار الأزمات، وتتلألأ الألقاب التي تحسن المتاجرة بأرواح وأقوات المستضعفين من كلا الطرفين "الجيش الحر والجيش النظامي" العميد قيس، أبو شاهي، رجوب، حسين حيدر، أبو أحمد، خضور.
أناس تضاعفت ثرواتهم بأيام معدودة لأنهم يجيدون "اللعب على الحبلين" نسوا الدماء التي كانت تُراق بينهم، وبدأ مشروع سباق الإثراء والتريُّش لاستغلال الوضع الراهن.
فالأمن القومي لم يُصدر قراراً لفتح تلك الطرقات، ولكنه أوعز إلى بعض أزلامه بتخفيف شدة الحصار حتى لا يكون للإعلام دور صادم مع بدأ المحادثات مؤتمر جنيف الأممية، مما أطلق يد عناصر الحواجز وشجعهم على فرض الإتاوات على مرور تلك المواد الأساسية، وبدأنا نسمع عن تخفيضات وكسر أسعار من حواجز أخرى على المحاور المقابلة مما أدى إلى تشاجر وملاسنا بين الحواجز النظام لكسرهم الأسعار، وفي الطرف المقابل كان لتجار الأزمات من الجيش الحر إتاوات خاصة وبالتنسيق مع حواجز النظام بدأ التآمر على رغيف الخبز ولقمة الجياع من المدنيين، وتوقف إطلاق النار تماماً في تلك المناطق التي خضعت لحكم الدولار، وسادة الصمت الذي تشقه بعض العيارات النارية التي تطلق في الأفراح والأتراح.
وكان الخاسر الأكبر من هذا التواؤم والاتفاق بين أعداء الأمس، هو المواطن المدني الذي لا ناقة له ولا جمل بكل ما يجري، ولكنه كان الحلقة الأضعف في صراع الجبابرة الجدد "الشبيحة من كلا الطرفين" يهان على حواجز هؤلاء تارةً، ويهان على حواجز هؤلاء تارةً أخرى، يدفع ثمن رغيف الخبز عشرة أضعاف عن ما كان عليه قبل 15-3-2011ودائما يُطالب بالصبر والاحتساب، لأنه وقع فريسة حب الوطن فهو لا يحب أن يكون لاجئاً عند أحد، ويكره مغادرة البلاد، ومع ذلك لا يجيد التملُّق والسجّع الذي يطلقه أصحاب الكلمات الرنانة، من كلا الطرفين عن حب الوطن والثورة المباركة، حيث كان لهذه الكلمات الرنانة الساحرة الفضل في إثراء هؤلاء اللصوص المنتفعين، ولقد امتلأت صفحات الفيسبوك بسرقاتهم ومقدار ثرواتهم، والطرق الجديدة التي يبتكرونها في السلب والسطو، وكلما ضعف التمويل الغربي أو الإيراني عن كلا الطرفين زاد النهم والتعطش للمال المغصوب، لتغطية تلك النفقات والشهوات و الملذات التي أليفها الحكام البلاد الجدد.
أياً يكن نوع تلك الإتاوات والضرائب والمكوس التي يفرضها شبيحة الوطن تبقى أرحم من الحصار الخانق وخاصة منع المواد الطبية، التي يعني فقدانها فقدان الحياة، أو المضاعفات الطبية على أقل تقدير، صحيح أن لسان الشارع يقول "الله لا يشبعكم" إلا أن مظاهر سوء التغذية بدأت تتلاشى شيء فشيء.
إن من نكد الدنيا وقسوت تصاريفها، أن نشجع هؤلاء المرتزقة ونقول لهم:" الله يعطيكم العافية والله إنكم أصحاب الفضل."
ونحن ننظر لتلك الأيام الخالية القاسية "أيام الحصار المطبق" ونقول لها: تبارك الذي نجانا منك.
فريف دمشق الغربي يعيش اليوم نفحة من نفحات الله عز وجل، ملأت بطون الجياع وقدمت للمريض ما يبقيه حياً، جاءت هذه النفحة على يد هؤلاء الخونة الفاسدين قطاع الطرق وشبيحة الأزمات.
إنهم حكام البلاد الفعليين (المعارضة والموالاة) اتحدوا اليوم على لقمة الأرامل والأيتام، وهم يعلمون علم اليقين أن نقمة الله لن تغادر منهم أحداً، بعد أن التحفوا الظلم وتدثروا به، ولا أنسى كلمات بعض المحسوبين على إحدى التيارات الإسلامية وهو يردد كلمات أسماء الأسد "وين كنا وين صرنا".
قال: كنا قبل الثورة مظلومين محتسبين، واليوم أصبحنا شركاء في الظلم والقهر.



#مهدي_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حامي الأقليات يتاجر بالأقليات
- حزب بالله من القمة إلى القاع


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مهدي محمود - عندما يصبح فساد الشبيحة رحمة من الله