خمسة أسئلة مفوتة للسيد عبد الله الدردي نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية

سلمى سلواني

الحوار المتمدن-العدد: 1396 - 2005 / 12 / 11 - 09:49
المحور: المجتمع المدني
    

بينما كنت جالسة أمام التلفاز، أنزلق من قناة فضائية لقناة فضائية، قرأت إعلاناً بأن هناك مقابلة ستقام مع السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء السوري وبأنه يمكن لمن يرغب بطرح بعض الأسئلة أن يتصل على الرقم ..... أو يرسلها على العنوان الأليكتروني .... !؟ ورغم أني نويت مباشرة أن أرسل سؤالاً ما للسيد النائب لكني لم أدقق كثيراً بالعنوان، لظني أنه من السهل أن أعود لمشاهدته وكتابته، ولكن تعذر على ذلك، فلم أستطع أن أتذكر أية قناة كنت أشاهد! وذهب تعبي عبثاُ وأنا أحاول معرفتها، حتى إني اتصلت بعدة أصدقاء متابعين للشأن العام السوري وسألتهم، الجميع لم يعرف.. وزيادة على ذلك فقد أثار استغرابهم اهتمامي هذا بالمقابلة.. التي بظنهم لن يخرج منها سوى ما اعتادوه من مقابلات الدردري السابقة .. المهم أني كنت قد حضَّرت ثلاثة أسئلة لأرسلها.. ثم أني لما تعذرت نيتي السابقة بإرسالها لمعد البرنامج، رأيت أن اضيف عليها سؤالين آخرين.. مع أني أعلم أن السيد النائب ربما لن يسمح له وقته، أو الظروف التي تمر بها سوريا، حتى أن يطلع على أسئلتي، فكيف بالجواب عنها.
ـــــــــــــــــــــــــ

السؤال الأول:
ـــــــــــــــــــــــــ
استُقبل تسلمك لرئاسة هيئة تخطيط الدولة بترحاب وتفاؤل كبيرين بشخصك وبمنبتك العائلي، من قبل القوى الوطنية في سوريا .. لكنك مع الأيام قمت بعدة تصريحات تغلب عليها، إن لم أقل تكتسحها، لغة النظام السياسي الإعلامية حول مطالبات هذه القوى بحق الشعب السوري بحرية الرأي والتظاهر وبقية حقوق الانسان حيث أنكرتها على هذا الشعب بحجة بقولك: (حقوق الإنسان تعني حقوق الطفولة والمرأة والتعليم والصحة ومياه الشرب والصرف الصحي وليس التظاهر والأحزاب).. تلك التي بسببها رد عليك إن كنت تذكر السيد حسين العودات، حين علق على ظهوراتك الكثيرة في الإعلام، مشرقاً ومتفائلاً وكأن سوريا في أفضل أحوالها لمجرد أنها إختارك لإنقاذها، بما معناه : (إن يكون السيد الدردري وزيراً أم أميراً فهذا شأنه ) ...
ثم هل تجد أن من واجب كل من يتولى منصباً في الحكومة السورية أن ينصب نفسه مدافعاَ إعلاميا عن النظام باعتباره هو الوطن والوطن هو، في كل مجال، وفي كل اختصاص، حتى في غير مجاله وغير اختصاصه؟؟
ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال الثاني:
ــــــــــــــــــــــ
بعد توقيع الاتحاد الأوروبي بالأحرف الأولى على اتفاقية الشراكة الأوربية السورية منذ تشرين الأول 2004، أبديت ثقة مطلقة بأنه سيتم التوقيع النهائي على هذه الاتفاقية، مع معرفة الجميع بصعوبة تلبية اشتراطات هذا الاتفاق من قبل النظام السوري، وخاصة بما يتعلق رفع يد النظام عن مقدرات البلد، ووضع حقوق الانسان في سوريا .... هل ما زلت على هذا التفاؤل البسيط بالنهاية السعيدة؟ مع كل مظاهر التباطؤ والتجاهل التي يظهرها الجانب الأوروبي! والتي لا توحي بأن الرياح ستهب كما تشتهي السفن السورية. وخاصة بعد تلك التصريحات المتواترة بأنه من الصعوبة بمكان قبول الاتحاد الأوروبي لسوريا بسبب وضعها السياسي الحالي، وبعد عدم مشاركة الرئيس السوري الملتبسة باجتماع مجلس الاتحاد مع رؤساء الدول المقدمة على دخول شبكة اتفاقيات الشراكة..
ثم ما هي برأيك غاية الاتحاد الأوروبي الحقيقية من هذه الاتفاقية، التي قيل أن سوريا تحتاجها أكثر ما تحتاجها لغايات سياسية، حيث يمكن بواسطتها كسرالعزلة الدولية التي يبدو أن سوريا ذاهبة إاليها ؟
ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال الثالث:
ـــــــــــــــــــــــــ
هل تصريحك بأن سوريا تتمتع باكتفاء ذاتي ( وقود ومواد غذائية)، يصب في تقليل شأن العقوبات الاقتصادية وغير الاقتصادية التي تهدد بها إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش وبعض الدول الأوربية. وهل بصفتك رئيسا للجنة، قيل إن مهمتها التصدي لكافة الاحتمالات التي يمكن أن تواجهها البلد، تستطيع اعتبارأن هناك اكتفاء ذاتي في الاقتصاد السوري الموصف بما يلي: ( 5.3 مليون فقير اضافة لارتفاع معدل لبطالة وانخفاض مستوى المعيشة ودخل الفرد وترهل إدارة الدولة وعجز الميزان التجاري، واقتراب نضوب الانتاج النفطي ... وغير ذلك. ثم أنه رغم رفع معدلات الفائدة في المصارف السورية والاجراءات الدفاعية عن الليرة السورية.. فقد هبطت قيمتها من 52 ل س إلى 57 ل س مقابل الدولار خلال هذا العام ولم تنخفض سوى نصف ل س بعد كل هذه الإجراءات لتعود اليوم للإرتفاع مجدداً، وتصل إلى 60 ل س للدولار علماً بأنه ماعاد متوفراً حتى في السوق السوداء.. !!
ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال الرابع:
ـــــــــــــــــــــــــ
ترأستَ هيئة تخطيط الدولة منذ عدة سنوات، إلى أن جمعت مع هذا المنصب منصبك الحالي كنائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية. إلا أنه لم يلحظ أي تطور حقيقي في عمل هذه الهيئة، رغم إعلان بدء الانتقال من التخطيط المركزي - الاقليمي إلى التخطيط التاشيري. كما لم يلحظ أي تحسين أو حتى تغيير ظاهر في الآلية البيروقراطية التي تهيمن على عمل الهيئة، لا بل لوحظ العكس تماماً، حتى أنه بات يستنتج.. إما أنك لا تعول كثيراً على هذه الهيئة وكادرها وعملها، وإما أنك لا تستطيع، بسبب التدخلات الشخصية وطبيعة النظام السوري في تعيين المدراء والمسؤولين، أن تقوم بتبديلات جوهرية في إداراتها ومسؤوليها.
ـــــــــــــــــــــــــ
السؤال الخامس:
ـــــــــــــــــــــــــ
يتردد في سوريا اقتراب موعد تغيير وزاري كبير، سيكون دورك فيه، رئيساً للحكومة القادمة، مبروك سلفاً. ولكن هل تظن، وأنت ما زلت في هذه المرحلة من العمر، مع تحصيلك العلمي المحدود، وخبرتك العملية القصيرة نسبياً في سوريا وخارجه، مؤهل لنقل سوريا، من واقعها الحالي إلى مستقبلها المأمول. وخااصة في حال انعدام الإصلاح السياسي الذي قمت شخصياً بربطه يداً بيد بالاصلاح الاقتصادي في مؤتمر الدوحة ؟
ـــــــــــــــــــــــــ
سؤال أخير على البيعة:
ـــــــــــــــــــــــــ
اسمح لي يا سيدي النائب حالياً، وياسيدي رئيس مجلس الوزراء عن قريب، إن شاء الله. أن أوجه لك هذا السؤال الأخير وأتمنى منك أن تفكر به وتجيب عنه بصدق، على الأقل بينك وبين نفسك! وهو: من الواضح أن النظام السوري إذا لم يتح له منفذاً للنجاة، والنجاة بالنسبة له، لا أقل من بقائه واستمراره، سوف يختار المواجهة خارجياً وداخلياً. وأنه يجد في رهن البلد بأرضه وسمائه وناسه، وكذلك رهن لبنان وربما المنطقة كلها، إن استطاع، بمصيره، الخيار الوحيد المتبقي له. وهكذا صارت العقوبات والتهديدات بالعزلة الدولية غايته المنشودة!! فما هو دورك كعبد الله دردري ابن هذا البلد والانسان الوطني والنظيف اليد والصادق النية لوطنه وشعبه ... في كل هذا .. وشكراً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حلب

#سلمى_سلواني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات