أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش















المزيد.....

عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش


جميل نادر البابلي

الحوار المتمدن-العدد: 5188 - 2016 / 6 / 9 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


09 - 06 - 2016
عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش

الكاتب: جميل نادر البابلي

تنكرت كل الحكومات العربية والاسلامية لابوة داعش بدون ذرة من الخجل وكأن داعش وليد من العدم.

يتكررهذا التنكرعلى كل منابرها الاعلامية وعلى لسان كل مسؤوليها وحتى تطوعت ظلما على محاربته، ومن كثرة تكرارها ان داعش هي الفئة الضالة والخارجة عن الاسلام ومتطرفين وشباب طائش وانه ليس من الاسلام بشيء وان الاسلام بريء من جرائمه وهو دين سلام وان الارهاب لا دين له الى اخر القائمة من الاكاذيب التي تضاهرت بتصديقها كذبا.

لانها اي تلك الحكومات على يقين تام انها تكذب في تبرئة نفسها وان والوليد ليس لقيطا بل هو ابنها الشرعي الذي تربى على تعاليمها خلال 14 قرنا ونيف.

اما سبب هذا الانكار ومبرره هو علمهم انهم في الموقف الضعيف في ميزان القوى في عالم اليوم وانهم الطرف الخاسر في حالة التحدي.

لكن لو كان الحال عكس ما هو عليه اليوم لكانت تلك الحكومات تمطر اغلى البركات على شباب داعش واصفة اياهم طليعة جند الاسلام وحملة رايته ليصبح كل الدين لله.

وانهم جند الله المنصورين بنصرته على الاعداء الكفرة من اليهود والنصارى والبوذيين والملحدين وكل حي على الارض، ولرددت كل المنابر الاسلامية سيروا على بركة الله ورعايته وانه لناصركم، وان ينصركم فلا غالب لكم.

انشروا الرعبة في صفوف اعداء الله ورسوله الكريم ولتجري الدماء انهارا الى اخره من النعم على المجاهدين المسلمين وكل اللعنات على اعدائهم من الكفار في جهات الدنيا الاربعة.

لكن من هو داعش ومن ارضعه وما الذي ارضع من حليب ومن كانت مرضعته؟؟؟؟؟؟

ايها السادة ان داعش هم الشباب الذين تربوا على تعاليم ذويهم وتتطبعوا ببيئتهم الاجتماعية وتتلمذوا على مناهجكم المدرسية وتغذوا من مواعظ علماء الاسلام وخطب شيوخه وأئمته ورردوا اللعنات على الدنيا كلها خمس مرات كل يوم في صلاتهم وخرجوا الى تطبيق ما تربوا عليه وما تلقوه من معارف في معاهدكم فالذي يفعلونه ليس الا تطبيقا عمليا وترجمة حية على ما لقنوا به من انه شرع الله وفرض عين؟

ما الذي تفعله داعش خلافا لما فعله الاسلام منذ ولادته الى اليوم.
.
اذكروا لنا فعلا واحدا صدر من داعش مخالفا لاحكام كتاب الله العزيزالذي تامرون بحفظه.
اذكروا لنا عملا واحدا عملته داعش ليس تشبها بما فعله الرسول الكريم وسيرا على سيرته العطرة ومتوافقا وعملا وفقا لاحاديثه الشريفة.
اذكروا لنا عملا واحدا ارتكبته داعش لم يكن اقتداءا بالسلف الصالح وسيرا على خطاهم.
اذكروا لنا عملا واحدا ارتكبته داعش خارجا عن السياق التاريخي للاسلام.
اذكروا لنا عملا واحدا ارتكبته داعش كان مخالفا للتربية البيتية والمجتمعية وتوجيه اولياء الامر.
هاتو مثالا واحدا في سلوكيات وممارسات داعش ليس مستوحا من التعليم المدرسي، والخطاب الديني في المسجد والجامع من ادعية الهم يتم ورمل ..الخ .

هاتو مثالا واحدا خارجا عن التوجيه الرسمي والحكومي في سلوك داعش، او يتعارض مع القوانين المستمدة من الشريعة الاسلامية، او لا يتفق مع التوجيه والارشاد والاعلام ومنهجية تجسد نمط وطبيعة الحياة البدوية، والثقافة الاجتماعية السائدة و المفروضة من الدولة.

اذكروا لنا عملا واحدا تفعله داعش لا يمارس في المملكة العربية السعودية
وبقية الدول الاسلامية دون استثناء واحدة منها عبر التاريخ الاسلامي كله.

انكم من استغليتم وتستغلون الحرمان الذي انتم صانعيه لهم في الحياة وتخدرونهم عقليا بالمتعة التي تنتظرهم في المباغي ودور الدعارة الربانية وبقدرات ذكورية لا تقبل الانثناء، والتي لا وجود لها الا في خيالكم المريض وعقولكم المتعفنة، وعضويا بتزويدهم باقوى انواع المخدرات كي يكونوا في حالة فقدان الوعي عند تفجير كياناتهم العفنة بين الناس وكي لا تخونهم
الشجاعة، او يفجرون من بعيد.

فاذا داعش لم ياتي من العدم وهؤلاء الشباب هم ضحايا اجرمتم بحقهم وبحق ضحاياهم.
صنعتم منهم مجرمين معبأين بكل مشاعر ورغبات الاجرام وتريدونهم ان لا يخرجوا الى الحياة وفقا للقولبة التي تشكلوا عليها وفقا لمقاسات صنعتموها لهم انتم ورميتموهم في سوح الاجرام.

فعندما انكشفت حقيقتكم امام العالم احرجتكم بشاعة ثمار مدرستكم وتعاليمها و تنكرتم لهم واعتبرتموهم اطفالا غير شرعيين لكم ظلما.

علما ان كل التحاليل المنطقية منها والمختبرية تثب بما لا يقبل الشك ان DNA خلاياهم هي تتطابق كليا دون ذرة مخالفة لما انتم عليه، فالمسؤول عما يفعلونه هو انتم اولا ثم شيوخكم ودعاتكم و كتبكم.

ان من تلقبونهم ظلما بالعلماء وصلواتكم المفخخة باللعنات والدعاء لموت الجميع ثم كتبكم التي تامرهم بما يفعلون ثم ذويهم الذين ربوهم وفقا لتعاليم المدرسة التي وفرتموها لهم في طفولتهم وشبابهم جيلا بعد جيل وهم يكررون انفسهم وسلوكياتهم بمنتهى الامانة والصدق مع الذات.

والا ما الذي دفع بشاب من اصول بدوية اسعفه الحظ ان يعيش عيشا رغيدا وحرية لا حدود لها في بروكسل وباريس ولندن وستكهولم وغيرها من بلاد الكفارويفجر نفسه على اولياء نعمته و مصدر رفاهيته والذين احسنوا اليه
وعلى اهله من قبله.

او ان يترك كل هذا ويختار ان يفجر نفسه في ازقة مدينة الصدر او حلب او الفلوجة او حمص او بغداد او دمشق او غيرها من سوح الوغى ان لم تكن كل ملكاته العقلية قة تشمعت بفضل التربية البيتية والدينية والتعليمية التي وفرتموها له كأرث مقدس يجب نقلها من جيل الى اخر.

اما ان كان من شباب ابناء البلد المضيف ممن يغرر بهم من نزلاء السجون وذوي السجل الاجرامي الذين يصور لهم الشيوخ ان ما ادينوا بسببه وفقا لقوانين الكفارليس من العدل بشيء، ففي شريعة دين الله ما قمتم به هو جهاد في سبيله وفضائل تنالون عليها ثوابا سخيا في الاخرة هذه هي اساليب الدعات والشيوخ الذين بعثتهم دول الخليج كمرشدين روحيين للايقاع في فخاخهم من الشباب المنحرف في بلاد الكفار.

وعند افتضاح امركم تنكرتم لهم وكررتم اكاذيبكم ببرائتكم وعقيدتكم من اعمالهم
حتى صدقتكم اكاذيبكم من ان هذا ليس هو الاسلام الى غير ذلك من الهذيان والدجل الذي هو بضاعتكم المميزة في ميادين الكذب والنفاق، ممنين انفسكم وحالمين بان العالم هو الاخر قد صدق اكاذيبكم .. لا ايها السادة.

ان العالم على علم كامل بما تحمل به دواخلكم الفكرية والغريزية من ميول ونزوع فطري نحو الاجرام والعداء لكل انواع الحياة وكل خير وجمال على الارض.

ان العالم على ادراك تام على ادق الهواجس الشريرة في دواخلكم لكنه اختار ان يجعلكم تتصورون بانكم اقنعتموه بصدق برائتكم من ابوة داعش لكي يكلفكم بابادتها بانفسكم وباموالكم وبجنكم.

لقد غدرتم بحياة ومستقبل اجيال من المبتلين بثقافة الصحراء.

فلو كنتم تحملون ذرة من الشرف لخرجتم على الملاء وبملء حناجركم وعلى المآذن وشاشات التلفاز والمذياع واعلنتم مسؤليتكم لانحراف اولئك التعساء وقدمتم لهم اعتذاركم على ما اصابهم بسبب توجيهاتكم وتعليمكم ونمط الحياة الذي فرضتموه عليهم كموتى في الدنيا ونكاحين وهميين في الاخرة.

كان حري بكم الاعتراف ان التعاليم التي تقدسونها لا يمكن ان تثمر غير ما يعيشه العالم اليوم بسببها فلما المكابرة!!!؟؟؟

لقد اعطي لها من الزمن قرونا لتثبت صلاحيتها للحياة لكن لم تظهر اشارة واحدة من تطبيقاتها العملية جغرافيا وزمنيا غيرتوزيع الفاقة والجهل والمرض مكللة في النهاية بنعمة الموت تحت ظلالها الجرداء اينما حلت و لمن حولها ولمعتقديها من الضحايا البشرية المتبهيمة بالبداوة.

كان عليكم ان تعتذروا للبشرية كلها على الالام والعذابات التي سببتموها وتسببونها لها الى اللحظة، وستبقون كذلك ان لم يبادر العالم على انقاذكم والعالم من هذا الوباء القاتل لكل انواع الحياة.. اتقدم باحر التعازي للبشرية بسبب وجودكم بينها متشحا بعميق الحزن عليكم بسبب عدائكم لانفسكم اولا وللحرية والجمال والحياة والانسان ثانيا… اترككم راجيا لكم الامان والسلام .. والى اللقاء.



#جميل_نادر_البابلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للمرة الالف ينجح الذئب بالانفراد بالخروف للغدر به
- الدعوة الاميريكية المشؤومة لتشكيل مليشيات من المسيحميين
- بداية النهاية لدولة العراق.. متى .. وكيف؟؟
- هل الربيع العربي هو الوليد الغير الشرعي لغزوة نيويورك المبار ...
- رقصة الموت الديمقراطية في المجتمعات الاسلامية
- اللامعقول الذي تجري فصوله في العراق هو محاولة التحالف الشيعي ...
- رسالة عتاب الى ابناء وطني على ارض الرافدين ( العراق العزيز)
- جريمة الفساد في العراق.. اليس لها من مرتكب؟؟؟
- النموذج الايراني في التحرير واحياء الخلافة الاسلامية
- هل العبادي هو الحل ام انه المشكلة
- عودة الى مشكلة اللاجئين الى الغرب
- خصوصيات شعوب الشرق هي اكفانهم ومقدساتهم هي قبورهم
- تعقيب على مقالة الدكتور عبد الخالق حسين الموسومة: الاسلام وا ...
- اين عقلاء الشيعة من ما يجري...ياقوم؟
- ليس هناك من ربيع دون ان نخلع الهتنا قبل حكامنا


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جميل نادر البابلي - عارعلى الحكومات العربية والاسلامية تنكرها لابوة داعش