عملية -تل الربيع- نفذها الموساد

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5188 - 2016 / 6 / 9 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

منذ ظهور حركة حماس على الساحة أواخر العام 1987 ، بعد إغلاق أبواب المسرح الفدائي الفلسطيني ، تحت مسمى حركة المقاومة الفلسطينية ، ونحن نرى عمليات مسلحة ضد المستدمرين اليهود في مدينة "تل الربيع " أو ما يطلق عليها عبريا تل أبيب ، والقصة تتكرر في كل مرة بغباء مخطط ومنفذ ، والغالبية كانت دخول المنفذين إلى مرقص أو مطعم ، ومن ثم البدء بإطلاق النيران على الرواد الذين جاؤوا للرقص مع عشيقاتهم او تناول طعام العشاء مع ذويهم.
قبل الغوص في التفاصيل المخزية أؤكد أنني مع مطاردة المستدمرين الإسرائيليين في أي مكان ، ولكن هناك اولويات ، والأولوية هنا للعسكريين والمستدمرين في الضفة الفلسطينية ، أما المستدمرين في فلسطين الساحلية المحتلة عام 1948 ، فإن التعامل معه سيكون تحصيل حاصل ، لأنهم عند التركيز على مواجهة العسكريين والمستدمرين فإنهم سيغادرون فورا ، وسيحاولون رغم حذر السلطات الإسرائيلية من فتح باب الهجرة المعاكسة الخروج بأي طريقة .
لنعود إلى العمليات المشبوهة التي ينفذها الموساد مع وكلائه الجدد في الساحة الفلسطينية ، والتي إزدادت بعد توقيع إتفاقيات أوسلو سيئة السمعة والصيت أواخر شهر أيلول عام 1993 بين قيادة المنظمة ومستدمرة إسرائيل ، بدفع عربي رسمي تمثل بالتضييق على الفلسطينيين وخاصة في تونس ، وبالتعاون الوثيق مع بعض القادة الفلسطينيين الذين تسيدوا اليوم الوضع الفلسطيني عنوة .
على سبيل المثال لا الحصر ، هناك عملية الخليل التي نفذتها حماس ضد أهداف إسرائيلية عشية الإنسحاب الإسرائيلي من المدينة عام 1996 ، وقد رفض نتياهو الإنسحاب بحجة ان حماس نفذت عملية فدائية ضدهم ، والعملية الأبرز هي عملية بيت ليد التي نفذها عناصر من حماس ضد اهداف إسرائيلية ، في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قضى إغتيالا لأنه وقع أوسلو إسحق رابين.
عند ذلك جن جنون رابين وطلب من الرئيس الفلسطيني الراحل بالسم ياسر عرفات الحضور للقائه ، وقد إحتاط عرفات للأمر وحمل معه ملف العملية كاملا ، وما أن إلتقى الرجلان حتى بدأ رابين يلوم ويعتب لأن عرفات أحرجه مع شعبه ، لكن عرفات لم يمهله حتى إنهاء العتب واللوم ، وطلب من مرافقه فتحي أن يناوله الملف الأسود في الحقيبة التي يحملها ، وبدا يقرأ حيثيات العملية من أولها إلى آخرها ، وتلى على مسامع رابين أسماء العناصر الحمساوية الغزيين الذين نفذوا العملية ، وأسماء وأرقام الجنود الإسرائيليين الذين نقلوهم وأرقام السيارات العسكرية وحتى المدة الزمنية بين كل محطة ومحطة !!وما ان سمع رابين ذلك حتى أخذ "يبرطم " ويقول أن الموساد لم يطلعه على تلك العملية.!!!!
وكما قلت سابقا فإن مثل هذا النوع من العمليات الإختراقية الموسادية تكررت ، وكان الهدف منها ، تضليل الرأي العام الإسرائيلي أولا والعالمي ثانيا ، وليقول قادة مستدمرة إسرائيل للعام ، أن الفلسطينيين لايريدون السلام ، وأنهم يواصلون قتل المدنيين الإسرائيليين تعبيرا عن حبهم لسفك الدماء .
لا أنكر أن هذه الخدعة قد إنطلت على بعض الغربيين المؤيدين للقضية الفلسطينيية ، ولذلك كانوا يوجهون اللوم للفلسطينيين لأنهم يتوجهون للمدنيين ويتركون الجنود والمستدمرين ، دون علم منهم ان تلك العمليات هي موسادية بإميتاز ولا علاقة للنضال الفلسطيني بها .
ما نحن بصدده الآن عملية تل الربيع أو تل أبيب بالعبراني ، والتي قيل أن شابان فلسطينيان من يطا الخليل قد نفذها وقتلا أربعة إسرائيليين وأصابا ثلاثة ، وفي التفاصيل أنهما دخلا المطعم مثل الخواجات وتناولا طعام العشاء ومن ثم بدآ بإطلاق النيران وجرى ما جرى.
وعلى الفور بدأ الموساد يرسل العديد من الصور المفبركة للتضليل ومنها شباب يهود ملتحون قال انهم منفذا العملية ، وهكذا تمكنت خديعة الموساد من إصطياد بعض المغفلين من العرب الذين قالوا ان الدين الإسلامي لا يأمر بقتل المدنيين ، وكأنهم سلموا بذلك أن الفلسطينيين هم الذين نفذوا العملية .
يقيني أن الموساد هو الذي خطط للعملية ولا يعنيني إن كان المنفذان فلسطينيان فهناك عملاء وقد بلغ عمر الإحتلال نحو خمسين عاما وقد اسقط في شباكه الآلاف من الفلسطينيين ، وشاهدي على ذلك أنه كان أولى أن يتوجها هذان الشابان إلى مستدمرة "كريات أربع " المجاورة للخليل وتضم نحو أربعماية مستدمر يهودي من اقذر المستدمرين الذين رفضتهم شوارع حي بروكلين في نيويوك وشوارع تل أبيب ، لأن شرعية مقاومتهم واضحة وإستهدافهم أسهل ، ولكن قرار الموساد كان غير ذلك وكان الهدف مطعما في تل الربيع .
عموما إن نتائج هذه العملية ستظهر لاحقا ، وتتمثل بعدوان غاشم ربما على غزة ، لأن تحالف حارس البارات ليبرمان ونتنياهو الذي عين الأول وزيرا للحرب ، سيؤدي إلى مثل هذه النتيجة.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات