أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ (*)














المزيد.....

إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ (*)


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5188 - 2016 / 6 / 9 - 03:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عقود وقف السّياب وظهره للعراق مخاطبا الخليج "صوت تفجّر في قرارة نفسي الثكلى : عراق كالمدّ يصعد ، كالسحابة ، كالدموع إلى العيون" بعد أن "جلس الغريب ، يسرّح البصر المحيّر في الخليج". فماذا لو بدّل السياب وقفته تلك في يومنا هذا وجعل الخليج في ظهره ليخاطب بلده؟ ماذا تراه يقول بعد أن يرى أعمدة الدخان تملأ رئتي العراق فيختنق بسبب هذا الدخان؟ ماذا تراه يقول لثكالى بلده حيث لا مدّ في الخليج اليوم بعد أن باع الخونة المياه الى دول الجوار؟ ماذا تراه يقول بعد أن هاجرنا السحاب دون عودة بعد أن فشل المنجمون في صلاة الاستسقاء؟ ماذا يقول بعد أن يرى الدموع تملأ مآقي الناس بعد أن أصبح البكاء جزء منهم وهم يموتون يوميا؟

الغريب اليوم أيها السيّاب ، لا يجلس على الخليج بل يجلس في بغداد التي أحببت، بعد أن تحوّل أبناء بلدك الى غرباء ومهجرّين ومهاجرين. الغريب لا يسّرح البصر نحو الخليج بل يسّرح البصر من الخليج نحو العراق، أنّي أراه يضحك ملئ شدقيه وهو يعرّينا حتّى من ملابسنا، أني أراه يبصق في وجوهنا محتقرا إيانا، أني اراه يغتصب أعراضنا وينتهك حرماتنا، أني أراه يخرج من مسامات جلودنا ليبيعنا في سوق النخاسة.

أقولها لك وكلي ألم من أن العراق اليوم ليس دورة أسطوانة، فالدين حرّم الأسطوانة ليس كونها إسطوانة بل كون العراق يتردد من خلالها كنغم جميل. هل رأيت مؤمنين بدين حاقدين على بلد كما يحقد المؤمنين على عراقنا اليوم؟ العراق اليوم أيها "السياب" بضاعة رخيصة تباع في طهران والرياض، وهل تعرف الدلّالون والباعة لهذا العراق؟

في العراق اليوم من يقتل الأطباء ليعالج العراقيون مرضاهم في مستشفيات دول الجوار، في العراق اليوم نقتل أعمدة الكهرباء لنستورد الكهرباء من دول الجوار، في العراق اليوم نقتل المياه والأسمدة لنستورد الخضروات من دول الجوار، في العراق اليوم نقتل الأساتذة الجامعيين لنحيي الجهل والتخلف والخزعبلات، في العراق اليوم اليوم نقتل الجيش لنحيي الميليشيات، في العراق اليوم لا مستشارين لدينا فنستورد مستشارين من دول الجوار، في العراق اليوم نقتل طيارين وضباط لان جار لنا يريد ذلك، في العراق اليوم نفتح مدننا للأفاقين والمجرمين لننفذ أجندة دولة جارة، في العراق اليوم تباع نسائنا في سوق الرقيق والجواري لنعيد به مجد الإسلام!!

هنيئا لك كونك متّ ولم ترى خيانة أحزاب كاملة لبلدها من أجل مذهب وطائفة، هنيئا لك كونك لم ترى بلدك يباع بالمفرق والجملة للغرباء، هنيئا لك كونك لم ترى نساء بلدك يباعنّ كسبايا، هنيئا لك كون الخليج الذي وقفت عنده كان خليجنا وشط العرب كان شطّنا والبصرة كانت تتحدث بلهجة عراقية. تعال لأريك اليوم خيانة القوم لبلدك وشعبك، تعال لترى أن تعجبّك عن خيانة "الرجال" لأوطانهم ليست سبّة!!! بل على العكس فالخيانة واجب طائفي ومذهبي، فشيعتنا يسّرحون البصر نحو طهران ليقبّلوا يد الولي الفقيه، وسنّتنا يسّرحون البصر نحو الرياض ليقبلوا أنف "المحفوظ"، وكوردنا لازالوا في حيرة من أمرهم فمركبهم لازال بشراعين، الريح تدفع احدهما نحو الشرق وتدفع بالاخر نحو الشمال .

اليوم لدينا الملايين كالمسيح يجرون صلبانهم في غربتهم داخل وخارج الوطن، اليوم إزداد "وقع خطى الجياع" فالقحط في كل مكان. اننا لا نعيش عهد الخيانة لوحدها بل نعيش معها عهد القحط الوطني والاخلاقي والإنساني. اننا نتنفس الموت بريح الخيانة، ان من يحكمنا اليوم أيها السياب ليسوا سوى خونة، بكل ما في كلمة خونة من معنى، أنهم يقتلون العراق. والآن الا زلت متعجبا أن كيف يمكن أن يخون الخائنون ... وهل لازلت متعجبا لتسأل "أيخون إنسان بلده".

لا تتعجب ، فالشمس في العراق ليست اجمل من سواها كوننا لا نعرف الا الظلام. ولا زلنا ونحن مهجّرون داخل وخارج العراق (بين احتقار ، و انتهار ، و ازورار .. أو "خطيّة") نعم والأمر كما قلت (والموت أهون من "خطيه" ). ولا أدري إن عدت بعد حين معك ، إننا سنرى العراق عراقا، وهل ستصرخ الريح فينا .... عراق .

الأسلاميون كالعملات المزيفة لا يساوون ثمن الكيس الذي يوضعون فيه.


(*) مقطع من قصيدة غريب على الخليج لبدر شاكر السياب



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمّار الحكيم يهدد
- السيستاني يؤكد تصريحات سليماني حول التدخل العسكري الإيراني ب ...
- إذا لم تستحي فكن دعويا
- أين هو الدم بالدم أيها الدعاة ويا عبيد المالكي
- سنشكوكم الى الله أيها القتلة واللصوص !!!!!
- المرجعية تدعو الفاشلين الى التفكير بمستقبل - شعبهم - !!
- هل العراق دولة كي تكون له هيبة؟
- صدگ ما تستحون
- العراق بازار يباع فيه كل شيء ... متى يباع البازار؟
- آلو .. yes .. چشم * .. أمرك يا طويل العمر
- ثوابت -المحرر- الامريكي ... المحاصصة ثم المحاصصة فالمحاصصة
- هذيان المالكي
- أمنيتان
- من يراهنني؟
- خبز .. حرية .. دولة مدنية
- لا إصلاح الّا بقبر المحاصصة
- تظاهرات الوعي وتظاهرات اللاوعي
- حتّى أنت يا -نجامينا- !!
- آلا الطالباني توجه قارب الإصلاح نحو مستنقع البرلمان
- 8 شباط 1963 – 2016 .. الجريمة مستمرة


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - إني لأعجب كيف يمكن أن يخون الخائنون ... أيخون إنسان بلاده؟ (*)