أثيل النجيفي ينحاز صراحة لداعش بدعم تركي وأميركي

علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 5187 - 2016 / 6 / 8 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يمكن إيراد الخلاصات والاستنتاجات التالية من اللقاء الذي أجرته الديلي تلغراف البريطانية مع أثيل النجيفي بالتالي وسنعتمد في تحريرها على ترجمتنا الشخصية لبعض فقرات نص اللقاء:
-قوات أثيل النجيفي التي قدرتها الصحيفة البريطانية الديلي تلغراف بعشرة آلاف والمدعومة بحسب الصحيفة من تركيا والولايات المتحدة مبالغ فيها كثيرا وقد لا تتجاوز نصف هذا العدد. ولكن لا ينبغي الاستهانة بهذا العدد من الناحية السياعلامية لأنه حتى لو كان العدد بحدود ألف مسلح مدعومين من دولة إقليمية عضو في الحلف الأطلسي فهو يصلح ليكون مخلب قط ( مسمار جحا / قميص عثمان .. الخ من التشبيهات البلاغية ) لتركيا الأطلسية و من ورائها الولايات المتحدة لتنفيذ برنامجها الإلحاقي والذي تؤكده تصريحات وأطماع تركية قديمة ومتجددة بالموصل وبشمال العراق كله.
-ترويج أثيل النجيفي لفكرة (البقاء تحت حكم داعش أفضل من تحريرها) لم يربطها بمشاركة الحشد الشعبي كما قال البعض، بل ربطه بأن يتم هذا التحرير من قبل الجيش العراقي الذي وصفه النجيفي بـ "الجيش الشيعي"، أي أن اعتراض آل النجيفي ومن يحركهم - رغم أن أسامة النجيفي أكثر اعتدالا من أخيه فهو يميز بين حشد جيد يدافع عن العراق وفصائل منه ليست كذلك - لم يعد احتجاجا على تدخل قوة يعتبرونها طائفية شيعية، بل هو تحول إلى تمرد ورفض للمؤسسة العسكرية العراقية الحكومية، حيث قال حرفيا ( فيما يريد بعض سكان الموصل التحرر من داعش بأي ثمن فإن الغالبية منهم تعتقد أن من الأفضل البقاء تحت حكم داعش على تحريرها من قبل الجيش الشيعي) (While some residents of Mosul just want to be free from Daesh (Isil) at any cost, the majority believe it’s better to be trapped under them then freed by a Shia army).
-تقديرات أثيل النجيفي وتمييزه بين "البعض" و "الغالبية" الموصلية مجرد تفاهات لا يؤيدها مصدر أو توثيق أو أي عملية سبر للآراء ولكنها تتكرر كثيرا في وسائل الإعلام التركية اليمينية المؤيدة للتكفيرية الداعشية.
-يمكن اعتبار قول أثيل النجيفي ( نحن نتفق مع بعض الأمور التي فعلتها داعش ولا نتفق مع البعض الآخر ولكننا نريد متابعة التغييرات ولا نريد العودة إلى ما كان موجودا عندنا) يمكن اعتباره منسجما مع الخط السياسي الأردوغاني المعتمد للتعامل مع داعش من قبل الدولة التركية ويمكن اعتباره حجر الأساس لفكرة القطع مع انتماء وتبعية محافظة نينوى للعراق ككل وسننتظر أن يترسخ هذا الحجر الأساس ليكون بناء متكاملا بمساعدة صمت الدولة العراقية ونظام الحكم الطائفي فيها.
-ما يقوله ويفعله أثيل النجيفي بلغ ذروة الاستقطاب الطائفي بل ودخل منعطفا شديد الخطورة بانحيازهم ومن ورائهم الدولة التركية بدعم غربي وأميركي إلى المعسكر الداعشي التكفيري، ولم يعد الأمر مجرد اتهامات وشبهات بل صار اعترافات صريحة وهذا ما ينبغي التوقف عنده إجرائيا و أيضا يجب التوقف عند الصمت العراقي الرسمي من قبل السلطات الثلاث القضائية والتنفيذية والتشريعية على هذه الاعترافات وإدانة هذا الصمت.
-يخطئ من يعول على موقف إيراني مناهض للاستراتيجية التركية الغربية ومخلب القط فيها "آل النجيفي وحلفاؤهم"، فإذا كان صحيحا أن إيران قادرة على (خربطة الغزْل) التركي النجيفي بتنسيق مع أكراد العراق الذين يرتبطون بطهران بعلاقات لا تقل متانة جيوسياسية عن علاقتهم بتركيا وذلك بطرد النجيفي ومليشياته من مناطق نفوذهم، ورغم أن إيران قادرة فعلا على فعل ذلك، ولكن ثمة فرق بين القدرة على الفعل و الإرادة والرغبة في القيام به، و لا ننسَ أن لإيران مصالحها ومطامعها في العراق الضعيف الحالي وهي تستمد قوة إضافية من تدخلات الأتراك، هذا إذا لم نرجح وجود تنسيق وثيق بين الطرفين وهو أمر لا يمكن نفيه وإنكاره .
-محاولات التخفيف من خطورة المطامع التركية وعملاء تركيا ممثلين بآل النجيفي بدعوى أن العصر الحالي لم يعد عصر إلحاق واستيلاء على أراض الدول الأخرى، هي محاولات بلهاء لا يؤيدها الواقع فقد ألحقت روسيا بوتين جزيرة القرم قبل سنوات قليلة بها ونجحت في ذلك، و إذا كان العراق ضعيفا ومهشما ومقسما فعليا على الأرض بسبب نظام حكم الطوائف اللصوصي والتدخلات الخارجية الشتى، فلا شيء يوقف مدحلة تقسيم العراق واقتطاع محافظات ومدن منه، خصوصا وأن العين التركية على الموصل منذ نشأة الكيان العراقي الحديث مثلما كانت العين الإيرانية على العراق كله مذّاك.
-نتوقع أن يكون الرد العراقي الرسمي على تصريحات أثيل النجيفي كسيحا وهزيلا ومن طبيعة نظام الحكم القائم اليوم، أما الرد الحقيقي فينبغي أن يحسم الموقف من آل النجيفي وخصوصا من المحافظ السابق والمقال بتهمة المسؤولية عن سقوط الموصل أثيل النجيفي، و أيضا بإشعار تركيا بأن بيتها من زجاج وأن عبثها الاستفزازي والمهين ومحاولتها تقسيم العراق أو اقتطاع الموصل سيكون ثمنه تقسيم تركيا ذاتها ودعم التمرد المسلح الذي يقوده حزب العمال الكردستاني في تركيا دعما صريحا ومباشرا و بناء تحالفات دولية جديدة مع روسيا وغيرها بعد القطع مع الغرب المقاد بالولايات المتحدة الأميركية...
-إن أي رد لا يقارب أو يستلهم محاور هذا الرد سيكون بائسا و محفوفا بالمخاطر، ولكننا ندرك جيدا أنَّ ردا كهذا لن يجرؤ حكام المحاصصة العراقيون على مجرد التفكير به حتى في غرف نومهم وهنا مكمن الخطر.
-رابط اللقاء باللغة الإنكليزية مع النجيفي أثيل في خانة أول تعليق.


رابط اللقاء مع أثيل النجيفي باللغة الانكليزية
http://www.telegraph.co.uk/news/2016/06/05/we-can-learn-things-from-isil-says-exiled-mosul-governor-fightin/


2-لا لخلط الأوراق والشخصيات: بالمقابل، لا يمكن لأي كان أن يصف كل نائب أو مسؤول حكومي من العرب السنة بأنه داعشي أو طائفي لأنه لا يقول أو يفعل ما يشاء ويشتهي القائل، أو لمجرد أنه مارس حقه الإنساني والطبيعي في التعبير عن رأيه المخالف أو المختلف مع رأيك أو رأي زاعمي تمثيل مكونك الطائفي ...إن من يفعل ذلك إنما يتخذ الموقف الطائفي المحض ويدوس على الموقف الوطني النقدي الواجب اتخاذه من جميع أقوال وأفعال نواب ومسؤولي نظام المحاصصة الطائفية بغض النظرعن هويتهم الفرعية.. مثلا، مثلا هاكم ما قله النائب ورئيس كتلة " اتحاد القوى " أحمد المساري مساء أمس وفكر إن كان هذا الكلام داعشي ومتطرف وطائفي أم كلام لا غبار عليه وكان ينبغي أن تقوله أنت من المنطق الوطني والإنساني، ترى ماذا قال الرجل ؟
قال : ( هناك ثلاثة آلاف شخص تقريبا معتقلين و محتجزين لدى القوات الأمنية، نحن لا اعتراض لدينا على التحقيق مع جميع الخارجين من الفلوجة والصقلاوية والكرمة وأي مدينة يتم تحريرها، ولكن يجب إطلاق سراح من تثبت براءتهم وتحويل المشتبه بهم ومن تتوفر ضدهم أدلة إلى الأجهزة الأمنية والقضائية الرسمية فلماذا هذا التأخير في تسريع إطلاق سراح الأبرياء؟)
ما الذي يزعج البعض ويرفع نسبة السكر الطائفي في دمه في هذا الكلام الواضح والذي سمعته بأذني َّ الاثنتين في لقاء مباشر مع إحدى الفضائيات العراقية؟
صبرا، أنا سأقول كلاما يزعج هذا البعض الحساس: بالأمس قال أحد قادة الحشد الشعبي لا أتذكر إن كان العامري أو المهندس ، نحن لا نحتجز أحدا من النازحين بل نسلم جميع النازحين إلى القوات الأمنية الحكومية .. تمام ؟ واليوم تنشر وكالات الأنباء و في مقدمتها وكالة شريف روما " المدى" خبرا مفاده وعنوانه : ( إطلاق سراح 605 مدنيين محتجزين لدى الحشد لثبوت "عدم ارتباطهم بداعش". وأن المحتجزين تم تسليمهم من قبل لجنة مختصة من مجلس محافظة الأنبار هؤلاء المحتجزين المدنيين من قوات الحشد الشعبي في موقع المزرعة، شرقي الفلوجة! )
فهل يحتجز الحشد الشعبي نازحين مدنيين أم لا يحتجز؟ وهل ظهر أخيرا أن بعض هؤلاء المحتجزين تعرضوا للتعذيب والقتل أم لا؟

#علاء_اللامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات