أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - مستقبل أطفال العراق كما اراه















المزيد.....

مستقبل أطفال العراق كما اراه


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 11:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوما بعد يوم وصورة مستقبل الشعب والمجتمع العراقي تزداد قتامة وسوداوية في نظري الشخصي وكما يبدو لي ان لا أحد يهتم لذلك بسب فقدانهم للحس الوطني الذي عشناه أيام زمان ..فلا الحكومة ولا الأحزاب الدينية ولا المؤسسات والمنظمات الإنسانية الاجتماعية والقانونية تلتفت لواقعنا المؤلم وحتى لايهتمون بهيئات الأمم المتحدة عندما تحذر وتنبه لواقع الطفولة في العراق ...كان الامر لايعنيهم و لا احد يستجيب للنداءات الإنسانية التي تتعالى هنا وهناك ..
وللأسف يلاحظ حتى المؤسسات الدينية كلها وبلا استثناء ولكل الأديان والطوائف والملل والنحل تخلت عن دورها التربوي الحقيقي في بناء الانسان الانسان وتحولت الى مؤسسات دعوية ظاهرها ديني وباطنها سياسي وفي خدمة اهداف دنيوية سلطوية سياسية تافهة لا علاقة لها بالجوهر التربوي للإنسان الصالح ...
وهذا الشعور الذي يراودني بالقلق نابع من المقارنة بين واقعين يفصل بينهما ما يقارب 80 سنة ...فكيف كان يعيش الطفل آنذاك وكيف يعيش اليوم ..فلا المجتمع نفس المجتمع ...ولا التماسك العائلي نفس التماسك ...ولا الامومة المعطاء والحريصة على ابناءها هي نفس الامومة هذه الأيام ...
ايام زمان وبكل بساطة كانت الحياة تعتمد على القيم والأخلاق النبيلة المتوارثة في العائلة جيلا بعد جيل ...والناس كانت تعيش بقيم روحية إنسانية سامية لا قيم مادية انية تافهة ووسخة ...كانت العائلة العراقية تعيش ببساطة وهدوء وتشعر بالأمان والرضا لماكتب لها الله وبقناعة بقدرها...بينما حياة اليوم يسودها العنف الحاقد والضوضاء والفوضى والصخب والجنس وامتصاص الدماء واكل لحوم البشر ...بالرغم من التقدم العلمي الحضاري والثقافي ...والذي نشاهده على شاشات التلفزيون ..
اليوم نجد الكثير من التسميات تطلق على توصيف المجتمعات ..كمجتمع ذكوري او مجتمع حضاري او مجتمع متخلف او مجتمع متدين وتعتمد تسمية المجتمعات على الصفة الغالبة لكل مجتمع ..اما ما ساطلقه على مجتمعنا العراقي فهو مجتمع طفولي لان الغالبية العظمى من مكوناته هم من الأطفال ...حيث ان نسبة الأطفال فيه تعادل اكثر من النصف مقارنة بالبالغين ..ولاثبات هذه الحقيقة المؤلمة لاتحتاج الى احصائيات ودراسات علمية بقدر ماتحتاج الى نظرة واقعية الى واقع الاسرة العراقية ..
أي مجتمع يتكون من عوائل والعائلة تتكون من ام واب وأطفال وبما ان كثرة الأطفال في المفهوم السائد عند الابوين هو الشائع ..انطلاقا من مفاهيم اجتماعية اكل الدهر عليها وشرب ...مثل ( الأطفال عزوة للام والأب ) و ( الطفل يجي ورزقه وياه ) و والبعض من المسلمين يردد حديث منسوب لرسول الرحمة يقول ( تكاثروا فانني غدا اباهي بكم الأمم ) و ( الأطفال بالبيت زينة ) ومن هذه الاقوال الكثير ...ولكن الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي اليوم يؤكد عكس ذلك ...فما كان صحيحا بالأمس ليس بالضرورة هو صحيح اليوم ..العيشة أصبحت هي من تفرض نفسها وليست الكثرة ...فما فائدة ان انجب عشرة او عشرين طفلا وارميهم بالشارع والمزايل كما نراه يوميا ؟؟؟
رحم الله الشاعرالضرير الذي قال ( هذا ما جناه علي ابي وما جنيته على احد ) عندما رفض ان ينجب أطفال كما كان شائعا وسائدا ومحبذا في زمانه آنذاك ...وليس في زماننا الاغبر هذا ..
وقفة سريعة يجب ان ينتبه لها المواطن العراقي ولاسيما المثقفين والشباب منهم ممن يريد تكوين اسرة جديدة ...اقول لهم ..الزمن قد تغير ...الاخلاق والقيم الاجتماعية قد تغيرت ...الواقع الاقتصادي مزري ..الواقع التعليمي مخجل ...الواقع الصحي محزن ...حتى الامراض تنوعت وكثرت ...الاطفال تمرض ولايفيد بها العلاج وعندها الطبيب يعزيها لحساسية لا احد يعرف أسبابها ..
او بسبب الحروب والفتن المتواصلة منذ نصف قرن ..القتل والخطف والاخفاء القسري للأبرياء وحتى على الهوية اصبح مشرعنا ...تجارة الأعضاء البشرية ولاسيما للأطفال أصبحت تجارة رائدة ..الشذوذ الجنسي والمثلية أصبحت ظاهرة شرعية ...الفساد الأخلاقي وتجارة الجنس والبغاء اصبح مهنة شائعة للمعيشة ...
تشريد الملايين وغالبيتهم من الأطفال من بيوتهم وديارهم اصبح من المناظر المألوفة بوجوههم التعبانة وثيابهم الرثة والتي نراها يوميا ...غرق الاف الأطفال في البحر بسبب الهجرة والهروب نحو الغرب ...اصبح واقعا اعتياديا ولا يحرك ضمائر الناس ..
كل هذه الماسي الإنسانية ...تؤكد ان الضمير الإنساني قد مات او خدر بكل أنواع المخدرات القاتلة والتي لم يكن مجتمعنا العراقي يعرفها او حتى لم يسمع بها كالحبوب المخدرة والتي يقال انها تباع حتى على تلاميذ المدارس ويقال ان البعض من كبار الساسة يروج لها ...والادهى من كل ذلك ...هو غياب القانون الرادع ...والقاضي النزيه والعادل والإرادة في الإصلاح ...
واليوم اعيد دق جرس الإنذار ...الطفولة في العراق مهددة ...والمجتمع العراقي يهرول نحوا الهاوية ..واقول لساسة وقادة المجتمع ورجال الدين وشيوخ العشائر ..ان شعارات الإصلاح والتغيير والتكنو قراط والجدل السفسطائي حول قضايا تاريخية دينية طائفية فتنويه لاتسمن ولا تغني عن جوع ...فالطفل الذي يفتش عن لقمة عيشه بين الازبال ...لا يهمه ان صلى ابوه وامه ( مجتف او مسبل ايده ) او ان قصر الدشداشة او اطالها ..او ان اطال اللحية او قصرها .. او ان العيد يبدأ يوم السبت او الاحد ...والغريب ان كل هذه الأمور البسيطة نجد ان بعض العراقيين مستعد للموت من اجلها او قتل من لا يتبعها ...,وهذه السجالات والنزاعات التي تحدث اليوم على ارض العراق لن تعلم الطفل حرفا او تنقذ حياة طفل مصاب بالسرطان بسبب اليورانيوم المنضب ...او تركبه سيارة دفع رباعي مدرعة بدلا من ان يمشي حافيا ...
هذا الواقع الذي عشناه طيلة سنوات افرز ملايين الايتام وملايين الارامل فالكثير منهن أمهات فقدن حنان الامومة المقدسة فركضت لترمي نفسها في أحضان رجل ليشبع نهمها الجنسي وتركت اطفالها بلا حنان وكثير من الأمهات عجزن عن اعالة اطفالهن فأرسلتهم للعمل رغم صغرهم او للاستجداء في الشوارع او بيعهم ...والامثلة المأساوية كثير ولاتعد ولاتحصى ....
اطفال العراق حالة إنسانية خاصة وهم بحاجة ماسة الى قوانين حماية لحقوق الطفل العراقي خاصة ...لان كارثة أطفال العراق يا ناس أيضا غير عادية ويحتاجون الى رعاية خاصة ..ان نريد بناء مجتمع صالح وغير معقد او متطرف ..وبعيد عن أفكار العنف القاتل ..
أطفالنا العراقيين مستقبلهم مظلم فانيروه يا ناس ..واسود فبيضوه ...رحمكم الله
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ...



#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السادية السياسية والتفنن في تعذيب المواطن
- مراهنة العراقيون على الديمقراطية الشعبية المباشرة
- الفساد في العراق أصبح ظاهرة اجتماعية ؟؟
- شناشيل طفولتي
- الوداع .... الوداع
- ظاهرة اغتصاب الأطفال والتحرش الجنسي
- قصة يتيم عراقي في مهب الريح
- رعاية الايتام ضمانة مجتمعية
- أردوغان يتحدى وبوتن يقبل التحدي ..فمن سيربح ؟؟
- مفهوم الصلافة او الوقاحة السياسية
- ظاهرة اللصوص الصغار
- اللعب الخطر بدأ الان على المكشوف
- معاناة الشعوب سببه النفاق السياسي
- الدينار العراقي عنوان عزتنا ولكن ؟؟؟
- معالم الانتحار السياسي في العراق
- الاغتيال السياسي ليس حلا
- ولكم في الموت عبرة يا اولي الالباب
- عراقنا سيد بلا سيادة
- منطقتنا العربية حبلى وستلد ثعابين
- غبي من لا يستفيد من دروس التاريخ


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نوري جاسم المياحي - مستقبل أطفال العراق كما اراه