أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف مانجستو - الشعب المصرى و الثقافة الاستهلاكية














المزيد.....

الشعب المصرى و الثقافة الاستهلاكية


شريف مانجستو

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 01:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ظللنا أيام وليالى ننتقد الانظمة بانحيازها ضد الفقراء وأن الرأسمالية تقتل الشعب المصرى . وركزنا فى العديد من مقالاتنا عن مدى القمع النفسى الذى يواجهه الشعب المصرى من عدم وجود سياسة اقتصادية واضحة ، وذلك لمواجهة ارتفاع الأسعار الجنونى والقضاء على حالة التضخم السائدة فى المجتمع المصرى . وتحدثنا كثيراً عن المناطق العشولئية وما يحدث بها من انقطاع للكهرباء وتواجد جماعات من اللصوص مع غياب تام للرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية ، وتحدثنا أيضاً عن معاناة الفقراء فى الريف وفى المناطق الساحلية والمناطق الصحراوية . ولكن دعونا نتحدث اليوم عن الثقافة الاستهلاكية التى يتحلى بها الشعب المصرى . فالشعب المصرى للأسف مُصاب بداء الاستهلاك وخصوصاً السلع الغير هامة . ويظهر هذا جلياً فى المناسبات الدينية وغيرها ، وهذا تحديداً ما نراه فى هذه الأيام ونحن فى شهر رمضان الفضيل . فالجماهير تهرول خلف المحال التجارية لشراء اللحوم والأسماك والحلوى والياميش ، وترى أعينهم وهى مُتطلعة لتلك السلع ، وكأنهم يأكلون لأول مرة .ترى ظاهرة الألعاب النارية مُتفشية فى شوارعنا ، وكأن هذه الألعاب النارية ( البمب والصواريخ ) يحصل عليها الناس بدون مقابل مالى . فالأمر فعلاً يحتاج إلى تحليل دقيق للشخصية المصرية ، ومدى انفصامها عن الواقع ، فهم يشتكون من ارتفاع الأسعار الجنونى ، ثم يذهبون لشراء سلع ترفيهية و مُستفزة !!. ولا داعى للحديث عن مدى التبزير الموجود داخل البيوت المصرية من دعوات للأفطار يتم تكلفتها بآلاف الجنيهات ، ولا يأكل الناس إلا القليل ، والباقى من هذا الطعام يهب للقطط والكلاب غالباً . وظاهرة الفوانيس التى يضعها الناس على بيوتهم وهى مُكلّفة جداً ، فهذا الأامر أيضاً يُشكّل عبأ على كاهل المواطن وعلى الدولة . فلماذا لا يتعاون المواطن مع نفسه ويقوم بالترشيد ؟. ومن هو المسئول عن هكذا حال ؟.من هو المسئول عن إهدار الماء داخل المساجد وداخل المؤسسات العامة والخاصة ؟.يبدوا أن الأمر فى تقديرى يعود إلى عهد الرئيس جمال عبدالناصر ، والذى قدّم منظومة الدعم للجمهور وتركهم بدون تأكييد على ثقافة الترشيد والاهتمام بالوسطية فى تناول أى شىء . فتعود الجمهور على فكرة " الحاكمية للحكومة " أى أن الحكومة هى التى تُدير وتحكُم و تلعب دور الأب و الأم . وتتطور الأمر إلى أن وصلنا بعد الانفتاح فى عهد السادات إلى الرغبة فى الاستهلاك من أجل الاستهلاك ، ولاداعى للإنتاج .فظهرت السلع المُستفزة والصناعات المُستفزة ، واعتاد الجمهور على فكرة النزوع لما يُسمى الرفاهية الغير مُبررة . حتى تطور الأمر وأصبح خطيراً جداً . حيث الفقير لا يسعلا لتطوير ذاته أو حتى الضغط على الحكومة لتغيير وضعه للأفضل ، بل لجأ للتماهى مع الأغنياء ، وقام بتقليدهم وفقاً لوضعه ، وبالتأكيد ظهرت سلع تخلق تقارب ما بين الأغنياء والفقراء ، فالهاتف المحمول أصبح فى أيدى الفقراء أكثر من الاغنياء ، ولا يُفهم من كلامى أننى ضد الثورة التكنولوجية ، ولكننى ضد الاستخدام الكوميدى والهزلى لتلك الثورة . فعندما نجد متوسط دخل أسرة فقيرة لايسمح لها بإدارة شئون تلك الأسرة لمدة 15يوم فى الشهر ، ونجد رب الأسرة لديه هاتف محمول ولزوجته ولأبنائه الصغار ، بل أجهزة مُتقدمة ويخصص لها ميزانية شهرية كبيرة جداً . فأين ترتيب الأولويات لدى الشعب المصرى ؟. فمنذ فترة قابلت أحد الأشخاص القادمين من برلين الالمانية ، وسألته عن نمط الاستهلاك لديهم ، فأكد لى أن الشعب الألمانى يتسم بعشقه للعمل والثقافة ولا يرغب فى الاستهلاك إلا قليلا . فعلينا ان نتحلى بالترشيد قدر المُستطاع . لأن رغبتنا فى التملك والتسوّق ، هى التى دفعت المُحتكرين بابتزاز مشاعر الجماهير و استغلالها لصالح مكاسب ربحية مسمومة . فالحذر من غياب الرُشد لأنه سيقود إلى عواقب وخيمة جداً .



#شريف_مانجستو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن المُستشار هشام جنينة أتكلم
- معاناة المرأة فى عصر الخوف
- راشد الغنوشى يتخلى عن الحاكمية لله
- فقه الاضطهاد
- مصر ستتقدم ولابد
- البناء والهدم فى نظام السيسى
- الخطر
- ثورة الضمير الإنسانى


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شريف مانجستو - الشعب المصرى و الثقافة الاستهلاكية