أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عارف معروف - كل رمضان وانتم....أسمن وأكذب وأكثر قسوة ....














المزيد.....

كل رمضان وانتم....أسمن وأكذب وأكثر قسوة ....


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 14:24
المحور: كتابات ساخرة
    





كل رمضـــــان وانتم....أسمن وأكذب وأكثر قسوة ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منذ مئات السنين ورمضان هو هو في بلاد الاسلام المباركة.... قبيل ايام من تشريف الشهر الفضيل تكتظ الاسواق بالناس وهم يزدحمون على السلع والمواد الغذائية ويبالغون في اقتناء اصنافٍ مترفة وكمياتٍ تفيض عن حاجتهم ، ذلك انهم سيجوعون نهارا ويعانون من بعض العطش ،ولا أقول شدّته ، لأن غالبيتهم سيقضى النهار نائما في سبات عميق قرب اجهزة التكييف او المبردات وهو ينفرمن كل حديث اوطلب بدعوى الصيام والمعاناة ، ليزدحموا مساءا على مائدةٍ عامرة بالأطايب وليأكلوا بلهفة وشراهة ، بعد ان يكونوا قد افتتحوا افطارهم بتمرة وشربة لبن كما تقضي السنة والى جانبها الزهد الكاذب والصبر المصطنع ، ولكن ليملئوا كروشهم ، بعد ذلك ،حتى تنوء بحملها الابدان فيمنع الخدر الكثيرين منهم عن القيام حتى يسترد انفاسه ، وربما بادروا الى توزيع المواعين الى جيرانهم وكل يتفنن في ان يكون صحنه هو الافضل والاكثر مجلبة للأعجاب ! في حين يكون التجار قد بادروا الى رفع الاسعار، ربما الى الضعف ، ولربما كان اكثرهم تقى وتدينا من بادر الى جمعها من الاسواق قبل شهر او شهرين وبأبخس الاثمان ، تحسبا للشهر المبارك ، ليملأ بها المخازن و ليطلقها قبل ايام من رؤية الهلال السعيد الذي كان يترقبه بلهفة وابتسامة شايلوكية ترتسم على شفتيه !
انه شهر صيام البطون نهارا وتخمتها ليلا ، ذلك ان صيام الجوارح امر لا يعرفه القوم ولم يسمعوا به وان سمعوا فما وعّوا وان تكلموا به وتقّولوه فمثل ما يلوكون لغو الحديث في الدين والسنة والاخلاق وما يجب وما يصح دون وعي او التزام ، ولو وعّوا لتأملوا في اسباب خبر غار حراء الذي كان يقضي فيه النبي شطرا من عامه متعبدا، وهو خبر يعرفونه ويرددونه منذ نعومة الاظفار حتى المشيب ، لم يسأل احد منهم نفسه لماذا كان النبي يتعبد في الغار ويعاني من وعورة الجبل ولماذا لا يقوم للصلاة في بيته ان كان الامر صلاة او يتهجد في منزله ان كان الامر امرتهجد ؟ لقد كان النبي يعتكف هناك لصيام الجوارح ، لرياضة نفسية صنعت منه ما هو عليه ، رجل في امّة او أمة في رجل ، فمتى تعرفون صيام الجوارح ، اتحداكم : ، الصيام عن الكذب ، الصيام عن النفاق والمسايرة ، عن الذل والاذلال ، عن الجبن والخنوع ، عن الشهوات المنفلته ، الصيام عن السرقات والاختلاسات والرشى والعقود المزيفة والصفقات المبطنه ، الزنا المغطى والاباحية المتسترة ، وتكفون عن صيامكم السخيف هذا ؟! او لأسهل عليكم واختصر ... صوّموا عن الكذب فقط ، وانا اضمن لكم انكم ستصحّون فعلا، وستكونون ، حقا ، خير أمة اخرجت للناس ، فهل انتم قادرون ...، ابـــداً !
عرفت زميلا في الوظيفة كان، طوال عامه ، لايدع معصية الا ارتكبها ولا مثلبة الاّ جناها ، حتى اذا حلّ رمضان رأيته يختلف الى المسجد وقد اكتسى دشداشة بيضاء واعتمر غطاء رأس ابيض وصاغ ولده الصغير ، الذي يمسك بيده ، وفق نفس القالب ، وهو يسير مطّرّق الرأس ، هاديء الخطو و" براءة الاطفال في عينيه " ، تلاعب اصابعه مسبحة سوداء وتتحرك شفتاه بما يحفظ من آيات ، فاذا قطع عليه اجواءه " الروحية " هذه ، زميلٌ ممن له معه خصوصية داعيا اياه الى ما تعّودا ، همس بأنكسار :" استغفر الله ... دعها الى ما بعد الصلاة " واذا جاءه آخر برشوة اشاح بوجهه عنها مطالبا اياه بأن يوافيه على مائدة الافطار ، توددا ورحمة بين أخوين مسلمين ، حتى اذا افطر وصلّى ،استلم من ضيفه رزمة المال وبدأ يعدها مبسملا : " بسم الله الرحمن الرحيم ... مئة .. مئتان .. ثلاثمائة ...الخ حتى اذا انتهى شمل الراشي ببركته جزاء الامانة والحساب السليم :" بارك الله فيك ... اخي "...
هل تظنون ان هذا نموذجٌ فردٌ ، وحالةٌ استثنائيةٌ شاذة؟
ابداً ، .... انتم تعلمون ، مثلما اعلم ، ان هذا هو ديدن 90% من الناس اذا تهاوّنا كثيرا وتساهلنا في القياسات وتركنا التشدد في المواصفات . ان الأفضل من هذا النموذج والاكثر تقى ، سيؤجل كل ما تعود اليه الى مابعد رمضان فقط ، في افضل الاحوال ، لينغمس مع بشارة العيد السعيد في كل ما درج عليه ولربما زاد عليه ، تعويضا لما فاته في الشهر الكريم !
انهم يتحاشون ، ربما ، دعس نملة بأقدامهم ، في شهر الخير والبركة ، ليعودوا فيدوسوا ويسحقوا عظام البشر بعده !
وكل عام وانـــــتم .....





#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلوجة مدينة عراقية، نعم ، لكن تحريرها ليس شأنا عراقيا !
- سر العفو عن محمد الدايني....(2)
- سرّ العفو عن محمد الدايني ....(1)
- على العكس ، اللجنة قالت كل شيء وبأوضح عبارة !
- اميّ لا تعرف البكيني ....
- سايلو الحبوب...ام مرحلة دامية جديدة ؟
- انا السلطان !
- قرار السيد البارزاني ، اصلاح مالي ام فضيحة ؟
- حسون الامريكي و- ُقبلة - الزوراء ...
- من صحيح البخاري و نهج البلاغة ...حتى البيان الشيوعي !
- اساطير الاولين !
- لندون ب . جونسون واغتيال سمير القنطار ....
- احاديث شخصية مع عبد الرزاق عبد الواحد ...(2)
- احاديث شخصية مع عبد الرزاق عبد الواحد...
- ماذا يحصل في كردستان ؟
- ثورة شعب ام مؤامرة مدعومة من الخارج ؟
- جاسم ....العنف ام الخوف؟......(2)
- -جاسم مو مشكله- ونوري السعيد ... ! .........(1)
- عبد الكريم قاسم والاميرة انستازيا رومانوف!
- جريدة - الحرية - .... صفحة مجهولة من تاريخ الصحافة السرية في ...


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عارف معروف - كل رمضان وانتم....أسمن وأكذب وأكثر قسوة ....