أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (80) حرب طاحنة وسحب سماوية !















المزيد.....

أديب في الجنة (80) حرب طاحنة وسحب سماوية !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 09:07
المحور: الادب والفن
    



عاد سحب السماوات وعروسه " فتنة النهار "بعد بضعة أيام إلى الأمبراطورية الشنوتية في زفة فضائية مهيبة تقدمتها أفواج من الملائكة المجنحين والجن الطائرين دون أجنحة ممتطيي الخيول البيضاء ، ثم مئات الحوريات الفاتنات فمئات من الحوريات الظبيانيات اللواتي رؤوسهن رؤوس ظباء وأجسادهن أجساد حوريات كن يمتطين وعولا متعددة الألوان ، فيما امتطت الحوريات الفاتنات بسطا طائرة كن يرقصن عليها رقصات لا يتأتى مثلها إلا في ملكوت السماء . وجلس سحب وفتنة على محفة طائرة مكشوفة وقد أحيط بهما أربع حوريات سماويات ، تبع محفتهما اثنتا عشرة حورية رؤوسهن رؤوس خيول وأجسامهن أجسام حوريات كن يحلقن بانتظام بأجنحة فضية ويرسمن في الفضاء حركات جمالية منوعة ، تبعهن فرقة من الدلفينات الحوريات أيضا رؤوسهن رؤوس دلفينات وأجسادهن أجساد حوريات فاتنات، كن يحلقن واقفات أحيانا وعلى بطونهن أو على ظهورهن أحيانا أخرى،وكن عاريات تماما لا تخفي أجسادهن شيئا من جمال النهود والأفخاذ والسيقان ، تبعهن فرقة من الحوريات النوقيات اللواتي لم يكن لهن رؤوس وأجساد إنسيات أو حوريات ، بل كن نوقا خارقات الجمال ينطقن بأجمل الكلام ويشدون بأجمل الأغنيات في زفة العروسين .
وقد حلق فوق الموكب وأسفله أسراب من الورود المختلفة من الفل والنرجس والنسرين والجوري وشقائق النعمان وياسمين الشام ، وعلا الجميع ألف فارس من فرسان الجن المغاوير لحراسة الموكب، كل جني منهم يستطيع أن يطلق ألف نيزك كل نيزك منها يمكنه أن يدمر كوكبا بحجم الكرة الأرضية ! كانوا ينتظمون كل مائة فارس بلباس مختلف وألوان خيول مختلفة .
كان الموكب يحلق على ارتفاعات منخفضة بحيث تسنى لجميع سكان الكواكب الإنسية والجنية مشاهدته بوضوح وهو يمر في فضائها ، وحين دخل فضاء الكوكب الشنوتي راح ينخفض أكثر ليدخل فضاء الإمبراطورية الشنوتية على ارتفاعات منخفضة جدا ، إلى حد أنه كان يضطر إلى الإرتفاع حين يواجهه جبل عال أو سلسلة هضاب مرتفعة .
خرج جميع أبناء الإمبراطورية من بيوتهم أو من مواقع عملهم وراحوا يرقبون الموكب الأخاذ المحلق في فضاء كوكبهم . وحين شرعت محفة الأمير والأميرة في الهبوط على أرض حديقة القصر الأميري راحت الأفواج المرافقة تحلق بانتظام فوق القصر وفي فضاء العاصمة .
استقبل الأميران بحفاوة بالغة من قبل الملك لقمان والملكة نور السماء والإمبراطور والإمبراطورة والملك شمنهور وملكة الجمال وربة الجمال وعشرات المستقبلين من الجن والإنس، وبدا أن الحياة ستسير بانتظام وفرح وسعادة دون أي شيئ يمكنه أن يعكرصفوها ، لو لم يكن جمال سحب السماوات ما يزال يشكل طموحا يمكن تحقيقه للأميرات الفاتنات من بنات ملوك الجن والإنس ، رغم زواجه من الأميرة فتنة النهار.
*****
لم تمر سوى بضعة أيام حين التقى الأمير بمحظيته ملكة الجمال ووصيفتيها وأعلن لهن أنه لن يتزوج على الأميرة فتنة النهار ، وأنه لن يقيم أية علاقات غرامية خارج الحياة الزوجية ما لم يكن هناك ضرورة لذلك ،وأنه في مقدورهن أن يعتبرن أنفسهن حرات من الإرتباط به وأن يعشن حياتهن كما يشأن سواء ببقائهن في القصر أو في مغادرته. فاخترن أن يبقين في القصر ومن ضمن أسرة الأمير، فرحب بهن هو والأميرة .
****
ما لم يكن في الحسبان أن أميرة جنية مغرمة بمواقعة الجميلين من أبناء الجن والإنس وهي ابنة ملك جني يحكم كوكبا جميع سكانه من الجن ، سمعت كغيرها بجمال سحب السماوات فأعلنت لأبيها رغبتها في تملك هذا الأمير وضمه إلى قائمة معشوقيها ، ونظرا لأن أباها كان يحبها كثيرا ولم تطلب منه طلبا إلا ولباه لها ، بحيث بلغ عدد الجميلين من أبناء الجن والإنس الذين أحضرهم لها كرها أو طواعية تسعا وتسعين أميرا وجميلا .. وحين عرف أبوها الملك أن الأمير متزوج وأنه لا يمكن الحصول عليه بوسائل سلمية ، جند جيشا من مليون جني جبار ووجهه لمحاصرة كوكب الإمبراطورية الشنوتية بكل ممالكها ودولها ،وأعلن أنه سيدمر الكوكب ما لم يتم تسليمه الأمير سحب السماوات .
لم يكن الأمر سهلا لا على سحب السماوات ولا على الملك شمنهور، والأسوأ أنه لم يكن سهلا على الملك لقمان نفسه ، وقد نذر نفسه لرسالة سلام حتى مع الجن ، وها هو يجد نفسه أمام كارثة حقيقية سيضطر لمواجهتها إلى خوض حرب لا هوادة فيها . أمر بإقامة سد من مليون جني للوقوف في وجه جيش الجن الغازي المحاصر للكوكب ، و أبرق إلى ملك الجن رسولا يدعوه إلى لقاء . فالتقيا في الفضاء بين الجيشين . الملك لقمان بصحبة الملك شمنهور الجبار. والملك الجني بصحبة قائد جيشه. حاول الملك لقمان بكل دماثته وسمو أخلاقه أن يثني الملك الجني عن مطلبه ،وأن يقدم له مائة من أبناء الجن الجميلين ليكونوا من معشوقي ابنته ، غير أن الملك أبى التراجع عن مطلبه . أنذره الملك لقمان أن جيشه قد يتحطم دون أن يحقق مأربه ، فلم يأبه بالإنذار.
ما أن عاد الملكان إلى الكوكب حتى بدأت الحرب . أطلق جيش الملك الغازي ملايين الشهب والمذنبات فتصدى لها جيش الملك لقمان بملايين أكثر قوة منها ودمرها ، فأطلق الآخر ملايين النيازك ،فدمرت ، وأرسل أنهارا من النيران الملتهبة فواجهتها أنهار من الماء وأطفأتها ، فحمم من المقذوفات البركانية ووجهت بحمم أخرى ليلتهب الفضاء بالحمم المنصهرة في محيط الكوكب ،ليبدو للرائي وكأن القيامة قد قامت في آفاق الفضاء .. أدرك سحب السماوات أن هذه الحرب الفضائية قد لا تنتهي بين هذه القوى الجنية فقرر استخدام قواه الخارقة للمرة الأولى .
لم يصدق الملك الغازي نفسه حين دفعته خاطرة تذاهنية إلى القاء نظرة على كوكبه ، فرآه يتفجر وكأنه قنبلة ليتبدد في أشلاء متناثرة تحترق في الفضاء وقد قضي على كل حياة فيه ، بما فيها حياة ابنته ومعشوقيها . صرخ من أعماقه متفجعا ،غير أنه لم يكمل صرخته حين رأى سيفا هائلا يحصد الأجساد من منتصفها يدنو من جسده وجسد كل من حوله من الجن ليقسمها إلى نصفين . لم تمر سوى لحظات حين حول السيف المهول أجساد مليون جني إلى أنصاف أجساد مبعثرة ومتهاوية في الفضاء .
لم يصدق الملك لقمان ما جرى غير أنه توقع أن يكون سحب السماوات هو من قام بهذا الفعل الفظيع . هاتفه تخاطرا :
- سحب هل أنت من فعل هذا الأمر الرهيب ؟
لم يفاجأ . حين تردد صوت سحب في مخيلته :
- أجل يا أبي !
- لماذا يا بني ؟
فوجئ الملك لقمان بكل معنى الكلمة هذه المرة، حين هاتفه سحب قائلا :
- أنا لست رسول سلام يا أبي ،أنا رسول قتل ودمار لقوى الشر أينما كانت في الكون !!
تأوه الملك لقمان من أعماقه لإحساسه أن كل ما فعله قد يذهب هباء ،بل وراح يتمنى أن يكون كل ما يحدث هو مجرد خيال لا غير بما في ذلك وجوده هو !! ألقى رأسه على كتف الملكة التي كانت تقف إلى جانبه في الفضاء ، فضمته إليها وهي تدعوه إلى الهدوء وعدم التفكير في المعقول واللامعقول!!
****
يتبع.



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والعقل البشري! خواطر . تأملات . مقولات ومقالات. (5)
- في الجميل والأجمل ! شاهينيات ( 1241)
- تعريف المصطلحات في مذهب - وحدة الوجود الحديث- شاهينيات ( 124 ...
- واحسرتاه على الطفولة القتيلة !
- *في الألوهة وتعريفها وفعلها ! شاهينيات ( 1229 )
- * وعي الألوهة بين المادة والطاقة ! شاهينيات 1228
- أديب في الجنة (79) * عجائب الزمان في عرس الأميرة والأمير .
- أديب في الجنة (78) * حب عابر للكواكب!!
- * في الخالق والخلق والغباء الثقافي والدكتاتورية!
- أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب ...
- أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !
- أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبي ...
- شاهينيات صادمة تقدس الأنثى ! !
- كعب الحذاء غير النبيل !! * الأبوة بين الرضا والغضب !
- شاهينيات صادمة جدا جدا !!
- أديب في الجنة (74) * لا حضارة دون عقل حر!
- أديب في الجنة (73) * الخالق بين التنزيه والتشبيه وقوانين الخ ...
- * في الخلق الخالق . وفي المادة والطاقة ! شاهينيات 1185
- أديب في الجنة (72) * هول التكهنات وسحر المعجزات في شخصية سحب ...
- أديب في الجنة (71) * معجزة المعجزات في ولادة ونمو- سحب السما ...


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاهين - أديب في الجنة (80) حرب طاحنة وسحب سماوية !