أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين شمس الدين - أهمية قديروف والنموذج الشيشاني في سياسة روسيا الاقليمية















المزيد.....

أهمية قديروف والنموذج الشيشاني في سياسة روسيا الاقليمية


أمين شمس الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5185 - 2016 / 6 / 6 - 01:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أهمية قديروف والنموذج الشيشاني في سياسة روسيا الاقليمية
أو
ذروة قاديروف*

"ماذا لو كان الحاكم في الواقع أسْأمَتْهُ المشاغل والهموم و عجز عن الدخول إلى العرش بدون سلطة؟". ".. ولكن، مع ذلك، كان يحكم كما لو كان على يقين من أنه لن يموت أبدا..". صور حية من الأدب الكلاسيكي العالمي، وما من أحاسيس أفضل لنقلها من التصريحات الأخيرة لرمضان قاديروف.
يقوم رئيس جمهورية الشيشان نفسه، وبشكل منتظم بصياغة مُسَوّغات معلوماتية أو يستخدم هذه أوتلك من المناسبات والأنشطة من أجل "حل وربط" سياسته الخاصة. وأصبحت تصريحاته المغالية أمرا شائعا. ومعظمها تثير نقاشات ساخنة، تخرج عن نطاق مجموع المواضيع عن القوقاز بشكل خاص. هنا، بدءا بسوريا و أوكرانيا وانتهاء بـ "المعارضة غير المنهجية (غير النظامية)" الروسية.
ومع ذلك، في أواخر فبراير من عام 2016م، مع فاصلة زمنية من عدة أيام صرّح رمضان قديروف انه لا يستبعد استقالته من منصب رئيس الشيشان. ففي البداية، في 23 شباط، ثبّت أنه أتم واجبه في تحسين ظروف الوضع في البلاد، وبالتالي لا توجد لديه الرغبة في الاستمرار بترؤسها. آنذاك، تظاهر قديروف علنا باستعداده لتغيير نوع عمله إذا أرادت القيادة العليا للبلاد ذلك. ثم، في 27 شباط، وعلى الهواء مباشرة (محطة NTV) خلص قاديروف بحديثه أن عمله كرئيس للشيشان قد انتهى، قائلا: "هناك حد للآدميّ. والآن أعتبر أن قاديروف في ذروته".
المنطقة- رمز
إن التصريح العام عن استقالة رئيس أي منطقة من الاتحاد الروسي، على الأرجح، لم يكن ليجلب الكثير من الاهتمام، بل كان قد بقي موضوعا للمناقشة في دائرة خبراتية ضيقة. ولكن قديروف والشيشان - هي قصة خاصة. والحديث يدور هنا ليس فقط عن جزء معين ولوحده من روسيا الاتحادية، ولكن عن منطقة - رمز. أثناء ذلك، تحول "محتوى" هذا الرمز بشكل كبير خلال الربع الأخير من القرن الماضي. وعلى مستوى القيادة السياسية العليا في البلاد تغير من ناقص لزائد. الشيء الوحيد الذي لم يتغير - أهمية الشيشان لمشروع الدولة القومية الروسية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
جمهورية الشيشان - المنطقة الوحيدة في روسيا التي مكثت لمدة ست سنوات (1991-1994 و1996-1999) خارج دائرة الاختصاص الروسية، وكانت بحكم الأمر الواقع (دي فاكتو) دولة بسياسة داخلية وخارجية ودفاعية خاصة. وطبقت على أراضيها ليس فقط عملية مكافحة الإرهاب، ولكن أيضا عمليات عسكرية شاركت فيها القوات البرية والجوية. وكانت الشيشان الكيان الوحيد من كيانات الاتحاد السوفياتي السابق ذات الحكم الذاتي، الذي تمتع بوضع مؤجل لمدة خمس سنوات، وذلك بالاتفاق مع السلطات المركزية (وفقا لأحكام اتفاقية خسويورت، 1996). وهذا لم تشهده الجمهوريات الأخرى غير المعترف بها، التي تشكلت نتيجة انهيار البلاد الموحدة آنذاك.
ولكن الشيشان كانت أيضا الكيان الفعلي الوحيد الذي عاد (على الأقل شكليا) إلى سلطة "الدولة الأم". لم يَعُد فقط، بل و تحول الى أنموذجا فريدا من نوعه للنجاح في "التهدئة" في القوقاز. انخفض المزاج الانفصالي- الإثني في الشيشان اليوم إلى الصفر، وكثير من انفصاليي البارحة تم دمجهم اليوم في السلطة. الهجمات الإرهابية في الشيشان رغم أنها تحدث، ولكن ليس بالكثرة التي نشاهدها اليوم في جمهورية داغستان المجاورة.
أذَكّر بأنه حتى عشية أول انتخابات رئاسية، قال فلاديمير بوتين : "مهمتي، مهمتي التاريخية،- يبدو الأمر مثير للشفقة، ولكنها الحقيقة، - تسوية الوضع في شمال القوقاز". سؤال وجيه- ما هي المعايير اللازمة استخدامها في تقييم فعالية تسوية نزاعات شمال القوقاز وتناقضاته؟ ويظهر لي أنه حتى اليوم، العديد من مشاكل التنمية و الأمن الإقليمي تبدو بعيدة عن القرار (الحلول).
في نهاية المطاف، المؤشرات الكمية حسبما تتوفر معلومات من الحوادث المسلحة (وهي تأخذ منحى الانخفاض بشكل مطرد منذ عام 2012) ليست المقياس الوحيد لنجاح "التهدئة" في شمال القوقاز. فالأمر يشبه دواء خفض درجة حرارة المريض، ذلك لا يعني بالضرورة الشفاء التام للمريض. لكن الفضاء السياسي المعلوماتي الكبير- ليس ساحة تجارب للخبراء. وفي عالم الصور لأوليمبوس روسيا الاتحادية، فالشيشان عبارة عن ضربة حظ، ودليل على كيفية تحول منطقة انفصالية، والمقفّاة في ذهن الجمهور مع الإرهاب ومع رفض روسيا، إلى "سند داعم لدولة عظمى".
حاليا ، يمكن للجمهورية أن تراهن على الحصول على الحق في أن تكون "قاعدة أمامية" للبلاد، ومنافَسَة حتى صاحبة اللقب التقليدي- أوسيتيا الشمالية. ومن كل بدّ، لا أحد غير قاديروف يدعو نفسه بأنه "جندي مُشاة" لفلاديمير بوتين. لقد أكد الزعيم الشيشاني في 27 فبراير 2016 بشكل خاص أنه سيتقبل "أي قرار وأي أمر يصدره الرئيس الروسي، كواجب".
المشاة مع الطموح
ومع ذلك، للميدالية الشيشانية ليس فقط وجه واحد. فوراء الوجه الخارجي للاستقرار و الولاء يكمن تشكيل إدارة مخصوصة لقيادة الجمهورية، حيث لا يعمل القانون الروسي بشكله الكامل (في الواقع، يتم تجاهل المبدأ الدستوري لفصل الدين عن الدولة وعن التعليم، والمساواة بين الجنسين). علاوة على ذلك، يمكن للسلطات الاتحادية (المحاكم وأعضاء النيابة العامة والوحدات العسكرية في الشيشان) تنفيذ مهامها المباشرة فقط إلى حد معين.
ونفس السلطة في الجمهورية تقوم في الواقع بحملة ضد الأنشطة السّريّة المتطرفة، ولديها أفكارها حول الكيفية التي ينبغي أن يتم بها ذلك. إن أصداء النقاش بشأن جواز تطبيق مبادئ المسؤولية الجماعية فيما يتعلق بأقارب الأشخاص المشتبه في ضلوعهم في أعمال الإرهاب و الخفاء، انتشرت وبسرعة حتى قبل المؤتمر الصحفي السنوي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وغالبا ما تسمى الشيشان منطقة "مغلقة" أمام العالم الخارجي للجمهورية. ومع ذلك، فإن هذا الطرح صحيح جزئيا فقط. وفي الواقع، رمضان قديروف - ناقد السياسة الغربية. فهو ومعاونيه يعارضون أفعال الولايات المتحدة وحلفائها بقسوة أكثر مما يسمح به فلاديمير بوتين لنفسه ووزارة خارجية الاتحاد الروسي. ورئيس الشيشان ليس بأقل تبعية في استغلاله صورة "العدو الداخلي" (حتى أنه يستخدم مصطلح سيئ السمعة "عدو الشعب")، بحق أؤلئك الذين يربط أنشطتهم بمكائد واشنطن.
ولكن كل هذا لا يعني إنغلاق الشيشان من التأثيرات الخارجية من حيث المبدأ. فقديروف له منافذه للاتصال بالعالم شرق الأوسطي؛ وتعزيز الصحوة الدينية على مستوى الإدارة العليا للجمهورية، حتى ولو تم وضعها في سياق المواجهة "الوهابية"- يرتبط حتما مع النفوذ الأجنبي، والذي في الواقع ليست بالضرورة أن يقتصرعلى تأثير من الغرب.
يضع رمضان قديروف نفسه كـ "خادم السيد". ولكن هذا "الجندي المشاة" لرئيس الاتحاد الروسي، على عكس "الجنود" الآخرين للكرملين هو سياسي عَلَني، ذاق طعم هذا العمل. وخلافا لقادة إنغوشيا وداغستان المجاورة، دعى قاديروف جَهارا، مرارا وتكرارا، إلى إجراء انتخابات مباشرة لرئيس الجمهورية. ووفقا له، "من السهل والبساطة التعامل مع الناس عندما تعلم أنهم وثقوا بك، ليس فقط بمصيرهم، ولكن أيضا بمستقبل المنطقة". مع الأخذ بمنطق "جندي مشاة"، فإن قاديروف بنفس الوقت، لم يعرض نفسه أبدا في منصب بسيط عُيّن فيه من قبل موسكو.
وهو أكمل وظيفة "الجندي" بطريقة غير مألوفة في دور زعيم وطني، الأمر الذي يتطلب مستوى مختلف من شرعية لا ترتبط مع الثقة بالكرملين لا بهذا القدر ولا بذاك. ومن هنا تشاهد رد فعل حاد لجميع المحاور والمواضيع، والتي بطريقة أو بأخرى التصق معها مفهوم العِرق الشيشاني (من مذابح كوندوبوجا إلى "حادثة بوريس نيمتسوف". في الواقع، وليس بحكم القانون و قديروف منذ فترة طويلة يرأس الشيشان، و ليس فقط رأسا لأحد أقاليم روسيا الاتحادية.
موسكو كرهينة لاستراتيجيتها الخاصة
في جميع السياقات، كما هو موضح أعلاه، فإن انسحاب قديروف المحتمل يطرح الكثير من القضايا الشائكة. واستقالته الشكلية بحد ذاتها- ليس كل ما يَظهرمن الجليد العائم، ولكن جزءا صغيرا منه. أولا، فـ "قديروف" في الظرف الشيشاني - ليس تسمية على مُسمَّى، بل أكثر من ذلك بكثير. اسمحوا لي أن أذكركم بأن برلمان الجمهورية أقرّ به رئيسا للجمهورية بناءا على توصية من الرئيس فلاديمير بوتين في شهر آذار من عام 2007 (قام بمنصب قائم بأعمال رئيس الشيشان اعتبارا من 15 شباط من العام نفسه). ولكن كل هذا - فقط الجانب الشكلي للأحداث.
في الواقع، وحتى قبل هذه الفترة، عندما أصبح رمضان قديروف نائبا لرئيس الوزراء ثم رئيسا للحكومة الشيشانية كان الشخصية الرئيسة في الشيشان. وبفضل نشاطه، فَلا الرئيس آنذاك (بحكم القانون رئيس الجمهورية) عَلو ألخانوف (انتُخِب في شهر آب عام 2004 و استقال في شهر شباط عام 2007)، ولا الأوصياء في موسكو استطاعوا أن يصبحوا قادة حقيقيين لإقليم شمال القوقاز/ روسيا الفيدرالية. وإذا قام قديروف بترك منصبه بشكل مفاجئ هذا العام، فليس من الحقيقة بشيء أنه سيصبح خارج اللعبة. كحد أدنى، توجد هناك خيارات مختلفة.
إن حقيقة خروجه بحد ذاتها يحتمل أن تنطوي على مخاطر جدية. ووفقا لتصريحات عادلة للباحث في الشؤون القوقازية المعروف، قسطنطين كازينين، فإن من يريد إجراء تغييرات هامة في جمهورية الشيشان - "الأمر بمثابة عملية جراحية معقدة وخطرة. اذا كان من يريد التغيير دون أن إدراك المخاطر والتكاليف المحتملة لمثل هذه المرحلة الانتقالية، فإنه ليس الشخص الأكثر مسؤولية". ومن هنا، نأتي لـ ثانيا: أيّة سيناريوهات شيشانية بالنسبة إلى الكرملين محفوفة بالاضطرابات والمخاطر.
يمكن للمرء أن ينتقد القيادة الحالية للجمهورية بقدر ما يستطيع (والأسباب لذلك كثيرة)، ولكن، في نواح كثيرة، فإن الوضع الحالي أصبح كما هوعليه بفضل السياسة المركزية. محقّون أولئك الذين يقولون بعدم وجود بدائل جادة لقديروف. لا يدور الحديث هنا حول الشخصيات، بل عن قضايا ومسائل بخصائص نظامية. ولا نعتبر الخلايا المحظورة في روسيا "الدولة الإسلامية" أو "إمارة القوقاز" المتضعضعة بدائل!
وفي الوقت نفسه، قامت موسكو نفسها أكثر من مرة بإقصاء الضوابط والتوازنات لجهاز قديروف. وعندما قرر المركز في عام 2002 الرهان على "شيشنة السلطة" (أي منح صلاحيات واسعة للنخبة الإقليمية مقابل الولاء) كان احتمال إدخال دستور يفترض وجود شكل برلماني للحكومة. وبطبيعة الحال، لم يُبدِ لنا النظام البرلماني في الشيشان بعد النزاع أي عينات إيطالية أو ألمانية. ولكن مبادئ الزمالة كانت قد أعطت المركز "سهما ذهبيا" وحقَّ الوساطة داخل البلاد.
ومع ذلك، فإن اتباع خطط الاتجاه الرأسي كغاية في حد ذاته (على الرغم من حشد المناطق بعد عقود من التطويق القانوني القوي من "الاستراحات" السياسية لم يعنِ استحداث إدارة شمولية التشابه)، لم يعط أي فرصة لتنفيذ مخطط معقد وإدراجه في منطقة مضطربة. في شهر أيار من عام 2004، عند اغتيال أحمد قديروف في هجوم إرهابي على ملعب "دينامو" في غروزني ظهرت لدى المركز مرة أخرى فرصة لتصحيح نموذج الإدارة في الشيشان.
إن انتخاب رئيسا للجمهورية، وهو عَلُو ألخانوف، في شهر آب من العام نفسه، فتَحَ آفاقا لاتخاذ سياسة الضبط والتوازن في مصلحة الدولة كلها. اضافة إلى ذلك، فإن اللواء في وزارة الداخلية والمشارك في الحملة المعارضة للانفصال، عَلُو ألخانوف، اندرج تماما في قائمة المدافعين عن "النظام الدستوري" في الشيشان ووحدة روسيا الاتحادية. كان في الشيشان غيرهم من الزعماء أيضا، الذين عملوا لصالح التكامل.
في الدول الأخرى لما بعد الاتحاد السوفييتي، التي واجهت تهديد الانفصاليين، وُجِد نقص واضح لأنصار سياسة "وحدة الأراضي" من بين ممثلي "المسمّى العِرقي" لكيانات غير معترف بها. وكانت موسكو في هذا الصدد أفضل وضعا بكثير. ولكن، ومنذ فترة طويلة والكرملين يضع باستمرار كل البيض في سلة واحدة، معززا المستوى الرأسي الشيشاني، بشكل يكاد أن يكون فيه أفضل من مستوى روسيا العام.
وليس من الغريب بعد هذا أن نتفاجأ بأن المستفيدين من هذه العملية بدأوا المطالبة بمكان خاص في ألأوليمبوس السياسي. ليس فقط داخل جمهورية لوحدها، ولكن ضمن الدولة ككل. ولا يتعلق الأمر فقط في المطالبات والدّعاوي، ولكن أيضا على الاستعداد لِـلُعب استباقية، ويصبحوا أكثر كاثوليكية من بابا روما نفسه.
في حالتنا الروسية هذه، أولئك الذين يقفون ضد الغرب بشكل كبير، وخصوم المعارضة غير المنهجية/ النظامية، ومنظمو "تكنولوجيا الميدان، أكثرمن الكرملين نفسه. ولكن في مثل هذه الحالة لا يمكن تجنب المنافسة، لأن النظام، الذي يؤكد على وحدة القيادة و المبادئ المشيّدة على نظام سياسي رأسي لا يميل للتغاضي عن "المبادرين". هؤلاء، إن عاجلا أو آجلا، طوعا أو كرها سَيُخِلّون باحتكارات المركز، وسيطعنون في فعاليته، مدَّعين أحقية لدورهم في مركز بديل.
ومن هنا جاءت الرغبة في تضييق المجال أمام "المبادرين"، وحشر أنشطتهم ضمن حدود معينة. في هذه الحالة، هناك خياران من الناحية النظرية. الخيار الأول - محاولة لثورة كوادر وملاكات. غير أن هذا الخيار يحمل في طياته الكثير من الخطر، لأن النظام الحاكم في جمهورية الشيشان، في كثير من النواحي، مبني على نظام يدور حول الشخصية الأُولى فيه، وإن هدمه بشكل حادّ (يرافقه إعادة توزيع السلطة والمُلكية) يشكل خطرا على البلاد، المنجذِبة نفسها نحو مواجهة سياسة خارجية خطيرة في أوكرانيا وفي الشرق الأوسط.
ولكن، حتى لو تم تنفيذ هذا السيناريو بشكل سلس (على سبيل المثال، رئيس الشيشان رسميا يحصل على ترقية، ويحتل منصبا رفيعا، وربما مصمم خصيصا له)، إذ أنه بدون غياب أي تغييرات منهجية، سوف نرى وبسرعة نمطا قديروفيّا بدون قديروف. سيظهر "جندي مشاة" جديد، وعلى استعداد لتنفيذ أي أمر يوكل إليه من المركز، ولكنه أيضا لن يحد نفسَه كثيرا ضمن الأراضي الخاضعة لسلطانه. باختصار، سيكون هناك استنساخ لنموذج الإدارة نفسها، ولكن مع مؤدّْين آخرين للأدوار.
الخيار الثاني - عملية الاتجار بأجهزة الدولة. سيواصل قاديروف التحدث عن وصوله الذروة شكليا، وخروجه من العمل. منتظرا بكل تواضع رد فعل الكرملين (بشكل علني)، والتفاوض مع "اللاعبين المهتمين" (على مستوى أجهزة السُّلطة)؛ معطيا في نفس الوقت مفهوما للمتلقين أن حقيقة أن يحلّ محلّه آخر "هنا والآن" أمر لن ينجح دون تعريض روسيا لخطر عام.
لا يهم في هذه الحالة من هو أكثر المسؤولين عن ذلك. في هذا السيناريو، وبطلبات عديدة من الشعب العامل من مختلف المستويات سيرضى رئيس الشيشان "قبول التاج بحِلمْ ووداعة. وهناك - وهناك سيقوم بالحكم والإدارة كالمعتاد". ومع ذلك، فمن غير المستبعد بأن يقوم المركز بشراء بعض المبادرات المفرِطة من قبل رئيس الجمهورية.
وبالتالي، لا يُتوقع الخروج من الوضع الحالي بطريقة خفيفة وسهلة. و بغض النظر عن المشاعر التي تطغى الآن على أولئك الذين ينظرون إلى الوضع في الشيشان، ينبغي أن يكون مفهوما أنه من دون تصحيح رئيس للسياسة الإقليمية الروسية في جزء/ جمهورية معينة لوحدها لن يُجدي بناء الشيوعية فيها. ولكن أي تغيير في شمال القوقاز ينبغي أن يستند في المقام الأول على تقديرات حذرة، و ليس على المؤثرات أو الفعاليات الشكلية.
---------------------------------------------------------------------------
* سيرغي ماركيدونوف - أستاذ مشارك في قسم الدراسات الإقليمية والسياسة الخارجية في جامعة روسيا الحكومية للدراسات الإنسانية.
الترجمة من الروسية إلى العربية/ د. أمين شمس الدين داسي
http://politcom.ru/-print-.php?id=20801 29.02.2016
Translated to Arabic by Amin DASI/ Amman
---------------------------------------------------
З-;-н-;-а-;-ч-;-е-;-н-;-и-;-е-;- К-;-а-;-д-;-ы-;-р-;-о-;-в-;-а-;- и-;- ч-;-е-;-ч-;-е-;-н-;-с-;-к-;-о-;-й-;- м-;-о-;-д-;-е-;-л-;-и-;- д-;-л-;-я-;- р-;-о-;-с-;-с-;-и-;-й-;-с-;-к-;-о-;-й-;- р-;-е-;-г-;-и-;-о-;-н-;-а-;-л-;-ь-;-н-;-о-;-й-;- п-;-о-;-л-;-и-;-т-;-и-;-к-;-и-;-
/ Pik Kadyrova/ С-;-е-;-р-;-г-;-е-;-й-;- М-;-а-;-р-;-к-;-е-;-д-;-о-;-н-;-о-;-в-;-
http://politcom.ru/-print-.php?id=20801



#أمين_شمس_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللغة الشيشانية وتطورها كتابة وأدبا
- اعتراف الأمريكان بانتصار الروس في سوريا
- في إحياء الذكرى ال 72 -يوم نفي الشعب الشيشاني-!
- الشيشان كعنصر فاعل في السياسة العالمية*
- حول مسألة العلاقات الإثنوجينية (المنشئية) للناخيين مع شعوب آ ...
- الشيشان – تاريخ قديم ومعاصر
- من مفتي.. إلى رجل سياسة.. إلى قائد دولة
- البيت القوقازي
- حركة الجبليين القوقاز بقيادة شامل حسب رأي المؤرخين الإنجليز ...
- جوهر السياسة العنصرية لألمانيا الفاشية في الأراضي التي احتلت ...
- الشيشان/ بين الحاضر والمستقبل
- في علم الأخلاقيات الشيشانية
- في علم الأخلاقيات عند الشيشان
- ضيف في البيت- سعادة
- إنها حرب عالمية ثالثة تجري*
- قراءات في كتاب -إبنة الغيم- لمؤلفه رمزي الغزوي
- الإنذار الموجه إلى النائب في دوما الدولة الروسي، جيرينوفسكي، ...
- رمضان قديروف: نحن نحمي روسيا الاتحادية
- بلاد الشيشان- مثوانا الحقيقي تحت الشمس
- روسيا في الشيشان- الشيشان في روسيا


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمين شمس الدين - أهمية قديروف والنموذج الشيشاني في سياسة روسيا الاقليمية