أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية














المزيد.....

سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 11:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية
محمد الذهبي
كان يساوم الطبيب على سعر العملية التي سيثبت له خلالها سماعتي الاذن، ونزل الطبيب الى خمس ورقات، سوف تنفعك في كلية الطب ايضا، لانها ستكون ثابتة، قالها الطبيب وهو يبتسم، كنت اشكو الما في معدتي وكنت قريبا منهما، وبعد ان اتفقا، قال لي انتظر خارجا، ليست عملية كبرى، انها شيء بسيط ساثبت السماعات وانادي عليك، انتظرت دوري بفارغ الصبر، لم اكن حريصا على الفحص بقدر حرصي على عتاب الطبيب، ولالقي عليه تهمة الفساد، لانها لم تعد مقترنة بالسياسيين والوزراء والمدراء، هاهم الاطباء يساهمون باكبر عملية فساد على وجه التاريخ، انهم يفسدون التعليم، وبعد ان دخلت، قلت للطبيب: كيف يسمح لك ضميرك وانت الرجل المتعلم الحائز على شهادة كبيرة ان تسهم بعملية منحطة كهذه، استغرب كثيرا من اسلوب طرح الموضوع، فهب منتفضا، ومن انت لتعلمني الحق من الباطل، فرددت عليه: والله لولا اني مريض ولا اتحمل قضايا المحاكم لذكرت اسمك بالكامل، ولكن من سيحاسبك والدولة ذاتها منخورة من عروقها، لكن تأكد انت تضعها، وانا ساخرجها ومهما كلفني الامر.
ذهبت باتجاه المركز الامتحاني للسادس العلمي صباحا، وهمي الاول كيف ساعثر على السماعات التافهة التي يضعها هؤلاء الاطباء، وفعلا مسكت احدهم، ولكن بعد ان ملأ الدفتر بالاجوبة الصحيحة، اخذت الدفتر منه، فاتصل ابوه وكان يعمل في الشرطة برتبة عالية، انا والمعاون اخذناه الى الحمامات وقمنا باخراج الاسلاك والتلفون الذي وضعه في ملابسه الداخلية، صادرنا السماعة ، فاتصل ابوه يطلب ان نعيد له السماعة وان لانرفقها مع الدفتر الامتحاني مع التهديدات المبطنة، انتهى الامر، ان نعيده الى الامتحان بعد ان يمسح بعض الاجوبة ، ويجيب من جديد، بقي حائرا طوال الساعتين المتبقيتين من زمن الامتحان، في اليوم الثاني ، اصطحبت تقاريري الطبية وطلبت اعفائي من المراقبة، وتم لي ذلك، وفي الامتحان الآخر، مسك مدير المركز مع معاونيه اثنتي عشرة سماعة للاذن، واكتفوا بمصادرتها خوفا من اولياء الامور ومافيات الطلاب، التي صارت معروفة وصار تعامل الطالب مع المدرس، تعاملا سيئا جدا بفعل تساهل وزارة التربية، والقائها باللوم دائما على المدرس والمعلم، مع كيل العقوبات واستقبال شكاوى الطلاب مهما تكن بواعثها، هذا الامر جعل من العملية التربوية فاشلة مئة بالمئة.
لم يكن بمقدور داعش ان تدخل الى العراق لولا هذا الطبيب وذاك الشرطي ذو الرتبة العالية، الذي لايطلب فقط العفو والتسامح مع ابنه، ولكنه يطلب بكل وقاحة ان تعاد سماعة الاذن لابنه حتى يكمل عملية الغش التي اعتاد عليها ابوه مع المواطنين، اننا في مأساة حقيقية، فيها الطبيب فاسد والمدرس فاسد والشرطي فاسد، ضابطا كان ام شرطيا عاديا، لقد تم نقل الامتحانات الى الجامعات خوفا من تدخل البعض في المدارس، وغياب المراقبة، واحتماليات عمليات الغش، لكن الغش صار في كل مكان، فلماذا نستثني الطالب منه، عندها فقط علمت لماذا مات علي في طوارىء الشيخ زايد، وهو المهندس الشاب الذي ذهب يمشي على قدميه، فاخرجناه في تابوت بعد اربع من الابر وكيس من المغذي، ربما كان الطبيب من اصحاب سماعة الاذن، وبعد اسبوعين من وفاة علي، ساءت حالتي الصحية، وانا اجود بنفسي، اصطحبني ابني الى طوارىء الشيخ زايد، ووضعوني على السرير البدون، بدون مخدة وبدون اي وسيلة من وسائل الانسانية، مسكت بيد ابني وطلبت منه شيئا: لاتدعهم يزرقوني ابرة، لاننا لانريد ان نكرر مأساة علي، بقيت بوعيي، وجاؤوا بالابرة، فرفضت، قال الطبيب يجب ان توقع على عدم زرق الابرة والخروج من المستشفى، وقعت وانا افكر بسماعة الاذن كم جلبت علينا من المصائب.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العذارى ومراقد الاولياء
- مدن الموت
- الموت في الوطن المنفى
- تالي العمر محطات
- انا وليلى ولتفتحوا جراحكم
- لم يشترك في تحرير الفلوجة
- ماجدوى الدخول الى الخضراء
- من جيبك نوفي الديّانه
- شهادة الاوراق الصفراء في سوق اعريبهْ
- حين دفنت الشمس
- حين تتكلم المقابر وتفضح الاحياء
- لعل البحر محتاج الى البلح
- الديك الذي ملأ الارض صياحا
- لم اكن هنا
- ماذا تكتب عني
- قائمة الشعراء الموتى
- السومرية الجميلة
- حياة بين صفعتين
- عيون
- الوطن... وعوراتنا


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - سماعة الاذن والمعدلات الانفجارية