أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - أضرار خلط الدين بالسياسة!














المزيد.....

أضرار خلط الدين بالسياسة!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 09:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حسم مجلس النواب امره وقرر فصل الدين عن السياسة او بالاحرى قرر قبول مقترح الحكومة القاضي بحرمان رجال الدين من الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي.
وعن هذا المقترح يقول وزير العدل والشؤون الاسلامية ان «استمرار الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي يترتب عليه العديد من النتائج السلبية على سبيل المثال تحكم الفتاوى الدينية في العمل السياسي، مما يؤدي الى تقسيم المجتمع».

وباختصار شديد لا يجوز الخلط بين العمل السياسي والعمل الديني. وهنا يصبح الاختيار واضحا فرجل الدين أمام ان يعتلي المنبر الديني او يشتغل في السياسة.
بالتأكيد لدى الاسلام السياسي باطيافه المختلفة ردة فعل ربما لم يجرؤ على التعبير عنها جهارا ولكنه في الخفاء بين اتباعه ومريديه يعتبر هذه الخطوة تحد له لان احد الثوابت الاساسية للدولة الدينية رفض الفصل بين الدين والسياسة وبين الدين والدولة.
ان تنظيم العلاقة بين الدين والسياسة يأتي في صالح استقرار المجتمع وصالح المواطنة لان تسيس الدين يقود الى تقسيم المجتمع على اسس طائفية ومذهبية!

ومن هنا حتى يصبح الفصل لصالح الدين والسياسة والحداثة والتحديث لابد من آلية واضحة لا لبس فيها، ولا استثناء لجهة، ولا تحايل على القانون وذلك لضبط هذا الفصل!
ان الحرص على فصل الدين عن السياسة خوفا من ان يوظف الدين في خدمة السياسة وللحفاظ على قدسيته اذن لماذا الخوف والقلق؟ ولماذا يعتقد البعض ان الفصل يعني تجاهل الدين في المجتمع؟ لماذا كل هذا الجدل؟ في حين ان الفصل بين الدين والسياسة وليس فصل الدين عن المجتمع البحريني لان الدين نسق اساسي في حياته.

ومن منطلق تجربة مصر يرى المفكر السيد ياسين في مقابلة له في صحيفة العرب (14/3/2014) ان الحلول لمعضلة العلاقة الملتبسة بين الدين والسياسة في المجتمعات العربية والاسلامية عديدة منها منع قيام احزاب سياسية على اساس ديني، لان غير مقبول ومضاد للديمقراطية، لانك عندما تدخل في صراع سياسي ستحارب بسلاح الدين، وقد تلجأ الى تهمة التكفير كما فعل الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية وجماعات الجهاد، وهذا مضاد للديمقراطية التي تعتمد المواطنة اساسا وليس الدين، فجميع المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتمائهم الديني، ومن هنا تكوين احزاب سياسية دينية امر مضاد للديمقراطية.

والحل الامثل في نظر ورؤية السيد ياسين يكمن كما يعلق المحاور الكاتب محمد الحمامصي في ترسيخ مفهوم الدولة المدنية التي تعتبر هي الاساس وليس الدولة الدينية، لان الاولى تقوم على التشريع في ظل رقابة الرأى العام، اما الثانية تقوم على الفتاوى، وهذا مناف للعصرنة والطرق الحديثة في اصدار القرار.
ومن الامثلة على ذلك ففي فترة حكم الاخوان كانت وزارة كمال الجنزوري قد قررت الحصول على قرض من البنك الدولي، عندئذ قالت جماعة الاخوان «لا هذا ربا وحرام»، وحاربت وحلفاؤها الجنزوري فلم يتخذ القرار، وما ان جاءت الى الحكم حتى لجأت مباشرة الى القرض وخرج فقيه من فقهائهم ليحلل القرض من باب أن الضرورات تبيح المحظورات، وهذا لا يمكن ان تكون البهلوانية سياسية وفكرية!

ولن نذهب بعيدا فالاخوان استغلوا الدين لاغراض سياسية في دعم (مرسي) في الانتخابات الرئاسية، وكذلك الحال في الانتخابات البرلمانية عندما استخدموا شعار (الاسلام هو الحل) لدعم المرشحين ذوى الاتجاهات الدينية!
في محاولة لفهم وبيان الآثار المحتملة لخلط الدين بالسياسة يأتي كتاب «السراب» لمدير عام مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الدكتور جمال سند السويدي ليوضح ان الخلط المؤسسي والحقيقي بين الدين والسياسة يسيس الدين ويدخل عليه آفاقا معروفة في العمل السياسي، مثل الصفقات السياسية والتحالفات الآنية وتلاقي المصالح المادية ووضع المشروعات قصيرة المدى والقابلة للتغيير بسبب الضرورات. وهكذا يتسبب الخلط بين الدين والسياسة يجعل الدين اقل قدسية.

وعن اوجه الضرر من هذا الخلط يجزم السويدي ان خلط الدين بالسياسة يساعد على اعطاء بعض رجال الدين واعضاء الجماعات الدينية السياسية الأحقية على غيرهم في تقرير مصير الامة. وفي هذا تجاوز لدور اصحاب الخبرة في الادارة والسياسة والاقتصاد ويضيف ان فرض التفسير الديني على الامور السياسية يرغمها ان لا تكون ديناميكية مرنة، وهما صفتان من صفات العمل السياسي المعاصر، حيث الحركة الدائمة والتغيير يؤكدان التجدد في الدولة والمجتمع،
فطرح الجماعات الدينية السياسية لفكرة الخلافة، على سبيل المثال، يعتبر اساسا من اسس المشروع السياسي لهذه الجماعات، وهي بذلك تؤكد عدم ايمانها بأي شكل حديث او معاصر للحكم، كذلك الامر بالنسبة الى اعطاء اعضاء قادة هذه الجماعات الدور القيادي في الحكم والحكومة. ومن الامثلة على ذلك قامت ايران بتسليم قيادة الدولة للملالي باعتبار انهم معصومون من الفساد وغير قابلين للافساد وهذا غير صحيح! ناهيك عن ان خلط الدين بالسياسة يعطي الدولة التسلطية التي تستخدم في ايديولوجيتها الحق في فرض اسلوب حياة معينة وكذلك يفتح المجال امام الانزلاق نحو الحروب والعنف والازمات! ومن هنا نقول حسنا فعل مجلس النواب عندما دفع باتجاه منع الجمع بين المنبر الديني والعمل السياسي.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي الإيراني!
- سياسة واشنطن في أمريكا اللاتينية!
- الفساد يشبه -السوس-!
- في ذكرى الانتصار على النازية والفاشية
- إبداع حسن جناحي
- تحديات التنمية البشرية!
- سيداو والضجة المفتعلة!
- الثقافة والحرية
- الإصلاح الإداري والرقابة والمحاسبة!
- طرابيشي يترجل
- العالم العربي والإصلاح السياسي!
- شيء من التاريخ الصهيوني وانتخابات الرئاسة الأمريكية!
- الثامن من مارس محطة مضيئة في حياة نساء العالم
- المواطنة ومناهج التربية!
- العولمة والسيادة والاقتصاد!
- فاطمة ناعوت
- البرلمانات العربية!
- عن استراتيجية التنمية الدولية!
- انهيار اسعار النفط والقرارات المطلوبة!
- الثقافة الوطنية الديمقراطية


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فهد المضحكي - أضرار خلط الدين بالسياسة!