أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاروق سلوم - شكرا غارنر ..شكرا لمبرد ....وليمة اصطياد الفيل














المزيد.....

شكرا غارنر ..شكرا لمبرد ....وليمة اصطياد الفيل


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 1395 - 2005 / 12 / 10 - 12:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يؤلمني ان يندفع البعض ..فيهرف من حيث لايعرف..في الشان العراقي..
البعض يغرف من رؤى مثالية لحلم مستحيل في ظل الأحتلال كما تثبت الأيام..او يأخذ من انفعال شخصي في الكتابة والتلقي والرد ..وربما من حافز طائفي او اثني مقيتين
خلفتها سنوات القهر والأخطاء القاتلة التي اودت بالعراق ومستقبله..
فيما الحقائق التي شهدناها شيء آخر منذ ان وطأت اقدام الأميركان وحلفائهم ارضنا..
وسأورد هذه الحكاية..
لقد وجه لنا الجنرال غارنر عند نزوله في بغداد اواخر نيسان/2003 دعوة للقائه بعد ان كنا قد استجبنا لدعوة سابقة بالحضور الى مكاتبنا في دوائر الحكومة..واذكر اننا تجمعنا عند بوابة قصر المؤتمرات يوم 4/مايس / 2003..خليط من وزارات الخارجية والتربية والثقافة..كانت المنطقة الخضراء تتأسس بألأسلاك الشائكة والتفتيش الدقيق
والجنود ..والدبابات ابرامز وأضرابها.. وبالسيارات الفان المضللة لعناصر المخابرات الأمريكية والسرائيلية والبريطانية..وغيرهم من الشباب العراقيين والعرب والعمائم المبكرة وطلاب حوزة يتكلمون العربية والفارسية والأنكليزية بلكنة امريكية واضحة !!
لم يطل انتظارنا حتى جاء بعض الضباط الأميريكان فأصطحبونا بعد التفتيش وكان في المقدمة الكولونيل كاسل ( وقد عرفناه فيما بعد منسقا مع وزارة الثقافة الى جانب السفير الأيطالي السابق في مصر ..كردوني ) وصار الكولونيل يرينا آثار بضعة قذائف من آر .بي . جي عراقية على ظهر الدبابة المعجزة ابرامز..بهيأة خدوش عابرة
ليعطينا انطاباعا اوليا عن ضعفنا وجبروتهم..
حين دخلنا المكان كان الجنرال يطل من فوق الطابق الأوسط مبتسما لقدومنا فيما قادنا الكولونيل الى قاعات فرعية كل حسب اختصاصه فكان نصيبنا نحن ممثلي وزارة الثقافة احدى القاعات الوسطى التي اصبحت فيما بعد قاعة للمؤتمرات الصحفية او اللجان الصغرى..
كنا ثمانية حين اطل علينا السفير جون لمبرد ممثلا للجنرال هو ومساعدوه ..
عسكر ..ومخابرات أمريكية وواحد بريطاني
مترجم عراقي معروف من عائلة الوائلي..وعدنان الزرفي في ركن قصي يسجل الملاحظات..ورجل معمم من بيت الجزائري يتكلم بلكنة فارسية واضحة ( تحدث فيما بعد عن انقاذ المكتبة الوطنية وارشيف العراق ..وتبين فيما بعد ان كل مايتعلق بأيران مفقودا بما فيها نسخة من اول صحيفة فارسية محفوظة في المكتبة..فضلا عن ملايين المفقودات التي ذهبت الى المجهول او احترقت ..وأسالوا الخبير الفنزويلي فرناندو باييز خبير المم المتحدة ).. وكان ثمة وحراس مدججين يرتدون الستر الواقية..يوزعون علينا قناني الماء
حرص السفير لمبرد ان يشعرنا انه على اطلاع على ملفاتنا ..وعرف منها اننا كنا نعمل لصالح الشعب العراقي لذلك يريد منا ان نشكل لجان عمل ونعيد ترميم دوائر الوزارة وجمع شتات الموظفين ..وشرح لنا الخطوات السياسية في تشكيل حكومة انتقالية ثم تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية وأطنب في ماستؤول اليه واحة الديموقراطية الموعودة في ارض الرافدين..
تشجع البعض وتكلم بلغة انجليزية بائسة عن سخافات غير ظرورية .. فيما تكلم المختصون بألآثار بلغة جيدة وطالبو بحماية المواقع التي تنهب والمتاحف التي تستباح ..والدوائر التي تحرق برعاية الجند الأميركي المدجج..
ابتسم لمبرد وعلق جملة قصيرة ذات معنى حتى اليوم قال:
لوكنت عراقيا لأصبحت مليونيرا في أشهر..اذ لعمدت الى تأسيس شركة
للحماية وفق أحدث الوسائل..
صاح الجميع ماهذا مربط الفرس ياسيد لمبرد
القوانين الدولية تطالبكم بالحماية للمؤسسات والناس
وداخ السفير لمبرد
اذ كان الجميع يتكلم..فرفع يده طالبا الهدوء وهو يبتسم وقال بالأنكليزية :
We have hunted a big elephant but we have one spone
أي : لقد اصطدنا فيلا كبيرا وليس لدينا سوى ملعقة واحدة..
فليتأمل اولئك الذين رموا بالكثير من القول وقليل من المعنى..ـ
وألقوا الينا باللوم ..دون تمحيص..
وهذه شركات الأمن الأجنبية التي تملأ البلاد الان وهي عاجزة تعجز عن حماية نفسها
أما الفيل الكبير الذي اصطادوه فانهم يغصون بما اقتطعوه منه هم ومن معهم الذين لايعرفون كيف يتدبرون أمر الفيل..الذي اسمه العراق!!
وشكرا لبابا غارنر..
شكرا للسفير جون لمبرد

بغداد



#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنوات الحرية والحوار والتنوع تجربة شخصية
- وردة ثالثة
- تأثيث ألصفنة
- سكون المنزل وضجيج الرصاص
- تقريـر يومي لسكان المنــزل
- شـجرة غاردينيا قديمـة
- اشـجار مورقة ..ورائحة قداح قـديم
- المـدينة فـي غـواية السـرير والدم
- أمــــــــرأة
- العــزيز الـوزير ..المؤزّر
- رســائل سـعدي يوسـف
- قــداس لمسـرة المـارينـز
- شـــــــــــــــرفة للحـــوار ....شــــــــرفة للتمـــدن
- المســـــــــاء البغــــــدادي الأخيــر
- ينحــــــني على بيـــتنا المســاء
- شــعراء مـن أسـرائيل:عـن الحوار والشراكة ..والتعـايـش!!
- ارم الكلمــات مــن النــافـذة
- ســــيرة: لمـــــــقابر جماعية نفســـــــــــيّة!!يوميات /4
- أحجــــــــار
- ًصـــديــقــتـنا مــــــــاريــا شـــــارابوفا/ الىصموئيل شم ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فاروق سلوم - شكرا غارنر ..شكرا لمبرد ....وليمة اصطياد الفيل