أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جابر حسين - وداعا شاهندة مقلد !














المزيد.....

وداعا شاهندة مقلد !


جابر حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 03:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


وداعا شاهندة مقلد ، كنت للنساء الضياء ، و النشيد للثورة !
---------------------------------------------------------

( النيل عطشان يا صبايا
يا شاهندة وخبرينا
يا أم الصوت الحزين
يا أم العيون جناين
يرمح فيها الهجين
أيش لون سجن القناطر
أيش لون السجانين
أيش لون الصحبة معاكي
نوار البساتين ؟! ) ...

- أحمد فؤاد نجم ، من قصيدة ( النيل ) عقب أطلاق سراحها من السجن -

ولدت شاهندة بقرية كمشيش بمركز تلا التابع لمحافظة المنوفية في صعيد مصر في 18 يناير 1938 لأب ضابط تقدمي وطني . عائلة مقلد من فقراء الفلاحين في كمشيش ، ولها سجلا حافلا في النضال ضد الأقطاع في قريتها إلي جانب عائلات أخري ، وكانت القرية بأكملها تعاني ظلم وقمع وفساد الأقطاع الذي تمثله عائلة الفقي ! القرية تحتشد في وجهة النضال الضاري ضد الأقطاع في وجوهه جميعها ، فنشأت هي وسط ذلك الكفاح المجيد فشبت مناضلة في مقدمة الأهالي ، في الطليعة منهم حتي ألتحقت بالحزب الشيوعي وهي بعد صبية ناهضة . وكان أن ألتقت ، في معمعان ذلك الكفاح ، القائد الفلاحي الشيوعي صلاح حسين فتشاركا في النضال وفي الحياة و... تزوجا . أكتملت دائرة الوعي والفعل والحياة ، ظلت ملازمة لزوجها في الكفاح الذي أشتعل أواره يومذاك ، جميلان في الطليعة يغنيان الثورة والمجد ، فظلا سويا تسع سنوات من أخصب أزمان الثورة ، حتي كان يوم الرابع من أبريل 1966 حين دبرت عائلة الفقي ، رأس الأقطاع ، أغتيال صلاح حسين بدعم من الأمن المصري . أستشهد صلاح بعد ست أسابيع من ولادة طفلتهما ( بسمة ) ، وكانت شاهندة في السابعة والعشرين ! في موكب التشييع المهيب لزوجها ، أرتدت شاهندة السواد ، وشاركت ببسالة وثبات في الموكب الذي كان تظاهرة كبري ضد الأقطاع ونصيرا لقضايا الفلاحين الفقراء ولأجل التقدم والحرية والحياة ،وعاهدت الحشود أن تكون في مقدمة الكفاح والنضال من أجل قضايا الفلاحين ودعم الشعار الذي رفع رايته زوجها الشهيد حتي النصر ، عاهدت وأوفت حتي عرف العالم كله نضالها وقريتها كمشيش وأهلها الثوار في وجه الظلم والطغيان.
زارها جيفارا برفقة عبد الناصر في قريتها ، حياها لأجل هذا النضال الذي جلل بالفخار جبينها وثباتها الأسطوري في وجه الجلاد وطغيانه ، ثم ، من بعد ، زارها سارتر ، فقد عرفت السجن والإعتقال والمطاردة كل سنوات عمرها ، ومن كل الأنظمة التي تعاقبت علي مصر . ناضلت ضد حكم السادات بجسارة ووعي ، وكم سألوها متي ستخلع عنها رداء السواد ، فكانت تقول : ( مش ها قلع الأسود إلا في حالتين : إذا لقي السادات جزاؤه ، أو قامت الثورة ! ) ، يالها من جميلة ، فقد أغتيل السادات ، فخلعت السواد وأرتدت الثورة ، كيف ؟ ناضلت ضد مبارك من أول عهده وإلي حين الأطاحة به ، نضالا جسورا لم يكف لحظة حتي زواله ، حيث كانت في الطليعة من ثوار 25 يناير . لكن الحزن داخلها حين تسيد الأخوان وغدوا في السلطة ، فظلت تقول : ( لعبوا علي فقر الناس ووعيهم المزيف وفازوا بالسلطة ! ) . لكن قلبها ورؤاها كانا مشبعان بالنور ، بالأمل في الغد والإنتصار ، فظلت تردد : ( الشعب سيفيق حتما من غفلته ) . فكانت تلك التظاهرات المهولة التي لم تشهد مصر في تاريخها كله مثيلا لها ، فأذهلت العالم وأجبرت الأخوان عن التنحي عن حكم مصر ، هكذا تحقق أمل وحلم شاهندة فذهب عنها حزنها وحل بين شغاف قلبها الفرح ، فرح الثورة وإنتصار أرادة الشعب . لكن ، وتلك من مرارات ووجع مسارات الثورات ، فقد عاد يداخلها الحزن وهي تري ثمار الثورة وقد بدت تذبل وتكاد تتلاشي أمامها ، تري هل بقي فيها حين رحلت عن عالمنا مساء الخميس الماضي 2 يونيو 2016 بالمركز الطبي العالمي بالقاهرة عن 78 عاما ؟!
منذ حياة زوجها الشهيد الشيوعي صلاح حسين شغلت شاهندة مقعدا مرموقا في قيادة اتحاد الفلاحين بمصر إلي أن شغلت رئاسته حتي رحيلها ، وظلت عضوة فاعلة في المجلس القومي لحقوق الإنسان ومن مؤسسيه. نذرت شاهندة كل عمرها الخصب كفاحا ونضالا ضد الطغيان والظلم ، مناصرة للنساء والشعب ، لكل الشعوب لأجل تحررها وتقدمها .
كم سعدت ، حين رأيت بنت بلدي ، الكاتبة الروائية النوبية المناضلة سوزان كاشف تزورها قبل شهور قليلة وتجالسها ليكون الحديث في حضرتها عن الثورة في شمال وجنوب الوادي ، فيا لجمالهن النساء . وداعا شاهندة ، الوجه الجميل للنساء في حياتنا ، وداعا رفيقة الشهيد صلاح حسين ، رفيقة الثورة والثوار !



#جابر_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر محجوب شريف ، مات مقتولا !
- كلمات في مقام الشعر !
- كتابة إليه ، إلي الحزب وإلي شعبنا لمناسبة رحيله !
- دعوة للجنون !
- د . محمد محمود يكتب بعد موت الترابي ...
- الهوستس ، بين العجيلي ويوسف إدريس !
- كمال الجزولي بخير ...
- كمال الجزولي ، لا تتركنا بالله عليك !
- وداعا عثمان إبراهيم ، العامل الشيوعي ، قائد الحزب في شرق الس ...
- وداعا خليل كلفت ، الشيوعي النوبي الجميل !
- الشيوعيون أيضا ، يحبون عثمان بشري !
- أعراس محمد محي الدين !
- في التشكيل ، - أب سفة - حين يستنهض الألوان !
- رسالة بدر إلي جابر ...
- وداعا يعقوب زيادين !
- في مدني ، وأسيني الأعرج يتجلي فيمتدح الأمير !
- ود المكي وكت نزل مدني ...
- القدل الآن في تأمل حال البلد ...
- سكينة عالم ، شعاع الضوء في النفق ، والراية في الوطن !
- عن مرض كجراي الذي رحل فيه !


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جابر حسين - وداعا شاهندة مقلد !