أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - الدين والعقل البشري! خواطر . تأملات . مقولات ومقالات. (5)















المزيد.....



الدين والعقل البشري! خواطر . تأملات . مقولات ومقالات. (5)


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 5183 - 2016 / 6 / 4 - 03:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين والعقل البشري!
خواطر . تأملات . مقولات ومقالات.
(5)
شاهينيات 1163
* إن كل دين يدعو إلى عبادة إله ماهو إلا نتاج عقل بشري بدائي قد يكون فيه ما يمكن اعتباره خطوة متقدمة حسب زمنه لكنه يصبح نموذجا للتخلف العقلي وعبئا ثقيلا على الحاضر ومستقبل الأمم ما لم يعاد النظر في نصوصه ليتماشى مع العصر ويستشرف آفاق المستقبل . إن أي إله إن وجد يفترض أنه مع الحرية وضد العبودية ويسمو بنفسه على العذاب ويجعل المحبة والخلق والإبداع وتحقيق قيم الخير والجمال غايته .
*****
الدين اليهودي في الإسلام !
شاهينيات 1164 .
يحار المرء وهو يقرأ قصص وتشريعات الدين اليهودي في الإسلام . فهل هو دين جديد أم أنه مذهب ثالث للديانة اليهودية بعد الدين المسيحي كما يرى يوسف زيدان وكما أرى أنا أيضا . ولو ألقينا نظرة بسيطة لوجدنا الهول ، علما أن معظم علماء الآثار والباحثين أثبتوا أن جميع قصص ووقائع وتشريعات التوراة أو ما يسمى الكتاب المقدس بشقيه : القديم والحديث ، هي وقائع متخيلة ونتاج عقل بشري وليست إلهية ، كما ليس لأبطالها أي وجود تاريخي على الإطلاق بدءا من موسى وهارون وانتهاء بيسوع المسيح :
قصة الخلق ( التكوين ) يهودية. قصة آدم وولديه قابيل وهابيل يهودية . قصة موسى وهارون مع فرعون يهودية . الويلات والمصائب التي أنزلها يهوه ( الله ) بالمصريين يهودية .قصة شق البحر أمام اليهود يهودية .قصة التيه في سيناء يهودية . قصة ابراهيم وهاجر وسارة وإسحق وإسماعيل يهودية . قصة نوح وطوفانه يهودية. قصة يعقوب ( اسرائيل ) وأولاده . يهودية .قصة يوسف يهودية . قصة يونس يهودية . قصة أيوب يهودية . قصة داود وصراعه مع جالوت الفلسطيني، يهودية . قصة الوعد الإلهي لبني اسرائيل يهودية . قصة سليمان يهودية . المسيح يهودي . مريم العذراء يهودية .
وأخيرا الحجاب يهودي . الختان يهودي . منع أكل لحم الخنزير ، يهودي . تعدد الزوجات يهودي . العبادة والصلوات يهودية . الإله المحاسب المعذب المنتقم الجبار يهودي . قتل المرتد عن الدين يهودي. الخضوع والخنوع والعبودية للإرادة الإلهية يهودي .
ترى ما الذي بقي في الإسلام غير يهودي ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،والقليل من المسائل الأخرى وربما حور العين والولدان المخلدين الذين سيتمتع بهم المؤمن ، ونأمل أن يكون هناك ما يكفي من حور العين لمليارات المؤمنين عبر التاريخ من عهد ابراهيم حتى اليوم . خاصة وأن بعض المؤمنين سيحظون بإثنتين وسبعين حورية يعدن عذراوات بعد كل افتضاض .ومع ذلك ضاع المسلمون بين اعتبار اليهود والمسيحيين أهل كتاب أم أنهم كفرة ؟
ترى من يخرج هذه الأمم من جهلها ويقودها إلى الصواب. هل يعقل أن يكون هذا الأمر قدرا لا فكاك منه ؟ مأساتنا فظيعة وفظيعة جدا ، وحقوق أممنا ضاعت بين دكتاتورية الدين ودكتاتورية الأنظمة التي لا يهمها إلا الإحتفاظ بسلطتها حتى لو أفنت الأمم !
****
شاهينيات ( 1165)
حكمة اليوم في الإغتراب !
* كلما ازداد المرء ثقافة وعلما ،كلما ازداد تغربه عن مجتمعه ، وبشكل خاص عن الأساطير والعقائد ومعظم العادات والتقاليد ،والقيم الأخلاقية والقوانين التي تنظم العلاقات الإجتماعية.
( سامحونا ) !!
* في وعي التاريخ وتطور الأمم .
* شاهينيات (1166)
* لا يمكن لأمة أن تعي حاضرها التاريخي بكل مكوناته الثقافية والفكرية والإجتماعية والسياسية والإقتصادية ، دون أن تعي ماضيها وتعرفه تمام المعرفة ،لتعمل على تطويره ليواكب العصر . ألمؤسف أن أمما كثيرة ما تزال تعيش في الماضي وتتمسك به ،أكثر ما يتجلى ذلك في العقائد والأساطير البشرية ، باعتبارها تراث الأمة أو عقيدتها غير القابلة للشك !
*****
ساعة مع الله !
دأبت منذ بضعة أيام على أن أمضي ولو نصف ساعة يوميا مع الله بأن أعري ساقي ويدي وكتفي بل وأرفع الثياب عن بطني لأعرض جسدي لحرارة الشمس وأتنعم وأتمتع بالوجود الإلهي الذي يستقبلني في رحابه وبين أحضانه .
هذا اليوم كانت درجة الحرارة ممتازة بحيث أمضيت مع الله أكثر من ساعة ، وشرعنا في حوارات مطولة أبدى الله فيها حزنه على ما يجري في العالم وخاصة في سوريا ، وبدا غاضبا جدا من الروس وغيرهم وخاصة من المتفرجين الأمريكان !! أبديت تعاطفي الشديد معنا كوننا نحمل الشعور نفسه ، ورحت أتمنى أن يحصل الله أوأنا يوما على قدرات خارقة نستطيع أن نقول فيها للطائرة الروسية اسقطي فتسقط !
أخيرا شكرت الله والشمس على جمالهما وعدت إلى داخل البيت وتمنيت لو أن الله يحتسي القهوة لأدعوه على فنجان بالهيل ، فخاطبني قائلا : أن تشربه أنت كأنني أشربه ! شكرته من قلبي ثانية على هذا الشعور الجميل تجاهي ، وولجت إلى البيت وأنا أجاهد لأن أنسى المحنة التي نمر فيها أنا والله والسوريون !
تخاطر مع حبيبتي الشمس !
شاهينيات (1167)
خاطرتني حبيبتي الشمس وأنا أحتسي قهوتي بينما هي تسطع في الخارج بأشعتها الفضية
على الكون لتبث طاقتها الخلاقة في الكون والكائنات " أين أنت يا حبيبي ، افتقدتك هذه الظهيرة ، ألن تخرج إلي لأداعب بأشعتي خلايا جسدك التي تاقت إلى طاقتي ؟!" خاطرتها" عذرا يا حبيبتي تأخرت في النوم ، أمضيت معظم ساعات الصباح الأولى وأنا أفكر في موضوع مثيرللفصل (46) من روايتي " أديب في الجنة " وحين شعرت أن النعاس لم يخالج عيني ، أخذت كتاب يوسف زيدان " متاهات الوهم " الذي أقرأه للمرة الثانية ،لأنني لم أعثر في مكتبة التشرد التي كونتها في عمان ما أقرأه ، بعد أن أتيت على كل ما هو جيد ومقبول فيها . أسرني زيدان في ثنايا متاهاته وهو يحدثني عن خفايا فتوحات الأندلس مع طارق بن زياد وموسى بن نصير،وإلى المصير الذي انتهيا إليه ، فلم تشفع لهما فتوحاتهما أمام الخليفة ، رغم أن ابن نصير أحضر معه إلى دمشق" ثلاثين ألف عذراء من بنات ملوك القوط وأعيانهم ، وثلاثين ألف أسير ، بينهم أربعمائة أمير قوطي على رؤوسهم التيجان ،وعدد غفير من العبيد والغلمان والمجوهرات " فأول ما قام به الخليفة هو أنه أرسل من يقطع رأس الوالي على الأندلس وهو عبد العزيز بن موسى بن نصير ، فقطع رأسه وجيء به إلى الخليفة "فدفعه في المجلس إلى أبيه موسى( الفاتح ) وجرد موسى من مناصبه وأمواله ،وبالغ في إذلاله وإيذائه . ومات موسى بن نصير في قرية نائية بالحجاز ،بعدما قضى أواخر حياته شحاذا ،يدور على الخيام ليسأل الناس الطعام . أما طارق بن زياد فقد" أزاحه الخليفةعن المشهد العام " وأعفاه من كل مناصبه ليحيا حياة عادية ! وهكذا يا حبيبتي أسرني زيدان حتى إلى ما بعد السادسة صباحا وأنا أفكر في مصير الثلاثين ألف عذراء القوطيات ،وكم من الوقت يحتاج الخليفة لافتضاضهن إذا ما أراد ذلك ؟ .. لم أنسك يا حبيبتي فما أن نهضت من النوم حتى فتحت النافذة لأتأكد من أنك تسطعين بأشعتك الفضية لتبثي الحياة في الكون والكائنات ، فقررت أن أخرج من برد صالون البيت لأجلس بين أحضانك التي تمنحني الدفء والطاقة ..... أنا قادم إليك يا حبيبتي "!
خرجت . جلست على جدار منخفض في مدخل البناء . ضممت أصابع يدي اليمنى إلى شفتي وقبلتها ثم أرسلت القبلة عبر أثير الأشعة إلى الشمس ،همست الشمس بأجمل تخاطر وهي تتمتع بطعم القبلة " حبيبي أنت " وفوجئت بي أرسل قبلة ثانية وثالثه ورابعة وأوزعها في اتجاهات مختلفة في الفضاء . أدركت حبيبتي أن هذه القبلات ليست لها فسألتني " لمن هذه يا حبيبي" فقلت " لله الذي خلقنا يا حبيبتي " قالت " جلت قدرته وتبارك اسمه " وتابعت :
" لِمَ يا حبيبي لم تلبس شورتا ، أريد أن أداعب كل خلية في جسدك من قمة رأسك إلى أخمصي قدميك "
" عاجز عن شكرك يا حبيبتي ، إن ذلك ليبعث الطمأنينة في نفسي وسأفعل في مرة ثانية وسأتعرى لو أتيح لي "
" رضاي ورضا الله عنك يا حبيبي "
" هل تظنين يا حبيبتي أن الله راض عني ؟"
" كل الرضا يا حبيبي فأنت تكاد أن تكون الوحيد من بين البشر الذي عرف وفهم الله كما لم يعرفه ويفهمه أحد من قبل "
" لكني أشعر بإحباط يا حبيبتي . أبدو لنفسي وكأنني كمن يحرث في بحر !"
" لا تيأس يا حبيبي ،فلم تكن غاية الخالق من الخلق إلا تكامله ،ولم تكن الغاية من خلق الإنسان إلا بناء الحضارة وتحقيق قيم الحق والخير والعدل والجمال ، فالله معك ،وأنا معك ، والكائنات معك ، والمستنيرون والخيرون من بني البشر معك . فإياك أن تيأس ، ولن ترحل إلى المطلق الإلهي قبل أن تشعر أنك أديت رسالتك وقلت كلمتك ...... لا تبك يا حبيبي .. لا تبك يا حبيبي .. ولا تخش الله لأنه معك ،ويسري بطاقته العظمى في جسدك .. "
" حبيبتي . حبيبتي .. أشكرك من أعماق قلبي .. وسأحبك ما دمت حيا .. وسأحبك إن كنت يوما في المطلق الكوني الإلهي الأزلي "
*****

الخالق والفهم البشري !
شاهينيات ( 1168)
لا أعتقد بوجود مشكلة لدى البشر لو أن المسألة اقتصرت على الإعتقاد بوجود خالق للكون والكائنات دون التطرق إلى طبيعة هذا الخالق وجوهره والعبادات والتشريعات والمفاهيم والتصورات المختلفة التي رسمت له وحوله ، مما أوقع البشرية في صراعات وتناقضات وعصبيات وتحزب نتج عنها إزهاق أرواح الملايين عبر التاريخ ، وحوّل بعض المعتقدات إلى تجارة مربحة لدى بعض الجماعات كما هي الحال لدى بعض الجماعات والأحزاب السياسية ، التي ما أن ترى قضية مربحة حتى يسارع بعض الأفراد إلى تأسيس حزب أو جماعة لخدمة القضية ! والضحية دائما وأبدا هم عامة الناس والبسطاء منهم الذين يؤمنون بالخرافات والأساطير بل وكل ما يملى عليهم ،وأورثهم إياه المجتمع عبرالأسرة ومؤسساته التعليمية والإجتماعية والدينية ( أراد أخي أن يقنعني بوجود إله بأن هذا الإله قام بشق البحر الأحمر أمام بني اسرائيل لينجوا من ملاحقة الجيش الفرعوني لهم ،فعبروا البحر بأمان وسلام إلهيين
ليقوم الله بإطباق البحر على الجيش المصري ليغرقه عن آخره ) أخي هذا وككل مؤمن بإلهه
يحتاج إلى معجزة من النوع نفسه قد تنجح في تغيير بعض قناعاته ، ولم ولن يصدق منجزات العلم بأن الشمس لا تغرب في "عين حمئة "و كذلك لا تشرق ،وأن الأرض هي من يدور حولها. وأسوأ ما في هذه التصورات والإجتهادات البشرية هو الإعتقاد بأن الله نفسه هو من قال هذا الكلام الذي هو العلم نفسه وليس العلم البشري المعاصر . وأطرف ما في العقل الديني البسيط أنه يعتقد أن معتقده علم ، وهو يناقش العلماني بمنطق العلم !! إنه لا يعرف ما هو العلم حتى اليوم !
أقول لو أن العقل البشري اقتصر على الإعتقاد بوجود خالق دون كل ما تبع ذلك ، لما جرى للبشرية ما جرى ولما وصلنا إلى ما وصلنا إليه ،وخاصة نحن المنتمين إلى ما اعتبر عقائد سماوية منزلة من آلهة . ولا أظن أن واقعنا سيتغير ما لم يتغير العقل وتترك مسائل الخلق للفلسفة والعلم وبشكل خاص العلم الفيزيائي . فما نشأ وتطور عبر أربعة عشر مليارا من الأعوام وربما أكثر من ذلك ، لن يعرفه الدين ببضع كلمات ، ولن تعرف الفلسفة والعلم حقيقته المطلقة خلال بضعة قرون !
شاهينيات 1169:
لا أعرف حتى اليوم وأنا اقترب من ولوج عامي السبعين إن كان ثمة ضرورة لوجودي رغم اجتهادي في أن يكون لوجودي ضرورة !!

في الوعي الديني !
شاهينيات ( 1170)
إذا كانت جماعات من البشرية قد اقتنعت ذات يوم بألوهية عشتار وإنانا وعناة وتموز وإيل وبعل ويهوة ومردوخ وإنكي والشمس والقمر والزهرة ،وألوهية مايا وإيزيس وأزوريس وحورس ،وألوهية اورانوس وكرونس وزيوس وفروديت وباخوس ودينسيوس وأثينا ،وألوهية اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ،وألوهية براهمان وفشنو وشيفا وكرشنا وحتى ألوهية بوذا الذي لا يعترف بوجود آلهة، وألوهية الكامي والتاو والواحد الإسلامي والثلاثي المسيحي ( الآب والإبن والروح القدس ) أقول إذا كانت هذه الجماعات البشرية قد اقتنعت ذات يوم بكل هؤلاء ( الآلهة ) والآلاف غيرهم ، وما يزال بعضهم في زمننا يعبد بعضهم الذين أنتجهم وعيها ، فهل من الصعب والعسير جدا عليها أن تقتنع بل وتؤمن في القرن الحديث
بمفهوم أقرب إلى المنطق والعلم بأن الله ( الخالق ) طاقة سارية في الكون والكائنات يتم بواسطتها الخلق ؟!
كم هو بائس هذا العقل الذي آمن بكل هؤلاء السابقين وغيرهم كثير ،ولا يؤمن بهذا الأخير ( الطاقة ) التي قد لا يكون الخالق شيئا غيرها ،وهو على الأرجح كذلك !
(1171) أمتنا العربية حاليا في سبات فظيع طال أمده ، والوعي الفاعل فيها حاليا هو اللاوعي الذي أيقظه ما يسمى الربيع العربي ليتمخض عن حروب ونزاعات طائفية ومذهبية ومصلحية وهمجية تجز الرؤوس وتدمر المدن على رؤوس ساكنيها ليختلط الصالح بالطالح والحابل بالنابل ! ( قد نحتاج إلى مليون إله حقيقيين ليكونوا في عوننا ) ( ولا تنسوا أن تسامحونا )
1172 - أعظم امرأة أنجبتها البشرية . امرأة قالت أن ابنها إله ! فاتبعه البشر ! إنها بالتأكيد مريم العذراء ! بغض النظر إن كان وجودها تاريخيا أو متخيلا ! وقد مهدت بذلك الطريق أمام الأمهات لأن يلدن آلهة ، ومهدت الطريق أمام البشرأيضا لأن يكونوا آلهة ، والأهم من كل ذلك أنها مهدت الطريق للإله نفسه لكي يكون متجسدا ومتجليا في البشرية جمعاء!
1173 - حب امرأة يعادل محبة ألف رجل!

********
إما أنت أو لا أحد !!
القصيدة الكاملة المعدلة في مذهب وحدة الوجود حسب فهم محمود شاهين

إما أنت أو لا أحد !!

أحسست بدنو الأمد
وأنا الوحيد دون أحد
هتفت باسمه من عمق الجراح
مثل لي بجلال مقتصد
همست: هل لي ببوح يعتمد؟!
قال : قل ما لم يسمعه أحد !
وأكمل رسالتك
فلن تعيش إلى الأبد .
قلت : أشهد أن لا إله إلا أنت
إنك " الواحد الأحد "
وإنك " الله الصمد "
وإنك " لم تولد ولم تلد "
" ولم يكن لك كفوا أحد "
***************
قال: لقد قيل هذا من قبل !
أضفت : وأشهد أنك الطاقة
السارية في الخلق
فإما أنت أو لا أحد
وأشهد أنك الروح
وأشهد أنك المحبة والحب
وأشهد أنك الجمال
وأشهد أنك الإبداع
وأشهد أنك السمع
وأشهد أنك البصر والبصيرة
وأشهد انك النّفس
وأشهد أنك الشعور والإدراك والوعي
وأشهد أنك الضمير
وأشهد أنك الكَلِمُ
وأشهد أنك العقل
وأشهد أنك الخلق الساري في الخلق
وأشهد أنك الخالق والخلق
فإما أنت أو لا أحد !
*******
وأن الإنسانية حبيبتك
وإنها إليك تستند
وأنت عليها تعتمد !
عشق الأحبة متبادل
بنبض القلوب
وآهات الروح
ورعشة الجسد
لا يكتمل الحبيب إلا بالحبيب
فلا اكتمال بحب منفرد
سعي الخلائق إلى الكمال
بسعي الخالق يتحد
فإما كمال يعم الخليقة
وإما انتهاء إلى الأبد !
*******
قال: أحسنت إذ اجتهدت
فالإجتهاد حق معتمد
فأنا في الهي والنحن والهم كنت
والهي والنحن والهم والكل
في أناي تتحد
فلا معزل لفرد عن كل
ولا معزل لكل عن فرد
تنزهت باسمي ( الله )
ولا تنزيه غير ذلك يعتمد
******
أنا في الهيولى البدئية كنت
دون أن يكونني أحد
أوجدت نفسي بنفسي لنفسي
دون أن أدري ما الغاية
وما القصد ؟
وبقيت دهورا كامنا
لا أدري إن كنت أدري
ما اريد ، وما لم أرد
كجنين في رحم أم
غافل عما يستجد
إلى أن ضاق بي الكمون
وضقت به، فانفجرت
محطما جدران الهيولى
التي عنها انبثقت
لأنتشر في كون شاسع
حدوده لا تحد
ولينبثق معي الخلق
كائنا من رحم المهد
فكل كائن كان في
وفي كل كائن كنت
فانا الكينونة دون حد
وآفاقي لا تحد
فليس للحد مني حد
ولا حد حيث كنت
أنا " الله " أل بلا حد
لا غنى للخليقة عني
ولا غنى لي عن الخليقة
فنحن الواحد في الكل
والكل في الواحد يتحد !
محمود شاهين 11/ 3/ 2016
*********
لماذا لم يبن الله مدينة واحدة على الأرض ؟
شاهينيات 1175
حين كنت أراجع الفصل ( 50 ) من روايتي " أديب في الجنة " حيث يتطرق الملك لقمان إلى جنة الإسلام التي وعد الله بها مؤمنيه والتي يوجد فيها ما لا يتصوره العقل من ترف ونعم ، حيث القصور والبيوت المبنية من الجواهر والخيام المترفة أيضا ويبدو أن هذه الأخيرة للمؤمنين الأقل إيمانا ، خطرببالي تساؤل حول عدم قيام الله ببناء ولو مدينة واحدة على الأرض ليري البشرية جمال العمارة لديه وليقنع البشرية باتباعه ! ولتكن هذه المدينة من الحجارة أو الإسمنت المسلح وليس من الجواهر!! ولن نتساءل حول الكيفية التي بنى الله فيها مدن الجنة ،فهو بالتأكيد بناها بالأمر الإلهي ( كن ) وتم إنجازها خلال لحظات . والأمر نفسه ينطبق على الحدائق وعلى حور العين والولدان المخلدين والأشجار والنباتات والطيور والحيوانات المختلفة من أغنام ومواش وطيور لطعام المؤمنين .
ولا نعرف إن كانت مدينة واحدة ستكون كافية لسكن المؤمنين أم أن هناك أكثر من مدينة خاصة وأن الله يتحدث عن جنات للمؤمنين .كما أن المؤمنين قد يكونون بالمليارات وسيكون لدى كل واحد منهم مئات الحوريات والغلمان والجواري ! وكي يعرف القارئ مدى إيغال الخيال الإسلامي في تصور هذه المدن في الجنة ، سنورد ما جاء في موقع الكلمة مفصلا :
7. بيوت الجنّة وفراشِها:
يخبرنا القرآن أن المؤمنين الأتقياء لهم الجنّة خالدين فيها، ثم يبيّن لنا أن الجنّة ليست مجرد روضة أو بستان بالمفهوم المتعارف عليه، بل يوجد فيها قصور ومساكن وبيوت وخيام سيعيش داخلها المؤمنون أثناء حياتهم الخالدة في الجنّة، ووصف القرآن منازل المؤمنين في الجنّة في سورة التوبة 72:9 قائلاً: "وَعَد الله المؤمنينَ والمؤمناتِ جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهارُ خالدين فيها ومساكِنَ طيِّبة في جنّاتٍ عدنٍ ورضوان من الله اكبرُ ذلك هو الفوزُ العظيم" فهي مساكن طيّبة، أي حسنة البناء طيّبة القرار. ووصف القُرطبي هذه المساكن بقوله: "إنَّها قصور من الزبرجد والدُّر والياقوت يفوح طيبها من مسيرة خمسمائة عام". وهكذا سينال المسلم التّقي في الجنّة قصراً مصنوعاً من الأحجار الكريمة، بدلاً من الخيام الخشنة في الصّحراء، أو بيوت الطّين في مكّة القديمة، أو بيوت الباطون المسلّح في القرن العشرين، بل قصور الزبرجد والدّر والياقوت، وهو وصف يأخذ بلباب السّامعين. وأطلق القرآن على مساكن المؤمنين في الجنّة اسم الغرف، ومفردها غُرفة، وهي العليّة المشرفة. وجاء ذلك في سورة العنكبوت 58:29 "والَّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لَنُبوَّئنَّهُمْ من الجنّةِ غُرَفاً" وفي سورة سبأ 37:34 "وهم في الغُرُفات آمنون" ففي غرف الجنّة، أي قصورها المعدة للمؤمنين يتوفر الأمان الدائم من الموت والعذاب والأمراض والأحزان، بل ومن الحروب والغزو والنهب والسَّلب والدَّمار، لأن هذه حالة بيوت الدنيا وخيامها وقصورها. ولكن القرآن يضيف إعلاناً آخر حول هذه الغرف في قوله في سورة الزُّمرَ 20:39 "لكنَّ الّذين اتقوا ربَّهُم لَهُم غُرَفٌ من فوقها غرفٌ مَبْنيّةٌ" فالغرف على مستويات مختلفة، لأن "الجنّة درجاتٍ يعلو بعضها بعضاً" كما أمد النبي محمد ومفسّري القرآن من بعده.
إضافة إلى المساكن والقصور والغرف، ذكر القرآن وجود خيام في الجنّة، في سورة الرحمن 72:55 "حورٌ مقصوراتٌ في الخيام"، وهكذا فالحور العين مستورات في خيام الجنّة، وقد وصف النبي محمد خيام الجنّة في حديثٍ معروف قال فيه: "إنَّ للمؤمن في الجنّة لخيمةً من لُؤلُؤةٍ واحدةٍ مجوّفةٍ. طولها سِتّون ميلاً، للمؤمن فيها أهلٌ يطوفُ عليهم المؤمن فلا يرى بعضُهم بعضاً" وفي رواية أخرى: "إن في الجنّة خيمةٌ من لؤلؤة مجوّفة عرضها ستون ميلاً في كل زاوية منها أهلٌ ما يرون الآخرين يطوف عليهم المؤمن" (رواهما مسلم والبخاري) فالخيمة ليست من وبر الإبل أو صوف الغنم، بل من اللؤلؤ الباهر الثَّمين. كذلك وصف النبي غرف الجنّة، ومما قاله: "إن أهل الجنّة ليتراءَوْنَ الغرفة في الجنّةَ كما تراءَوْن الكوكب في السَّماء" (رواه مسلم) وقال أيضاً "إنَّ في الجنّة لغرفاً يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها" فقام إعرابي فقال: يا رسول الله لمن هي؟ فقال: "لمن طيّب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلّى بالليل والنّاس نيام" فغرف الجنّة كالبلّور في جمالها وشفافيَّتها. كذلك وصف النبي أحد قصور الجنّة فقال: "إنَّ في الجنّة قصراً يقال له عَدَنٍ حوله البروج والمروجله خمسة آلاف بابٍ عند كل بابٍ خمسة آلافِ حبرة لا يدخله ـ أولا يسكنه ـ إلا نبيٌّ أو صدِّيق أو شهيد أو إمام عدل". بل إن الجنّة كلها بناء قائم كما قال النبي في جوابه لسؤالٍ طرحه عليه بعض صحابته حيث قال: "لبنةُ ذهب ولبنةُ فضّة، وملاطها المسك وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزّعفران. من يدخلها ينعم ولا ييأس ويخلد ولا يموت، لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه". فالجنّة جوهرة، وقصورها جواهر، وسكانها شباب دائم.
ولم يتوقف القرآن أو النبي عند ذكر مساكن الجنّة، بل وردت في القرآن مجموعة من الآيات تصف فراش هذه المساكن، كذلك تحدث النبي محمد عن أثاث بيوت الجنة، كما كتب حجة الإسلام الغزالي: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله: "ومساكن طيّبةٍ في جَنَّاتِ عَدْنٍ" قال: "قصورٌ من لؤلؤ، في كلِّ قصرٍ سبعون داراً من ياقوتٍ أحمر، في كل دارٍ سبعون بيتاً من زمرّد أخضر، في كلِّ بيتٍ سرير، على كل سرير سبعون فراشاً من كل لون، على كل فراشٍ زوجة من الحور العين، في كل بيتٍ سبعون مائدةً، على كل مائدة سبعون لوناً من الطعام، في كل بيتٍ سبعون وصيفِة، ويعطي المؤمن في كل غداة ـ يعني من القوة ـ ما يأتي على ذلك أجمع". لدينا في هذا الحديث قصوراً وبيوتاً ودوراً، أما أثاثها فهي الأسرة والفراش وموائد الطعام. وعلى الفراش تستلقي الحواري في انتظار مضاجعة الحبيب الذي لديه قوةً ربانية هائلة ليأكل ويمارس الجنس بلا حدود. وأكثر ما يلفت النَّظر في هذا الحديث هو ذكر الوصيفات، مما يعني أنه حتى في جنَّة النَّعيم يوجد إماءٌ وجواري لخدمة المؤمن من المسلمين.
يتكون أثاث مساكن الجنة بشكل خاص من السُّرر والفراش والأكواب وصحاف الذهب، وهي الحاجات المطلوبة لأهم أعمال الأتقياء في الجنّة: أي تناول الطّعام والشّراب وممارسة الجنس "دَحَماً دَحَماً" أي بقوة وثبات كما قال النّبي محمد. نقرأ في سورة الحجر 47:15 " أنَّ المتقين على سُرُرٍ متقابلين" وظاهر معنى النّص أنَّ جميع الأتقياء سيستمتعون بالتّمدّد على سُرر غرف الجنّة، ولكن ابن كثير في تفسيره حَصَرَهُم في عشرة أشخاص هم: "أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة، والزُّبير وعبد الرحمان بن عوف، وسعد بن أبي وقّاص وسعيد ابن زيد وعبدالله بن مسعود". ولكنّه لمّا فسّر نفس العبارة في سورة الصّافات 44:37 "على سُرُر متقابلين" جعلها تتحدّث عن جميع أتقياء الجنّة الّذين ينظر بعضهم إلى بعض وليس إلى قفا بعض. ووصف هذه السُرر أنّها "مصفوفةٍ" (الطّور 20:52) أي وجوه المتّكئين عليها بعضها إلى بعض، كما فسّرها ابن كثير، الذي أورد هنا حديثاً للنبي محمد قال "أن الرَّجُل ليتكئ المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتجول عنه ولا يُملَّهُ، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه". وفي رواية عن ثابت قال: "بلغنا أن الرجل ليتكئ في الجنّة سبعين سنة عنده من أزواجه وخدمِهِ، وما أعطاه الله من الكرامة والنَّعيم، فأذا حانت منه نظرةً فإذا أزواج له لم يكن رآهنَّ قبل ذلك، فيقلن قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيباً". وهكذا يتنعم المؤمن مستلقياً على السرير أربعين أو سبعين سنة، له ما يشتهي من الطعام والنساء والخدم. بل إن نساءه يتزايدن باستمرار دون معرفته. فالله يريد له نعيم فوق نعيم. كذلك فإن أسرَّةِ الجنَّة "موضونة" (الواقعة 15:56)أي منسوجة ومضفورة بالذهب واللآلئ. وهي سرر "مرفوعة" (الغاشية 13:88) أي عالية ناعمة كثيرة الفرش ومرتفعة السُّمك. (نظر الواقعة 34:56). ووصف الفرش الذي على السرر والأرائك قائلاً "متكئين على فُرُشٍ بطائنها من إسْتبَرْقٍ" (الرحمن54:55) أي الديباج المزين بالذّهب. وعلى الأسرة أيضاً "رفرف خُضرٍ وعبقريٍ حسان" (الرحمن 76:55) وهنا أورد ابن كثير عدة معاني للرفرف والعبقري نظراً لعدم اتفاق الرواة والمحدِّثين على المعنى، ومما قاله: الرَّفرف: المحابس المتدلي أو الوسائد أو رياض الجنّة.
العبقري: الزرابي أو الديباج أو بُسُط أهل الجنَّة أو المرافق أو ثياب أهل الجنَّة أو الطنافس المحملة إلى الرَّقة أو الثوب الموَّشى… الخ.
إضافة إلى السُرُرْ، استخدم القرآن كلمة "أرائك" حيث يتكئ الأتقياء في الجنَّة (أنظر يس 56:36 والإنسان 13:76 والمطففين 23:83و35) وفسر ابن كثير كلمة أرائك بالسُّرر تحت الحجال، وأحدها أريكة، وهو السَّرير في الحجلة أو الفرش فيها.
ومن فرش الجنَّة أيضاً ذكر القرآن في سورة الغاشية 14:88-16 "وأكواب موضوعَةٌ. ونمارِقُ مصفوفَةٌ وزرابي مبثوثَةٌ". والنمارق هي الوسائد، والزرابي هي البسط المفروشة. أما الأكواب فهي أواني الشرب المصفوفة لمن أرادها من أصحابها ليشرب من أنهار الخمر واللبن والعسل. وإلى جانب الأكواب توجد "صحافٌ من ذهب" (الزخرف 71:43) و"أباريق" (الواقعة 18:56) و"آنيةٍ من فِضَّة" (الإنسان 15:76) و"قوارير" (الإنسان 15:76و16). وكلّها آنية من الذهب والفّضة والحجارة الكريمة، وقد تعدّدت الرّوايات في وصف جمالها وذكر عددها وأحجامها، وهي لخدمة أهل الجنّة وإشباعهم.
رابط المرجع : http://alkalema.net/ganah/ganah17.htm
في الألوهة وشرط وجودها !
شاهينيات 1176
ترى لو لم يكن هناك خلق للإنسان بشكل خاص وللكائنات الحية بشكل عام فهل كان في الإمكان تصور وجود ألوهة ما ؟ سيكون التصور في هذه الحال من قبل الكون المفرغ من الحياة ، أي من قبل كواكبه ونجومه وفضاءاته ،وهو ما لا نستطيع أن نجزم بأنه قادر على تصور ذلك لعدم وجود عقل لديه . إذن فوجود الإنسان كان شرطا ضروريا للتفكير في وجود ألوهة وبالتالي تصورها وإيجادها، وهو ما لم يكن ممكنا عند الإنسان البدائي . بل في الإمكان القول إن تصور وجود ألوهة قد لا يزيد على بضعة آلاف من السنين لا تتجاوز في أحسن أحوالها خمسين ألفا . وكان التصور بدائيا إلى حد أنه لم يصل منه شيئ إلى العصور الحديثة. وقد لا نجافي الحقيقة إذا ما قلنا إن هذا التصور ما يزال بدائيا حتى الآن وإن كان ثمة تفاوت في المفاهيم العقائدية . وإذا ما عدنا إلى عمر الكون البالغ قرابة أربعة عشر مليارا من الأعوام ، وعمر الحياة البالغ قرابة 500 مليون سنة ، فإن عمر الألوهة مقارنة بعمر الوجود قصير جدا جدا .
وبهذا سنصل إلى شرطي المعادلة وجود الألوهة ارتبط بوجود الإنسان العاقل المتطورنسبيا، وقبل ذلك لم يكن هناك ألوهة . وفي هذه الحال سيكون فناء الإنسان فناء للألوهة التي أوجدها أو تصورها. وليس في الإمكان أن نجزم بأن الكائنات الأخرى من حيوانية ونباتية وكونية من العقلانية بحيث ترى أو تتصور وجود إلوهة .
غير أننا إذا ما طرقنا الموضوع من زاوية أخرى وانطلقنا من المادة والطاقة اللتين يتكون منهما الوجود فلن يكون من العسير علينا أن نستبعد وجود الألوهة إذا كانت الألوهة هي نفسها مادة الكون وطاقته وأنها أوجدت نفسها بنفسها لنفسها منذ الأزل . وأن شرط وجودها كان بوجودها ذاته وليس بغيره، وأنها لن تفنى ولن تموت حتى بموت الكائنات الحية ، التي تعود بموتها وتحللها إلى عناصرها الأولية كمادة وطاقة تتجدد للمساهمة في عملية الخلق المتجددة الأبدية . وآمل أن تكون البشرية (التي تشعر بوجودها في الحياة الدنيا وتساهم في صنع الحضارة الإنسانية ) تشعر بوجودها المادي الطاقوي في الآخرة وتساهم في عملية الخلق الدائمة .
(تخيلوا أن أكون أنا مثلا طاقة مندمجة في مادة الكون وطاقته بعد موتي وأشعر بوجودي الطاقوي وأتمتع به، والأهم من ذلك أن يرى الناس أنني أنا وأجدادهم والكائنات الأخرى نسري كطاقة في أجسادهم ومادة تشكلها) ( لا تنسوا أن تتذكروا دائما أن اجتهادي ليس حقائق مطلقة ، يمكن القول أنه مجرد تحفيز للعقل لكي يفكر . يكفينا جمود عقلي طال سباتنا)
مفهوم الألوهة الملتبس بين وجود إله أو عدمه !
شاهينيات ( 1177)
كنت أتوقع أن يلتبس مفهوم الألوهة على القارئ في الخاطرة (1176) المعنونة ب " في الألوهة وشرط وجودها " فقد كتب أحد القراء ( صلاح البغدادي ) في (الحوار المتمدن ) معلقا على الموضوع ،قائلا :" المادة والطاقة هي الإلوهة.......صعب هذا السيناريو" واستعرض بعض المفاهيم الأصعب للألوهة من مادية ومثالية ، ليختم بقول لبوذا " لا أعرف شيئا عن الاله ولكن اعرف أشياء كثيرة عن ألم الانسان"وهي ترجمة ثانية لقول بوذا "لا أعرف شيئا عن سر الإله ولكني أعرف أشياء عن بؤس الانسان"
حين انطلقت من المادة والطاقة لفهم الألوهة لم أقصد أن المادة والطاقة أو أحدهما هو الله ، بل لأقول إن ما يكمن وراء عملية الخلق هو المادة والطاقة ، واستخدمت تعبير الألوهة كتعبير مجازي لا غير ،وقد تطرقت إلى أن الإنسان العاقل المتطور حديث الوجود مقارنة بعمر الكون هو من أوجد مفهوم الألوهة ، الذي ظل غائبا عن الوجود مليارات السنين . وإذا ما عدنا إلى اللغة التي لم يمر على اختراعها أكثر من سبعة آلاف عام على الأكثر سنجد أن مفهوم الألوهة حديث جدا مقارنة بعمر الكون وعمر الإنسان أيضا .
ويذهب يوسف زيدان في كتابه ( اللاهوت العربي ) إلى ما ذهبنا إليه حين يرى أن مفهوم الألوهة "يتوقف على البشر ويقوم على شرط وجودهم " (1) أي لم يكن هناك مفهوم للألوهة قبل وجود البشر ،وأي بشر ؟ إنهم حديثو الوجود . ويتابع يوسف زيدان " ولذلك قال الصوفية المسلمون لاحقا إن ( سر الربوبية ) هو توقفها على المربوب ، فإذا انعدم المربوب صارت الربوبية مستحيلة " (2) وهذا الكلام ينفي وجود إله قبل وجود بشرية . ويتابع يوسف زيدان قائلا " وقد يجوز لغة ، إطلاق صفة الرب على الله والإنسان معا مجازا ، لكنه في حال إطلاق هذه الصفة على الإنسان ، لا بد أن يكون اللفظ مضافا ، كأن يقال : رب الإبل ، ربة البيت ، رب العمل ، بينما المعرف من لفظ الرب بالألف واللام لا يقال إلا لله " (3) والحق أن المتصوفة أوغلوا كثيرا في فهم الألوهة وخاصة في شطحاتهم ، حيث قال الحلاج " أنا الله " وقال البسطامي " سبحاني "(4) وثمة الكثير من الأشعار والمقولات الصوفية التي توحد بين الله والمتصوف ، غير أن كل هذا يعود إلى مفاهيم بشرية حديثة جدا ليس بالضرورة أن تعبرحقيقة مطلقة . وسنعود إلى أرقى هذه المفاهيم كما هي عند ابن عربي بعد قليل .
إن الحديث عن مفاهيم لا يعني في أحسن أحواله أكثر من اجتهاد العقل البشري للبحث عن الحقيقة وبشكل خاص حقيقة الوجود . فإن أشرنا إلى أن الألوهة طاقة أو أنها الطبيعة أو حتى حسب مفهوم
ديني ما أنها ألله ، فإن كل هذا يظل في دائرة الإجتهاد المجازي وليس الحقيقة المطلقة . وأنا هنا أشمل الفكر البشري كله الديني بكافة تنوعاته والفلسفي بكافة تنوعاته أيضا ، وحتى العلمي . والذي يدعي الحقيقة المطلقة لهو مخطئ بالتأكيد إن لم يكن أحمق . حين يخبرنا العلم أن نواة الخلية تختزن آلاف الملايين من المعلومات المكودة وأن جسم الإنسان يحتوي على آلاف المليارات من الخلايا ، وأن العمليات الجارية فيه ، ليوم واحد فقط توظف معلومات مكودة أكثر مما أنتجه العقل البشري من كتب حتى اليوم ، فإنه لا يسعنا في هذه الحال إلا القول :إن مفردات من نوع ألوهة وإله ورب وغيرها ليست كافية للتعبير عن إعجاز هذا العقل الكوني هائل العظمة .
لقد تطرقت إلى الألوهة في مقالات كثيرة ،وكلها مقالات تجتهد في البحث عن سر الوجود وتحاول أن تقدم ما هو جديد وممكن دون أن يرقى إلى الحقائق المطلقة التي لا وجود لها إلا عند العقول المنغلقة على ما فيها من مفاهيم مندثرة .
لماذا ابن عربي ؟ ولماذا أفدت منه ؟ لقد قدم ابن عربي مفهوما من أرقى المفاهيم البشرية إن لم يكن المفهوم الأرقى على الإطلاق ، حين جعل من الألوهة حقيقة تسري في الكون من أعلاه إلى أدناه . يقول نصر حامد أبو زيد : " إذ العالم كله من أعلاه إلى أدناه بمستوياته ومراتبه المختلفة ،من أرواح وأجسام فلكية وعناصر طبيعية ،ليس سوى مظاهر وتجليات لحقيقة واحدة سارية في أجزائه بنسب مختلفة ، تلك هي الحقيقة الإلهية "(5)
لم يكن ابن عربي حسب زمنه يعرف الطاقة ولو كان يعرفها لربما وظفها بدلا من الحقيقة . وحسب هذه الرؤية يفسر ابن عربي كل ما يجري في الكون وكل ما يصدر عن الكائنات والإنسان بشكل خاص أنه فعل إلهي . فإن آمن الإنسان أو كفر ، هو فعل إلهي ، إن عبد صنما وإن عبد يهوة ، هو فعل إلهي . إن عبد المسيح أو الله هو فعل إلهي . إن تألم أو فرح هو فعل إلهي . إن بكى أو مات هو فعل إلهي . إن ضرب أحدا أو قبل امرأة هو فعل إلهي . والأهم من كل ذلك إن تكلم الإنسان أو ألف كتابا ، فهو فعل إلهي . فليس ثمة حركة خارج الفعل الإلهي . وبناء على هذا الفهم فأنتم تقرأون الآن كلاما إلهيا لإنسان يسري
في جسده (شحنة ) من الحقيقة الإلهية ، إنه محمود شاهين . وهذا لا يعني بالتأكيد أن محمود شاهين إلها ، فما يسري في جسده ليس أكثر من نقطة من محيط الحقيقة الإلهية السارية في الكون والكائنات حسب ابن عربي . والتي حولها مفهومه إلى طاقة خالقة سارية في الكون . وقد بحثنا في بعض مقالاتنا
عما إذا كانت الطاقة تعقل ، وعما إذا كانت ترى في نفسها ألوهة أو إلها ما . وأظن أن النتيجة لم تحسم بالمطلق حتى اليوم رغم كثرة المقالات ، وإن حسمت مسألة وجود عقل كوني طبيعي طاقوي مادي !
دون أن نصاب بالغرور ولن نصاب ونعتبر اجتهادنا حقيقة مطلقة . وسيجهد العقل البشري كثيرا إلى أن يصل إلى حقيقة نسبية وليست مطلقة، تكون قادرة على استقطاب العقل البشري واتفاقه عليها . لعله يصل يوما إلى الإقتناع بأن الغاية من وجود الإنسان ليست إلا المساهمة في عملية الخلق وإقامة الحضارة بتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال وكل القيم الإنسانية .
يوسف زيدان " اللاهوت العربي وأصول العنف الديني ص ( 89)
المصدر نفسه . الصفحة نفسها .
المصدر نفسه . الصفحة نفسها.
راجع يوسف زيدان . دوامات التدين . صفحة (315)
نصر حامد أبو زيد . هكذا تكلم ابن عربي . ( ص 141)
أحلام مادية طاقوية !
(1)
شاهينيات 1178
حلمت أنني كنت ميتا وقد تحللت مواد جسدي إلى عناصرها الأولية أي إلى تراب وأي تراب بعد أن تبخرت منه العناصر الغازية من أوكسجين وهيدروجين وآزوت ؟ ذرات من الكلس والفسفور والحديد والزنك والنحاس والمغنيزيوم والبوتاس والكربون والسيليكون والفضة والذهب والكبريت والألمنيوم والصوديوم.
ولم أتنبه إلا وذرات مواد رفاتي تتسرب في اتجاهات مختلفة في التربة منجذبة إلى قوى طاقوية تشدها إليها بقوة مدركة حاجتها إليها فيما أدركت بدوري حركات ألكترونية في ملايين نوايات ذراتي حاملة طاقات كهربائية سالبة في مواجهة شحنات موجبة لبروتونات راحة تتصارع في دخيلتي الناوية المضطربة وتنقسم على نفسها وتتسرب في جهات لا تحصى في باطن الأرض . أدركت مدى أهميتي حين واجهتني جذورشجرة زيتون ، عرفت من مكودات ذراتي أن الشجرة تتوسل لمنحها المزيد من العناصر المعدنية التي لم تكن مكتملة في تربتها ، فصرخت ألكترونيا بمكودات عناصر نواياتي أن تمنح الشجرة ما تحتاج إليه ففعلت .. وتنبهت بعد ذلك خلال تسرب ذراتي في خلايا التربة إلى أنني أتسرب في تربة بستان
يعج بكافة أصناف الأشجار المثمرة ، وأنها كلها تحتاج إلي، فرحت أوزع على جذوع الأشجار كل ما تحتاج إليه. وحين اكتشفت أن ما اختلط مع ذراتي لم يكن كافيا لتغذية جذوع الأشجار راحت ذراتي تسطو على الذرات المحيطة بها في التربة فنشب صراع رهيب بين ذراتي والذرات الأخرى غيرأن ذراتي تفوقت عليها وغنمت الكثير مما كانت تحمله من مواد غنية راحت تغدقها على جذوع الأشجار كافة لتبتهج الجذوع وأشجارها بهذا الوافد الجديد الكريم !
لم أعد قادرا على إدراك كامل وجودي الذري الذي تسرب في أنحاء من أرجاء الأرض بفعل طاقة هائلة كانت تحيط بكل ذرة من ذرات تكويني الرفاتي وتتفاعل معها بسرعات هائلة لتحيلها إلى طاقة تمتزج بالطاقة تلك ، التي بدا لي أنها طاقة كونية . ولم أتنبه لنفسي إلا وأنا موجود في كل مكان دون أن يحد وجودي مكان . غمرتني فرحة قوية وأنا أشعر بوجودي الطاقوي الكوني القائم بالخلق ! خطرت لي فكرة هائلة طالما راودتني وهي أن أوقف القتل والحروب على الكرة الأرضية وأسيّر البشر جميعا للمحبة
وإقامة الحضارة الإنسانية وتحقيق قيم الخير والحق والعدل والجمال . مررت بجماعة يشرعون سكاكين لجز رؤوس بشر كانوا يركعون أمامهم . قلت في نفسي طالما أنني جزء من الطاقة السارية في أجساد القتلة سأتمكن من منعهم من قطع رؤوس ضحاياهم ، وحاولت وحاولت دون جدوى ،وجزت الرؤوس أمامي لأشعر أن جسدي هو الذي جز . فلم أجد إلا أن أبكي كطاقة على قدراتي الطاقوية الجزئية غير المكتملة !
وحين مررت ببلدان يُقتل مواطنوها برصاص المحتلين وأخرى تنهال عليها المدافع والصواريخ وأخرى تتفجر فيها العبوات الناسفة ،وجثث البشر تتناثر في كل مكان . لم أجد إلا أن أبكي من أعماقي وأنا أجد نفسي عاجزا عن فعل أي شيء ينقذ الضحايا وينقذني كوني موجودا فيهم جميعا كطاقة . فرحت أصرخ بالطاقة الكونية الكلية التي أمتزج فيها . " لماذا لماذا لماذا كل هذا ؟" وإذا بها تذاهنني طاقويا " ألست القائل :لا يكتمل الحبيب إلا بالحبيب / فلا اكتمال بحب منفرد/ سعي الخلائق إلى الكمال/ بسعي الخالق يتحد / فإما كمال يعم الخليقة / وإما انتهاء إلى الأبد " ؟!
أدركت حينها أن البشرية ستنتظر دهورا لتحقيق الحد الأدنى من كمال الخلق وتحقيق الخير والمحبة . ولم أجد إلا أن أبكي وإن كان بكائي طاقويا ماديا ،لكنه كان بكاء فظيعا يمزق القلوب !!
محمود شاهين
27- 3- 2016
وجود خالق مشروط بوجود خلق !
شاهينيات 1179
* وجود خالق مشروط بوجود خلق فإن انتفى وجود الخلق انتفى وجود الخالق ، لأنه لن يكون هناك إلا العدم ويستحيل أن يكون خالق في العدم ومن لا شيء . حتى لو كان الخالق عقلا مجردا أو طاقويا فهو في حاجة إلى جسم مادي ينتجه .
1180- تأخر العقل البشري في تقديم اجتهاد ( عقلاني ) مجسد أو مجرد لجوهر وماهية الخالق إلى أن تم اختراع اللغة في عهد قريب نسبيا مقارنة بعمر الوجود . دون أن يدرك أنه بذلك كاد أن يلغي وجود خالق قبل ذلك .
1181- الخالق الساري بطاقته في الخلق والمتجسد فيه لا يمكن تجزئته كأن نقول أنه الإنسان أو السماء أو الشمس ، فهذا عزل للجزء عن الوجود الكلي المتجسد في الكل والكل المتجسد فيه .
1182- اجتهاد العقل البشري بأن الخالق خلق الإنسان على صورته اجتهاد بدائي ، كما أن تصور الخالق
في شخص إنسان اجتهاد أكثر بدائية ، فلو أن يدا أو رجلا قطعت لهذا الخالق لأمكن بقاؤه على قيد الحياة ، فأي إله هذا الذي يمكن أن يكون بيد ورجل مقطوعتين ؟! والأهم الإله الذي يمكن أن تقطع منه القوائم !! أما لو أننا نظرنا في الخالق المتجسد في الوجود كله دون أي تجزئة مهما كانت ، لوجدنا أن انتفاء أي جزء هام من مادة هذا الخالق لوجدنا أنه يؤدي إلى فنائه . فانتفاء وجود الشمس مثلا سيؤدي إلى تدمير الحياة . واختفاء الكائنات الحية سيؤدي إلى الأمر نفسه . مع الأخذ في الإعتبار أن الكون بمجراته ليس خارج نطاق الحياة ، أي ليس خارج نطاق الكائنات الحية، المعتبرة غير حية رغم ضرورتها للحياة والبقاء. وربما لا نلوم أجدادنا حين عبدو الشمس .
1183- يمكن اعتبار بعض الأفكار العقائدية حول جوهر الخالق اجتهادا مقبولا إذا كانت ترى أن الخالق طاقة سارية في الخلق ، والطاقة لاترى ولا يمكن تشبيهها إلا إذا جسدت لتغدو ملموسة أو منظورة . والأمر نفسه ينطبق على الوجود المادي الكلي كونه لا يشبه شيئا غيره .
1184- تطور الخالق مشروط بتطور عقل خلقه . دون أن ننسى أن الغاية من الوجود لم ولن تكون بالمطلق إلا تحقيق قيم الخير والعدل والحق والجمال ، وخلق الإنسان شبه الكامل .. وقد ينتظر الإنسان ما لا يقل عن مليون عام لتحقيق الحد الادنى من هذه الطموحات ،ويكون الحالمون بجنات النعيم وحور العين وغيرهم من الحالمين وأشكال حلمهم قد انقرضوا وانقرضت معهم عقائدهم منذ زمن طويل .. فعقائدهم التي جاءت بالأمس القريب ستنقرض كما انقرض ما سبقها من عقائد جاءت بالأمس الأول غير البعيد أيضا .. وهي بالتالي لن تعمر أكثر مما عمر غيرها .. وربما تكون عبادة عشتار هي أطول عبادة في التاريخ كما هي أطول معتقد منقرض. ( سامحونا يا مؤمنين ) !
* في الخلق الخالق . وفي المادة والطاقة !
شاهينيات 1185
- خلصنا في مقولات سابقة إلى أن وجود خالق مشروط بوجود خلق . فإذا انتفى وجود الخلق انتفى وجود خالق لأنه لن يكون هناك إلا العدم . نستنتج انطلاقا من هذه القاعدة ما يلي :
1185 – إن الخالق موجود في الخلق نفسه وهذا يعني أن الخلق هو الخالق والخالق هو الخلق . وبما أنه لا يوجد خلق خارج المادة والطاقة فالخلق والخالق مؤلفان من مادة وطاقة ولا يمكن فصل أحدهما عن الآخر لأنهما كيان واحد . فالطاقة هي مادة متحولة والمادة هي طاقة مجسدة. نستنتج من ذلك :
1186- إن الوجود نشأ من مادة تحمل طاقتها في داخلها أسميناها " هيولى بدئية " وقد وجدت منذ الأزل بإيجاد نفسها بنفسها لنفسها . وقد استنتجنا من ذلك . أن من يوجد نفسه بنفسه لنفسه لا يمكن أن يسعى لوجود عبثي بل وجود لغاية ، حتى وإن كانت الغاية بدائية ومبهمة وغير مدركه بشكل مقبول . والنظر إلى الوجود والخلق اليوم يؤكد أن ثمة غاية متمثلة في جمال الوجود وروعة الحياة .
1187 – إن الغاية لا يمكن أن تنتج إلا عن عقل وهذا يعني أن ثمة عقلا بدائيا كان موجودا في الهيولى البدئية منذ نشأتها . وليس بالضرورة أن يكون عقلا ناتجا عن دماغ ، يمكن أن يكون إحساسا.
1188- وبما أن الغاية تحتاج إلى تصور بدائي والتصور يحتاج إلى خيال فكان لا بد للعقل أن يتخيل ليتصور وجودا بدائيا . وبهذا يمكن القول إن أطول حقبة كمون عاشتها الهيولى البدئية هي حقبة الكمون والتفاعل الأولى البدئية التي نجم عنها الإنفجار الكوني .
1189- لا بد أن تفاعلات المادة والطاقة البدئية قد بدأت عشوائية لفترات مديدة إلى أن أصبحت تنظم عشوائيتها عبر صدف مرت بها وأنها توصلت إلى نوع من التدوين الرمزي يدون أهم ما سبق من نتائج التفاعلات.إلى أن وصلت إلى قوانين ومعادلات محددة ومعروفة، سبقت الإنفجار الكوني ، إن صح حدوثه . لأن عبثية الإنفجار لا تحقق أية غايات ينشدها الوجود البدئي " الهيولى البدئية " لذلك يمكن القول إن كل ما كان يجري من تفاعلات داخل المادة في مرحلة سابقة لم يكن يجري إلا للتحضير للإنفجار . أي أن الأمر كان مدروسا من قبل.
1190- حمل الإنفجار معه كل مكونات الهيولى البدئية من مادة وطاقة وبكل قوانينها ومعادلاتها وما أسميناه عقلها مشكلة بداية الكون . ولا مانع من أن نغامر ونقول " دناها ! أي أل دي إن أي " هذا العقل الذي كان بداية لتشكل عقل كوني أطلق عليه البشر اسم الله بلغات مختلفة بعد اختراع اللغة تفيد المعنى نفسه . وهو ما يقف العقل البشري بكل طاقاته وقدراته عاجزا حتى اليوم عن إكتشاف صيرورته . رغم أن هذا العقل البشري وغيره ليس إلا امتدادا وتطورا للعقل البدئي نفسه ، وما التجسد في الكون والكائنات بكل أشكالها إلا نتاج هذا العقل : الطاقة .
1191- بناء على هذه المقدمات( التي تشيرإلى وحدة الوجود) نصل إلى نتيجة أن كل ما يقوم به الإنسان هو من فعل هذا العقل ،كون عقل إلإنسان متصلا بالعقل الكوني وجزءا منه . بما في ذلك فعل الخير والشر .
1192- فعل الشر بكل أشكاله يحدث لأن العقل لم يبلغ ذروة كماله ليصبح قادرا على التحكم بعمل الخير وحده . كما أن مفاهيم الخيروالشروالأخلاق والحق والعدل والجمال والغاية من الوجود لم تتبلور في الوعي الإنساني لتبلغ كمالا ما ، تتفق البشرية عليه ، فالبشرية ما تزال تتخبط في مفاهيمها ورؤاها وحتى تتصارع حولها .
1193- إذا كانت الهيولى البدئية قد نشأت على التوالي من: مادة . طاقة . عقل . خيال. تصور . غاية . تحقق . فإن هذا الأمر ما يزال جاريا حتى اليوم مشكلا الوجود الواحد . أي الخالق الخلق الواحد المتجلي والمتجسد في أشكال وأفعال متعددة .
1194- ولو عدنا إلى الغاية التي وجدت في الهيولى من البدء ولمسنا بعض تجسداتها اليوم في جمال الخلق وروعة الحياة وبناء الحضارة الإنسانية وتحقيق بعض قيم الحق والعدل والحرية والمساواة لدى بعض الدول المتقدمة ، فإن الغاية من الوجود ليست إلا تحقيق هذه المبادئ السامية . وأن تحقيق هذه المبادئ لن يتم دون وعي الإنسان لهذه المبادئ والعمل على تحقيقها . وهذا لن يتم بالتأكيد خلال قرون .
1195- الكائنات المسماة غير حية تقوم بواجبها في عملية الخلق على أكمل وجه ، كالشمس والقمر والنجوم والكواكب والقوى الطاقوية الأربع والريح والمطر والهواء والطاقة الكونية السارية في الكون ( التي لم يكتشف العلم ماهيتها وإن اكتشف وجودها ، والتي أسميناها طاقة الطاقات ) وكذلك الكائنات الحية بكل تنوعاتها من حيوانات ونباتات وطيور ،تقوم بدورها في عملية الخلق . ولم يشذ عن هذه القاعدة إلا الإنسان رغم أنه أرقى المخلوقات الحية ، والذي أراد العقل الكوني أن يكون مكملا ومحققا له في صنع الحضارة وتحقيق قيم الخير والعدل والجمال . وأنه لأمر مؤسف للغاية أن نرى عقول كثيرين من البشر ما تزال تتخبط في الحضيض ، وتغرق فيه ، إلى حد يثير الرعب . ولن ندخل في الأحلام والممارسات الحمقاء التي ما تزال تزخر بها عقول المليارات من البشر .
شاهينيات 1196
الحقيقة التي نسجت خيوطها خلال أربعة عشر مليار عام قد لا يعرفها العقل البشري خلال أربعة عشر مليار عام أخرى !
* الوجود صرح عظيم للإنسان دور في بنائه!
شاهينيات 1197
الوجود صرح عظيم يقوم الخالق ببنائه ، وعلى الإنسان أن يقوم بدوره في البناء لكي يكتمل ،ولتتحقق الغاية من الوجود بتحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال وإقامة الحضارة الإنسانية .

شاهينيات صادمة جدا جدا !!
1198- ليس هناك دين أو فكر أو معتقد جاء بالحقيقة المطلقة ، وكل دين أو معتقد أو فكر يدعي ذلك لم يخرج بعد من دائرة الحماقة !!
1199- ليس هناك دين اختاره معتنقه من مجموعة أديان أو عقائد واعتقد به ، لأن دينه يفرض عليه منذ أن يبدأ تلمس الوعي في الصغر .
1200- لم يتمكن العقل البشري حتى اليوم من معرفة جوهر الطاقة الكونية المحيطة بالكون والتي هي في الغالب قد تكون الطاقة القائمة بالخلق ، لأنه ليس في الإمكان تحديد حقولها وقياسها كالطاقة الفيزيائية ، بوسائل القياس التي اخترعها الإنسان .
1201- ثقافة تستند إلى معرفة إله يحرق البشر بالنارويتلذذ بحرقهم ليس غريبا أن ينتج عنها كائن شبيه بالإنسان أو شبه إنسي ، يبيد جماعة أو طائفة بشرية أو حتى أمة بكاملها تعارض وجوده أو معتقده !
1202- الدين يكبل حرية الإنسان في أن يكون إنسانا سويا يفكر بعقل سليم متحرر من القيود ، أي أنه يضعه في سجن أبدي لا فكاك منه .
1203- لن تتحرر أمة ما لم تتحرر من مفاهيم الدين .
1204- لا يكفي العقل المتحرر أن يقوم بنقد الدين ومن يدعون تمثيله ، وتغلغل الفكر السلفي في أوساط الأمم ، بل عليه أن يقوم بتقديم فهم علماني تاريخي للدين ،وأن يجتهد قدر الإمكان لتقديم فكر منطقي لسر الوجود والغاية منه .
1205- المنهج الخطأ في التفكير يقود إلى نتائج خطأ ، والمنهج غير المكتمل وغير الواضح يقود إلى نتائج غير مكتمله وغير واضحة في معظم الأحيان .
1206- الوجود صرح عظيم يبنيه الخالق أو الطاقة الخالقة ،وعلى الإنسان أن يقوم بدوره في بنائه كونه جزءا منه ، لكي يكتمل ،ولتتحقق الغاية من الوجود بتحقيق قيم الخير والحق والعدل والمحبة والجمال وإقامة الحضارة الإنسانية .
1207- العلماني العلمي هو من لا يدعي الحقيقة المطلقة مهما قال أو فكر . ويسعدني جدا أن أكون هذا العلماني التنويري جدا الذي يعرف حقائق كثيرة لكنه لا يعرف حتى اليوم الحقيقة المطلقة !!
( سامحونا يا مؤمنين ويا أصحاب الحقائق المطلقة بدءا من أول مؤمن لآخر علماني ملحد ) !!
كعب الحذاء غير النبيل !!
* الأبوة بين الرضا والغضب .
شاهينيات ( 1208 )
لي ابن وحيد وإبنة وحيدة . الإبنة ومنذ أن أدركت قيمة وجودي في حياتها، لم تترك سبيلا يصلها بي إلا وسلكته، سواء قبل تشردي من دمشق أو بعد تشردي . لم تبخل علي لا بالنقود حسب استطاعتها ولا بالهدايا بدءا بالقمصان والبناطيل والكنزات والملابس الداخلية والجاكيتات والسترات والأحذية والجرابات والشحاطات والصنادل ، مرورا بالحرامات والشراشف والبن والموالح وانتهاء بالموبايلات ، التي لم أعرفها منذ أن وجدت إلا منها . وإني لآمل أن تكون فلسفتي صحيحة وأن الإنسان بعد الموت يعود إلى عناصره الأولية ويتحول إلى طاقة ويتحد بطاقة الخلق أي طاقة الألوهة الأزلية الأبدية ، ليس لأتمنى ذلك لها فحسب ، بل لأتمنى أن تمدها الألوهة بالعمر المديد والصحة والعافية والعقل المستنير وأن يحفظ لها ابنها وابنتها ،وأن يتيح لها ولنسلها الإتحاد بالالوهة دون تذوق مرارة الموت . وإني لاوصي كل من يهمه الأمر من بعدي أن يكون كل ما أتركه بعد موتي وما هو من حقوقي في أرض أو كتب مؤلفة أو مخطوطات أو لوحات أو منحوتات أو مقتنيات أو عقارات لها ، ولها وحدها ولابنها ولابنتها .
أما الإبن ، فكعب الحذاء أكثر نبلا منه ، فهو تاجر جشع بكل معنى الكلمة ،لا يعنيه إلا الربح بكل السبل الممكنة مهما كانت . ربح معظم تجاراته ، لكنه خسر أهم تجارة ربما دون أن يدرك ذلك ، وهي تجارته معي كأب ، حين أسفر عن وجه عدواني قذر منحط لئيم وقح جشع ، لا تكفي كل قذارات اللغة وقذارات العالم كله للتعبير عنه ،على أثر تشردي من دمشق ، فهو لم يقدم لي ولو شربة ماء دون ثمن باهظ دفعته مسبقا له منذ أن ولدته أمه إلى أن ساعدته بثمن بيت يمتلكه وبتكلفة زواجه . ليدعني مشردا أعيش ببيت بالأجرة رغم ظروف تشردي الصعبة ورغم امتلاكه لبيتين كان أحدهما خاليا من السكن حين هربت من سورية .
ليعذرني إلهي ولتعذرني الألوهة مهما كانت لأنه لم يكن في وسعي أن أسامح ابني أكثر بعد أن سامحته أكثر من مرة ومنحته فرصة أخيرة لإعادة النظر في سلوكه وأخلاقه ، فكان الشيء الوحيد الذي فعله معي خلال ما يقرب من ثلاثة أعوام من المسامحة ، هو مكالمة هاتفية يطلب مني فيها أن أعطي زوجته نقودا إذا ما تم سجنه على أثر اتهام له بالسرقة في عمله ، وربما لجنايات أخرى لم يخبرني عنها ، رغم أن زوجته موظفة براتب جيد وانا مشرد دون أي دخل يذكر . وإني لآمل أن أتمكن من أن لا أتيح له أن يرث قرشا واحدا من تركتي . وإني لأطلب من كل من يعنيه الأمر أن ينفذ ذلك . وآمل أن يعتبر المعنيون بالأمر من الأقارب والقضاء أن هذه هي وصيتي الأخيرة . وأنني أتنكر وأتبرأ من أبوتي للمذكور( ابني ) فهو أيضا لا يعترف بها حسب ما صرح لي ، وإنني لن أتعرف عليه وعلى نسله لو مرض أو مات أو قتل وأنا على قيد الحياة ، وأن دمه لا يعنيني على الإطلاق ، وإن أي انسان في الدنيا هو أقرب منه إلي .
محمود شاهين 10/5/2016
شاهينيات صادمة تقدس الأنثى ! !
1208 – لا معنى لوجود عبثي لا غاية له، رغم أننا نرى العبث بأعيننا ونلمسه كل يوم بقتل الإنسان وغير ذلك كثير . وعلى من يعتقدون ذلك مراجعة فكرهم .
1209- أسوأ غاية من الوجود تخيلها العقل البشري هي وجود خالق يبتغي عبادته وتنفيذ تعاليم وتشريعات عزيت له ، وأنه يغضب ويحاسب ويعاقب ويعذب وينتقم بفظاعة شديدة! وهذا يعني أن السجانين في أي سجن بشري أكثر رحمة منه رغم كل التنكيل الذي يقومون به .
1210 – إذا لم تكن الغاية من الوجود هي تحقيق قيم الخيروالحق والمحبة والعدل والجمال وبناء حضارة إنسانية ، فإنه على الإنسان أن يعمل لتحقيقها حتى لو كان ثمة إله لا يريد ذلك !
1211- لو تأملنا عملية الخلق الإنسانية في أرقى تشكلاتها الإعجازية في رحم الأنثى لخلصنا إلى احتمال أن مبدأ الخلق كله قائم على الأنوثة وليس على الذكورة ، لذلك عبد أجدادنا الأنثى وقدسوها ، وما استلاب الألوهة منها وعزيها إلى الذكورة إلا جريمة منكرة أقدم عليها العقل الذكوري .
1212- الطاقة الخالقة أو الطاقة الكونية أو الذات الكلية أو الذات الكونية أو طاقة الخلق السارية في الكون والمحيطة بكل كائن، عبارات تشير إلى أنوثة أو مبدأ أنثوي ولا تشير إلى ذكورة على الإطلاق . لذلك أدعو إلى تقديس الأنثى !
1213- لن يستطيع مؤمن بدين ما أن يرى الحقيقة خارج وعيه الديني الذي نشأ عليه ما لم يمتلك قدرا كبيرا من الوعي السليم والمعرفة الخلاقة .
1214- الوعي الشخصي هو نتاج وعي المجتمع الذي يعيش فيه المرء وليس من السهل الخروج عليه دون عقل متحرر ونبوغ خلاق .
1215- الإنسان كائن مادي ينتج عنه طاقة غير مادية وعقل غير مادي، وما الوجود كله إلا نتاج هذين العنصرين : المادة والطاقة . المادة المتحولة إلى طاقة ، والطاقة المتحولة إلى مادة . وبما أن وجود الإنسان والكائنات لا ينفصل عن الوجود كمادة وطاقة ، فإن الوجود واحد وليس وجودين : خالق ومخلوق ! فما وجود إلانسان والكائنات إلا تمظهرات وتجليات وتجسدات وتحولات للطاقة الواحدة القائمة بالخلق .
(عذرا لتكرار بعض المقولات وإن اختلفت المفردات قليلا . فالتكرار ضرورة لمن لم يتابع من قبل . ولمن لم يستوعب ولمن يريد أن يتذكر )
1216- عقل الإنسان لا ينفصل عن العقل الكوني الواحد وإن استقل بذاته . ولم تحدد الطاقة الخالقة دور الإنسان في الوجود كما حددته للكائنات الأخرى التي لا تجيد صنع إلا ما حدد لها وما برمجت عليه، كالنحل والنمل والعناكب والطيور والنباتات وغيرها ، لأن الطاقة تحتاج إلى عقل غير محدود القدرة لمساعدتها في عملية الخلق وبناء الحضارة الإنسانية لتحقيق الغاية من الوجود. لذلك يمكن القول أن الإنسان هو أكبر الخالقين بعد الخالق ! ( وهذا كلام مجازي طبعا ،ففلسفتنا تقوم على خلق وخالق لا ينفصل وجود أحدهما عن الآخر )
1217- لقد استطاع الإنسان النابغ العقل، الرقي نوعيا ونسبيا بالحضارة الإنسانية في بعض دول العالم ،وهو بذلك أدرك وجوده والغاية منه، وعمل ويعمل بكل إمكانياته لتحقيقها ، وهو بذلك استحق الحياة .أما النائمون على الصلاة وحور العين وقتل المرتدين ورجم الزناة وتحقيق الشرائع ، فمصيرهم إلى الإنقراض إن لم يكن اليوم فغدا .
1218- تذكر دائما أن عقلك جزء من عقل الخالق وأن لسانك جزء من لسان الخالق وأن عينيك جزء من عين الخالق، وأن وجودك جزء من وجود الخالق ، ففكر بما يرقى بالخلق ، وتكلم بأحسن الكلام ، وابصر كل جميل ! واجعل لوجودك ضرورة تساهم في بناء الحضارة الإنسانية . وإلا فلتذهب إلى الجحيم ولتمت ، فعلى الأقل قد يكون لعناصر جسدك المادية فائدة في إغناء التربة وإثراء المادة والطاقة !!!
1219- سبق وأن تحدثنا عن الموت كمرحلة في تجدد دورة الحياة وأن الوجود أزلي أبدي لا نهاية له . وأن الإنسان بعد موته يتحلل إلى عناصر جسده الأوليه ليتحد من جديد بالمادة ولينتج عنه طاقة تتحد بطاقة الخلق وتساهم في استمرارية الحياة .
1220- قد يكسب المرء أشياء كثيرة في حياته لكنه سيخسر كل شيء إذا ما خسرمحبة أمه أو محبة أبيه له !
( ليسامحني المؤمنون وغير المؤمنين من العلمانيين لأنني لا أسعى إلى الهدم إلا بقدر سعيي إلى البناء )
****
* في الخالق والخلق والغباء الثقافي والدكتاتورية!
* شاهينيات :
1221- رغم أن مفردات من نوع مادة وطاقة وكهربائية وضوئية وجاذبية وكهرومغناطيسية وقوة نووية ،وغيرها كثير، ليس لها أي وجود في الكتب المعتبرة سماوية ، إلا أن (جهابذة ) الفكر الديني الباحثين عن العلم في هذه النصوص ، خرجوا علينا مؤخرا بمواضيع من نوع " المادة والطاقة في القرآن " ليثبتوا لمستمعيهم وقرائهم كيف تتمظهر المادة والطاقة في الملائكة والشياطين ، ولا يستبعد أن يثبتوا لهم عبر منهج مادي طاقوي قرآني وجود الله وبالتأكيد خارج المادة والطاقة ، دون أن يقولوا لنا أين بالضبط ، لأنه لن يكون هناك أين يمكن أن يكون الله فيه خارج المادة والطاقة ! وربما يستشهدون بقول صوفي للحلاج يخدم نظريتهم " فليس للأين منك أين/ ولا أين حيث أنت / أنت الذي حزت كل أين / بنحو لا أين / فأين أنت /؟! وآمل أن لا أكون قد دللتهم على فكرأقرب إلى المادي فعلا يستنتج منه أن الخالق طاقة ، لكنهم لن يستنتجوا بالتأكيد أن الطاقة لا يمكن أن تكون منعزلة عن المادة ، وبالتالي سيكون ( أينها ) ضمن الوجود نفسه وليس منزها عنه . العجيب في الأمر أن هذه المحاضرات تطبع في كتب وتلقى في المساجد وقاعات الجامعات والمراكز الثقافية وشاشات التلفزة، وثمة من يستمعون بشغف شديد لها .( ارحمونا )
1222- لو كان الخالق قادرا على أن يقول للأشياء كوني فتكون لما احتاج ظهور الإنسان قرابة أربعة عشر مليارعام ليظهر الإنسان غير الكامل حتى الآن .( مكرر )
1223- عملية الخلق تتم عبر تفاعلات كيميائية فيزيائية في المادة تجري وفق قوانين ومعادلات دقيقة مدروسة ، تم تدوينها برموز في المادة نفسها عبر مليارات السنين . فلا يتوقع أحد أن القمل يمكن أن يوجد في رأس إنسان لأن الخالق قال ليكن قمل في رأس هذا الإنسان فكان. ولا يعقل أن يراقب الخالق رأس كل إنسان ليرى في رأس من سيخلق القمل ! القمل ينتج في رأس وجسد إنسان لم يغتسل لفترة زمنية طويلة ، مما أدى إلى تراكم أوساخ وقذارات على جسده تفاعلت حسب قوانينها ومعادلاتها لتنتج القمل دون غيره ، لأن العناصر المادية الموجودة في القذارات لا ينتج عنها إلا القمل حسب الظروف القائمة فيها .الأمر نفسه ينطبق على ظهور الدود في التين والفواكه التالفة ، مثلا لا يمكن أن نعثر على قمل في التين ، لأن المواد التي في التين والفواكه تختلف عن قذارات جسد الإنسان الناتجة عن التعرق وغيره . كذلك لا يمكن لامرأة أن تلد فأرا نتيجة لمواقعة رجل لها !! فالمواد المتفاعلة في رحم الأنثى نتيجة لالتحام مواد الحيوان المنوي بمواد بويضة المرأة لا يمكن أن ينتج عنها إلا إنسان حسب ما هو مدون في المورثات . وبالتأكيد إن الخالق غير جالس على رأس كل أنثى ليراقب رحمها وما يجري فيه ليشرف على عملية الخلق . الخالق وضع قوانينه وانتهى دوره منذ زمن طويل . ودوره الآن يقتصر على تطوير القوانين والمعادلات التي وضعها ، لكي لا تكون فترة الحمل تسعة أشهر مثلا ، ولكي يولد المولود ملما ببعض مهارات والديه المكتسبة كاللغة مثلا أو الحرفة ، وأن لا تدوم فترة النمو ثمانية عشر عاما .
وقصة المهارات المكتسبة وإمكانية إضافتها إلى المورثات من قبل الخالق ، توضح تكامل عملية الخلق بين الخالق والمخلوق ، فالمهارات المكتسبة نتاج عقل إنساني وإضافتها إلى المورثات لن تكون إلا نتاج عقل كوني قائم بالخلق ( الخالق ) لأن الإنسان لم يستطع أن يكتشف كيف تجري عملية الخلق حتى الآن ، فكيف له أن يطور خلقا قائما وأن يضع نظريات وقوانين ومعادلات تؤدي إلى خلق إنسان كامل أو شبه كامل من كل شيء .
1224- لن يرقى مجتمع بثقافته ما لم يرق حد أدنى من مواطنيه بثقافتهم حسب فهم علماني منطقي إنساني .
1225- المجتمعات العربية والإسلامية وحتى معظم دول العالم المسمى (ثالث) سابقا في أزمة فظيعة . لأن معظم مثقفيها ما زالوا يرزحون تحت وطأة نير (ثقافة) بدائية تؤمن بخالق يحاسب ويعاقب ويعذب ويعرف كل شيء ، وأن كل شيء متروك له وحسبما يريد !
1226- ما يزال مفهوم المثقف في مجتمعاتنا غير متبلور ، فمن يحمل أي شهادة جامعية يعتبر في نظر عامة الناس مثقفا ، ومن يعمل في مهن تحتاج إلى ثقافة محدودة ،كالعمل في مجالات الفنون والآداب ، يعتبر مثقفا حتى لو لم يحمل أي شهادة متوسطة . ومعظم هؤلاء لا يحملون فكرا سليما متبلورا ، والأهم أن معظمهم يعتبرون فكرهم حقائق مطلقة ، بل ويتكشف بعضهم – وخاصة ممن يحملون شهادة دكتوراة بائسة – عن عدوانية فظيعة إذا ما لفت أحدهم نظرهم إلى أخطائهم .. هؤلاء يملأون صفحات النت والصحافة وغيرهما .. والإنسان البسيط يغر بشهادة الدكتوراة أو نوع المهنة فتراه يصدق ما يطرحه هؤلاء من فكر لا يخلو من أخطاء في أحسنه .
1227- لو أن بعض الزعماء كانوا يؤمنون حقا بوجود إله يحاسب ويعاقب ويعذب لما أقدموا على قتل معارضيهم ، فلا نظن أن ثمة في الدين ما يشير إلى قتل المعارض السياسي ، فما بالك إذا كان المعارض معظم الشعب ، ويجري ذبحه علنا !! فهل يمكن اعتبار الزعيم مؤمنا أم زنديقا ابن زنديق ؟
*****
في ما يعرف بالإلحاد :
شاهينيات 1228-
ليس هناك إلحاد بالمطلق لوجود خلق بمطلق المعنى لعملية الخلق ، ووجود خلق ذاتي ( طبيعي ) أي من نتاج الطبيعة ،يعني أن الخلق الذاتي خالق ،وأن الطبيعة خالقة . ولا يمكن للملحد إنكار ذلك ،فأين الإلحاد إذن ؟!
توضيح :(الخلق بالمعنى المطلق هو وجود خلق كحقيقة مطلقة لا ينكرها العلم بغض النظر عن وجود خالق أو عدمه)

* وعي الألوهة بين المادة والطاقة !
شاهينيات 1228
الدخول في الأسئلة الصعبة مسألة معقدة جدا بالتأكيد ، لأن الإجابة عنها أكثر تعقيدا ، خاصة وأننا مهما اجتهدنا في الإجابة لن نتوصل إلى حقيقة مطلقة . غير أن عدم التوصل إلى حقيقة مطلقة ينبغي أن لا يثنينا عن خوض غمار طرح الأسئلة والإجابة عنها ، فقد نتوصل في أحسن الأحوال إلى حقيقة نسبية ، وفي أسوئها إلى اكتشاف خطأ الإجابة أو حتى خطأ الطرح ، مما يقودنا إلى إجابات مختلفة لمفكرين قد ينتج عنها حقيقة نسبية تساهم في إغناء الفكر الإنساني ، أو إلى طرح الإسئلة بشكل مختلف يؤدي إلى نتائج مختلفة قد تساهم في إغناء الفكر الإنساني أيضا .
إذا اتفقنا على أن الوجود مكون من مادة وطاقة ولا شيئ غيرهما : مادة ينتج عنها طاقة تعيد تشكيل وخلق المادة في ملايين الأشكال المختلفة من كائنات في الوجود ، تقوم بدورها بإنتاج طاقة ينتج عنها خلق وإبداع ينتجان حضارة ، فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا من أسئلة في هذه الحال : هل هناك ألوهة أم أنه لا يوجد ألوهة على الإطلاق، وإذا كان هناك ألوهة فهل تتمثل في المادة والطاقة أم أنها خارجهما؟ والأهم من ذلك هل تعي الألوهة وجودها كألوهة في المادة والطاقة أم أنها لا تعيها ؟ وهل ترى أن التمظهرات المادية والأفعال الناتجة عنها في الكائنات كلها هي تمظهرات وأفعال لها أم لا ؟ هذه هي أهم الأسئلة التي يمكن أن يطرحها المرء . سنستبعد إمكانية وجود ألوهة خارج المادة والطاقة سواء قبلهما أو بعدهما لأن ذلك لا ينسجم - كفكرغيبي لا يستند إلى أي منطق - مع تفكيرنا . وسنشرع في الإجابة استنادا إلى المنطق الثاني أي إمكانية وجود ألوهة في المادة والطاقة ، وفي الإمكان استباق الإستدلال لنقول إذا كان ثمة ألوهة في المادة والطاقة فإن وجودنا المادي وفعلنا الطاقوي لا ينفصلان عن وجودها كمادة وطاقة وبالتالي فإن الألوهة موجودة فينا أيضا كما هي في كل خلق مهما كان، كون كل خلق هو مادة وطاقة . وبهذا نريح أنفسنا من أي منطق آخر للإستدلال .لا، لن نكتفي بهذا القدر من الإستدلال لإمكانية ألا تدرك الألوهة أنها ألوهة وبالتالي لا يوجد ألوهة على الإطلاق.
لقد سبق وأن تحدثنا عن أن مفردات لغوية من نوع إله ورب وخالق وخلق وألوهة لم توجد قبل اختراع اللغة من قبل الإنسان في زمن قريب جدا من عمر الخلق لا يتجاوز سبعة آلاف عام في أحسن أحواله ، في الوقت الذي يوجد فيه عملية خلق قائمة منذ أربعة عشر مليار عام ، وهذا يعني أنه لم يكن هناك خالق مهما كان يخضع لمفهوم لغوي قبل اختراع اللغة ، وبما أن اختراع اللغة هو فعل طاقوي إنساني فإن اختراع مفردات لغوية تعبر عن ألوهة ما هو فعل بشري إنساني ، وفي هذه الحال تكون الألوهة وكل المفردات المعبرة عنها نتاجا إنسانيا وليس إلهيا .
لكن مهلا . ليس الأمركذلك رغم ما يبدو من منطقية الإستدلال. فما تم هو نفي وجود مفهوم لألوهة وليس نفيا لمفهوم وجود خلق، كذلك ليس نفيا لوحدة مادة وطاقة موجودة قبل اللغة لم يتم التعبيرعنها لغويا إلا في القرون الحديثة ، كما تم تناول المسألة بمعزل عن عملية الخلق القائمة منذ أربعة عشر مليار عام ، والتي يأتي خلق الإنسان كذروة تطورها . فإذا ما ذهبنا في هذا الإتجاه فإننا سنجد أن خلق الإنسان هو نتاج فعل مادي طاقوي قائم منذ بدء عملية الخلق ، شكل خلق الإنسان ذروة تطوره ، وأن اللغة اعتبرت هذه العملية الجارية المتحولة خلقا، استدعت بدورها وجود خالق أو ألوهة ، أطلقت عليها اسم الخالق أو الله كمفردة توصلت إليها اللغة لم تجد حتى الآن أفضل منها للتعبير عن عملية الخلق . ونظرا لأن الإنسان غير معزول عن عملية الخلق هذه كمادة ينتج عنها طاقة ،وطاقة ينتج عنها مادة ،فإن الألوهة كمادة تتمظهر فيه كما تتمظهر في كل كائن وأن طاقة الألوهة تسري فيه كما تسري في كل كائن ،وبالتالي فإن كل ما ينتج عنه يمكن اعتباره نتاجا إلهيا ، وأن اختراع اللغة وإنشاء مفردات تعبر عن الألوهة هو اختراع من قبل الألوهة نفسها ممثلة في جانب متمظهر منها في الإنسان ، كون تمظهر الألوهة هو تمظهر في كل شيء في الوجود حتى في الكواكب والنجوم . وبالتالي فإن هناك ألوهة !
والألوهة إضافة إلى ما تطرقنا إليه من كونها مادة وطاقة ، فهي من حيث المبدأ ، أوجدت نفسها بنفسها لنفسها منذ الأزل وما زالت توجد نفسها بنفسها لنفسها دون أن تصل إلى كمال ما مطلق . وبناء عليه يمكن اعتبار اللغة ومفهوم الألوهة مرحلة في تطورفهم عملية الخلق وفهم الألوهة لنفسها ، وإدراكها لوجودها، لكنها ليست الفهم الأخير المطلق وليست الإدراك الوجودي المطلق.
نستنتج مما سبق وتحديدا عن المرحلي والمطلق أن عملية الخلق لم تخرج حتى الآن عن مفهوم النسبية سواء في إدراك الألوهة لوجودها أو وعيها لنفسها . وأن الإدراك المطلق لن يتم دون إدراك الألوهة لوجودها المطلق ، وأن وعيها لنفسها لن يتم دون إيجاد الوعي المطلق . ويمكن تعريف الوجود المطلق بأنه الوجود الذي ليس بعده وجود ، وأن الوعي المطلق هو الوعي الذي ليس بعده وعي . وهذان الأمران في الحالتين شبه مستحيلين على المدى المنظور والممكن تبصره، إلا إذا اعتبرنا أن وجودنا ووعينا ( الإلهيين ) مطلقان. وإذا ما انتقلنا إلى الغاية من الوجود فإن استحالة التحقق في الحقب القريبة القادمة تغدو شبه مؤكده . فإذا كانت الغاية من الوجود هي تحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال وبناء الحضارة الإنسانية الإلهية ( إن شئتم ) فإنه لم يتحقق من هذه القيم إنجاز على مستوى أممي يدعو للفخر . وإذا ما ذهبنا إلى عملية الخلق بحد ذاتها فإننا نجد أنها غير مكتملة من نواح كثيرة ،كخلق مخلوقات ضارة ، وخلق الإنسان غير الكامل ، وغير ذلك كثير .
لكل ذلك يمكن القول أن عملية الخلق ما تزال في بداياتها ،وإن كمالا ما لن يتحقق على كافة الصعد ما لم يتحقق كمال الخلق في كافة الجوانب المتعلقة بعملية الخلق.
وإذا أردنا أن نوجز الإجابات عن الأسئلة التي طرحناها ، فإننا نقول حسب مفهوم نسبي غير مطلق :
- نعم يوجد ألوهة ، وأنها تتمثل في المادة والطاقة وتتمظهر كمادة في كل شيء ،وأن أسمى تمظهر لها هو في الإنسان ، وأنها كطاقة تسري في الكون والكائنات كلها ،وأنها تدرك وجودها المادي لأنها تحتويه وتتمظهر فيه ، وتعي وجودها الطاقوي لأنها تنتجه.
*****
*في الألوهة وتعريفها وفعلها !
شاهينيات ( 1229 )
* الألوهة وكل ما يعبر عنها مفردات لغوية أوجدها الإنسان بعد اختراع اللغة الحديث نسبيا مقارنة بعمر الوجود ،يقصد بها التعبير عن عملية الخلق الجارية منذ أربعة عشر مليار عام ، أي أن عملية الخلق بحد ذاتها هي الألوهة .
1230- عملية الخلق تجري ضمن الخلق ذاته وليس خارجه أو قبله أو بعده وعبر فعل ذاتي دائب يكمن في كل كائن في الوجود ، وقول أرسطو أن الوجود نشأ من محرك أول غير متحرك هو قول يحتمل الخطأ بالمطلق، ويصب في الفكر المثالي الديني.
1231- كل كائن في الوجود هو خالق ومخلوق بدوره ضمن صيرورة عملية الخلق الكلية الدائبة الشاملة .
1232- فعل كل كائن يكمل فعل كائن آخر ولا تكتمل عملية الخلق إلا بتكامل مجموع الأفعال في صيرورة عملية الخلق.
1233- الإنسان هو أرقى ما توصلت إليه عملية الخلق ولذلك يقع عليه عبء تطوير عملية الخلق وتحقيق غاياتها في السمو بالوجود الإنساني وبناء الحضارة الإنسانية بتحقيق قيم الخير والعدل والمحبة والجمال .
1234- طالما أن عملية الخلق لم تبلغ الكمال المطلق في صيرورتها فإن ارتكاب الأخطاء الكثيرة فيها كان وما يزال قائما وسيستمر إلى أمد طويل .
1235- من أخطر وأكبر الأخطاء التي جاء بها العقل البشري هي تصور وجود خالق قبل الخلق قام بعملية الخلق وانتهى منها في ستة أيام وأنزل على البشرية شرائع وقوانين ، وأنه ينبغي على البشرية أن تعبد هذا الخالق وتقدم له الطاعات والولاء المطلق !
1236- الأخطاء السالفة في الفكر البدائي البشري وما يتبعها من تنوعات في هذا الفكر سابقة عليه أو لاحقة له ساهمت إلى حد ما في رقي العقل البشري إلى أن وصل إلى العقل المعاصر .
1237- اختراع اللغة من قبل العقل البشري هو أرقى ما أنجزه هذا العقل حتى اليوم ،وأنه لأمر مؤسف جدا أن العقل وظف اللغة لإنتاج مفاهيم لغوية اجتهادية خاطئة أدت إلى صراعات دامية بين البشر أزهقت أراواح الملايين من البشر عبر التاريخ وما زالت تزهق . فباللغة تم إنشاء العقائد المختلفة والتعبير عنها لغويا ، فلولاها لما كان هناك ألوهة وآلهة ،ولما كان هناك مسلم ومسيحي ، وبالتالي لما كان هناك عقائد مختلفة وطوائف مختلفة تكره إحداها الأخرى وتكفرها بل وتذبحها إن استطاعت كما يجري اليوم بين السنة والشيعة في الإسلام .
1238- رغم ما يدعونا إلى شتم اليوم الذي اخترع فيه العقل البشري اللغة حسب ما ذكرنا ، إلا أن العقل البشري الآخر المتحرر من قيود المفاهيم التي عبر عنها باللغة ، قدم للحضارة الإنسانية ما لم يكن في الإمكان تحقيقه لولا اللغة . وبالـتأكيد إن المسؤولية لا تقع على اللغة بحد ذاتها كمنتج عقلي ، بل على العقل الذي أنتجها ولم يعرف حتى اليوم كيف يوظفها لإنتاج الحضارة وقيم الخير والمحبة والجمال .
1239- لن ترقى البشرية إلى فعل الخير بالمطلق ما لم تدرك أن الألوهة تتجلى بأسمى تجلياتها فيها ،وأنها تسري بطاقتها في جسدها ،وأنه ينبغي عليها أن تكون على قدر الألوهة العظيمة فيها .
( سامحونا يا أصحاب الإيمان الذين تظنون أن إيمانكم وحده هو الصحيح ،وأن إيماننا خطأ وكفر وإلحاد . إيماننا إيمان المنطق والعلم ،وإيمانكم إيمان الجهل المطلق )
تعريف المصطلحات في مذهب " وحدة الوجود الحديث"
شاهينيات ( 1240)
* مذهب وحدة الوجود الحديث ( الصوفية الحديثة ) :
مذهب فلسفي صوفي يستند إلى العلم والمنطق وأهم الأفكارالخيرانية النيرة في الفكر الفلسفي والصوفي والإنساني في تفسير الوجود والغاية منه ، يرى أن الوجود واحد وليس وجودين ( خالق وخلق ) فالجميع خالقون والجميع مخلوقون ، وأن عملية الخلق ذاتية، كانت وما تزال تخلق نفسها بنفسها لنفسها منذ قرابة أربعة عشر مليار عام . وأن الغاية من الخلق هي بلوغ الكمال المطلق ببناء حضارة إنسانية وتحقيق قيم الخير والحق والعدل والمحبة والجمال وخلق الإنسان الكامل، ولا شيء غير ذلك على الإطلاق .
* المطلق الأزلي : هو اسم شامل لعملية الخلق منذ نشأتها ممثلة بجوهرها المادي الطاقوي. يقابلها في الفكر الديني الله أو الرب أو الألوهة أو الخالق . فجوهر وطبيعة المطلق الأزلي هما : المادة والطاقة ،ولا شيء غير ذلك ، وهو يتجلى في الوجود بكليته أي في كل كائن فيه - دون أن يكون كل كائن هو ذاته- من أصغر جزيء ألكتروني إلى أكبر مجرة في الكون ، ويسري بطاقته فيهما،أي أنه الواحد في الكل والكل في الواحد. وأن مادته وطاقته هما في حقيقة الأمر كينونة واحدة لا يمكن عزل إحداهما عن الأخرى ، فكل مادة هي في حقيقتها طاقة مكثفة وكل طاقة هي مادة متحولة . فالإنسان جسد مادي ينتج عنه طاقة تتحول بدورها إلى مادة عبر الفعل الإنساني نفسه . وما عملية الخلق برمتها إلا تحولات المادة والطاقة ، جوهر المطلق الأزلي .
* المطلق هو الذي لا يحده حد ولا ينتهي على حد ما لم يكن بعده كمال مطلق !
* الأزلي : الموجود بنفسه منذ القدم دون موجد له ودون بداية والممتد في الوجود إلى ما لا نهاية له .
* الكمال المطلق : هو الكمال الذي ليس بعده كمال على الإطلاق . أي الإنتهاء من عملية الخلق والغاية منها ،بتحقيق الكمال المطلق في كل شيء . وهو أمر يستحيل تصوره أو حتى مجرد تخيله .
* الهيولى البدئية : هي المادة الأولى التي شكلت جوهر المطلق الأزلي ، الذي أوجد نفسه بنفسه لنفسه وما يزال يوجدها في ما وصلت إليه اليوم من وجود كوني .
* الطاقة الكلية : هي طاقة خلق المطلق الأزلي الكونية السارية في الكون وفي كل جزيء فيه . التي لا يمكن لأي فعل وأي خلق مهما كان أن يتم دونها .
* المادة الكلية : هي المادة الكونية التي يتمظهر فيها وجود المطلق الأزلي كله بكل كائن فيه . وهي مادة متصلة لا ينفصل أي جزيء فيها عن آخر إلا بشكل التمظهر، كمادة الجسد الإنساني التي تختلف في شكلها أو تمظهرها عن شكل وتمظهر الكائنات الأخرى من نبات وحيوان.
* العقل الكلي : هو عقل المطلق الأزلي الكوني الذي لا ينعزل عنه أي عقل لأي كائن في الوجود.
* الوجود الكلي : هو وجود المطلق الأزلي الكوني المتمظهر والمتجلي في كل كائن ، دون أن يكون كل كائن هو المطلق الأزلي نفسه .
* الروح الكلية : هي الحياة الفاعلة في الكون والكائنات الناتجة عن طاقة الخلق السارية في الكون والكائنات ، ولا تتوقف الحياة إلا بتوقف طاقة الخلق السارية في الكائن؟
* الذات الكلية : هي النفس المنفعلة والمتفاعلة سلبا أو إيجابا مع كل ما يواجهه الكائن ( الإنسان مثلا )
في حياته.
* الكمال النسبي : الكمال المحدود الذي يمكن تحقيقه خلال مدى منظور.
* الحقيقة المطلقة : الحقيقة التي ليس بعدها حقيقة على الإطلاق ،وهي أمر لم يدركه العقل البشري بعد.
* الحقيقة النسبية : هي الحقيقة المدركة في ذاتها والمجهولة في علاقتها بحقيقة الوجود المطلقة .ويمكن تبسيط مفهومها بأنها الحقيقة في خصوصيتها وليس في شموليتها.
* الحياة الدنيوية : هي حياة الكائنات في وجودها الحيوي الأول .
* الحياة الأخروية : هي حياة الكائنات الآخرة في وجودها المادي الطاقوي الذي نشأت منه . أي أن الكائنات بعد موتها تعود بعناصرها الأولية إلى المادة التي نشأت منها وتتحد بالمطلق الأزلي بأن تحل فيه وتساهم معه في تجديد دورة الحياة الأبدية .
* الحياة الأبدية : هي الحياة الخالدة الدائمة والمتجددة إلى ما لا نهاية . إنها الحياة في المطلق الأزلي، وأن شئتم الألوهة ، وإن شئتم الله، إنما دون المفاهيم والتشريعات والقوانين التي ألصقها وأحالها العقل البشري إلى الألوهة في مطلقها الأزلي.
* في الإمكان إعادة كل حاسة مدركة وغير مدركة في الوجود الإنساني إلى المطلق الأزلي كما هو العقل الكلي . فيمكن القول : البصر الكلي . والسمع الكلي . فإن لم تكن الحاسة حاسته فهو مصدرها بكل تأكيد ،فإذا كان البصر الكلي ليس بصر المطلق الأزلي ، فإن المطلق الأزلي مصدره ،كما هو مصدر كل شيء.
****
في الجميل والأجمل !
شاهينيات ( 1241)
انشغلت لبضعة أيام بتشغيل وتقنية هاتف جديد أرسلته ابنتي وحتى الآن لم أنته . التهيت عن الكتابة في رواية " أديب في الجنة " وحتى عن الله والخلق وخاصة البشر ومفاهيمهم العجيبة . قلت يا ولد اعمل شيئا حتى لو كان مجرد دردشة تكسر بها الصمت ، لعل الإلهام يسقط عليك فجأة دون تمثل حسناء خارقة الجمال تلقي رأسك على عنقها المضوع بأريج النرجس والنسرين لتدخلك في عالم الأحلام والإلهام !
1241- أجمل امرأة : هي من استوى فيها جمال حسنها وجمال عقلها مع جمال باطنها ! وآمل من إلهي أن يرزقني في شيخوختي امرأة من هذا النوع ، يكفيني أن تزورني مرة في الشهر !
1242- أجمل فيلسوف : ربما لم يوجد بعد ، لكن في الإمكان القول ، هو من قدم رؤية إنسانية حديثة وعميقة لفهم الوجود والغاية منه ، لم يرق إليها العقل البشري من قبل !
1243- أجمل سياسي ! من سعى إلى تحقيق ديمقراطية حقيقية وعدالة إنسانية ممكنة.
1244- أجمل روائي : من اتضح فكره الإنساني الخلاق في أدبه حتى لو كان مخالفا لفهم وثقافة المجتمع الذي يحيا فيه . وبالتأكيد روائي من هذا النوع لن يحصل لا على البوكرالبريطانية ولا على (الجوكر) العربية! وفي الغالب هو نادر الوجود ، وإذا وجد لن لن يجد أدبه من ينشره ورقيا بسهولة ! !
1245- أجمل فنان في الأدب والفنون الدرامية والغنائية والتعبيرية والرسم والنحت والموسيقى والسينما : هو من أخلص لفنه للرقي بالمفاهيم الإنسانية وإغناء الذائقة الجمالية، وتهذيب النفس الإنسانية ، وسمو الأخلاق البشرية ، والإسهام في تنمية روح المحبة بين البشرعلى أسس إنسانية .
1246- أجمل عدو مغتصب : لم يوجد بعد ولن يوجد !( لا أعرف كيف خطر لي هذا الأمر )
1247- أجمل دكتاتور : من حقق قدرا من عدالة مقبولة دون أن يريق دماء أحد ، ودون أن يظلم أحدا ! وهذا النوع من الزعماء شبه معدوم !
1248- أجمل مؤمن : من تقيد بحسنات دينه دون أن يتعصب له ودون أن يسيء إلى معتقدات الآخرين أو يكفر معتنقيها.
1249- أجمل أحمق هو من يظن أنه أحمق ويعترف بذلك .
1250- أجمل شعر : هو ما أفصح ببلاغة لغوية دون غموض !
1251- أجمل لص : هو من لم يسرق إلا اللصوص الكبار الجالسين خلف المكاتب الضخمة !
1252- أجمل مهرج : هو من أضحكك وأنت حزين !
1253- أجمل عاهرة : هي من ضاجعتك عطفا وشفقة عليك!
1254- أجمل صديق: هو من كان وفيا كوفاء الكلب لصاحبه !
1255- أجمل قواد : هو من نهى امرأة عن دعارة ليست في حاجة إليها لتعيش!
***



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الجميل والأجمل ! شاهينيات ( 1241)
- تعريف المصطلحات في مذهب - وحدة الوجود الحديث- شاهينيات ( 124 ...
- واحسرتاه على الطفولة القتيلة !
- *في الألوهة وتعريفها وفعلها ! شاهينيات ( 1229 )
- * وعي الألوهة بين المادة والطاقة ! شاهينيات 1228
- أديب في الجنة (79) * عجائب الزمان في عرس الأميرة والأمير .
- أديب في الجنة (78) * حب عابر للكواكب!!
- * في الخالق والخلق والغباء الثقافي والدكتاتورية!
- أديب في الجنة (77) * - حوار الحضارات - وأميرة تقع في حب سحب ...
- أديب في الجنة 76 * اسطورة الأساطير في جمال سحب السماوات !
- أديب في الجنة (75) * الملك والظبية واللبؤة وخرق قوانين الطبي ...
- شاهينيات صادمة تقدس الأنثى ! !
- كعب الحذاء غير النبيل !! * الأبوة بين الرضا والغضب !
- شاهينيات صادمة جدا جدا !!
- أديب في الجنة (74) * لا حضارة دون عقل حر!
- أديب في الجنة (73) * الخالق بين التنزيه والتشبيه وقوانين الخ ...
- * في الخلق الخالق . وفي المادة والطاقة ! شاهينيات 1185
- أديب في الجنة (72) * هول التكهنات وسحر المعجزات في شخصية سحب ...
- أديب في الجنة (71) * معجزة المعجزات في ولادة ونمو- سحب السما ...
- أديب في الجنة (70) * الرقص المسحور في تجليات الملك شمنهور !!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - الدين والعقل البشري! خواطر . تأملات . مقولات ومقالات. (5)