أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - المثلية الدينية















المزيد.....

المثلية الدينية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعونا نميز في الإسلام بين أمرين مختلفين تماما أخذ يتلبس كثيرا على الإسلاميين أنفسهم، هناك فرق شاسع بين إسلام محمد وصحابته والإسلام الحضاري بشكل عام، هذا الأمر يفترض في الناظر أن يعمل على قفزة ابستيمولوجية خارقة ليفهم الأمر: إن ما يسمى بإسلام الرحمة والمرونة أو بلغة السياسة الآنية إسلام الإعتدال هو إسلام التمدن والتحضر بلغة ابن خلدون نفسه الذي ينتمي بحسب ابن خلدون نفسه إلى مرحلة التطور في الدولة التي بالإسلام تحكم، أي ذلك الإسلام المستأنس بفعل طيبوبة التمدن والإستقرار، أما إسلام محمد والصحابة فهو بالفعل الإسلام السليم علميا بمعنى أنه ابن بيئة التوحش والبدوية والهمجية استنادا إلى سير محمد نفسها وما يطبعها من عنف واغتصاب وهمجية، أما الإسلام المتمدن فهو ذلك الذي استأنس ثقافات وأنماط الشعوب المغزية.
إن الإسلام السليم هو مرجع أي دعوة جديدة للحكم في الإسلام أو بالإسلام، أي استعادة صياغة السير المحمدية نفسها وهذا ما تمارسه تماما الجماعات الإسلامية الدعوية وتقوم في ذلك على تهييج النفوس نقدا وجهادا ضد ما يسمى بالإسلام المعتدل الذي من وجهة نظرهم هو الكفر بعينه أي بلغتنا نحن، الإسلام غير السليم، الإسلام المجفل الذي هو كل ما ليس بالتوحش. أي الإسلام الذي به دولة معينة تحكم الآن كدولة آل سعود التي استأنست وتمالكت مع نفسها (اعتدلت بتعبير آخر) هذه الدولة نفسها قامت بدئيا على الدعوة بإشهار ما أسميه الآن بأنه الإسلام السليم، (الإسلام في عيون أصدقائي المعتدلين)، أي الإسلام الهمجي البدوي، ولأنها الآن في مرحلة الإستئناس بدت معتدلة على الأقل في محيطها الجغرافي (هذا لا يعني أن هذه الدولة وصلت النضج الحضاري المطلوب بحسب ابن خلدون، إنما أدرجت هذا المثل فقط للإستئناس كما يقال في لغة القانون)، إن الدورة الزمنية للدولة الحاكمة بالإسلام، كما أشرت في مقال سابق حين تكلمت عن الدورة الإقتصادية للدولة الإسلامية منذ النشأة حتى الهرم، وبحسب وصف، أو بكلمة أدق رصد ابن خلدون بحسه التاريخي كانت تتسم دوما من الإنتقال من حالة التوحش في الرحلة الدعوية إلى مرحلة التهذيب والإستئناس (مرحلة التطور) إلى مرحلة الشيخوخة والتفسخ بعد نضجها المتمدن (مرحلة الهرم والإضمحلال)، وفي كل هذه المراحل للدولة الإسلامية يتمظهر فيها الإسلام بمظهر خاص، الصرامة والعقاب وإخضاع الأمم بقوة السيف وتطبيق الشريعة السليمة تطبيقا حرفيا في مرحلة التوحش، من خلال نزع ممتلكات "الكفار" واغتصاب نساء الأعداء وسبيهم واستعبادهم، ثم تكييف هذه الشرائع بما يستلزم استيعاب ثقافة الشعوب المفتوحة وما يلزم الإستقرار والتمتع بالحكم بعد إخضاع الكل حيث يتميز الإسلام هنا بالتسامح والعدل والتعايش ثم تاتي مرحلة الإنهيار بعد الرخاء وما يتطلبه من بذخ وفساد وهي ايضا مرحلة انهيار الدعوة وظهور دعوة جديدة تستند على الدعوة السليمة، تستند على ما يجعلها قاسية وصلبة وصارمة تستمد قوتها من قوة السلف من البدو المتوحشين، إن الإسلام في كل هذا هو إسلام زمني تاريخي موضوعي، ويبقى الأمر المثير الآن هو حين يدافع المسلم المعتدل عن الإسلام استنادا إلى السلف الاول، بوهم ما يعتقد أنه الإسلام العادل في الوقت الذي داعش آنيا تمثل هذا الإسلام، تستند في كل أعمالها إلى السلف الأول وبالأدلة والبرهان التي تحرج المسلمين المعتدلين أنفسهم: “ كل رواة الاحاديث مشكوك في نقلهم، القرآن هو الإسلام" كم جميل هذا القول لو أنه بالفعل القرآن نفسه لا يحمل هذا العنف، لكن القرآن، الظاهرة السجعية، مليء بآيات التحريض وآيات الوعد والوعيد دون ان نتكلم عن مسالة التأويل فيه..إن وجود قرآن فيه إسلام حقيقي هو أمر غير دقيق تماما، يجب بدئيا أن يحدثنا هؤلاء على هذا الحقيقي فيه، الذي هو بسبب من التهذيب الحضاري: الإسلام الحقيقي هو الإسلام الملائم لهؤلاء لتجنبهم الإحراج، اسلام غير مبلور أساسا في فكرهم، إن أحدا يملك حسا واقعيا في أمر الإسلام سيعترف أن داعش هي من يمثله (وهذا بالفعل ما ينسب إلى استطلاعات رأي في المملكة السعودية، أغلبية الشعب تعتقد أن إسلام داعش هو الحقيقي) وليس الأمر دوخة في المعطيات، بل هو موقف سليم يعبر على فهمهم هم للقرآن بما هو يمثل الإسلام السليم بتعريفنا نحن: الإسلام الهمجي البدوي، إن القرآن نفسه يستند في كثير من مثله إلى التراث اليهودي المسيحي في كل همجيات هذه الديانتين بدء من تحقير المراة وصولا حتى إلى أسطورة الخلق، إنه يرث بشكل ما كل تشريعاتهما ويكيفها ببيئته البدوية، إن الله الذي ساعد الشعب اليهودي في مرحلة الممالك هو نفسه الله الذي ساعد محمد في مرحلة الغزوات، إن الله الذي تحول عندهم في ما بعد مرحلة الممالك إلى إله يقبل الهدايا والعطايا ويأمر لطاعته فرضا عوض مساعدته التي كانت فرضا هو نفسه إله محمد الذي تحول من مساعد في زمن الغزوات إلى كائن يطاع في زمن الرخاء، لكن المثير في كل هذا، ليس هذا الإله المطاع، بل المثير هو هذا التحول من إله مساعد إلى إله مطيع.
لا يمكن فهم هذا الأمر إلا بربطه ببنيته الخاصة التي هي نفسها بنية الإجتماع الإنساني، فالتحول هذا ليس تحولا في التشريع السماوي بل هو تحول في الأرض على ضوء تراكمات موضوعية احتاج فيها صنف من البشر هم احقرهم ان يستفيدوا دون حاجة للعمل باختلاق هذا الإله المطاع: لقد أولوا اسطورة الخلق التي تستند إلى تأويل شعوب بدائية أسطرتها بشكل جميل رعت فيها ادوار الجنسين بشكل سليم طبيعي إلى أسطورة تسمح لهم بلعب دور أساسي في الخلق، لقد تحول آدم من مجرد حامل لتلقيح الإستمرارية (استمرارية الخلق البشري) إلى مخلوق يلد، إن اول ما فعله القساوسة ورجال الدين في مسالة الخلق هو هدم كل ما يرمز إلى دور المرأة في الخلق والولادة والرعاية، هدم الجانب "الالوهي" فيها إلى مجرد مخلوقة من ضلع آدم، بطريقة أصبح القساوسة ورجال الدين بشكل عام، مسؤولون عن ولادة البشر، إن تحويل آدم إلى كائن يلد وجعله حقيقة مطلقة هو أول عمل يصادر دور المرأة في الخلق لتتحول إلى كائن يغوي بالفتنة.. أول عمل يجب أن يراعى فيه دور الفقيه والإمام والقس هو ضرب دور المرأة في الخلق باعتبارها الكائن الذي يلد، والكائن المفعم بالحب. إن آدم ولد حواء (أو خلقت من ضلعه، الأمرين سيان في رمزية تحويل الدور الفعال للمرأة إلى الرجل)، يجب تحويل هذا الحب تجاه المرأة إلى حب تجاه رجل الدين العالم بأسطورة الخلق، هذا المثلي الجنسي الديني (مع احترامي الكبير للمثليين الحقيقيين الطبيعيين ) هم الآن من يملأون بيئتنا بالضجيج، حراس الله والملكوت.. بشكل يعني لدى أصحاب الذوق الرفيع، أن ألكائن الغاوي الحقيقي، ليس المراة بل رجل الدين الذي عبر الرصد التاريخي تدخل حتى في أدق التفاصيل لحياة البشر، يستمد احتقار المرأة وجوده من وجود هذه الكائنات المنافسة بالعقم، أقصد الإمام والفقيه ورجل الدين بشكل عام، إن أي حل لقضية المراة يمر بالضرورة بنبذ هذه المخلوقات المنافسة: المثليون الدينيون، إن ميلهم الكبير لتحريم عين، وجه، بدن المراة ناتج في الحقيقة عن غيرة نابعة من العمق التاريخي: يفضلون عقمهم على توهج الحياة في أجساد النساء . إنهم عاهرون يعيشون على العهر الفقهي (أليس العهر هو الشيء بمقابل، الديني عاهر يلقي سجعا بمقابل )، تحملهم الغيرة أن يعتقدوا ويحملوا المجتمع على الإعتقاد بشكل راسخ أن ولادة شخص بدون مباركتهم لأنهم أصلا لا يلدون هو بمثابة شخص لقيط. إن شكل ولادتهم الوهمية هو مباركتهم للمولود، حضورهم في الولادة،في العرس والزواج، في الزردة، في الموت في أي شيء له علاقة ببراءة التناغم الإجتماعي الطبيعي جدا.
هذا المقال ، لا أنتظر منه مباركة رجل دين



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار وإشكالية الديموقراطية
- المظلة
- العلمانية بين النضج المدني وغيابه
- حول الأزمنة البنيوية عند مهدي عامل
- خواطر مبعثرة
- حكامنا خنازير
- القومية من منظور مختلف
- خواطر ملبدة
- نقض لاطروحة الأستاذ عصام الخفاجي في حواره في الحوار المتمدن
- حرب اللاجئين
- رد على أبراهامي حول مقاله -لم يفهموا ماركس يوما ما-
- رحلة في الباتيرا (3)
- دقة المرحلة
- رحلة في الباتيرا 2
- رحلة في الباتيرا
- احترام المسلم للإختلاف لا يعدو أكثر من نكتة سمجة
- التدين جريمة في حق الإنسانية
- اللينينية هي الثورية (نقد ذاتي حول مقالاتي السابقة حول اليسا ...
- -النص السياسي- والمتلقي العربي (أزمة اليونان نموذجا) محاولة ...
- علاقة اليسار الجديد بالقديم هي علاقة قطيعة وليست علاقة تماثل


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - المثلية الدينية