أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الخالدي - ما اشبه اليوم بالبارحة يا سيادة رئيس الوزراء















المزيد.....

ما اشبه اليوم بالبارحة يا سيادة رئيس الوزراء


جعفر الخالدي

الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 13:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما كنا نتظاهر امام السفارة العراقية في اوتاوا خلال ثمانينات القرن الماضي لتعريف الشعب الكندي بجرائم نظام صدام كانت الصحافة الكندية تكتب عن الخبر وتصفنا باننا مجموعة من الايرانيين (يعني خونه وعملاء ايران بوصف نظام صدام انذك) خرجو امام السفارة العراقية للتظاهر كون ان البلدين يخوضان حربا ضروس , وبما ان الغرب كان يدعم نظام صدام وكان الاخير صديقا لهم فمن البديهي تحريف وتزيف الحقائق فليس من مصلحة الغرب انذك اظهار جرائم النظام او الاعتراف بان له معارضين في الداخل او الخارج. وعندما جاءت حقبة التسعينات كان الاعلام الكندي والذي يسيطر عليه اليهود ويخضع الى السياسة الصهيو- امريكية كان يلتزم الصمت في وصفنا احيانا او يمنحنا هويتنا العراقية بخجل احيانا اخرى بعد ان بدأ الغرب يبتعد شيئا فشيئا عن دعمه اللامحدود لنظام صدام اثر غزوه الكويت عام 1990. اما نظام صدام فكان لا يعترف اصلا بشيء اسمه معارضة وكان ينفي نفيا قاطعا على لسان وزير خارجيته السابق طارق عزيز عن وجود اي معارضة للنظام وكان يصفنا نحن المعارضون بعملاء الى ايران واسرائيل والاجنبي. هذا هو ديدن كل فاشل لايملك الشجاعة والجرأة على مواجهة الحقيقة لانه يعلم ان ليس لديه ما يدحض به خصومه ولا يستطيع مواجهتهم لانه مذنب , فيستعمل لغة التسقيط والتهم والخيانة واخيرا التصفية الجسدية ان استطاع . وهذا لم يقتصر على نظام صدام وانما يشترك معه كثيرا من الانظمة العربية. ولكن ما يلفت الانتباه ان تقوم الضحية بعد ان اصبحت في السلطة بدور الجلاد وتبدأ في توزيع تهم الخيانة والتبعية لخصومها وكانها تتكلم بلسان الجلاد وتردد كلماته بدل ان تبدأ بتطبيق ما تعلمته من تجربتها الطويلة عندما كانت هي في المعارضة وان لا تلجأ الى اساليب رخيصة ومفضوحة كانت ضحيتها هي بالامس وان تواجه خصومها ومن يختلف معها بالحكمة والموعظة الحسنه وان تجادلهم بالتي هي احسن , خصوصا اذا عرفنا ان من يختلف معها هم ابناء الشعب الفقراء والمساكين الذين خرجو بمظاهرات سلمية وشعبية تطالب اولا باصلاح الوضع الامني وتقديم الخدمات للشعب المحروم ومحاربة الفساد والمفسدين وتقديم المقصرين وسراق المال العام للمحاكم وتحسين الوضع المعاشي بعد ان اعطو تفويضا شعبيا منقطع النظير الى رئيس الوزراء لتطبيق اصلاحاته التي وعد بها خلال الايام الاولى من تولية الوزارة.
لنتكلم على المكشوف في هذه السطور ونبتعد عن لغة التلميحات . لقد خرج الشعب بتظاهرات حاشدة مؤيدة لرئيس الوزراء العبادي ورفعو صوره واعطوه تفويضا قل نظيره في العالم لتنفيذ خطته الاصلاحية التي جاء بها ووعد الشعب بتطبيقها ومنها ضربه لحيتان الفساد وان ادى لاغتياله ,حسب تصريحه المشهور في كربلاء. انقضى عاما ولم يرى الشعب شيئا في الافق الا قرارات بائسة لم يلتزم بها هو ولا من صدرت بحقهم وراح الكل يسبح في مستنقع الفساد مرة اخرى. واستمر الشعب بالتظاهر مطالبا بالاسراع في تطبيق الاصلاحات ومحذرا رئيس الوزراء من التمادي والتسويف وانه قد يلجاء الى المطالبة برحيله ان لم يلتزم بما وعد الشعب به. الا ان العبادي تاخر كثيرا وادار ظهره الى الشعب وبقى يماطل ويطلق التصريحات ولكنه لا يقوى على شيء ويبدو ان حيتان الفساد لطمته على راسه واسكتته وعطلت برنامجه الاصلاحي. واستمر الشعب بالتظاهر السلمي ولكن هذه المرة اطلق الشعب برنامجه الاصلاحي في تشكيل حكومة التكنوقراط والغاء نظام المحاصصة السيء الصيت والفاسد وامهل رئيس الوزراء شهرين لتطبيقه ووافق العبادي على هذا الطلب , الا انه ادار ظهره للشعب مرة اخرى وبدأ ينسق مع الكتل الفاشلة والفاسدة مجددا مطالبا اياها بتقديم وزراء فاسدين جدد باقنعة التكنوضراط ( عذرا على الكلمة) وكما يقول المثل (الاناء ينضح بما فيه) فهل تتصور يا سيادة العبادي ان هذه الكتل الفاشلة والفاسدة سوف تلد عبقريا ونزيها ووطنيا ...هيهات وانت اعلم بذلك "فأهل مكة ادرى بشعابها" ففاقد الشيء لا يعطيه كما يقولون.
لقد سئم الشعب من الانتظار ومن وعودك التي لا تغني ولا تشبع فالمرحلة لا تتحمل الانتظار اكثر وقد بالغ الشعب بالانتظار طيلة اكثر من عام وتحلى باعلى درجات الصبر الجميل وضبط النفس طمعا بالحفاظ على سلامة البلاد والعباد وعندما يئس الشعب منكم ياسيادة رئيس الوزراء دخل دولتكم الخضراء التي كانت محظورة عليه طيلة 13 عام ولم تكن محظورة علية ايام نظام الجلاد البائد, عند ذلك فقدتم صوابكم ورحتم ترددون كلمات من سبقكم بالامس القريب او اتهامات الجلاد بالامس البعيد . فبالامس القريب وصف من سبقكم (القائد الظرورة كما وصفتموه انتم) المظاهرات التي خرجت في عهده, بانها فقاعة هوائية ستنتهي قريبا ووصف المتظاهرون بانهم من ايتام النظام السابق وقال ان قيادة القاعدة وداعش هي من تحركهم تماما كما كان الجلاد صدام بالامس البعيد يصفنا ويصفكم حينما كنا نعارضه ونتظاهر امام سفاراته في كندا ولندن قبل عام 2003 بعملاء ايران واسرائيل وخونه وما الى ذلك من الترهات. واليوم جاء دوركم في وصف من يخالفكم ويعارضكم ويتظاهر سلميا لاكثر من عام, بانهم بعثيون ودواعش فهل هي صدفة ام ان الزمن دوار فما اشبه اليوم بالبارحة حقا. انا لا ادعي بعصمة المتظاهرين او نزاهتهم المطلقه فهم من عوام الشعب ولا انكر بان ايتام النظام او دواعشه قد لا يندسو بين آلاف المتظاهرين ليحرفو مسيرتها السلمية ولكن لماذا لا تتحركو سريعا وتطلقو برنامج الاصلاحات الجذرية التي نادى بها الشعب ووعدتم انتم بها مستفيدا من تفويض الشعب لكم . الا تعلم ان التاخير في تطبيق الاصلاحات والتسويف المتعمد من سيادتكم واستمرار التظاهرات سيفاقم الازمة وسيحاول استغلالها من تصفهم بالبعثيين والدواعش وسيحاول اخراج التظاهرات من سلميتها ان استطاع . ام ان هذه هي الخطة حقا . انتم ومن اقنعك بهذه الخطة تراهنون على خيارين لا ثالث لهما. اما ان يتعب الشعب من التظاهر ويمل ويستسلم للواقع وينتهي الامر واما ان يندس بينهم المخربين وضعاف النفوس والماجورين من فاشلي السلطة ليحرفو مسيرتها السلمية واهدافها الاصلاحية حينها ستقولون انها خارجة عن القانون وتتهمون المتظاهرين بالدواعش والبعثية وعند ذلك يسهل عليكم تصفيتها وظربها بالسلاح كما فعلتم وهذا ما حصل بالضبط . ان هذه خطة الفاشلين ممن سبقكم يا سيادة رئيس الوزراء وقد مارسوها بالامس القريب, واليوم استطاعوا ان يدخلوها في راسكم . كان نظام صدام المجرم يصف كل من يعارضه بالغوغائي والعميل للاجنبي وها انتم اليوم تصفون المتظاهرين من الشعب بالمشاغبين والدواعش والبعثيين. يالها من مصادفة عجيبة كيف تتكلم الضحية حين تعتلي السلطة بلغة جلادها عندما كان هو في السلطة وتمارس شيئا من افعاله ضد ابناء شعبها.
فياسيادة رئيس الوزراء , ماذا تريد من الشعب ان يفعل والى متى سينتظر اصلاحاتكم الفارغة ووعودكم الكاذبة . انتم من اوصل الشعب الى هذا النفق المظلم وكان بمقدوركم ان تباشرو بالاصلاحات التي طرحتموها حين فوضكم نفس الشعب الذي تصفوه الان بالمشاغبين والدواعش وسينتهي الامر , ولكن تاخرت يا سيادة رئيس الوزراء وانا اعلم من اخرك وعطل عجلتك الاصلاحية لتفشل كما فشلوا. لقد فشلت يا ابا يسر في استثمار افضل فرصة مرت في حياتك كنت ستكسب بها رضا الله ورضا شعبك ونفسك وتاسس لمرحلة جديدة ستذكرها الاجيال تلو الاجيال وتدخل التاريخ من اوسع ابوابه. وكم كنا نمني النفس ان تكون انت من تنهي مرحلة الفشل والفساد وتأسس مرحلة الاصلاح ولكن الفاشلين من حولك كانوا اقوى منك ولم يكونوا ليروك ناجحا ومصلحا لانهم فاسدون ومفسدون ولم تستطع انت التخلص منهم او من تاثيراتهم فوقعت بفخهم واصبحت تردد كلماتهم. وساخبرك اذا اراد الله في حلقة اخرى كيف انتصر الفاشلون والفاسدون عليك واوقعوك بالفخ .



#جعفر_الخالدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من لا يسمع نفسه هل يستطيع ان يسمع شعبه


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر الخالدي - ما اشبه اليوم بالبارحة يا سيادة رئيس الوزراء