أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - أردوغان وإيفرين وجهان لعملة واحدة















المزيد.....

أردوغان وإيفرين وجهان لعملة واحدة


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 5180 - 2016 / 6 / 1 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أردوغان وإيفرين وجهان لعملة واحدة
بعد لقاء دام لمدة ساعتين بين رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو والرئيس الدولة أردوغان ،أعد على عجل مؤتمر صحفي ، أعلن أحمد داود أوغلو فيه إستقالته من رئاسة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ، وأنه قد عقد العزم بشكل صريح على مغادرة منصبه كرئيس وزراء لتركيا ، وذلك خلال مؤتمر حزب العدالة والتنمية الذي سوف يعقد بصورة استثنائية تحديدا في 22 مايو/أيارمن العام الحالى ، وبالفعل هذا ما حدث ، وقد رفض الإفصاح عن أية خلافات مع الرئيس أردوغان ، مؤكداً أنه لا يقر أي ضغينة لأردوغان ، وقال أوغلو بأردوغان كلاماً طيباً ، وأن ولائه سوف يظل له .

فهناك من يعتقد خطأ ، أن هناك خلافات كتيرة بين الرجلين حول الإدارة وكيفية إتخاذ القرار وأولوياته ، وأن من ضمن الأسباب التي عمقت الخلاف بين أردوغان وأغلوا ، وجعلت الأول يطلب من الثاني الإستقالة ، هي أن تركيا دخلت فعليا في إطار النظام الرئاسي ، وأصبح أردوغان يمارس سلطات لم يخولها له الدستور ، ليتعدى بها حدود كرسي رئاسة الدولة ، أو بسبب إعتراض داود أغلو نتيجة ضعف نفوذه كرئيس للوزراء ، وسحب فعلي لصلاحياته الدستورية ، وإقتصار عمله على إدارة عمل الوزراء ، أو بسبب أن الرئيس رجب طيب أردوغان يسعى لتغيير الدستور ويريد تحويل النظام السياسي في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي ، فأغلوا يعرف جيدا أن أردوغان هو الرجل الأقوي بدون منازع ، وهو السلطان يأمر فيطاع ، ويعرف أيضا أنه لولا ترشيح أردوغان له ما أصبح رئيسا لحزب العدالة والتنمية ، فداود أوغلو كان على علم ، بل وبقبول منه قبل أن يتولى رئاسة حزب العدالة والتنمية ورئاسة الوزراء ،أنه لن تكون له كامل الحرية والصلاحية في الرئاسة ، وعليه الرجوع الى الرئيس الفعلي أردوغان في كافة الاجراءات والقرارات المتعلقة بالحزب ورئاسة الوزراء .

. كان أردوغان قد اختار داوود أوغلو ليخلفه في رئاسة حزب العدالة والتنمية ، عقب انتخابه رئيسا للبلاد في 2014 من قبل الشعب ، إذاً ما حدث هو إقالة وعقاب لأغلو ، ليس لخلاف أو لإعتراضه على قرارات أردوغان كما يعتقد البعض ، بل لفشله في تطبيق وتنفيذ أوامر أردوغان ، فقبل انتخابات تركيا البرلمانية التي أجريت في 7/06/2015 ، منح أردوغان لداود أوغلو الحرية في تحديد المرشحين والاستعداد للانتخابات، وكانت النتيجة أن فقد حزب العدالة والتنمية الأغلبية البرلمانية التي تمكنه من تشكيل الحكومة وحده ، مما استدعى تدخل أردوغان مباشرة لينقذ الحزب ويحقق الحزب في الانتخابات المبكرة التي أجريت في الأول من نوفمبر العام الماضي فوزا ساحقا ويحصل على ما يقارب 50 بالمائة من أصوات الناخبين ، والتي مكنته مرة أخرى من تشكيل الحكومة ، كذلك فترة رئاسة أغلو تزايد فيها عدم الاستقرار بالنسبة لتركيا ، ومنها فشل أغلو في تنفيذ فكر وتوجيهات أردوغان في مواجهة الصراع المتصاعد مع المتمردين في حزب العمال الكردستاني، والهجمات من قبل مسلحي داعش الارهابية ، بعد فقدان تركيا القدرة في السيطرة عليهم ، وإنتهاء شهر العسل بينهم الذي دام طويلا ،** ايضا نتيجة فشل أغلو في إستغلال موجات الهجرة الغير شرعية من السوريين ، والأفواج من المهاجرين واللاجئين عبر الاراضي التركية الى أوروبا ، كما خطط لها أردوغان ، حيث إكتفى أغلو بتطبيق اتفاق مع الاتحاد الأوروبي ، للحد من عدد اللاجئين العابرين لحدودها ، نظير تسريع وتيرة المحادثات بين الجانبين لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ، والبدء في مفاوضات إعفاء الاتراك من تأشيرة الدخول لدول الإتحاد ، والحصول على مساعدات مالية ، فأردوغان كان يطمح في إستغلال ورقة اللاجئين أفضل استغلال ، وهو قبول وترحيب ومباركة أوروبية بتحويل النظام السياسي في تركيا من البرلماني إلى الرئاسي بقيادتة ، فبعيدا عن الدستور التركي ، بالفعل أصبح أردوغان بيده مفاصل القرار في كافة النواحي وهو الآمر الناهي ، داخلياً الرجل يمتلك من الأساليب والمناورات التي تمكنه من تحقيق ذلك ، هو يعلم أن البدايه تبدأ بتغيير الدستور، ويطمح الى ذلك دون اللجوء الى إستفتاء شعبي ، أي الحصول على ثلثين أصوات البرلمان ، بالفعل كانت هناك بروفة عملية اخرجها أردوغان بنجاح تمهيداً لتحقيق ذلك ، حيث تبنى البرلمان التركي الجمعة 20 مايو/أيار قانونا يسمح برفع الحصانة عن 138 من نوابه ، وشارك في التصويت 531 من أصل 550 نائبا يتكون منهم البرلمان التركي، صوت 376 منهم لصالح القانون الذي طرحه حزب العدالة والتنمية الحاكم، وهذا العدد يكفي لإجراء تعديلات على دستور البلاد دون إجراء استفتاء شعبي ، وعلى رأس التعديلات أن يتحول الحكم الى رئاسي في تركيا ، ** كذلك بسبب إخفاق أغلو في إقناع الغرب بأن الحل الامثل في الحد من موجات الهجرة الغير شرعية من السوريين وأن تصبح أوروبا في أمان من العمليات الأرهابية ، هو إقامة مناطق عازلة يقيمها جيش تركيا داخل الأراضي السورية على امتداد الحدود معها وبعمق ثلاثين كيلومتر مربع في الأراضي السورية ، ** أيضا بسبب فشل أغلو في إقناع اوروبا "مفوضية الإتحاد الأوروبي " عدم مطالبة تركيا بتغيير قوانينها المتعلقة بالإرهاب ، وإقناعهم على أن هذه القوانين ضرورية فيما تواجه المسلحين الأكراد داخل تركيا والتهديد الذي يمثله تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق المجاورين ،، إذاً ما حدث هى إقالة أوغلو من رئاسة الحزب الحاكم ورئاسة الوزراء ، وليس إستقالة أو إطاحة أو إنقلاب كما يصفها البعض ، فتلك الأحداث تذكر الأتراك بحقبة الجنرال كنعان إيفرين فكلا على طريقته ، حيث الإعتقال بحجة مكافحة التطرف والإرهاب ، وإعتقال الصحفيين ، وتنفيذ عقوبة السجن على صحفيين صدرت أحكام بحقهم ، ومنع الصحفيون من النشر ، وملاحقة الصحف وإغلاقها ومصادرت الأعداد بعد صدورها ، كذلك قيد كثير من الأشخاص في سجلات الأمن ، والحكم على الكثير في قضايا سياسية ، وفرار الكثير من المعارضين السياسيين والمفكرين خارج البلاد ، كذلك اقالة الكثير من وظائفهم بسبب معارضتهم السياسية ، فأردوغان هو الرجل الأقوي على مسرح الحياة السياسية في تركيا الأن، ومع ذلك علينا أن نطرح سؤال ، هل يستطيع أردوغان ان يصل الى حلمه ومبتغاه ، ويصبح رجل تركيا الأول بقوة الدستور كما يريد؟، هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة في سطور - ذات مساء -
- أخطأ مقص مفيد شهاب
- رفع سعر الفائدة في الأيام القادمة
- أنجيلينا جولي .. لا ترحلي
- جماعة الإخوان ونعيق الغربان
- الخليج..بين بروباغندا الدبلوماسك والشراكة مع إسرائيل ونظرية ...
- من صنافير وتيران نطالب بأم الرشراش
- يوليوس قيصر وطعنة صنافير وتيران
- الإقتصاد المصري بين الكارتلات والترستات
- سعر صرف غير مضطرب وليس تعويم مُدار
- البورصة والأرباح الرأسمالية
- رفع سعر الفائدة،فك إرتباط الجنيه بالدولار
- مصر الثورة.. لا للمصالحة نعم للحساب
- الصين.. مصر قلب طريق الحرير الجديد
- البرلمان المصري وتحصين العقود
- لجوء سياسي في ألمانيا
- الانتخابات المصرية..قمع الإنتلجنسيا عنوانها
- السلطان اردوغان..الدب الروسي في المياه الدافئة
- سعر الفائدة والاحتياطي الالزامي جراحة سريعة
- أردوغان وشبح إتفاقية لوزان


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد البهائي - أردوغان وإيفرين وجهان لعملة واحدة