أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا















المزيد.....

إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5179 - 2016 / 5 / 31 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كما علّمنا التّاريخ, فإن لكلّ حاكم عميل مُسخّر تاريخ نهاية صلاحية, فبعد استنفاذ كل ما يُمكنه تقديمه لأسياده, في ظروف مُعيّنة و سياقات محددة, يرمى بهذا الأخير في قبو الامبريالية, و مزبلة التاريخ...دون حتى تقاعد مريح.. و لا حاجة للتذكير بنهاية الدكتاتور الشيلي "أغوستو بينوتشي" خادم الامبريالية الوفيّ المطيع الذي وجد نفسه أمام محاكمها, أو نهاية شاه ايران شرطيّ الامبريالية في منطقة الخليج... لكنّ بعض الحكام العملاء, بعد احكام سيطرتهم على كلّ شيء بمُساعدة صُنّاعهم و حماتهم, و تمكنهم من مقاليد السلطة, و تضخّم أناهم بركوع و تبجيل و تقديس العبيد الرّخاص, يبدؤون في تصديق أنفسهم !! و يتخيلون أنفسهم قادة مُحرّرين, انتزعوا استقلال الوطن (بمؤخّراتهم؟), و قد يُحرّرون فلسطين بعد ظهور المهدي المنتظر !!
فبعد أن اضطرّ الاستعمار الفرنسي-الاسباني لمغادرة المغرب تحت ضربات المقاومين الأحرار فيما سُمي بالاستقلال, و التوصيف الأدقّ هو "جلاء الحماية", شرع الخونة و عُملاء الاستعمار في تصفية المقاومين و جيش التحرير, و شيطنة رموز و أيقونات المقاومة و التحرّر كعبد الكريم الخطابي و موحى الزّياني و غيرهم..., و بالموازاة مع ذلك بدأ مشروع بناء الدولة المخزنية الجديدة تحت تأطير الماريشال ليوطي, مهندس كل الأجهزة الأمنية و المخابراتية و العسكرية بالمغرب الحديث, دون الحديث عن ثروات البلد التي تم "تقسيمها" بين القوى الامبريالية و رُعاة مصالحها في المغرب... يُقابل هذه الحقائق التاريخية في أدبيات النّظام المخزني, أنّ محمد الخامس هو من حرّر المغرب,( ثورة الملك و الشعب؟!) بل سبق أمريكا في غزو الفضاء (ظهور محمد الخامس على سطح القمر), و هذا ما يردده الى يومنا هذا, دون حياء, أشخاص محسوبون على "النّخبة" السياسية و الفنيّة و الثقافية (نخبة العبيد)...دون أن ننسى أن سليل العملاء و صنيعة الامبريالية و الصهيونية محمد السادس, يُسمّي نفسه رئيس لجنة القدس !! و يضع في قصره في نفس الوقت مستشارا صهيونيا اسمه اندري أزولاي, و يوشّح بمناسبة عيد العرش كبار الصّهاينة أمثال "مالكوم هونلاين" بأوسمة ملكيّة علوية شريفة !! فما أشرفكم أولاد ال...
الآن, و بحكم تغير السياسات الامبريالية, و مرورها لمرحلة أخرى من مخطّطاتها التوسّعية الاستغلالية, و محاولتها التنفيس عن أزماتها و تناقضاتها البنيوية, تجد الكثير من الأنظمة العميلة نفسها في فوهة المدفع, بعد استنفادها لجميع الأدوار التي صُنعت من أجلها, و بالضبط هُنا ينخرط الحكّام العملاء, و شركاؤهم و أصحاب المصالح و أبواقهم, ينخرطون في مرحلة الهلوسات الكلامية... فلا صوت يعلوا في المغرب الآن فوق صوت المؤامرة, و فجأة بدأ الجميع باستعمال بطاقة "الوطنية", و تحويلها لصكّ يوزّع حصريا على أعداء الوطن, و أعداء الشعب..., من العبيد القدامى الذين لا يدينون إلا بدين "المخزن", إلى الاصلاحيين و الانتهازيين و التحريفيين و سماسرة النضال و اليسار, الذين وجدوها فرصة سانحة للدخول الى بيت الطاعة على الطّريقة النبويّة : "وهبت نفسها", بذريعة الوقوف ضد المؤامرة الزعومة...
إنّها دولة الفرد الذي يحتكر كل شيء, و يوزّع صكوك كلّ شيء, على من يرتضي من العبيد و الأقنان و المنبطحين و الانتهازيين صغارهم و كبارهم...و هذا ما لخّصه خطاب رسمي لمحمد السادس, ربط فيه بين الوطنية و الوفاء للنّظام و ثوابثه (قضية الصحراء المحتلّة بالتحديد), و وصف الخارجين عن هذا الإجماع مباشرة ب "الخونة" و اللاوطنيين..فمتى صارت الوطنية تُوزّع من قبل أعداء الوطن و بائعيه, و مصّاصي دماء الشعب و جلاديه و مُفقّريه و المتاجرين بلحم بناته في مواخير العالم, و مؤخّرات أطفاله في مدن السّياحة الجنسية التي يرعاها محمد6 و يحميها بالعفو الملكيّ على الدّاعرين و المُغتصبين؟؟ و أين أصلا حقوق "المواطنة", كما هي متعارف عليها كونيا في بلد الرّعايا, و هو التعبير المخفف للأصل الذي هو "العبيد"؟؟
إن المغاربة الأحرار, و المواطنين الذي أعطوا الكثير, و لم يأخذوا شيئا بالمقابل, هم من أجبر المُستعمر على الخروج مهزوما, تاركا مقيما عامّا "مغربيا" في السّلطة الممنوحة, باسم الاستقلال الممنوح ..الوطنيون هم عبد الكريم الخطابي, و الزياني, و كلّ الرجال الذين حملوا معهم السّلاح و فقدوا حياتهم في سبيل استقلال لم و لن يكتمل إلا برحيل أذناب الاستعمار الجديد, و برجوازياته و جلاديه و كلاب حراسته و أحزابه الانتهازية المرتزقة...
الوطنيون ليسوا هم الكلاب الجائعة التي شاركت في مسيرة الرّباط "المليونية - الكلبونيّة" للمطالبة بالمزيد من العبودية و الذل لهم, و المزيد من القهر للشعب الصحراوي, (مقابل رغيف و علبة سردين و قنينة ماء)...
الوطنيون هم أبناء الصّحراء الذين يُقاومون كلّ صنوف البطش و التنكيل و التجويع و الاستغلال المخزنية, وهم الذين واجهوا العدوان العسكريّ الثلاثي : الفرنسي-الاسباني-المغربي على حركة المقاومة المسلحة للشعب الصحراوي ضد الاستعمار الاسباني ، و الذي استعملت فيه كل الأسلحة المحلّلة و المحرّمة... و لازال أبناؤهم يواجهون ممارسات "صهيونية الصّنع" من قبيل الاستيطان و التّفقير و العسكرة و ضرب النّساء و ارهاب الآمنين...
الوطنيون هم أبناء الرّيف الصامد الذي يعاني القهر و التهميش, و لازال أبناؤه يتوارثون أمراض السرطان نتيجة القصف الكيماوي الاسباني الذي تمّ بمُباركة السلطان العلويّ الخائن إن لم يكن بطلب منه, وهم المعتقلون في السجون, و المنفيون, و المُغتالون في عتمة الليل...
الوطنيون هم أبطال معركة "أنوال" و معركة "الهري", التي كان فيها عساكر المخزن في نفس الخندق مع عساكر فرنسا و اسبانيا.., و هم أبطال معركة و انتفاضة 20 غشت 1950 بمدينة "وادي زم" التي ترقى لتسمية "ستالينغراد المغرب", المعركة التي تُسمّيها فرنسا بالمجزرة.., و تعتبرها أكبر كارثة تعرّضت لها طوال فترة تواجدها العسكري بالمغرب, و فرضت عليها تعتيما اعلاميا كبيرا... و من باب الصّدفة, واللاهِ إنّها محض صُدفة, أن مدينة "وادي زم" لازالت خاضعة إلى يومنا هذا للتهميش و الحصار الممنهج, سياسيا و اقتصاديا و اعلاميّا, حيث أن أغلب المغاربة لا يعرفون حتّى موقعها في الخارطة!!!
كان هذا درسا قصيرا في الوطنيّة, للعبيد القدامى و الجدد, و أذناب الاستعمار القديم و الجديد, و سيّدهم الذي صدّق نفسه و صدّق أمداح و مزامير أقنانه و مُنشديه و عَبَدته..

سل أسيادك يا ابن الزّنا.., أأنت الوطنيّ أم أنا.. !!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريف الدّكتاتور, أو بداية نهاية النظام الملكي المغربي
- تُحفة من الغباوة
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟
- على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا
- المغاربة: أذكى شعب, أم أغبى شعب؟
- تبرير التسوّل و تسوّل التبرير, غلمان و جواري حزب الأصالة و ا ...
- مهزلة البدويّ و عبيده في أمستردام
- إدارة التوحّش و توحّش الإدارة
- المخابرات المغربية لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- المخابرات المغربية التي لا تنام, وهم أم حقيقة؟
- قضية الصحراء الغربية جزء من مشروع التحرر الوطني الحقيقي الشا ...
- استعمالات الإرهاب في المغرب
- الارهاب و الكباب, أو المفاضلة بين الإرهاب و الاستبداد!!
- في زمن التهافت النضالي
- مظفر النواب و مكر التاريخ!!
- الاقتصاد المغربي, بين الهيمنة المَلكية و التبعية للإمبريالية
- حول دعوة السيسي لزيارة المغرب


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا