أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع














المزيد.....

خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5179 - 2016 / 5 / 31 - 00:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع
(مبادرة المسجد الشامل ـ مسجد للجميع)
27 مايو 2016، بيرن، بيت الأديان
الصلاة تمت بإمامة إمراة، الإمامة حليمة جوساي حسين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على الرسول الكريم، محمد الأمين. ورسالة محبة إلى كل أنبياء ورسل الرحمن، وكل الطرق المؤدية إلى الرحمن الرحيم.
، أديـنُ بدينِ الحــــبِ أنّى توجّـهـتْ ركـائـبهُ ... فالحبُّ ديـني وإيـمَاني ”، إبن عربي
ـــــــ
سأبدأ بقصة سيدة سويسرية، إسمها فريده هيرشي.
عندما كانت في السابعة عشرة من عمرها تعلمت مهنة الخياطة. مهنة جيدة، محترمة، ومناسبة حينها لفتاة في عمرها.
في تلك الفترة، كان المتوقع من النساء، سواء ان كن في الكنيسة أو في أية إجتماعات عامة، كان من المتوقع منهن الصمت!
كان عليهن أن يخضعن لنظام من تسلسل هرمي.
لو قالت السيدة هيرشي لمجتمعها في تلك الفترة أنها يوماً ما، ستأخذ إجازة في اللاهوت وتصبح قسيسة، أنها ستدير كنيسة في مدينتها، كان رد مجتمعها عليها سيكون: "أنتي تحلمين بالقمر، والنساء لا يطرن إلى القمر".
حسناً!
القسيسة فريده هيرشي جرؤت على أن تحلم، واليوم هي تجلس بيننا في هذا التجمع. أشكرك على قبولك دعوتي.
وهي قسيسة وتدير كنيسة.
إمرأة تدير كنيسة.
لقد طارت بالفعل إلى القمر!
-------
بنفس النسق. يقولون لنا اليوم أن إمامة المرأة لصلاة مشتركة لا تجوز.
المرأة لاتصلح للقيادة.
يقولون لنا" إن الفقهاء"، وكلهم ذكور، "اجمعوا على أن المرأة لايجوز لها أن تقود صلاة برجال، فما بالك بصلاة الجمعة". "هناك إجماع"، يقولون لنا. ويؤسسون إجماعهم على حديث يُنسب للرسول الكريم.
"لن يفلح قومٌ ولو أمرهم إمرأة".
حديث ضعيف. أي أن هناك شك كبير في أن الرسول الكريم قد تفوه بهذه الكلمات. لكن الأحاديث الضعيفة لاتتحول بقدرة قادر إلى حق مبين إلا عندما تتعلق بالمرأة.
كذلك يقولون لنا إن "الان وقت غير مناسب لإثارة مثل هذه القضايا التافهة".
"هناك قضايا أكثر خطورة وجدية وإلحاح يتوجب علينا أولا التعامل معها".
ولذا "فلاداعي لإثارة قضايا تؤدي إلى إختلاف. نحن في حاجة إلى أن نقف صفاً واحداً".
ـــــــ
أفهم أن التغيير صعب. إذا اعتدتَ على القيام بشيء بنفس الطريقة على مدى قرون، بالطبع سيكون من الصعب تغيير هذه الطريقة.
أفهم أيضا أن التغيير يخيفنا. من لن يخاف؟
التغيير ينتزعنا من الدوائرة المريحة للتفكير ويتحدى كل أفتراضاتنا. ويجعلنا نشعر بالهشاسة والضعف.
التغيير يزلزل إحساسنا بالإمان والنظام.
والله أني افهم هذا جيداً.
لكني تعبت. تعبت من الإنتظار، من الأمل أننا يوما ما سنتغير.
تعبت.
وأدركت أن التغيير لن يحدث إلا إذا طالبنا به.
لن يتحقق التغيير من نفسه.
علينا أن نطالب به.
ــــــ
(فاصل موسيقى عود أداه الموسيقار المصري نهاد السيد)
ـــــ
لقد حان الوقت لتحدي إفتراضاتنا عن موقع المرأة في بيت الرحمن وفي المجتمع.
المكان الذي ُيطلب من المرأة أن تصلي فيه، وكيفية صلاتها ومتى، يعكس وضعها ومكانتها المجتمعية.
فبيت الله الذي لانرى فيه إلا رجالاً هو مرآة لمجتمع ذكوري هرمي، يسيطر الرجال فيه على الحيز العام.
المسألة بهذه البساطة.
ولذا، فإن المرأة التي تطالب بالصلاة في نفس الحيز الذي يصلي فيه الرجل، لاتطالب بشيء تافه. في الواقع، هي تطالب بتغيير ذلك النظام الاجتماعي وموقعها فيه.
ومن المفارقات، انه في السبعينات من القرن الماضي، هنا في برن، كان الرجال والنساء يصلون ويصلين معهاً في المسجد الوحيد الذي كان متاحاً حينها. لكن التصحر النجدي هب على المسجد ومعه أموال من الخليج، وتفسير وهابي متطرف، تحكم في المسجد…. وبالتدريج تغير المسجد… حتى جاء اليوم الذي ُشيد فيه جدار فصل الرجال عن النساء.
كنا نصلي معا. الآن يقال لنا أنه من المستحيل فعل ذلك.
------
وقت التغيير الان.
ليس غداً. ليس بعد شهر، ولا بعد عام.
الان.
وقت التغيير هو اليوم.
ندعو إليه في إحترام. ونطالب به في دعوة ورسالة محبة.
رسالة محبة لديننا ومجتمعنا، ورسالة حب ايضا للمبدأ العالمي للمساوة.
لاني عندما أصلي، أصلي كإنسان. لا كأنثى. اقف إلى جانب إنسان، لا ذكر، ونصلي معاً متساويين أمام الله ـ رب بدون جنس، رب المساواة.
نحن ايضا، ايها الأعزاء والعزيزات، نطير إلى القمر.
-------
دعونا نصلي وندعو لكل البشر الذين يعانون على أرض البسيطة. لكل البشرية.
نصلي أن يعم وينتصر السلام والخير.
لأن الله هو رحمة والله هو العدل.
"ربنا نجنا من النقاق والشفقة على الذات.إأجعلنا متأكدين من الخير الذي لانراه، والخير المخفي في العالم. إفتح أعيننا على الجمال في كل ما حولنا وقلوبنا على المحبة التي في البشر، يخفونها لأننا لانحاول أن نفهمهم. أنقذنا من أنفسنا، وأظهر لنا رؤية لعالم جديد".
إلهام مانع



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكم التفتيش.... بدأت في تونس
- الرق في موريتانيا لا الرسول الكريم - من يخش من الموريتاني مح ...
- يحدث في اليمن: شكرا لكم اشقاؤنا العرب
- عن المثلية الجنسية - صعب هذا الحديث
- الطائفية ليست المحرك الرئيسي للضربات الجوية السعودية في اليم ...
- ماذا فعلت إسرائيل في صعدة؟
- -في الإنسانية نقف متحدين- نص خطاب قبول جائزة الشجاعة لقمة جن ...
- عن داعش ونظرية المؤامرة!
- إلى من هددني بالقتل: رسالة محبة!
- هل تذكرون الأقلية الآيزيدية؟ حكاية ريحانة
- التطرف واحد، سنياً كان، شيعياً، أو زيدياً
- سنقولها حتى تطلقوا سراحه: الحرية لرائف بدوي
- وقت مجابهة داعش التي في داخلنا الآن
- هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا
- أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة
- وبكت شهرزاد …
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا


المزيد.....




- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - خطبة الجمعة لصلاة مشتركة، القتها إلهام مانع