|
اين الاسلام في دول المسلمين ؟
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 18:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اين الاسلام في دول المسلمين ؟ اثار مقالي الاخير (في وطني الميّت ! يحيون ذكرى الاموات ويقتلون الاحياء بدم بارد ! ) حفيظة بعض المقربين ، فاعترضوا على انتقادي اللاذع لكثرة العطل الرسميه التي استحدثتها الحكومة العراقيه في المناسبات الدينيه العديده ،منها وفيات وميلاد اهل البيت عليهم السلام ، واعياد اخر مثل عيد الغدير . ولكي اكون اكثر وضوحا وبلا خوف او تردد ساردّعلى المعترضين بهذا الايجاز ، وربما اكون على خطأ فالتمس منهم العذر ، فهذا هو حد فهمي للموضوع . عندما جاء الاسلام قبل اكثر من الف واربعمائة عام مضت ، كان ثورة على الظلم بالدرجة الاولى ، فقام بتحرير العبيد ، وجعل الناس سواسية امام القانون ، فلا فرق بين عربي او اعجمي الا بالتقوى ، وامر بالعدل والاحسان والعفو عند المقدره ، وصلة الارحام ، والعطف على الضعيف والمسكين ، واوصى بالاسير خيرا ، والثورة على الحاكم الظالم اهم الامور ، وامور شتّى هدفها خدمة الانسان ، ومنع الرشوة والواسطه وكل مايتعلق بالفساد الاجتماعي . ثم قتل الامام علي امام المتقين على يد مجرم تافه . ثم وباختصار شديد وبعد الخلفاء الراشدين استلم الحكم بنو امية ثم بنو العباس واذاقوا اهل بيت النبي الويل والثبور ، والتاريخ خير شاهد على ذلك . مااريد قوله ان الاسلام وفي عزّة مجده وسطوع نوره ، فني على يد اعداءه الذين استلموا سلطة جاهزة حاربوها في البدايه بكل ماأوتوا من قوة ، ثم تسلمّوها عندما نضجت واستوت ليأكلوها لقمة سائغة ، بينما سقوا ال بيت النبي السم الزعاف . نعم انتهى الاسلام الحقيقي بعد ثورة الامام الحسين ، وكلما هبت ثورة على فساد الحكام ، وكلما حاول بعض اهل البيت وانصارهم تأجيج الثورة لأعادة الاسلام الحقيقي ، كلما تمادى اعداء الاسلام وباسم الاسلام في قتل وتشريد الثوار ، وها هي ارض الله الواسعه بشرقها وغربها تذكر لنا اسماء توحي بانتمائها لآل البيت عليهم السلام هربوا من سيف الحاكم الطاغيه ، ومااكثرالطغاة على مر العصور والازمنه . المؤلم في الموضوع ان المسلمين عامة يلتبس عليهم الامر ، فما ان تأتي قيادة تدّعي الاسلام حتى يهب الشعب لنصرتها ، رغم مايلمسه بيده وما تراه عينيه وما يدركه وجدانه بأن هذه الحكومة ، حكومة دنيويه لا تهتم الا بمصالحهاالشخصيه ، فبمقارنة بسيطة بين راتب البرلماني او الوزير ، وعدد المستشارين والحمايه التي تتعدّى الالف لكل منهم ، يدرك ابسط انسان في الشعب بأنه استغفل من قبل هذه الحكومة الفاسده ، ولكن بعد فوات الاوان ، فبعد ان يتظاهر الشعب ويطالب بالتغيير ، ترى الاحزاب السياسيه تقوم باستهداف المتظاهرين ، فمناطق بغداد المختلفه تشير الى الحزب السياسي الذي قام بهذه التفجيرات ، وربما يقوم بها قادة الكتله نفسها لاتهام الاخرى ،ويبقى الشعب المستهدف الوحيد لانتقام السياسيين من بعضهم . ثم ترى القياده تراوغ فتستبدل الفاسدين بفاسدين ، وتبقى الوجوه الكالحه تدور في الحكم كما لعبة الشطرنج تماما ، ويبقى الشعب المغدور يتنفس الصعداء ويشكو همه وحزنه الى الحسين المظلوم وينادي باعلى صوته ...ياحسين ، وتردد معه دولة الجور والظلم ياحسين ايضا وتوقد المواقد وتطبخ القيمه (والقيمة لها قيمه )كما يردد اهلنا في عاشوراء ليبقى الفساد كما هو عليه ، فالدوله والشعب اتفقا بأن مصيبة الحسين هي القاسم المشترك بينهما ، فأهلا بالعطل الرسمية لكل المناسبات التي تخص اهل البيت ، وهذا هو التعتيم بعينه ، وهذا هو الخداع بعينه ، وان اعترض المعترضون ، اتهموا بالكفر والالحاد والزندقه وكل الكلمات التي تحلل لهم هدر دمه الوطني الشريف ، وليهنأ المفسدون بالاموال الطائله التي حرم منها الفقراء واليتامى والمساكين . لا يوجد مسلم لا يحب اهل لبيت ، فسيرتهم العطره يتجدد عطرها في وجدان كل مخلص شريف لشعبه ووطنه ، فهم الأضحيه المقدسه التي هدر دمها لأجل اليتامى والمساكين ، لست انا من تقول ذلك ولكن مواقفهم البطوليه وكلماتهم التي خطّت بحروف من نور في وجدان كل من رضع الطهر والنقاء ، ولكن ان تستغل اسمائهم الطاهره لتمرير المؤامرات على الشعب العراقي المبتلى ،فهذا مايرفضه الامام علي ومايرفضه الامام الحسين وكل اهل بيته الشرفاء ، وما يجب علينا ايضا رفضه كونها كلمة حق يراد بها باطل . نعم بامكاننا الاحتفال بذكرى مولدهم العطر والتعبير عن الحزن في ذكرى وفاتهم ولكن دون الحاجة الى اهدار الوقت والمال العام ، فالعراق بلد الخير والتمور والبترول يمر بضائقة مالية كارثيّه بفضل السراق والخونه . والامام علي واوولاده الطاهرين خالدين في صفحات التاريخ وفي قلوب ووجدان محبيهم ،ولا يحتاجون للقباب الذهبيه التي حرّموها في حياتهم الشريفه وأبى العامّة والاغنياء الا ان يكسوا قببهم الشريفة بها ، رغم ان ذهب الكون باجمعه لا يعادل حكم واقوال وسيرة النبي محمد وال بيته الطيبين الطاهرين .
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في وطني الميّت ! يحيون ذكرى الاموات ويقتلون الاحياء بدم بارد
...
-
بلى ! انه العن احتلال !
-
مدينة الثوره !ثورة على الحق ونصرة للباطل !
-
ماذا يريد الصدريون ّ
-
مرحبا بالغدير ....ولكن !
-
في وطني العراق !
-
ذات الكفن الاسود !
-
في العراق الحبيب ! ان تحال على التقاعد ! شئ من المحال !
-
حدث في جوازات الاعظميه !
-
الفارون من الحجيم !
-
لالالا ................لا تكتبي !
-
المرأة المسلمة المغتربه ! حررها القانون وقيّدها الشرع !
-
التحرش الجنسي في الوطن العربي
-
يومها ؟؟؟؟؟؟؟؟حين تمتلك ارادتها كشقيقها الرجل ، ذلك هو يومها
...
-
عنصريون مع سبق الاصرار والترصد !
-
ترى ! كم شتاته تستوعب صحراء عراقنا الجميل ؟
-
مباراة انسانية بين حلف الفضول واتفاقية جنيف
-
خفته جدا ............حتى خيّل لي بأنني احببته جدا !
-
ماانتنها !صلة الرحم لو تحولت الى صلة لحم
-
دعوة لتنقية الذات !
المزيد.....
-
قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ
...
-
أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ
...
-
قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ
...
-
صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
-
تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با
...
-
السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
-
-الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د
...
-
منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا
...
-
بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة
...
-
بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|