أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - موسم مولاي بوعزة : تكريس التبعية















المزيد.....

موسم مولاي بوعزة : تكريس التبعية


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 17:35
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تشكرات : شكر موصول إلى الصديق عبد السلام الشريفي على معلوماته القيمة وشكر لصديقه بوشتى وكل من ساهم في هذا العمل المتواضع على أمل تطويره فيما بعد .

) تقديم : الأسطورة التأسيسية لموسم مولاي بوعزة
يعتبر الموسم تكريسا للتبعية لضريح أو ولي دوار أو قبيلة أو مجموعة من القبائل، وتتم هذه التبعية بمناسبة دينية أو فلاحية بوجود قبر الولي أو بدونه، إن تنظيم هذا الموسم استجابة لتطلعات الجماهير التي تتعلق بالولي وتعتبره رمزها وحاميها، إنه عزاؤها حينما تتعرض للنوائب والكوارث الطبيعية، فهو يمثل الواسطة بين أفراد رعاع تابعين فاقدين للإرادة وقوة كلية القدرة والإرادة تتجلى في الله، فالولي يمثل ظل الله المخترق للتاريخ، والمقود التي يتحكم في المخيال الجمعي، لا يمكن أن نتصور أي منطقة في المغرب فاقدة للأولياء والأضرحة والزوايا، فإذا كان المشرق أرضا للأنبياء، فالمغرب هو أرض الأولياء، هكذا يمكن القول أن الأضرحة تنبت في المغرب كما ينبت الكلأ، والمواسم هي تجسيد وتفعيل للارتباط بين الجماهير ووليها، وتجلي لتلك التبعية والخضوع، فالولاية هي شكل من أشكال الوصاية والتبعية التي تخضع لها الجماهير لشخص معين تضفى عليه قدسية ما، وهذه القدسية في الحس المشترك تعزى إلى الكرامات التي يتصف بها الأولياء .
في هذا الصدد، يعتبر موسم مولاي بوعزة بإقليم خنيفرة من أقدم المواسم في المغرب حيث تشير المصادر التاريخية أن الركاب والمواكب لم تنقطع عن زيارة الضريح، فالحسن الوزان في القرن 16 يقول أن أهل فاس كانوا يترددون على الموسم مباشرة بعد عيد الفطر، في حين كان أهل مراكش يتوافدون عليه خلال فصل الربيع ويجتمع عنده الصوفية خلال فصل الربيع، وهو التاريخ نفسه الذي كانت تتردد فيه قبائل الشاوية وابن خيران وحتى السماعلة وإن كانت هذه القبائل أكثر ارتباطا بأبي عبيد الشرقي، وخلال أيام تنظيم موسم مولاي بوعزة كنت قد التقيت أحد المنتمين لهذه القبيلة وأبرز لي أن الأب الروحي للسماعلة هو بوعبيد الشرقي، لأن أفراد القبيلة يعتقدون أنه « راضي عليهم »، بالمقابل « ساخط » على بني زمور، لأن السماعلة خلال بناء الضريح كانت تأتي بالمياه فيما يسمى « بالركاوي»، لهذا في الحس المشترك السمعلي يتم الاعتقاد أن الوسيط بينها وبين الله هم الأولياء الشرقاويون، ففي سبتمبر قبل بداية الموسم الفلاحي بقليل يقدمون الهدية والقربان على شكل ثور يسلمونه لما يسمى بحفدة الولي على إيقاع الجذبة والطبور والمزامير والأعلام ، في حين قبائل زمور كانت تأتي « بالركاوي » فارغة من المياه، هذا جزاء سخط الوالي عليهم، لذلك يعتقد هذا الفرد أن السماعلة لا تشعر بالحماية والوصاية الروحية لمولاي بوعزة، بل إلى بوعبيد الشرقي، وهؤلاء الذين يترددون على الضريح جاؤوا من أجل من المتعة والفرجة.
يسمى مولاي بوعزة بأبي يعزى الهسكوري، كان شخصا أسود اللون، أمازيغي اللسان، وبالرغم من ذلك نال الحظوة والشرف عند المغاربة، لأن لقب مولاي كانت تحظى به العائلات التي تزعم أنها متحدرة من أصول قريشية أو نبوية، عاش مولاي بوعزة في القرن 12م، كان نباتيا، كما كان جوالا أو مشاءا ينتقل بين الزوايا متتلمذا على العديد من الشيوخ كسيدي بليوط التي تم تحريفها من أبي الليوث (الأسود) حيث يزعم أنه كان يروض السباع وتأتمر بأمره، إضافة إلى مولاي بوشعيب السارية ومولاي عبد الله أمغار.
يزعم الحس المشترك أن أولى الكرامات التي تحلى بها مولاي بوعزة أن سيده مولاي بوشعيب كلما دخل عليه وجده يتعبد والرحى تطحن وحدها القمح، ولما علمت قبائل دكالة بكرامته وخوارقه قلدته منصب الشريف الفاضل، وعند وفاته بدؤوا يحجون جماعات لزيارته، وانطلاقا مما أكد أعضاء من جماعة الضريح السلالية أنه كان يرى جرائم وجنح الناس ويفضحهم حتى يعلنون توبتهم، وأنه حين طلب منه سيده مولاي بوشعيب الكف عن فضح الناس، وأجابه بأنه عبد مأمور.
حين غادر سيده من نواحي الجديدة، انتقل للعيش بمكان عال اسمه « ثاغيا » قرب جبل إيروجان بإقليم خنيفرة حيث يزعم الحس العام المشترك أنه ظل يتعبد زاهدا في الحياة، فتحولت « الحمارة » إلى بغلة تجلب له الماء من أسفل الجبل، فيكفي أن يضع الركوتين على ظهرها حتى تأتي بهما إلى صاحبها مملوءتين بالماء، كما تعمل ساعية البريد بينه وبين مولاي بوشعيب حيث تقطع مئات الكيلومترات مادة إياه برسائل جديدة، وكانت هذه البغلة تركل كل عاق لوالديه قام بلمسها.
في الوقت الذي غادر فيه مولاي بوعزة قبائل دكالة وقفل راحلا عنها، مر على أرض الشاوية، فأبى أهلها أن يستضيفوه ويستقر بأرضهم، فما كان أمامه إلا أن شد رحيله صوب الأطلس المتوسط، وتزعم الرواية الشفهية المحلية أن منظره البوهيمي وملابسه الرثة وفضح الناس هي الدوافع التي دفعت قبائل الشاوية إلى طرده وإقلاعه عن أرضها، وفي هذا الإطار يقول أحد الزوار الشاويين ممن التقيناهم بالقرب من الضريح أن مولاي بوعزة دعا في الناس بالبرص إذا لم يلاحقوه حاملين النذور والقرابين من الحيوانات والمحاصيل الزراعية والمعادن والمال، وتكفيرا عن الذنب وخوفا من حلول هذا المرض بأجسادهم تحج قبائل الشاوية جماعات تعويضا عن خطيئة عدم الاستضافة التي لازالت تلاحقهم إلى الآن، زائر آخر من قبيلة السماعلة قال أن قبائل الشاوية استضافت مولاي بوعزة وقدمت له الشاي والخبز، ولما أراد الاستقرار طلبت منه الرحيل مدعية أن المحراث يشتغل طول السنة ويبيت في العراء، فلا يعقل أن يتم استضافة الغريب، ثم جمع رحيله داعيا بحلول الجرب بهم وبملاحقتهم له أينما حل وارتحل.
2) هوية المنظمين : المخزن مشرف لوجستيكيا وأحفاد الوالي طقوسيا
يعمل المخزن ممثلا في الملك على منح هبة كل سنة إلى شرفاء زاوية مولاي بوعزة، وهذا الفعل جرت به العادة عبر تاريخ الأسر الحاكمة التي تعاقبت على حكم المغرب، إضافة إلى الجماعة القروية لمولاي بوعزة حيث تعمل على توفير الشروط اللوجيستكية والمادية لنجاح الموسم، إذ يقوم المخزن بتوفير الدرك والقوات المساعدة لحفظ الأمن والنظام، زيادة على المقدمين والشيوخ بغية رصد تحركات الزوار للحيلولة دون إحداث الفوضى، كما ترصد وزارة الداخلية رصيدا ماديا للجماعات وفي إطاره يتم تنظيم الموسم، إضافة إلى ذلك يكتري المخزن الساحات العامة للباعة، ويأتي بالجرافات والآليات من أجل ترصيف الطريق والساحات، كذلك يوفر المخزن الماء والكهرباء وكراء الخيام، هكذا يمكن القول أن موسم مولاي بوعزة من تنظيم المخزن عن طريق الميزانية التي يتم ضخها في رصيد الجماعة القروية.
إذا كان المخزن هو الذي يوفر الشروط اللوجستيكية، فإن الشروط الشعائرية والطقوسية يتم توفيرها من لدن من ينسبون أنفسهم إلى الوالي، أي هؤلاء الذين يزعمون أنهم من حفدته، هكذا نجد أنهم يعملون على صيانة وحماية الأماكن المضفاة عليها قدسية، والانتفاع من منافعها. فمثلا قرب حجرة مولاي بوعزة أو ما يسمى بحجرة الوالدين، لاحظت أن امرأة تزعم أنها تتحدر من عائلة الوالي تجلس على كرسي وأمامها طاولة و تستفيد من العائدات المالية المستلمة من لدن الزوار الذين يمرون أسفل الحجرة، هذه المرأة مقدمة تعمل بنصف ما تحصل عليه وتوظف كل الحيل والطرق بفراسة عالية على جذب المارين من تحت الصخرة وتقول : « أجي دوز أ مرضي الوالدين ...بين فيك مرضي الوالدين أجي تأكد »، بالمقابل سمعت أحد الزوار الحصيفين يقول : « أجي تدوز من تحت الصخرة خاصك غير تكون رقيق وخا تصوط الباك كدام الصخرة »، لكن المقدمة لم تبال به وتوظف جميع الطرق من أجل جلب الزوار لكي يمروا : « أجي تجرب حظك »، إضافة إلى ذلك يتكلف من يزعمون أنهم حفدة الوالي بالتكلف بما يسمى « بلالة كركوبة »، فالمقدم بما يملك من سلطة رمزية وقدسية يستطيع أن يحدد لمن « يتكركبون» ويتزحلقون ويستديرون مستقبلهم إما الصلاة أو الذهاب للحج، السعادة أو الشقاء أو المال...وهذا يجعل الزوار يصدقونه ويؤمنون بما يقول، لأنه يتمتع بهيبة رمزية مردها إلى سلطة الوالي الرمزية .
3) مضمون الموسم : برنامج متعدد
يبدأ موسم مولاي بوعزة في بداية فصل الربيع، أي في نهاية شهر مارس، وقد يستمر حتى نهاية شهر أبريل، لأنه ليس له تاريخ مضبوط، إلى أنه يصل ذروته مع العطلة الربيعية، ويتزامن مع ذكرى وفاة أبي يعزى في 02 من أبريل، وهناك من يربط تنظيم الموسم بفصل الربيع حيث يعتدل المناخ وتقل أشغال الفلاحين، غير أن الملاحظة الميدانية تفيد أن تنظيم الموسم يأخذ بعين الاعتبار الطابع الاقتصادي بحيث يجب بالضرورة أن تشكل العطلة الربيعية وسط الموسم لخلق رواج أكبر، وهو الشيء الذي يفسر غياب تاريخ سنوي مضبوط لبدايته ونهايته .
ليس هناك برنامج منظم ومحدد للموسم، إلا أنه تجب الإشارة إلى بعض الطقوس التي تجري وفق مسار معين، يبدأ المسار من مركز القرية حيث يتموقع الضريح ليتم ممارسة طقوس الزيارة، إذ يعمل الأفراد على حمل الشموع وتسليم النقود إلى الأوصياء على الضريح مباشرة أو حشوها في الصندوق، ثم الدخول حيث القبر، فيتم التمسح به والجلوس بالقرب منه، ولا ننسى ابتهال طلبات وأمنيات ورغبات كالزواج والمال والغنى والصحة والبركة... مع الإنصات إلى المقرئين الذين يتلون جملا قرآنية، ويتحيزون بالقرب من القبر المزخرف منتظرين الزوار، والأنكى من ذلك يقول الأوصياء للزائرين : « زور أهل المكان » .
يقطع الزائر الذي يزور الضريح حوالي 200 متر من أجل زيارة سيدي الكوش عبر أجراف صعبة حيث يوجد قبر أسد وحمارة أبي يعزى كما تزعم الرواية، وخلال هذه المسافة ينطلق موسم الجذبة حاملين الأعلام على إيقاع موسيقى معتمدة على الطبول والمزامير التي تبعث على تحريك الأجساد، لقد كان يحصل ( قبل أن يمنع المخزن ذلك) تناول قربان (عنزة) نيئة، حيث يتم تفتيتها، ناهيك عن إشعال النار في الأفواه على إيقاع رقص جنوني، إضافة إلى ذلك نجد حجرة أبي يعزى لا يفصلها عن الضريح سوى 20 مترا، وتعرف أيضا بحجرة الوالدين، وهي صخرة تحتها نفق محدب يمر من تحتها الزوار بمقابل مادي من اليسار إلى اليمين، يدعي المنظمون أنها مباركة تحاصر ذوي النيات والأعمال السيئة، وتسمح بمرور أهل الأعمال الحسنة، والمتأمل لها يجدها صخرة عالية تحاصر البدينين، لأن النفق ضيق نسبيا، أو المضطرب نفسيا، لأنه يتوهم محاصرتها له، فيبقى عالقا.
يقوم الزائر أيضا بزيارة « لالة كركابة »، أي هناك حجرة ملساء منحدرة على شكل حصيرة « يتكركب » أو يتزحلق حولها الزوار مقابل بعد النقود، تأخذ الصخرة شكلا مستطيلا، ويزعم أنها تكشف المستقبل حيث يتمدد الزائر انطلاقا من الأعلى وينحدر صوب الأسفل، غير أن اتجاهه تحدده النتوءات الموجودة على الحصيرة، أو طبيعة البنية الجسدية، وحيثما يتوقف يحدد المقدم مستقبله إما المال أو الحج أو « التمارة » (الشقاء).
4) تعدد الزوار الذين يترددون على الموسم
تتعدد القبائل التي تتردد على موسم مولاي بوعزة، غير أن القبائل التي تتردد كثيرا على هذا الموسم هي قبائل الشاوية، أبرزها قبيلة المذاكرة التي تستقر في منطقة الكارة ومليلة، إذ تتوجه بشكل سنوي على متن الحافلات ضمن موكب « العادة » تحت أنغام الطبل والمزمار على طول الطريق المؤدية إلى الضريح، وحينما يقترب المذاكرة منه يرمون جديا أسودا للجموع الهائجة التي تختطف جلده ولحمه وتشرب دمه حتى قبل أن ينزل إلى الأرض تمزقه بأيديها وأسنانها، والأكثر من ذلك أنها تأكل جديا حيا آخر أو أكثر وتتعارك فيما بينها للفوز بأكبر حصة من الجدي من أجل قضاء أغراض نفوس أصحاب الجدي هاتفة : « طلب التسليم، طلب التسليم... الله يحفظ... اللهم صلي عليك آرسول الله »، « هاذي خبزة الوالي مولاي بوعزة »، وبينما دماؤها مخضبة بالدماء حتى تجري وراء النقود طالبة « الباروك »، مقابل أن تضع أيديها الملطخة فوق رؤوس وأكتاف طالبي البركة والتبرك الذين كانوا يعدون بالعشرات حيث كانت تتلقى مقابلا ماديا.
لئن كانت « الحمارة » التي تحولت إلى بغلة وصارت تأتي بالمياه في الركوتين، كما تلعب دور ساعي البريد بين مولاي بوشعيب ، فإن إحدى القبائل المتاخمة للرباط دأبت كل سنتين خلال شهر أكتوبر على الإتيان ببغلة كهدية للضريح، ويحكي أعضاء من جماعة الضريح أن تلك الوفود ما بين كل سنتين خلال شهر أكتوبر تعمل على الإتيان ببغلة كهدية للضريح، ويحكي أعضاء من جماعة الضريح أن تلك الوفود ما إن تعود إلى أرضها حتى تختار بغلة جديدة وتطلقها ترعى حرة مدللة داخل كل الضيعات، ولا أحد يضربها أو يستعين بها لقضاء أغراضه، ليتم جلبها بعد سنتين هدية للضريح وهكذا ...
الزائر لموسم مولاي بوعزة يلاحظ في الغابة المجاورة للضريح ركاما من الأحجار على شكل « كركور» يتكون من سبع حجرات مصطفة تماثل الأيام السبعة، فالقبائل التي يمارس عليها الولي إشعاعا وجاذبية وتبعية كقبائل الشاوية والسماعلة وابن خيران وزعير وإلى الآن لازالت شرائح كبيرة من أحفاد وسلالات هذه القبائل زارها أو عايشها تؤمن بقدرته على تحقيق مطالبها دنيويا وأخرويا من عمل وزواج وإبطال السحر والثقاف وكشف عاق الوالدين ... وهكذا في الوقت الذي كنت أصعد منحدرا جبليا في غابة متاخمة للضريح، لفت انتباهي عدة « كراكير »، في الحس المشترك يعتقد الذي وضعها أنه يعاني « من العكوس » أو « التابعة »، ولهذا ينتظر أن يكسرها شخص آخر، فتنتقل إليه كل هذه الآفات، إن الاعتقاد السائد في الحس المشترك هو أن الوالي مادام يتمتع بعدة كرامات وقدرات وخوارق كإحياء البقرة المذبوحة وإنقاذ الزوار الذين هاجمهم الأسد، وإرغام الكبش على ملاحقة حمار حاكم سبتة دون الالتحاق بالقطعان التي صادفها في الطريق، فإن العديد من الزائرات يعلقن تبانهن (ميوهن) على الأشجار، قد يكن يسعين إلى الزواج، و« المايو » هو لباس داخلي ملازم للأعضاء التناسلية، والغرض من وضعه في اعتقادهن هو « القبول » أي أن يقبل رجل الزواج بهن، هناك من يعلق « سليبه » طردا « للنحس » في اعتقاده، إدمون دوتي الأنتروبولوجي الفرنسي في كتابه «مراكش» الذي ألفه عام 1905 أثناء الرحلة قام بها من الدار البيضاء إلى مراكش أبرز أن طريق الأضرحة في المغرب نجدها مليئة بركام الأحجار، وعلى أشجار نجد ملابس أو شيئا من هذا القبيل، فإما الغرض منها هو التخلص من مشاكل ذاتية وإلقائها نحو الغير، أو السعي نحو تفادي شرية الغير، إنه تمسح وطلب حماية من الوالي في غياب أي مناعة أو اقتدار ذاتي، إنها تكريس للتبعية والولاء لسلطة متعالية رمزية.
أستشف انطلاقا من هذا العمل أن موسم مولاي بوعزة هو عبارة عن طقوس وشعائر تكرس التبعية والولاء من طرف أفراد فاقدي الحرية والإرادة لفرد آخر يمثل في الحس المشترك ظل الله في الأرض، فيصير مقدسنا يتمتع بهالة ورمزية انطلاقا بما يسمى بالكرامات والخوارق، إن الولي يمثل إلها أرضيا يمارس إشعاعا وتأثيرا وجاذبية، فيجرد الناس من حرياتهم وإراداتهم، ويربطون إراداتهم بإرادته، هذا ما تكرسه بعض الممارسات كتقديم القرابين و الكركابة والمرور من تحت الصخرة وتعليق التبان ..يعمل المخزن من خلال الهبات الملكية على دعم تنظيم الموسم الذي تتردد عليها عدة قبائل التي يمارس عليها الوالي إشعاعا كبيرا.



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحيد في البراري
- رحلة علمية إلى تافيلالت : المغرب المتباين والمفارق
- على محراب الآلهة جلست فبكيت
- ذكرى صديق عزيز
- الإنسان أولا وقبل كل شيء
- مماتي
- رحلة غابوية : رجوع إلى الذات
- هل حاولنا أن نولد مرة واحدة وانتهت؟
- مدينة تارتروس *
- رثاء أيقونة
- التنوع السوسيومجالي : ظاهرة الأفارقة جنوب الصحراء (تأطير الب ...
- التنشئة الهدرية : مدخل نظري لتفكيك الأصنام الكبرى (الله، الن ...
- مريم الشيخ (1) : النساء المكتريات : جرأة في الطرح وتواضع في ...
- أيام عصيبة بالقسم الداخلي (2)
- من هم الأشخاص دون سكن قار (SDF) ؟
- أيام عصيبة بالقسم الداخلي (1)
- منزلنا الريفي (98)
- منزلنا الريفي (99)
- منزلنا الريفي (100)
- شبح الجفاف


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبد الله عنتار - موسم مولاي بوعزة : تكريس التبعية