أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [1] حكمة خلق الإنسان وإيجاد العالم















المزيد.....


رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [1] حكمة خلق الإنسان وإيجاد العالم


محمد عبد المنعم عرفة

الحوار المتمدن-العدد: 5178 - 2016 / 5 / 30 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


الدكتور عدنان إبراهيم رجل منصف وقلبه مستنير بنور الإيمان، متواضع لله ورسوله، على أتم استعداد لأن يكون تابعاً في الحق بدلاً من أن يكون متبوعاً في الباطل، وأنا أرى في هذا الرجل نوراً من نور سيدنا رسول الله ص، ولو لم يكن من فضل الله عليه إلا أن كشف به دياجير ظلمات الفكر السلفي الوهابي الخبيث، حتى أنقذ به الكثير من الشباب المسكين من قبضة هؤلاء الكهنة الذين يخيفون الناس وينشرون التخلف الفكري وأمراض النفوس ويعملون على شيطنة الناس، ففضحهم الله به، لكان في هذا خير عميم، كيف وقد زاد على ذلك مكارم الأخلاق وثنائه على التصوف وتزكية النفس وبيانه للأخلاق النبوية، عملياً – وهو الأهم - في تعامله مع خصومه ؟ هذا رجل يستحق الإحترام والتقدير والتكريم بلا شك.

وأحب أن أتوجه بكل الحب والأخوة إلى الأستاذ الدكتور ببعض الرسائل التي تعبر عن الرؤية الإسلامية للكون والحياة والإنسان من منطلق صوفي، آملاً أن يقف عليها وأن تساهم في دعم مسيرته الإصلاحية المباركة (*).

حكمة خلق الدنيا وخلق الإنسان
لكي نفهم أي شئ على حقيقته، يجب أولاً أن نعرف حكمة خلق العالم، ومن المؤكد أنه ليس لأجل الصلاة والحج والعبادات، لأن الملائكة كانت ولا زالت تقوم بها، فلماذا خلْق الإنسان و إخراجه من الجنة وتكليفه في الدنيا ؟
أجمع أهل الكشف وأرباب علم الحقيقة (مثل محي الدين بن عربي وأبو حامد الغزالي وجلال الدين الرومي وأضرابهم) أن خلق الله تعالى هذا العالم وأوجده ليظهر فيه، ويرى الصوفية أن الله (غيب مطلق)، خلق هذا العالم لكي (يتجلى) فيه بصفاته وأسمائه الحسنى في الإنسان وفي الأحداث، يظهر بأسمائه وصفاته في الأنفس والآفاق (سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)، ومفهوم الظهور هو المعبر عنه في هذه الآية وفي القرآن بشكل عام بلفظة (آية أو آيات) ومشتقاتها، وهذا أمر كبير وعظيم بدليل أنه أحد مقاصد البعثة وعلومها الخمسة (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وَيُعَلِّمُكُمْ مَالَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) وجعل علم (تلاوة الآيات) في المقدمة وفي الصدارة، لأنه علم يدل على الله وظهوره في خلقه، في الأنفس والآفاق.

1- أما ظهوره في الآفاق فهو على قسمين:
الأول: أن يظهر في الأكوان :
يظهر في السماء باسم الرافع، وفي الأرض باسم الباسط، وفي الزهور باسم الجميل، وفي الطبيعة وفصل الربيع باسم الجميل والمحيي الخ الأسماء، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) إلى قوله: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ).
والثاني وهو الأهم : أن يظهر في الأحداث :
بأن يظهر اسم (الحق) ليقهر الباطل، ويسود (العدل) ويحل محل الظلم حتماً ولو بعد إمهال بلا إهمال، الخ الأسماءء الحسنى، لابد وأن تقع مقتضياتها وتظهر في عالمنا هذا، لأن هذه هي علة إيجاده أساساً.. يحدث هذا في حلقات متكررة يعيد فيها التاريخ نفسه لأن الحكمة واحدة وهي ظهوره في الآفاق، قال تعالى بعد انتهاء قصة طالوت وقتل داود لجالوت وانتصار الفئة القليلة على الفئة الكثيرة: (تِلْكَ آَيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ) وظهور الإمام المهدي هو الحلقة الأخيرة من حلقات الظهور المتكررة عبر التاريخ، واقرأ قوله تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) إلى قوله: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ. الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ..) وصولاً إلى قوله (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ. لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ.. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ومن خلال تدبر هذه الآيات تعلم أنه وإن كانت النبوة ختمت إلا أن الرسالة لم تختم (وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) يجتبي فعل مضارع مستمر للحاضر والمستقبل، فالله تعالى يرسل الرسل وورثتهم من بعدهم، ونحن مكلفون بالجهاد معهم (فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ) ثم تأتي البشرى بأن حكم الكفار والمفسدين (كيان المسيح الدجال) للعالم أمر مؤقت وزائل لا محالة (لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ. مَتَاعٌ قَلِيلٌ) ولكن لن يحصل هذا بالتواكل، ولن يكون إلا بالصبر والمصابرة والمرابطة مع ورثة الرسل بعدما آمنتم بهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).

2- وأما في الأنفس فهو: ظهور الأسماء والصفات في الإنسان، كلٌ بحسب درجته ونصيبه منها، وأكمل بني الإنسان نصيباً منها هم الأنبياء والرسل، فهم مظاهر الأسماء وآيات الله في الأرض، ولذلك وصف الله من يقتلون الأنبياء والآمرين بالعدل والقسط من الناس: بأنهم يكفرون بآيات الله (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) وتأمل قوله تعالى (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ (58) إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أي أن ولادة عيسى دون أب لا تبرر تأليهه وإلا فما هو إلا مظهر للصفات كآدم، مع اختلاف أدوات الخلق (ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَليْكَ مِنَ الْآَيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) مايجعلك تذكر ربك وتراه في صفوة خلقه، ولذلك سمى القرآن سيدنا محمد ص ذكراً في قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آَمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا. رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) واقرأ هذه الآية مع قوله تعالى: (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) لأن سيدنا رسول الله ص هو المظهر الأكمل لله تعالى.
وإذا تمت نعمة الله بظهور المظهر الأكمل لله: فإنه لا يغيب مرة أخرى، وهو سر قوله تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ) يحفظ الله به الأمة الخاتمة المرحومة (وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ) يتنقل من صورة آدمية إلى صورة عبر الورثة المحمديين في مختلف الأزمنة، وآخرهم الإمام المُهدى "أحمد" الذي هو مظهر الذات الأحدية وليس مظهر الأسماء والصفات، وهذا هو تأويل مجئ وإتيان الرب في بعض آيات القرآن كما في قوله تعالى: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُون) إذا ظهر الإمام المهدي وطلعت شمس الرسالة من مغربها أي مع آخر رسول: أغلق باب التوبة ولم ينفع نفساً إيمانها بعد ظهوره، وهم كل من يعارضون ظهوره ويكذبون به قبل مجيئه، ولذلك قال في الآية التالية: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) ولم يكن من قبيل الصدفة أن يرد الخطاب القرآني على منكري المهدي "المنتظر" بقوله: (قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُون) لأنه كتاب هداية، ومعد مسبقاً ليتماشى مع الأحداث بنفس المصطلحات التي في علم الله من قبل ظهورها (1).

ويقول الإمام أبو العزائم في (أصول الوصول): (القول في تسليم أخبار الصفات، والسكوت عن تفسيرها كما قال أصحاب الحديث، إلا أن بمعرفة معاني الأسماء والصفات وشهودها ينفي الظن والوسواس فيها، وترك التشبيه والتمثيل بها، والطمأنينة إلى اليقين بالمعرفة بمشاهدتها هو مقام الموقنين.
واعتقاد أنها صفات الله تعالى يتجلى بها وبما شاء من غيرها بلا حد ولا عدد، يظهر بصفة أي صفة كيف شاء غير موقوف على صفة، ولا محكوم عليه بصورة بلا إظهار غيرها، بل هو كيف ظهر وبأى وصف تجلى مع نفي الكيفية والمثلية لفقد الجنس والجوهرية: هو مقام المقربين من الشهداء، وهؤلاء هم الصديقون وخصوص الموقنين.
فمن عدل به عن وجهة هؤلاء ولم يواجه شهادتهم عدل إلى التسليم والتصديق فيوقف عنده، فكان أمنه واستراحته.
وليس بعد هؤلاء مقام يمدح ولا وصف يذكر، فمن فتش ذلك بعقله، وفسره برأيه، دخل عليه التشبيه أو خرج إلى النفي والإبطال). اهـ

خلق الله الإنسان ليظهر فيه وليتخلق بأخلاقه، وليس لأجل العبادة بمعنى الصوم والصلاة، لأنه ليس بحاجة إليها، الله تعالى لا تنفعه الطاعة ولا تضره المعصية، وفي الحديث القدسي: (ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا) لو أمسيتم ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم لن تنفعوا الله بشئ (يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا) ففضل الله عميم واسع لن تنفعه الطاعة ولن تضره المعصية، ولكن العبد هو الذي ينتفع بالطاعة بوقوع الثواب له ويتضرر بالمعصية بوقوع العذاب عليه.. وأما الرب فيريدك (صورة منه) حين تتجمل بجماله، فهو حليم ويريدك حليما، هو كريم ويريدك كريما، هو عفو يريدك أن تعفو عن الناس.
يقول الإمام أبو العزائم أن الله تعالى خلق الإنسان لكي يظهر فيه بأسمائه وصفاته، بحيث يكون الإنسان بمثابة مرآة يتجلى فيها جماله وجلاله وكماله العلي سبحانه وتعالى، فالإنسان يحيا بالحي ويسمع بالسميع ويبصر بالبصير الخ، ثم يزيد على هذا أولياء الله المقربين أن تظهر فيهم صفات العفو الغفور الرحيم الودود الكريم الحليم الشكور الخ، قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) قال ابن عباس إلا ليعرفوني، أي بأسمائي وصفاتي، وليتخلقوا بأخلاقي، تقول العرب (طريق معبد) أي مذلل مستوي، والعبد يكون مذللا مستوياً بألا يكون فيه علواً في كبر ولا دناءة في شهوة (2)، بل يكون على أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وحين نذكر رسول الله لا نتذكر العبادات وإنما نتذكر الأخلاق على البديهة.. فلكي تكون عبداً لله فلابد أن تظهر عليك صفات الله وتتحلى بها، أن تكون مرآة له تظهر فيها أنواره وجماله.

فقوله تعالى: (وكان الكافر على ربه ظهيرا) أي أن الكافر ظهر بأخلاقه البشرية، ظهر بالطمع وظهر بالكذب والغش والعجب والرياء والأنانية والكبر، هذه كلها ليست صفات الحق، وأما حين تظهر عليه صفات الحق ويتخلق بأخلاق الله، كالحليم والكريم والعفو والغفور والودود: فحينئذ يكون عبداً لله، هذا هو المراد الحق من قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وليس المراد العبادة الشعائرية، المراد هو القلب السليم الذي هو محل الأخلاق الفاضلة، عندما يكون قلبك مستوياً وناعماً كالحرير ومرآتك ليس فيها صدأ ولا قذر بل نظيفة نقية : فهنا سوف تظهر فيها أنوار الله وتظهر فيها الأسماء والصفات، فتجد نفسك تحب الحلم، لأن مرآتك لما نظفت: تجلى عليها الحليم، تجلى عليها الكريم، تجلى عليها العفو الغفور الوهاب المعطي وكل الأسماء.. كلما ظهرت فيك الأسماء ونظفت مرآتك: كلما كنت قريباً من الله، لأن الله ليس له مكان ستذهب لتزوره فيه! الله منزه عن المكان منزه عن الزمان، وإنما القرب من الله تعالى قرب صفات، ذلك لأن الله تعالى غيب مطلق لا يظهر إلا في خلقه، وأكمل مخلوق له هو الإنسان لأنه ظهرت به الأسماء والصفات كلها (وعلم آدم الأسماء كلها) فشهدت الملائكة أنوار الأسماء ظاهرة في حضرة آدم لأول مرة يشهدون صورة الحق (خلق الله آدم على صورته)، لأن كل ملك لا يعرف إلا اسماً واحداً وليسوا كآدم، وهذا هو سر تكريم الإنسان وسر الأمر للملائكة بالسجود لهذه الحضرة التي بها ظهرت الأسماء كلها.. وهذا هو تأويل قوله تعالى (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا) وظلمه وجهله: أن ينسب إلى نفسه (التي في حكم العدم) ما ليس له مما جمله الله به من أسمائه وصفاته.

___________________________________________________________________________________________
(*) هذه الرسائل تعبر فهم الكاتب لدعوة الإمام محمد ماضي أبو العزائم التي ينتمي إليها ويعد أحد أبنائها.
(1) وأما المفهوم السائد بأن القرآن يخاطب الصحابة، فهذا يبطل حجج الله على عباده، فمالنا نحن ولخطاب قوم ماتوا منذ ألف وأربعمائة سنة ؟ ماذا سيفيدنا خطابهم الموجه لهم دون غيرهم ؟ ثم هل هم بشر مكلفون ونحن غير مكلفين ؟ قول الله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ) هذا الخطاب موجه لمن ؟ ولو كان موجهاً للصحابة وحدهم فما وجه خيرية هذه (الأمة) على بقية الأمم إذا كانت عبارة عن قطعان من القاعدين الراضين بالحياة الدنيا وزينتها ! هل هذا إلا تخدير وتنويم ؟! ثم نتسائل لماذا نتأخر ويتقدم أهل الأرض عن بكرة أبيهم إلا نحن ؟! بسبب السموم التي تكبلنا وتوثق أيدينا وعقولنا.
هذا هو الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، ليس هو الإله الغائب كما يظن أهل الجاهلية (وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ)، بل هو الظاهر المتجلي في كل خلقه ونحن أولها وعلى رأسها، فنحن الصورة ولكن لدينا وهم كبير أننا أصل، بينما هو الأصل والحقيقة، ولكن النفس في اللبس، وهناك موانع تحول دون استيعاب الإنسان لهذه الحقيقة، موانع تتمثل في حزمة من معاصي وكبائر القلوب:
1- معصية الكبر : الذي يؤدي إلى الحجاب والعمى عن رؤية الآيات (سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ. سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) يظن الإنسان المسكين أن له وجود مستقل عن ربه، وهو يعلم علم اليقين أنه ليس إلا نطفة ولم يكن شيئاً مذكوراً قبل بضعة عقود من السنين، فأين الوجود المستقل ؟ وهو مسبوق بعدم ومتبوع بموت وزوال.
2- معصية التقليد وكفر نعمة العقل: يظن مع الناس أن عهد الرسالات ولى وذهب إلى غير رجعة (كأنها كانت تمثيلية أو مسرحية لها وقت محدد ولا بد أن تنتهي وانتهت!) فالله مختفي ورسله مختفون لا تحس منهم من أحذ أو تسمع لهم ركزاً، وأمسى كل شئ مؤجل نسيئة لما بعد الموت! أين الله ؟ ستراه بعد الموت ؟ أين الرسل ؟ بعد الموت ؟ أين الجنة والنار ؟ بعد الموت.. كل شئ بعد الموت، ولذلك يقول الملحدون بجرأة أن هذه كذبة يضحك بها عليكم رجال الدين لكي يسلبوا عقولكم وينهبوا أموالكم ويخدرونكم.. وبالإضافة لهذا: لو بحثنا في القرآن سنجد أن هذا الفهم السائد يسبب ارتباكاً وحيرة في فهم كثير من النصوص التي تثير أسئلة كثيرة بلا إجابة كأن القرآن كتاب نظري أو تراثي منفصل عن الواقع! بينما مفهوم الآيات والظهور واستمرار الرسالة يؤدي إلى استقامة الفهم وحل جميع الأسئلة ووضع كل آية قرآنية في موقعها الصحيح المطابق للواقع، ومن ثم إزالة الشكوك والظنون.. كل هذا لا مشكلة فيه
3- معصية الجبن والخور: ولكن المشكلة فينا نحن، لأننا – وأعتذر عن التعبير – جبناء بمعنى الكلمة، عبيد لمن قبلنا من الآباء والأجداد الذين فهموا الدين على أقدارهم من الفهم، لا نملك مخالفتهم، بل نحن أداة في أيديهم أسلمنا لهم عقولنا وقلوبنا وكلنا، ومن يخرج عن السياق فهو كافر! أو زنديق مهرطق.. ولذلك فالأسلم هو التزام الأمان بأن تعيش جباناً وتموت جباناً.. عيب عليك يارجل! هناك تيار إلحاد كامل يقول لك لا يوجد إله أساساً ولا يخاف عقباها ولا يعمل لأحد أي حساب، وأنت لا تزال جامداً تضحك على نفسك وتخدع نفسك وتلزم منطقة الأمان باسم التقوى، تتقمص دور الشيخ التقي الحريص على الثوابت، ولو خالفت الثوابت عقلك ودهسته وسحقته سحقاً.
هل تظن أن الله لن يحاسبك على جبنك وكبرك ومخالفة عقلك وتسليمه لغيرك ؟ حاش لله.. لقد كان الجمود على الموروث عن الآباء هو أكبر عقبة في طريق دعوة الرسل، ولذلك قرنه الله بالكفر وجعله عنوان عليه (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) وقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ) (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آَبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (104) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)

(2) (طبتم فادخلوها خالدين) أي استويتم فادخلوا جنة الدنيا، وهي جنة معرفة الله، أو جنة الرضا، أو جنة المحبة، أو جنة العلم، كل هذه جِنان، كلما اتصفت بصفات الحق كلما دخلت جنات الحق، والحق جناته كثيرة.. وهي جنة عاجلة وجنة آجلة (هم فيها خالدون) أي طيلة حياتهم في الدنيا والآخرة ولم يقل خالدون في الآخرة، فمن تخلق بأخلاق الله دخل الجنة، ومن عاش هنا في الجنة عاش هناك في الجنة، ومن عاش هنا في النار عاش هناك في النار، نفس المعيشة هي هي (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) ماهو هنا فهو هناك، الصورة واحدة، الإنسان يبعث على ما مات عليه، والإنسان يموت على ما كان عليه، ما كان في نفسك تموت عليه، وما مت عليه ستبعث عليه، لا أحد يتغير أحد ولا يتبدل، الموت لا يغير النفوس ولا غيره إلا العلم والإتباع والرياضات الروحية والتزكية والتربية على يد مربي على يد خبير قرآني يأخذك من الظلمات إلى النور، من الجهل إلى العلم، من البعد إلى القرب، فنحن لم نأت هنا إلى الدنيا عبثاً وإنما لأجل امتحان.. ما هو هذا الإمتحان ؟ شئ بسيط وهو: إظهار ما هو كامن مكمون في أسرارك التي لم يطلع عليها إنسان.. ما الذي يترجم ويُظْهِر ما هو مكنون في أسرارك ؟ إنه النية.. النية هي التي تبين ماهو في سر كل إنسان منا، ولذلك خلق الله الدنيا وقام بعمل هذا البرنامج كله لكي يخرج المكنون داخل النفوس، ولكي يظهر كل واحد منا على حقيقته، الحق: حق والباطل: باطل، النظيف: نظيف والقذر: قذر.. يظهر في صفاتك في معاملاتك، في سلوكك، في مودتك للناس، في حبك، في أنانيتك، في كل ما يطرأ عليك من تغيرات ومن أفعال ومن سلوك ومن أخلاق ستظهر عليك حتماً، فإما ناجح وإما راسب (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة).



#محمد_عبد_المنعم_عرفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أُحِسُ حيال عينيكِ.. بشئ داخلي يبكي
- قانون الكارما.. محكمة العدل الإلهي
- فن الإستمتاع بالحياة [3]
- رحمة الصوفية (إهداء للعزيزة الكاتبة فاطمة ناعوت)
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [19]
- الحج والجهاد في الإسلام.. رؤية الإمام المجدد السيد محمد ماضي ...
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [18]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [17]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [16]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [15]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [14]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [13]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [12]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [11]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [10]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [9]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [8]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [7]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [6]
- الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم.. سيرة وسريرة [5]


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المنعم عرفة - رسائل إلى الدكتور عدنان إبراهيم [1] حكمة خلق الإنسان وإيجاد العالم