أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المبادرة الفرنسية....تنازلات قبل البدء















المزيد.....

المبادرة الفرنسية....تنازلات قبل البدء


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 20:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبادرة الفرنسية....تنازلات قبل البدء
راسم عبيدات
المتابع للتهافت العربي والفلسطيني على ما يسمى بالمبادرة الفرنسية،والتي هي مجموعة أفكار ليس أكثر،يعتقد بأنها ستضع حداً للإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة،في حين الأراضي العربية الأخرى مثل الجولان،هناك ما هو مريب ويطبخ ليربط مصيرها بنتائج الحرب العدوانية على سوريا،وفي الحديث عن ما يسمى بالمبادرة الفرنسية،نجد بأن من يدفع ثمن قبول او موافقة اسرائيل على تلك المبادرة هو الشعب الفلسطيني من جيبه ومن حقوقه الوطنية المشروعة.....
وقبل الغوص في جوهر ما هو مطروح من أفكار فرنسية لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي،او بالأحرى إعادة إطلاق المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل،فالجميع يتذكر منا جيداً عندما كانت السلطة الفلسطينية تنوي التقدم لمجلس الأمن الدولي في كانون أول/2014 للإعتراف بدولة فلسطين دولة تحت الإحتلال،فعدا انها فشلت في تامين الأصوات التسعة من اجل التصويت على القرار،ففرنسا لعبت دور العراب في تفريغ المشروع الفلسطيني من جوهره،بحيث لم يعد فلسطينياً إلا من خلال الإسم،ومع ذلك رفضته أمريكا.
وما أشبه اليوم بالبارحة،فهناك بعض الحالمين ويعيشون الأوهام بأن يفضى مؤتمر او لقاء باريس الى تشكيل لجنة (5+1) على غرار اللجنة الدولية التي تشكلت للتفاوض مع ايران حول مشروعها النووي،معتقداً بأن لديه من أوراق القوة ما ملكته ايران،فكل الظروف والأوضاع والمعطيات مختلفة تماماً،فإيران كان لديها الكثير من أوراق القوة،وكان لديها قيادة برأس واحد وإرادة سياسية وثبات على مواقفها،ناهيك عن إمتلاكها لقوة الردع والقوة العسكرية .
ونأتي على تفصيل التراجعات الفرنسية عن مبادرتها أو أفكارها،والتي كلما أمعنت إسرائيل في رفضها،بدلاً من معاقبتها على ذلك،يتعزز موقفها السياسي ويجري إسترضائها"وتدليلها" وتقدم لها التنازلات ويجري الضغط على الطرف الضعيف الفلسطيني والعربي حتى يقدم المزيد من التنازلات،والتي ستصل به للوقوف عارياً بدون ورقة توت.
بدأ مسلسل التنازلات هذا بإعلان وزير خارجية فرنسا تراجع بلاده عن شرط الاعتراف بدولة فلسطين في نهاية العملية السياسية كشرط أساسي للمبادرة، سواء تكللت هذه العملية بالنجاح أو الفشل"، ثم "جاءت مؤخرا زيارة رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس لإسرائيل التي قدم فيها تصريحات صادمة، منها دعوة الدول العربية للاعتراف بإسرائيل من أجل ما أسماه دفع العملية السياسية في المنطقة".،وذهب أبعد من ذلك عندما قال بأنه صديق شخصي لإسرائيل،وطلب من العرب دفع إستحقاق عقد المؤتمر مسبقاً وكانهم هي المعتدون والرافضون لقرارات الشرعية الدولية،التطبيع قبل الحديث عن أي حل أو إنسحاب إسرائيلي؟؟؟.
فالس أعلن في مقابلة خاصة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "على الدول العربية، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية،الاعتراف بدولة إسرائيل بغية دفع عملية السلام في المنطقة"، مضيفاً "أن هذا الاعتراف سيشجع الإسرائيليين على المضي قدماً في عملية السلام". كما أعلن أن "أمن إسرائيل يشكل الشغل الشاغل لفرنسا وشرطاً للتقدم في عملية السلام"، وقال انه سيدعو الجانب الفلسطيني خلال المحادثات التي سيجريها في رام الله، إلى وقف العنف والتحريض على العنف، معتبراً أن المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر السلام تهدف إلى منع تدهور الأوضاع وحدوث جولة أخرى من العنف والحرب بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أعرب عن معارضة بلاده بصورة مطلقة مقاطعة إسرائيل، معتبراً أن الدعوة إلى هذه المقاطعة تنطوي على "عداء للسامية".
في ظل الحالتين العربية والفلسطينية المجردتان من كل أوراق القوة،فإن مؤتمر باريس،لن يكون حالة بأفضل من حال مبادرة السلام العربية التي طرحت في قمة بيروت/2002،وردت عليها إسرائيل بإجتياح الضفة الغربية ومحاصرة الرئيس الشهيد عرفات في المقاطعة برام الله،وقالت لهم مبادرتكم لا تساوي قيمة حبركم الذي كتبت به،ومنذ ذلك التاريخ أصبحت ثقافة " الإستنعاج" مستدخلة عربياً،بحيث كان يجري ترحيل بل وركل المبادرة العربية من قمة عربية الى أخرى،مع الهبوط بسقفها من أجل ان تقبل بها إسرائيل،ولكنها كانت تمعن في رفضها وإذلال العرب،وان جوهر ما يعنيها من تلك المبادرة هو التطبيع،كما هو حال مؤتمر باريس وأفكار فالس.
العرب والفلسطينيون دوماً سباقون لقبول المبادرات،تحت يافطة وذريعة ستر عجزهم وقصوراتهم أولاً،وثانياً حتى لا يتهموا بأنهم غير "واقعيون" ويضيعون الفرص،وإسرائيل في موقع الرفض الدائم،العرب يجري ممارسة المزيد من الضغوط عليهم،وإسرائيل تكافىء وتتعزز مكانتها السياسية،فإسرائيل رفضت المبادرة الفرنسية منذ اليوم الأول،وفرنسا تقوم منذ اليوم الأول بتقديم تنازل تلو الآخر لإسرائيل من أجل إقناعها بقبول المبادرة.وبدل مكافأة الطرف الفلسطيني، فإن فرنسا تقوم باسترضاء الطرف الإسرائيلي من جيب الطرف الفلسطيني".
رفض إسرائيل المبادرة الفرنسية تحد للإرادة الدولية، وبدلاً من معاقبة دولة الاحتلال لإجبارها على الاستجابة للإرادة الدولية ووقف سياساتها التي دمرت حل الدولتين، لكن ما يجري هو العكس، يجري تعزيز مكانتها في العملية السياسية قبل إطلاقها، لذلك فإن فرنسا تحكم على هذه العملية بالفشل قبل أن تبدأ".
ونحن نرى بأن فرنسا بدلاً من الضغط على إسرائيل لتحقيق حل الدولتين عبر مقاطعة الاحتلال ومنتجاته والاعتراف بالدولة الفلسطينية وبذل كافة الجهود لمواجهة الابتزاز الإسرائيلي ورفضه لعملية السلام".،نجد فرنسا تشجع إسرائيل على ان تكون فوق القانون الدولي،ولذلك يكفي العيش على الأوهام واللاهث وراء المبادرات التي تهدف إلى منع تدهور الأوضاع وحدوث جولة أخرى من العنف والحرب بين إسرائيل والفلسطينيين ،كما قال رئيس الوزراء الفرنسي فالس في لقاءه مع نتنياهو.
ولذلك أرى بأن إن أية مبادرة تسوية سياسية أو وساطة تتضمن حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يطرحها أي نظام عربي أو إسلامي في هذا الوقت بالذات ، لن تكون إلا مبادرة هدفها حل إشكالات هذا النظام نفسه مع إسرائيل والغرب أو محاولة التقرب لهما والتطبيع معهما مستغلا القضية الفلسطينية كمدخل ،وستكون مبادرة أو وساطة تساوم على الحقوق الفلسطينية وبسقف أقل من الحد الادنى الفلسطيني بل وأقل مما تمنحه لنا الشرعية الدولية .

القدس المحتلة – فلسطين
29/5/2016
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرتان ل -سلم دافىء- مع -اسرائيل-
- -اسرائيل- ......حكومة للبلطجية والزعران
- في الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس – بيكو
- في فعاليات ذكرى النكبة
- اختراق الوعي....والمال المشروط
- معركة حلب ....ستحدد الإتجاه والوجهة
- في ذكرى عيد العمال العالمي ... إستغلال مستمر
- السلم الأهلي والمجتمعي......وحماية النسيج الإجتماعي والوطني
- منطقة .....وأربعة مشاريع
- القدس... حرب إستنزاف ومعركة كسر عظم
- أيها المقدسيون ....أوقفوا حفلات التكريم
- تحرير تدمر ...تطور محوري في الأزمة السورية
- هجمات بروكسل ...... و-النوم في حضن الشيطان-
- المبادرة الفرنسية ...لا تستهدف حل الصراع،بل استمرار ادارته
- جامعة الدول -العربية-...في أرذل سنوات العمر
- اغلاق -فلسطين اليوم-....استهداف للإعلام المقاوم
- احمد سعيد ....الصحاف....الجبير
- تجار البلدة القديمة في القدس...معانيات وهموم
- مشيخات الخليج النفطية.....والتحالف العلني مع اسرائيل
- المخيمات ...أصل الحكاية وجوهر الصراع


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المبادرة الفرنسية....تنازلات قبل البدء