أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله صالح - حركة النهضة الاسلامية التونسية، تراجع ام مناورة!؟














المزيد.....

حركة النهضة الاسلامية التونسية، تراجع ام مناورة!؟


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 10:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


عقدت حركة النهضة الاسلامية التونسية مؤتمرها العاشر يوم 20 / 5 / 2016. الشعار الرئيسي للمؤتمر كان (الفصل بين السياسي والدعوي)، وهو الشعار الذي تلقته التنظيمات الاسلامية السائرة في ركب الموديل الاخواني للاسلام السياسي بحالة من "الصدمة"، ذلك بان الشعار يعتبر خطوة غير مسبوقة في اوساط تلك التيارات الاسلامية التي تدخل ميدان العمل السياسي تحت شعار(مرجعية "وطنية" تنهل من "قيم الاسلام").. فُسّر هذا الشعار من قبل اخوات حركة النهضة من التنظيمات الاسلامية على أساس كونه يوحي بفصل الدين عن الدولة! ما يعني تبني شعار العلمانيين وبالتالي انحراف تلك الحركة عن مبادئها! وهنا تكمن "الكارثة" وتُوّلد لدى سائر تلك المنظمات الاسلامية اسئلة يصعب الاجابة عليها، كيف ولماذا؟ مالتداعيات التي ترافق ذلك التحول؟ ما مدى تأثيره على باقي المنظمات؟ وهلم جراً.
تأسست هذه الحركة عام 1972 واعلنت عن نفسها في حزيران عام 1981 وكانت مطاردة من قبل النظام التونسي آنذاك، الى أن انتصرت الثورة التونسية في كانون الاول عام 2012 فعاد مسؤلوها الى تونس وفي مقدمتهم راشد الغنوشي المسؤول الاول، دخلت الانتخابات بعد سقوط النظام فحازت على الاكثرية وشكلت حكومة، مدنية الشكل اسلامية المحتوى، اثناء تلك الفترة نشطت التنظيمات الاسلامية الاخرى ومارست هوايتها التاريخية في اغتيال خصومها من اليساريين، وكان مخططها بناء دولة اسلامية على نمط "الاعتدال"، الا أن سقوط الاخوان في مصر بعد تجربة حكم فاشلة ولّدت مظاهرات مليونية ضد حكمهم فسقطوا وسقطت على اثرها الموديلات المشابهة ومنها موديل حركة النهضة التونسية.
تونس نقطة انطلاق "الربيع العربي" تتمتع بموقع خاص بين الدول العربية، فقد نجح الربيع العربي "الى حدما" في ذلك البلد، بعد الإطاحة بزين العابدين بن علي، شُرّع فيها دستور وتنعم الان بنوع من الاستقرار .خصوصية تونس تكمن في كونها بلد تتمتع فيه المرأة ببعض حقوقها الاساسية الواردة في الدستور الحالي، وكذلك في الدستور السابق منذ الخمسينات من القرن الماضي في عهد رئيسها آنذاك الحبيب بورقيبة، ومن خصوصياتها الاخرى التي تميّزها عن باقي الدول العربية وجود حركة نقابية عمالية واسعة ذات جذور تاريخية لها باعها ودورها في الأوضاع السياسية للبلد، الاتحاد العام التونسي للشغل، ولحد الآن يتمتع هذا الاتحاد بموقع متميز في الحياة السياسية، لليسار دور هام في رسم ملامح السلطة رغم عدم تمكنه لحد الآن من الاستحواذ بها. الجيش مؤسسة مستقلة الى حد كبير وبعيدة عن السياسة عكس ما هو عليه الحال في البلدان المجاورة، أضف الى ذلك احتكاكها شبه الدائم مع أوروبا وبالأخص المستعمر القديم فرنسا جعل من المجتمع اكثر انفتاحا وتمدنا قياسا بالبلدان العربية الاخرى .
مجمل هذه الاوضاع الداخلية في تونس والدور المفضوح للاسلام السياسي لا على صعيد المنطقة فحسب، بل وعلى صعيد العالم، دفع بهذه الحركة الى مراجعة سياساتها مدركة بان الشكل الاسلامي للسياسة لم يعد مقبولا، فبادرت الى تغيير الشكل والابقاء على المضمون خلف الشعار الخجول "الفصل بين السياسي والدعوي"، هذا الشعار ليس سوى تراجع أولا ومناورة سياسية الهدف منها الحفاظ على المكتسبات الحالية للحركة، والتهيؤ لمرحلة اخرى ينشط فيها موديل آخر للاسلام السياسي فتخرج من عباءة "علمانيتها" المزيفة، وتُظهر وجهها الحقيقي ثانية وهو ما لا ينطلي على يسارٍ واعٍ ومجتمع متمدن كالمجتمع التونسي..



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصوم الامس، أصدقاء اليوم! حول الاتفاق الاخير بين حركة التغيي ...
- اقليم كردستان.. هل من عصا سحرية؟
- مصر مع السيسي، الى أين!؟
- الدول الأسلامية والاعدام.. على ضوء التقرير الاخير لمنظمة الع ...
- الفيدرالية في شمال سوريا ، خطوة الى الوراء !
- تظاهرات التيار الصدري، إنقاذ بلد أم إنقاذ سفينة؟
- نظرة على الانتخابات الاخيرة في إيران!ِ
- سلمان رشدي والفتوى العابرة للقارات
- لبنان ، بين المطرقة والسندان !
- الضحية الأخرى، من تكون ؟ حول قرارات المحاكم في اقليم كوردستا ...
- القضاء على داعش ، أم إسقاط الاسد ؟ حول التدخل العسكري السعود ...
- أردوكان يدفع ثمن سياساته !
- إعدام النمرقطرة أفاضت الكأس!!
- الاصطفاف الطائفي وإنعكاساته على كوردستان العراق
- حيلة اردوكان الانتخابية
- أقليم كوردستان وصراع السلطة
- الحرب في سوريا بين غالبٍ ومغلوب !
- الأمن القومي الامريكي ، والحرب على سوريا ! ماذا يعني ؟
- الثورة في مصر و خيبة أمريكا !
- مصر ، دكتاتور صغير و حلم كبير !!!!!


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عبدالله صالح - حركة النهضة الاسلامية التونسية، تراجع ام مناورة!؟