كيف يتضمن الشعر العمودي عناصر الحداثة

صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 5177 - 2016 / 5 / 29 - 02:47
المحور: الادب والفن
    

كيف يتضمن الشعر العمودي عناصر الحداثة ؟
احتفى نادي الشعر في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق ،بالشاعر صلاح السيلاوي، أدار الاصبوحة الأستاذ نبيل نعمة الجابري، الذي رحب بالحاضرين ، وقال صباحكم الجمال الذي تعطونه بهذا الحضور، ونحن اليوم على موعد مع شاعر تولد 1976، نشر أول نص له في صوت الطلبة،أول اصداراته كانت بطريقة الاستنساخ، ، وأصدر ديوانه الثاني عن دار الشؤون عام 2002 ، وأصدر ديوانه الثالث بترشيح من اتحاد الأدباء العام ، عمل مراسلا لصحيفة الصباح، وهو عضو في اتحاد الأدباء، وعضو في بيت الشعر الحالي، وعضو في نقابة الصحفيين، شارك في الكثير من المهرجانات،أسس مسابقة الشاعر محمد الخفاجي عام 2013 ، حظيت تجربته بالدراسة والنقد ، واللغة لديه تتجاوز دلالاتها المعهودة،الصورة عنده مركبة تركيبا مرئيا، يعمل على تحويل ما هو غير شعري الى شعري، تناول أعماله جبار الكواز ، مشتاق عباس معن، باسم الحسناوي وغيره من النقاد..
شكر الشاعر السيلاوي الحضور معبرا عن سعادته ان يكون في اتحاد الأدباء الذي حلم منذ صغره ان يكون عضوا فيه.
يرى الناقد زهير الجبوري :ان الشاعر السيلاوي احد الشعراء التسعينيين ، الذين قدموا تجربة متداخلة مع التجديد والتقليد ، وشعر السيلاوي يحمل عمقا كبيرا، في تقديم جل تجربته في نصه الأول.وأشار الناقد الجبوري الى ان السيلاوي يسكن في منطقة قريبة من الجو الديني المقدس ، مما ينعكس على الشاعر، وعرف عن تجربته انه يمتلك ذلك الحس الاغترابي، نصه نتلمس فيه حضور الأنا، واستحضارها داخل النص ، يستجيب بطريقة عفوية،، تنتمي للوجدان والعاطفة، تولد أسئلة حضورية،في مجموعته(هكذا أعلق جنائني) تنتمي قصائده الى الذات ، وتعطي معنى الباحث عن المعنى ، وتعطيه قلقا مستمرا ، يكثر من علامات الاستفهام في شعره،
قرأ مدير الجلسة الأستاذ نبيل نعمه الجابري شهادة الدكتور باسم الماضي الذي أعلن انه لايكتب عن شعر السيلاوي الآن، بعدما بلغ مراحل النضج، انما يكتب عما عرفه عن الشاعر في القرن الماضي، ، وشعره ليس صاخبا ولا هامسا،وانما هو بين بين ، وقد قال باسم الماضي في شهادته عن التسعينيين انهم فشلوا في تقديم تجربة ، وان الشاعر السيلاوي أخذ من السريالية حسناتها، وترك سيئاتها،وكان في مقدمة شعراء قصيدة النثر في كربلاء، الا انه كان يعمل وحده ، وكان يولي القصيدة العمودية اهتماما كبيرا، الا ان في شعره اقتصادا رهيبا بالكلمات ، وكل كلمة أريد ان تكون في مكانها ، وكان نحاتا للكلمات،على طريقة الرمزيين وطريقة ابي تمام،
قرأ الشاعر السيلاوي بعضا من شعره..
قال الشاعر المحتفى به انه بدأ عموديا في التسعينات، ثم التجأ الى قصيدة النثر، وما زال يجد ان قصيدة النثر يمكن ان ننجز فيها وهناك مناطق شاسعة لم يتوصل اليها أحد، وذكر الشاعر ان قصيدة النثر هي الشكل الذي يمثله، وانه في الملتقيات يقرأ القصيدة العمودية ، لأنه يحبها ويحب شعراءها، وهي جزء من ثقافتنا العربية ، وان الشعراء الذين يكتبون قصبدة النثر قد تسلحوا بالقصيدة العمودية، ، وبين الشاعر السيلاوي انه على شاعر قصيدة النثر ان يبحث عن جمهور، ويرى الشاعر ان شاعر قصيدة النثر لم يؤكد للجمهور انه قادر على انجاز شيء مهم في القصيدة العمودية، وذكر الشاعر المحتفى به انه ليس شاعرا طائفيا ، انما يكتب بجميع الطوائف الشعرية..
الشاعر مهدي النهيري قرأ شهادته عن الشاعر المحتفى به ، وقال ان تتحدث عن شاعر ذلك معناه انك سوف تتحدث عن نفسك، وان تطل على شاعر يمشي على الأرض، ذلك يعني انك لامست نارا ، ولم تتوجس، وتحن الى حكمة نضحت من يديه، هذا فم ينضح بالشعر ، أصابعه أمهات يربين أطفالهن ان غلبتك الخديعة، أمسكت ذلك الكتاب المبجل، وان القصيدة شاعرها واحد..
قال عمر السراي انه سيكتب عن قاع المدينة ،ويصنع من وحي المدينة ذهبا ،وقال السراي انه لايظن ان السيلاوي شاعر عمودي، انه يحمل قلبه الريفي ليتجول في بغداد ،فلماذا يصر على قراءة الشعر العمودي؟ وآلية تعامل الشاعر مع الشعر العمودي تحتاج الى حنكة، وانك تقاتل بدرع قديم بمواجهة مسدس ذري، اما ان تجتاز الفراغ بالأسلحة الحديثة ، او تجيد استعمال السيف، وهل الشعر فن مكتوب او مسموع؟ وهذا يقودنا الى الشعر العمودي والى قصيدة النثر ، واضاف الشاعر السراي ان الدراسات الفنية ظلت لاتدرس ايقاع الصوت المسموع، وان المطابع أفسدت ايقاع الكتابة، اليوم نتعامل مع جنس مكتوب ، وان قصيدة النثر تحملك أن تكتب بصورة أفضل ،
ترى الشاعرة غرام الربيعي انه لااشكالية في قراءة شعر عمودي وقصيدة نثر، وتساءلت لماذا نذكر قصيدة النثر باستحياء وهي لغة العصر؟
وضح مدير الجلسة ان الاشكالية موجودة منذ ستينات القرن الماضي ، وكل فريق فرح بما لديه.
أعجب الأديب عبد الأمير المجر بكلمة الشاعر ان هناك تجاور، وهذه المسألة مرتبطة بثقافتنا العربية ،هناك شاعر وله طريقة وله جمهوره ، ويتفاعل مع ما يكتب، لذلك نحن ننفعل مع كل نوع ، وقراءة الشعر يجب ان تكون جزءا من قراءة الحياة الثقافية ، وحين نقول ان قصيدة العمود قد انتهت ،فليس هذا حقيقة ، فمسألة التجاور والتجاوز يجب أن ندركها ، لذلك نحن ننفعل مع كل نوع ، وهناك نزاع على زعامة الشعر ، ويجب ان نصل الى أن تجاور الأجناس الأدبية هو الأساس..
يرى الناقد بشير حاجم ان هناك شعراء منافقين فحين يقرؤون يختارون الشعر العمودي، وحين يكتبون مشروعهم يعرضون قصيدة النثر، ومن هؤلاء الشاعر السيلاوي ، وقصيدة العمود الآن يجب أن تكون متسلحة بقيم الحداثة، وصلاح السيلاوي لايمتلك الأسلحة التي تؤهله كي يكون عموديا ، وهناك شعراء عموديون يجيدون قصائدهم ، وفيها كل مقومات الحداثة ، والشعر جمال وحين يكتب القصيدة المقاومة ، عليه ألا يذكر لنا مقدمات ، وفي قصيدة النثر يشتغل السيلاوي على تقنية التناص ، الذي هو تقنية وعي، وعلى الشاعر المجيد أن يقدم تناصا جديدا وصلاح السيلاوي في قصيدة النثر ينفتح على أكثر من بنية ، البنية الشعرية والأسلوبية ، وهذه البنيات تتداخل وتكون متجانسة ، وان من اهم قوانين قصيدة النثر ، تغلب الجملة الاسمية على الجملة الفعلية ، وكلما هيمنت الجملة الاسمية ، كانت انسيابية القصيدة أجمل ، ويؤاخذ الناقد حاجم الشاعر السيلاوي انه يعتمد على الجملة الفعلية، وهذا اشكال في البنية الايقاعية...
يرى الأستاذ ناجح المعموري ان التنوع في الشعر، يؤشر على وجود اشكالية ، تفصل الشاعر عن عتبات الحداثة ،وان نمط الكتابة الذي ساد في مرحلة قديمة جدا ، ويمثل ما ساد من الأنظمة القديمة ، ويعتقد المعموري ضرورة التفاعل مع نمط الحداثة ، ويضيف الأستاذ المعموري ان الشعراء الذين ينتمون الى الأماكن المقدسة تكون الكينونة الشخصية لهم مغتربة ،لأن المكان لايتيح الفرصة للشاعر كي تتبدى ذاتيته بشكل واضح ،وقصيدة وداع الحنظل اكثر كشفا عن علاقة الشاعر السيلاوي بالمكان المشبع بالقداسة ، وهذا خلق نوعا من التشاكل في قصيدة النثر، وبين المعموري ان الشاعر السيلاوي أكثر جرأة من محمد علي الخفاجي، وعليه التفاعل السريع ، لأنه يملك وعيا مع عناصر المكان ، ويقدر ان يؤسس حضورا ، ويتعامل مع المكان بطريقة مغايرة، وقد حصل على جائزة الشاعر حميد سعيد، ولكن الشاعر السيلاوي غفل الاشارة لهذا الانجاز في سيرته،..


صبيحة شبر

#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات