أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور على واقع برلين المحطمة














المزيد.....

ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور على واقع برلين المحطمة


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 22:26
المحور: الادب والفن
    


ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور على واقع برلين المحطمة
يفتتح روسيليني فيلمه النهائي في خاتمة الثلاثية الواقعية لما بعد الحرب على هذه المقدمة التي نسمعها بصوت الراوي:
عندما تنأى المذاهب الفكرية بنفسها عن الاخلاقية المسيحية ورحمتها،فالمؤسسات المهمة للحياة البشرية تصبح مجرمة حمقاء وحتى الطفولة البريئة تلطخ نفسها بهذه الجرائم البشعة...
هذا الفيلم صور في برلين في صيف عام 1947
ويتابع الراوي:هذا الفيلم مقصده فقط أن يكون موضوعيا وصورة صادقة لهذه المدينة المدمرة بالكامل تقريبا وفيها 3.5 مليون شخص يعيشون حياة رهيبة ويائسة وتقريبا من دون ان يدركو ذلك...هم يعيشون كما لو ان هذه المآسي طبيعية ليس بسبب الغرابة او القدر،ولكن بسبب انهم متعبون وهذا ليس اتهام أو حتى دفاع عن الشعب الألماني.
انه تقييم موضوعي حتى ان كان الشخص بعد مشاهدته قصة (Edmound Koeler s) يشعر بأن هناك شيء ما بحاجة الى ان يفعل على شاكلة أن الأطفال الألمان بحاجة الى اعادة تعلم (حب الحياة) وهذا يعد اكبر منفعة للذين صنعوا أو حققوا هذا الفيلم...هذه اللهجة التقديمية للفيلم تحمل الصبغة الوثائقية بشكل واضح.
بالتأكيد،ففي الفيلم الأخير من الثلاثية الواقعية لما بعد الحرب أي بعد روما مدينة مفتوحة و Paisan التي كان مكانها ايطاليا بعد الحرب،يعرج روسيليني بسرعة على واقع المانيا وبالتحديد برلين لما بعد الحرب،والصيغة المستخدمة هي الواقعية بكل حذافيرها، من خلال التصوير على ارض الواقع من خلال شوارع برلين ومبانيها المحطمة والميزانية المنخفضة واستخدام ممثلين غير محترفين ومن ارض الواقع.
على الرغم من ان الماضي السياسي له علاقة قوية بالموضوع،إلا ان روسيليني يصب جم تركيزه على الواقع الاجتماعي،أي ما خلقته وانتجته هذه الأيديولوجيا السياسية النازية على المحيط الاجتماعي الخاص بها،وعلى ان الموضوع السياسي واضح وظاهر ولايمكن تناسيه على الاطلاق خلال كل دقائق الفيلم الا انه يبقى قابعا من خلف هذه الصورة.
يطرح روسيليني واقع برلين المحطمة من خلال صبي يبلغ من العمر 12عاما،وهي خير طريقة-من الممكن ان تكون عاطفية-لعكس هذا الواقع...الفيلم يذكرنا نوعا بفيلم لويس بونويل(أرض بلا خبز)
الصبي يمشي في مدينة محطمة كليا ولكن الحطام الداخلي لهذا الصبي يبدو مؤثرا اكثر من الحطام الخارجي،على ان كلاهما واحد،وبشكل ادق مصدره واحد.
ادموند ضد الوضع الاجتماعي السائد،وهو يحاول انقاذ عائلته من الفقر،خاصة بانهم يحصلون على الطعام من خلال الكروت الحكومية التي لاتسد الرمق،بينما اخاه من الجيش السابق خائف من التسجيل في مركز الشرطة (كارل هينز) خوفا من الاعتقال،وشقيقته ايفا تلجأ الى الرقص في النوادي الليلية للحلفاء والوالد مريض على وشك الموت.
يعمل روسيليني ومن خلال الحوار على تفصيل واقع برلين للعام (صفر) بعد الحرب،مع شيء واضح من التفصيل والتكثيف العالي لشخصية الصبي كنموذج يعكس الواقع،حيث وباختصار من الممكن ان يكون الفيلم:
قصة وثائقية مطروحة بشكل سينمائي نموذجها عائلة المانية تعكس كل التفاصيل من الفقر والسوق السوداء والاستغلال وحتى انتظار حبيب ولكنهم كلهم مفقودين أو مسجونين...
يتعرض ادموند للأبتزاز حيث يطلب منه استاذه السابق ان يبيع اسطوانات عليها صو هتلر كتذكار للجنود الحلفاء.
صوت الفورهو يحلق من فوق برلين المحطمة...أصداؤه في فراغ برلين...الناس في الخلاء في الاماكن المقفرة...تتسمر وتنتظر في مكانها...تتبع مصدر هذا الصوت الرهيب
في هذا المشهد الذي يبدو اقوى مشاهد الفيلم واكثرها لفتا للنظر اشارة واضحة الى النظام السياسي
روسيليني يستخدم النموذج كحيز تكثيفي ونموذج لعكس كامل الواقع...هو يسخدم بالضبط الأسلوب الذي اتبعه فيتوريو دي سيكا في سارق الدراجة،وهذا بالضبط هو الذي جعل من روما مدينة مفتوحة افضل فيلم واقعي على الاطلاق كرأي اتفق عليه غالبية النقاد..
الأغلبية الكبرى في المجتمع البرليني من المهمشين،ولم يعد هناك وجود فعلي لما يدعى بالطبقات سوى لعناصر خارجية،بينما الشعب الالماني اتحد على فكرة ارادة الحياة فقط،وبالتأكيد فإن اي مواجهة مع هذا الواقع ستفقد البراءة...من اي نوع كانت هذه البراءة.
ادموند يقتل والده مقتنعا بكلام استاذه عن الحياة...اي ان الفعل الاجرامي الأول في حياته كان ضد والده والسبب بالتأكيد هو الحياة نفسها الذي خلفها النظام السياسي المنتحر
وهذا الواقع ينتهي بأدموند المنتحر
القصة مع سقطاتها الميلودرامية الواضحة،فهي على مايبدو مقتبسة من قصة حقيقية والحياة مليئة بالميلودراما
الذي نقوله ان روسيليني حقق فيلما واقعيا بامتياز مبطن بوضوح بهجوم شديد على النظام السياسي السابق،أي النازية،وهذا الهجوم مصدره ارض الواقع ليس الا...



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن روبروتو روسيليني 1906-1977 وروما مدينة مفتوحة 1945:
- ليلي مارلين 1981(راينر فاينر فاسبندر): صعود وسقوط النازية
- لولا 1981(راينر فاينر فاسبندر):الاساس الاخلاقي للصعود الألما ...
- فيرونيكا فوس 1982 (راينر فاينر فاسبندر):انهيار وتداعي لأحلام ...
- زواج ماريا براون 1979(راينر فاينر فاسبندر):ميلودراما محرمة ع ...
- الجيل الثالث (راينر فاينر فاسبندر) 1979:عن شوبنهور واندفاعات ...
- في عام الثلاثة عشر قمرا 1978 راينر فاينر فاسبندر:آخر خمسة اي ...
- يائس 1978(راينر فاينر فاسبندر):مؤشرات رجل يائس على وشك الجنو ...
- الروليت الصينية 1976(راينر فاينر فاسبندر):انكشاف الاقنعة
- شواء الشيطان 1976(راينر فاينر فاسبندر):عودة الهمجيون
- الأم كيسرز تذهب الى الجنة 1975(راينر فاينر فاسبندر):فاسبندر ...
- كل الآخرين اسمهم علي(راينر فاينر فاسبندر):الخوف يقتل الروح
- دموع بيترا فون المريرة 1972 راينر فاينر اسبندر):فيلم عن الشي ...
- تاجر الفصول الأربعة 1972(راينر فاينر فاسبندر ):الحشرة الاجتم ...
- احذر من العاهرة المقدسة1971(راينر فاينر فاسبندر):أنا دائما خ ...
- Kalzelmacher1969(ليس من اجل لاشيء) راينر فاينر فاسبندر :فضح ...
- الحب ابرد من الموت 1969(فاسبندر):شخصيات تعاني من برود شديد ا ...
- عن راينر فاينر فاسبندر 1945-1982 وصعلوك المدينة وتشويش بسيط
- تابوو 1999(ناغيسا اوشيما):عندما تخضع التابوهات للظروف
- امبراطورية الحواس 1976(ناغيسا أوشيما):غلطة اوشيما الكبرى


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - ألمانيا العام صفر1947(روبرتو روسيليني):أنغام صوت الفورهور على واقع برلين المحطمة