أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن - محمود جلبوط - مشاركة بمناسبة السنة الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن














المزيد.....

مشاركة بمناسبة السنة الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن


محمود جلبوط

الحوار المتمدن-العدد: 1394 - 2005 / 12 / 9 - 12:57
المحور: الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن
    


عندما تمدد لجوءنا وتجدد في المنفى الأوربي , كان الجسد قد أنهك والكتف قد وهن فما عاد يتحمل أن تسند الحبيبة رأسها المتعب عليه لأنه قد أثقلته سنون الإعتقال الطويلة, والروح قد ثلمت فما عادت تذكر كيف وأين نبتت صدفة أول وردة لما قطفناها فاحت من بين أصابعنا وأعيننا رائحة الحب من النظرة الأولى... و أصبحت الذاكرة حبلى بالعمر الذي مضى . حبلى بالتغريبة الموروثة , حبلى بالوطن الرازح تحت حالة الطواريء حيث الزوجة والأطفال والأهل والأصدقاء وبردى ورائحة الياسمين والفل و الليمون والزعتر البري والبحر والفتنة ..حيث الولادة ومرتع الطفولة والشباب , حيث مقاعد الدراسة والسياسة والمظاهرات في يوم الأرض والملاحقات , حيث تدربنا أن نكون مقاتلين في حمورية ومعلولة وعين الصاحب والصنمين , والعرقوب والدامور والبداوي , حيث كنا نودع الشهداء بالزغاريد في مخيمات دمشق ودرعا وحمص وحلب والرمل الفلسطيني بالقرب من البحر وفي مخيمات لبنان . لما أتينا وطن المنفى والذاكرة ترتدي حنان الطفولة و رونق العشق الأول متأنقا بالشفق الأخير ملتفحة بالأحمر والأخضر والأبيض وكل ألوان قوس قزح ..كانت حبلى بالأحلام والآمال , حبلى بالرغبة , بكتابة الخواطر و الشعر الحديث والقصة القصيرة و ذاكرة معتقل سابق..ولما ضاقت الذاكرة بكل ماسبق وتعبت بحملها وأرادت أن تغفو بحثت لها عن مرقد يستوعبها فضاقت بها المراقد , ولما أنهكها حِملًها وتوجعت وأرادت أن تبوح بوجعها , ضاقت بها القوافي و المحسوبيات والولاءات و الرقابة والتعصب بكل أطيافه..
ولما توفرت الإمكانيات والظروف لدينا في المنفى للتعرف على عالم الكمبيوتر والانترنيت أبحرنا متعثرين بخطا قلقة وبطيئة وحذرة لنقص في المعرفة والخبرة التقنية بسبب عدم ممارستها في وطن السجن , لأن الدولة في وطن السجن كانت مشغولة في قضايا أهم من هذه , بل لعلها ارتأت أن الانترنيت وتقنية الكمبيوتر تهدد أمنها.
سافرنا في عالم الانترنيت نتعثر , مشغوفين بالمعرفة , و صدفة التقينا بعنوان الحوار المتمدن الذي قدم نفسه على أنه أول صحيفة يسارية الكترونية يومية مستقلة في الوطن العربي , ولأن هوانا يساري وعلماني , ونريد لرأينا أن يكون مستقلا وحرا من رقابة التابوات المتعارف عليها في أوطاننا , اخترنا أن يكون الموقع مرقدا لذاكرتنا التعبة وبوحا لها وللوطن المثقل بها ولاغترابنا .
كنا مازلنا نتعثر ولا نعرف إلا القليل حول السفر في عالم الإنترنيت ولكن الذاكرة والرغبة بالكتابة بقت تلح علينا , راسلنا إدارة الحوار المتمدن طالبين المساعدة وتعريفنا بكيفية النشر لديهم , كانوا مختلفين عن الآخرين في تواضعهم وودهم وإنسانينتهم , أجابونا بإيميل الكتروني موسع ومفصل حول كيفية النشر على صفحاتهم متمنين لنا النجاح . فرحنا , بل كان فرحنا طفوليا: للطافتهم وودهم وتعاملهم الرفاقي الذي كان مختلفا عن الآخرين , وفرحنا لأن ذاكرتنا ستتمكن أخيرا أن تبوح بما لديها , وفرحنا لأننا سنتمكن أخيرا من نشر ما نريد, قصة قصيرة كانت أو خاطرة أو قصيدة أو مقالا, وفرحنا لأننا سنعبر بحرية مطلقة عن رأينا حول كل ما نريد أن نعبر , في ظل حصار عام من مواقع الرقابة أو مواقع إلغاء العقل أو مواقع المتعصبين والمحسوبين والموالين , بل كانوا يدعونا دائما أن نقول رأينا , وعندما كان يمتصنا صمتنا , أوعندما ينتابنا كسل ما يداهمونا , دعواتهم المتكررة تستفز فينا نشاطا في مشاريع حواراتهم المتكررة , ويستنهضون فينا همما خبت في مواجهة ما يخطط للمنطقة من مخاطر من قبل الأعداء الخارجيين والإرهاب والإستبداد , لنتدارس سوية في محاولة البحث عن حل ينبثق منا , فكان الحوار المتمدن لنا الواحة الخضراء الموازية لواحتنا الداخلية التي رعيناها داخلنا ضمن حصار القهر السياسي والاجتماعي والديني والإرهاب والاستبداد بكل أشكاله .
فغفت ذاكرتنا بين أجنحته , فحكينا له قصصنا , وبثثنا على صفحاته حزننا وقهرنا وتهويماتنا وأحلامنا وآمالنا , وحملنا قصائدنا الموجوعة على صفحاته حمى شوق ووهج عشق , وفرح قادم ووجع حاضر , وصرنا من خلاله نتواصل مع كل الأحبة الذين تركناهم في أسر الاستبداد في الوطن أو المنفى , وكان فرصة أيضا لعلاقات جديدة مع منفيين مثلنا سكنوا المنفى أو مع أحبة في الوطن المحتل أو الأوطان الأخرى , من خلال نقد حسن أدائنا وزاد من معرفتنا واشبع في بعض الأحيان غرورنا فزادنا نشوة وخفف عنا وطأة التجربة . لهذا أحببناه وصار وطنا لكتاباتنا , ولأنه كان الموقع الأول الذي بدأنا به وانتشرنا من خلاله , شعرنا بالاكتفاء به , خصوصا بعد أن خصص لنا موقعا خاصا يسمح لقرائنا ولأصدقائنا عبره صفحاته الاضطلاع على موادنا .
علمنا من دعوة أدارة الموقع لنا بالمشاركة أنه شارف على طي السنة الرابعة من عمر انطلاقته لا يسعنا إلا أن نهنيء الكادر الشاب لإدارته على هذا التفاني لانجاز هذا الصرح اليساري الديموقراطي العلماني والعقلاني رغم أنف الاستبداد المعرش في بلادنا و ومواقع اللا عقل والتعصب المحيطة بنا من كل حدب وصوب , نشكر لهم الجهد في الاصرار على الديمومة والتطوير .
إننا نعتبر إجابتنا على الأسئلة ستكون نافلة , فإنا نرى أن تزايد أعداد المسافرين على صفحاته للكتابة أو التصفح أو النقد , دليلا بينا على توسعه وانتشاره بين القراء والمهتمين.
وسأكتفي بايراد تعليق لصديق من الوطن كنا قد تحدثنا سوية على صفحة المسنجر تعليقا على توقف صدوره في الفترة المنصرمة أعتبره أكثر تعبيرا من الأجوبة على الأسئلة المطروحة:
قال لي صديقي: ما تفعل بهذه السويعات الأخيرة من الليل في الانترنيت . أجبته: أتصفح الأخبار في المواقع الالكترونية وأضطلع على آراء الشباب بما يحدث في منطقتنا ولكني أحس أن هناك شيئا ما ينقصها بسبب توقف الحوار المتمدن.
وسألت صديقي بدوري : وما أنت فاعل فأجابني : الآن أحسست بشكل واضح بوطأة الحصار في وطن الاستبداد بتوقف الحوار , كنا نشعر أننا أحرارا عندما كنا نطير على أجنحة الحوارالمتمدن , إن كان من خلال كتاباتنا أو قراءاتنا.



#محمود_جلبوط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة طواريء.......قصة قصيرة
- دعوة تحذير متواضعة لدعاة التغيير الديموقراطي في الوطن العربي
- انتظار - قصة قصيرة جدا
- وتشرق الشمس من جديد
- صمت الحوارية...وحديث العيون
- الديموقراطية والإصلاح السياسي في العالم العربي
- قضية العرب الأولى ..قضية فلسطين
- العالم قرية صغيرة
- مصلحة الشعب الفلسطيني
- غزة … المنعطف المجهول
- شعر..لصديقة من الوطن
- أحداث غزة واتفاق القاهرة …
- اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة …
- رأي في العمل السياسي
- مشاركة من يساري ديموقراطي يسكن مجاورا للعراق استجابة لنداء ا ...
- قصة قصيرة................موعد
- لنجد أشيائا مشتركة نقوم بعملها مع أولادنا لنا ولهم
- لماذا يردني أهلي أن أبدو جيدا أمام الآخرين
- لماذا لا يتركون أهلي فرصة لمبادراتي...؟؟
- هل نصغي بما يكفي لأطفالنا ؟؟


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الملف التقييمي - بمناسبة الذكرى الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن - محمود جلبوط - مشاركة بمناسبة السنة الرابعة لانطلاق موقع الحوار المتمدن