أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - القاعديون. توضيح لا بد منه














المزيد.....

القاعديون. توضيح لا بد منه


محسين الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 5176 - 2016 / 5 / 28 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أجد نفسي مضطرا لإعطاء موقف من الأحداث التي عرفتها مؤخرا جامعة مكناس باعتباري مناضلا سابقا بفصيل النهج الديمقراطي القاعدي بجامعة فاس. هذا التنظيم مثله مثل باقي التنظيمات السياسية يخطئ ويصيب. هذا أمر لا جدال فيه لأن من لا يخطئ لا يمارس أساسا. وهامش الخطأ يكبر تحت تأثير الضغط والمتابعات والتضييق.

يعتبر حادث قص شعر شابة من طرف طلاب بجامعة مكناس، رغم كل التهم المنسوبة لها، عملا مرفوضا لأنه ليس من شيم وقيم القاعديين التصادم مع أبناء الجماهير الشعبية حتى لو اختلفوا معهم. إلا أن تحول الحادث من عمل معزول بجامعة معزولة ثقافيا وعلميا إلى قضية رأي عام وطني يثير الاستغراب والشك في خلفيات الحادث لأن تاريخ الجامعة المغربية مليء بأحداث أكثر عنفا من هذا بكثير ولم تلقى مثل هذه التغطية الإعلامية التي اتحدت في موقفها المناهض لفصيل طلابي معين دون أدنى تريث واصفة إياه بأبشع النعوت ودون انتظار نتائج التحقيق ولا حتى كلفت نفسها عناء البحث بين مفاصل هذه الواقعة. وهو الموقف الذي انسجم مع مواقف أغلب السياسيين.

من يعرف الجامعة المغربية وأعراف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب يدرك بأن من يقرر طبيعة الأشكال النضالية خلاصات الحلقات التأديبية لمن يخالف أعراف هذه النقابة الطلابية هو الطالب وليس المناضل. لكن هذا الأخير يتحمل المسؤولية السياسية لأي فعل نضالي من داخل الجامعة تجسيدا للمبدأ القائل بقوة الحركة من قوة الجماهير الملتفة حولها وضعفها من ضعف القيادة. المناضل القاعدي لا يتبجح بنجاحات المعارك ولا بالمكتسبات التي تحققها الجماهير تحت قيادته لكنه يدرك جيدا أنه هو من يتحمل مسؤولية الانزلاقات والهفوات لذا تجده يقوم بنقد ذاتي مسئول لتجاوزها.

من انهال على طلبة مكناس بالشتائم والحط من الكرامة نسي أن العنف المادي والمعنوي ظاهرة اجتماعية تميز المجتمعات المتخلفة، والجامعة جزء لا يتجزأ من هذا التخلف. ألا يدرك هؤلاء بأن حرمان معظم الطلاب من المنح والسكن الجامعي والتغذية عنفا في حقهم. ألا يعتبرون تسليط البوليس السري والعلني عليهم لثنيهم عن التفكير الحر جريمة في حقهم. ألم يتناهى إلى علمهم أن عدم النهوض بالمكتبات الجامعية وتزويدها بأحدث المراجع وتوفير العدد الكافي من الأطر والقاعات الدراسية جريمة في حق العلم وطالبيه. ألا يعرفون أن جامعاتنا تحتل المراكز الأخيرة بين أفضل الجامعات. فمن المسئول عن ذلك؟

تأسفت كثيرا للمستوى الذي وصل إليه إعلامنا وساساتنا ومثقفونا. يا ليتهم اهتموا بأسباب تخلف الجامعة المغربية عوض النبش في انعكاساتها. ويا ليتهم بحثوا في أسباب رداءة خدمات مستشفياتنا عوض الحط من كرامة أطبائنا. دائما ما كانت الجامعة المغربية ضحية لسياسات الدولة وموضوع تضليل وتشويه من طرف بعض وسائل الإعلام التي تخدم أهذاف أطراف تتناقض رؤيتها ومصالحها مع الخطاب السياسي السائد ببعض الجامعات. فتجدها ستغل بعض الأحداث المعزولة لإلهاء الرأي العام وتحويل تفكيره عن القضايا المصيرية التي تهم واقعه المعيشي المزري. بالنسبة لنا، لا تختلف حالة قص شعر هذه الشابة من حيث الجوهر عن واقعة نطحة بوطازوت وبطولات علال القادوس ومسلسل قائد الدروة ونجومية سينا...

لا تحتل مثل هذه الوقائع الصفحات الأولى ولا تشكل موضوع مقالات رأي أو افتتاحيات جرائد تحترم قراءها. كان حريا بها أن تهتم بالقضايا الكبرى التي تهم المواطن العادي. أن تسبر أغوار قانون التقاعد الذي يستهدف لقمة عيش الآلاف من المتقاعدين الذين أفنوا عمرهم خدمة لهذا الوطن وأن تقدم تقارير مفصلة لتنوير الرأي العام عن أسباب تردي المدرسة المغربية العمومية والجامعات المغربية. وأن تنبش في خبايا قضية بنما وعن مصير ملايير الدراهم التي تهرب إلى الخارج.

على المغاربة أن يستفيدوا من الجارة الشمالية التي لا تبعد عنا إلا ببضعة كيلومترات إلا أنها تجاوزتنا بملايين السنين الضوئية رغم ديمقراطيتها الجنينية. لا يحاكم الطلبة بهذا البلد السعيد ولن تقرأ بجرائدهم عن قصص دنيا بوطازوت أو لبنى أبيضار... بمحاكم إسبانيا يحاكم الساسة الفاسدون دون الأخذ بعين الاعتبار مكانتهم الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية. بمحاكم اسبانيا تحاكم شقيقة الملك فيليبي السادس وزوجها مع بث المحاكمة مباشرة على القنوات الاسبانية. وسائل الإعلام بهذا البلد كانت سببا في تنازل خوان كارلوس عن الملك بسبب كشفها لفضائحه الأخلاقية والسياسية.

توجد بمغربنا حكومة جلالة الملك ومعارضة جلالة الملك حسب تعبير نبيل بن عبد الله وإدريس لشكر. اعتراف ينم عن حس سياسي كبير لهذين الرجلين. كما أن هناك صحافة حكومة جلالة الملك وصحافة معارضة جلالة الملك. وهناك مثقفو حكومة جلالة الملك ومثقفو معارضة جلالة الملك وفنانو حكومة جلالة الملك وفنانو معارضة جلالة الملك. وكل من خرج عن هذه المعادلة السياسية يكون مآله التشويه والتضييق ولما لا الوأد بطرق مختلفة.

كيف لنا أن نستوعب محاكمة الهيني وغض الطرف عن عشرات القضاة المرتشين، وكيف لنا أن نقبل بمحاكمة صحفيين اختاروا أن يكونوا أقلاما حرة لا أقلاما مأجورة. نحن لسنا بحاجة لمتابعة بائعات الهوى وأصحاب قضايا السكر العلني ومحاكمة الطلاب ولصوص يسرقون ما يسدون به رمقهم. نحن بحاجة إلى محاكمة وتسليط الأضواء على من ينهب ثروات هذا البلد. على محاكمنا وصحافتنا أن تهتم أكثر بالحيتان الفاسدة التي تعبث فسادا في الأرض والجو البحر.



#محسين_الهواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري: الديكتاتورية الأكثر ديمقراطية بالمنطقة
- شاغلي إيبدو: حملة انتخابية سابقة لأوانها
- الشجعان الجدد يلتحقون أفواجا
- جائزة نوبل للتخلفلوجيا
- في ترجمة الخطاب السياسي
- -هما ميت واحنا مين-
- في اقتسام الشرق الأوسط المريض
- هي من نور، أنتم من نار ونحن من تراب
- أرجوكم، اعتقلوني بعد الامتحان
- في اغتصاب مفهوم الثورة
- كل سنة وأنتم ملتحين
- عندما تتجند الفاشية لإغتيال الفكر التقدمي
- حزب عوفير بنكيران
- قبلات شاذة
- الاسلاميون برجوازية ملتحية


المزيد.....




- كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما ...
- على الخريطة.. حجم قواعد أمريكا بالمنطقة وقربها من الميليشيات ...
- بيسكوف: السلطات الفرنسية تقوض أسس نظامها القانوني
- وزير الداخلية اللبناني يكشف عن تفصيل تشير إلى -بصمات- الموسا ...
- مطرب مصري يرد على منتقدي استعراضه سيارته الفارهة
- خصائص الصاروخ -إر – 500 – إسكندر- الروسي الذي دمّر مركز القي ...
- قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على عقوبات جديدة ضد إيران
- سلطنة عمان.. ارتفاع عدد وفيات المنخفض الجوي إلى 21 بينهم 12 ...
- جنرال أوكراني متقاعد يكشف سبب عجز قوات كييف بمنطقة تشاسوف يا ...
- انطلاق المنتدى العالمي لمدرسي الروسية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسين الهواري - القاعديون. توضيح لا بد منه